في وقتنا الحالي، إن معظم الأشخاص يحرصون على الالتزام بالتعليمات الوقائية للحد من الإصابة بفيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية:Covid-19)، كما يسعون للحصول على جميع المعلومات حول كيفية انتقال الفيروس وانتشاره، ومن الأسئلة التي قد تتبادر إلى الأذهان "هل ينتقل فيروس كورونا الجديد عن طريق الأكل؟"، و"هل يجب تعقيم الأطعمة والمشتريات بعد شرائها من البقالة للوقاية من فيروس كورونا؟"، هذا ما سنتناول الحديث عنه في هذا المقال.

تحرص منظمة الصحة العالمية على الإفصاح عن كل جديد يخص فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Corona)، وذلك لكونه جائحة عالمية اخترقت بلدان العالم أجمع وشلت حركتها. كما تحرص بلدان كثيرة على اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية بشأن تعليمات التباعد الجسدي، مما أدى إلى قفل المدارس، والجامعات، والمساجد، والمقاهي، والعديد من القطاعات الحكومية، والعديد من قطاعات الأعمال، بالإضافة إلى توقيف حركة السفر والاستيراد والتصدير.

كما أن العديد من قطاعات الأعمال والمعاهد التعليمية اتجهت للعمل عن بعد من المنزل، لكي تتمكن من إنجاز مهامها. أما بالنسبة للعاملين في مجال الصناعات الغذائية، فلا يمكن إنجاز أعمالهم من المنزل وعليهم ممارسة أعمالهم من أماكنهم المعتادة. لذلك توضع أنظمة في مجال صناعة الأغذية لمراقبة السلامة، والحد من مخاطر التلوث الغذائي، وتستند إلى برامج الاشتراطات الأساسية التي تشمل الممارسات الصحية الجيدة مثل تنظيف الأسطح وتطهيرها جيداً، ومراقبة الموردين، والتخزين، والتوزيع، والنقل، ونظافة العاملين الشخصية وذلك من أجل تحقيق بيئة صحية لإنتاج الغذاء.

اقرأ أيضاً: مسببات حالات التسمم الغذائي

إمكانية نقل فيروس كورونا الجديد عن طريق الطعام

من المستبعد إلى حد كبير أن تنتقل عدوى فيروس كورونا الجديد عن طريق الطعام والعبوات الغذائية، وذلك لأن فيروس كورونا هو فيروس تنفسي، وتنتقل الفيروسات التنفسية عن طريق الرذاذ الناتج عن الشخص المصاب عند السعال أو العطس، ولا يوجد أي دليل حتى الآن أن الفيروسات التنفسية تنتقل عن طريق الطعام والعبوات الغذائية. كما أن فيروس كورونا الجديد لا يتكاثر على الطعام، ولكنه يحتاج إلى عائل إنساني أو حيواني لكي يتكاثر بداخله.

تنتقل عدوى فيروس كورونا الجديد عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب على مسافة قريبة من الشخص غير المصاب، حيث تنتقل قطرات الرذاذ إلى عين أو أنف أو فم الشخص غير المصاب فتنتقل إليه العدوى. وعندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب بفيروس كورونا الجديد فإن قطرات الرذاذ الناتجة هي أثقل من الهواء  فتسقط على الأسطح، وعند ملامسة الشخص السليم لهذه الأسطح بيده ثم لمس أنفه، أو فمه، أو عينه فعندها قد يصاب بالفيروس.

اقرأ أيضاً: عدوى الجهاز التنفسي العلوي

وقد أجريت مؤخراً العديد من الدراسات لتبين مدة بقاء الفيروس حياً على أنواع الأسطح المختلفة، وأفادت بـأنـه يمكن للفيروس أن يظـل حيـاً لمـدة قـد تصــــل إلى 72 سـاعة على اللدائن والفولاذ الذي لا يصدأ، وحتى 4 ساعات على النحاس، وحتى 24 ساعة على الورق المقوى. وقد أجريت هذه الأبحاث داخل المختبر في ظروف معينة من حيث ضبط درجات الحرارة ودرجة الرطوبة.

اقرأ أيضاً: فترة بقاء فيروس كورونا الجديد على الأسطح

ومن المهم أن تقوم المؤسسات والمنشآت الغذائية بتدريب عامليها على مبادئ سلامة الأغذية، وتدابير الصحة الشخصية، وذلك لتقليل مخاطر تلوث الأسطح والمواد التي تصنع منها العبوات الغذائية بفيروس كورونا الجديد، ولابد من  تنفيذ التباعد الجسدي، وترك مسافة كافية بين كل العاملين، وارتداء الكمامات والقفازات، وأخذ إجراءات صارمة بشأن النظافة الشخصية والصحة العامة، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وذلك للحد من انتشار الفيروس بين العاملين، واكتشاف المصابين مبكراً وعزلهم، وعزل المخالطين لهم فوراً عن بيئة العمل.

الطريقة الصحيحة لغسل اليدين

اقرأ أيضاً: التسمم الغذائي وتدابيره الوقائية والعلاجية

انتقال فيروس كورونا الجديد عن طريق البراز

على الرغم من اكتشاف الحمض النووي الريبوزي  للفيروس (بالإنجليزية: RNA) داخل براز المصابين بفيروس كورونا الجديد، إلا أنه لا يوجد دليل على انتقاله عن طريق المسار الغائطي-الفموي (بالإنجليزية: Fecal-Oral Route). وفي كل الأحوال لابد من غسل اليدين جيداً بعد استخدام المرحاض، وخاصة للعاملين في مجال الغذاء.

اقرا ايضاً :

معلومات تهمك عن التهاب الكبد

توعية للعاملين بمجال الأغذية 

لابد من التوعية المستمرة للعاملين بمجال الأغذية عن أعراض الاصابة بفيروس كورونا الجديد، وذلك لعزل المصابين مبكراً وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم، والحد من انتشار العدوى إلى زملائهم وتشمل أعراض فيروس كورونا الجديد الآتي:

  1. الحمى (ارتفاع في درجة حرارة الجسم 37.5 درجة سلسيوسية أو أعلى).
  2. السعال ( سعال جاف أو مصحوباً ببلغم).
  3. الإجهاد شديد.
  4. آلام في العظام.
  5. الصداع.
  6. إسهال حاد وقيء.

اقرأ أيضاً: أسباب الصداع ومحفزاته

فعند شعور إحدي العاملين بهذه الأعراض مجتمعة أو بعضها، فلابد من العزل المنزلي فوراً والتوجه للطبيب أو الاتصال به، وإجراء الأشعة والتحاليل المطلوبة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتلقي الرعاية اللازمة، وذلك لأن وجود شخص مصاب من فريق العمل قد ينقل الفيروس إلى الأسطح، أو الأغلفة، أو عبوات الأطعمة، أو باقي فريق العمل.

وقد يكون هناك بعض العاملين الحاملين للعدوى  (بالإنجليزية: Carrier) ولا تظهر عليهم الأعراض، أو من تكون لديهم أعراضاً خفيفة يمكن التغاضي عنها فيكونون هم مصدراً لنقل العدوى ونشرها دون العلم، لذلك فلابد من التشديد على اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية من التباعد الجسدي، وغسل اليدين باستمرار، وارتداء الكمامات، والقفازات، وتطهير الأسطح والأدوات باستمرار.

اقرأ أيضاً: رعاية مرضى فيروس كورونا منزليا

إرشادات للعاملين بقطاع الأغذية

تشتمل ممارسات النظافة الشخصية والتدابير الوقائية للعاملين بقطاع الأغذية على الآتي:

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
  • ارتداء الكمامات، وذلك لمنع العطس والسعال في الهواء ونقل الفيروس بين العاملين وسقوط الرذاذ على الأسطح وجعلها مصدراً لنقل العدوى.

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة

  • تطهير الأسطح جيداً وباستمرار بالمطهرات.
  • استعمال مطهر كحولي يحتوي على نسبة كحول 70% لتطهير أيدي العاملين والأسطح والمقابض وغيرها.
  • ارتداء القفازات ذات الاستخدام الواحد والتخلص منها بطريقة صحيحة.
  • تجنب لمس الفم، والأنف، والعينين.
  • تجنب المخالطة مع أي شخص تظهر عليه أعراض المرض.
  • التباعد الجسدي في مكان العمل.
  • فتح النوافذ داخل مكاتب الموظفين بغرض التهوية.

اقرأ أيضاً: طرق الوقاية والعلاج لفيروس كورونا

التدابير الوقائية داخل متاجر البيع بالتجزئة

من غير المرجح أن تكون أماكن بيع التجزئة والعاملين بها مصدراً لنقل عدوى فيروس كورونا الجديد ما دام هناك اتباع للإرشادات الوقائية والتدابير اللازمة، ولكن قد تكون أماكن البيع بالتجزئة مصدراً للعدوى عن طريق تزاحم العملاء المترددين على المتاجر ونشر العدوى فيما بينهم، وعن طريق لمس الأسطح، والأرفف، والمعلبات الملوثة برذاذ شخص مصاب.

فلذلك توجب على أماكن البيع بالتجزئة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للحد من العدوى وانتشارها مثل:

  1. التقليل من عدد العملاء المترددين على المتاجر، وتنظيم دخول العملاء وخروجهم لمنع التزاحم، والحفاظ على التباعد الجسدي بينهم.
  2. توعية العاملين بالمكان لتنفيذ التباعد الجسدي، وغسل اليدين، واستعمال المطهرات، وارتداء الكمامات والقفازات، وتوعيتهم بالأعراض والتبليغ في حالة الإصابة بأي من الأعراض، وعزل الشخص المصاب والتوعية بالتواصل مع مقدم الرعاية الصحية لاتخاذ اللازم.
  3. استخدام حواجز زجاجية في أماكن تحصيل المدفوعات.
  4. استخدام وسائل الدفع الإلكتروني للحد من التلامس قدر الإمكان.
  5. استخدام المطهرات الكحولية على الأسطح والعبوات من الخارج، وعربات التسوق، والمقابض، والموازين.
  6. توفير المناديل المبللة، والبخاخات الكحولية لتنظيف عربات التسوق والمقابض وغيرها باستمرار.
  7. الحفاظ على الأبواب مفتوحة قدر الإمكان لتقليل التلامس.

اقرأ أيضاً: هل يمكن تعقيم القفازات الكمامات بعد استخدامها من فيروس كورونا

هل يجب تعقيم الطعام والمشتريات من البقالة قبل استخدامها؟

من الممكن أن يبقى فيروس كورونا الجديد على أسطح الخضروات والفاكهة التي لمسها شخص مصاب بالفيروس، ولكن من غير المعروف هل تنتقل العدوى بهذه الطريقة أم لا، لذلك يجب غسل جميع الخضروات والفاكهة بالماء الجاري من الصنبور ويمكن إضافة بعض الخل لماء الغسيل، ولكن لا داع لاستخدام الصابون، كما يمكن أيضاً استخدام فرشاة نظيفة لغسل الخضار والفاكهة ذات القشرة السميكة. كما لابد من غسل اليدين جيداً عند العودة من السوق، والتخلص من الأكياس غير القابلة للتدوير، وتطهير العبوات من الخارج وغسل الخضار والفاكهة، ثم غسل اليدين مرة أخرى بالماء والصابون.

هل ينتقل الكبد الوبائي بي أو سي لو جاء لعاب على عيني؟

وفي النهاية ليس هناك دليلاً قاطعاً يثبت انتقال فيروس كورونا الجديد عن طريق الطعام، فلا داع للقلق الشديد، فقط قم بارتداء قفازات، وطهر العبوات من الخارج بالكحول وتخلص من القفازات بطريقة صحيحة، واغسل يديك جيداً بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية.