تعد عملية تجميل الحروق عبارة عن  مجموعة من الإجراءات الطبية والجراحية التي تتم لمعالجة الحرق بشكل مباشر أو لمعالجة الآثار الناتجة عن الحروق، هذه الآثار يمكن أن تؤثر على وظيفة العضو المصاب بالحرق، وتعيق القيام بالوظائف اليومية، أيضاً يمكن أن تؤثر على المظهر الجمالي للمنطقة المصابة.

ما هو الحرق؟ وما هي أنواعه؟

الحرق (بالإنجليزية: Burn) هو ضرر بالغ يصيب الخلايا نتيجة تعرضها لدرجة حرارة مرتفعة يؤدي إلى موتها. تختلف طبيعة المواد المسببة للحرق، فهناك حروق نتيجة النار أو الماء الساخن، وحروق نتيجة الكهرباء، وحرق بالمواد الكيميائية، ويمكن حدوث حروق نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة. يترافق مع اختلاف المادة المسببة للحرق، اختلاف درجة الحرق ومقداره، هذه العوامل جميعها تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار تعافي الحروق، وإذا كانت ستتعافى دون ترك آثار أو ندوب أو أنها تحتاج تدخل طبي ليتم تجميل الحروق.

تختلف المضاعفات الناتجة عن التعرض للحرق حسب درجة الحرق ومساحة المنطقة المعرضة للحرق، ويمكن تصنيف الحروق إلى ثلاثة درجات رئيسية:

  • حرق من الدرجة الأولى: يعد أخف درجات الحروق، يتميز باحمرار المنطقة المصابة، ووجود ألم، كما أنه يتعافى بدون ترك ندوب أو آثار.
  • حرق من الدرجة الثانية: يكون الحرق أعمق ويشمل طبقات أكثر من الجلد، يتميز بوجود فقاعات مع احمرار في المنطقة المصابة. في الحروق الخفيفة من الدرجة الثانية يتعافى الحرق بدون ترك ندوب، لكن إذا كان حرق شديد من الدرجة الثانية يمكن أن يترك بعض الندوب.
  • حرق من الدرجة الثالثة: يشمل كل طبقات الجلد، يكون لون المنطقة المحروقة أبيضاً، وفي حالات التفَحم يمكن أن تكون سوداء اللون، وقد تظهر بعض من الأجزاء الداخلية مثل العظام والأوتار. يترك هذا النوع من الحروق ضررا بالغاً طويل المدى.

تتطلب الحروق الشديدة من الدرجة الثانية أو الثالثة عناية طبية خاصة، إضافة إلى وجود حاجة في بعض الأحيان للقيام بتدخل جراحي لتَجميل الحروق بشكل مباشر، ويكون ذلك من خلال نقل رقعة من الجلد من مكان سليم إلى المكان المصاب عندما يكون عمق الحرق ومساحته كبيران ويتطلب العلاج نقل رقعة من الجلد إلى هذه المنطقة لعدم إمكانية تعافيها لوحدها. أما الحروق الأقل درجة فيتم علاجها علاجاً دوائياً من خلال التعقيم، والغيار المتكرر لمنطقة الحرق، ومضادات الالتهاب، ومسكنات الألم وغيرها.

لكن حالات الحروق المتقدمة تحتاج إلى عناية مضاعفة أكثر من العلاج الدوائي فحسب لتقليل الضرر الجسدي والنفسي على المصاب، لذلك يمكن أن يحتاج المريض إلى:

  • عمليات جراحية تجميلية.
  • علاج فيزيائي.
  • إعادة تأهيل الجزء المصاب.
  • رعاية ومساعدة طويلة المدى.

ما هي أنواع الندوب الناتجة عن الحروق؟

الندوب الناتجة عن الحروق هي نتيجة لا مفر منها باستثناء الحروق من الدرجة الأولى. فالنُدوب تحدث نتيجة فقدان معظم الطبقات المكونة للجلد، ويمكن أن تحدث الندوب لوحدها أو يرافقها انكماش وتقلص في نفس المنطقة، ويعتمد ذلك على عمق الحرق.

إذا كان الحرق يشمل معظم طبقات الجلد وصولا إلى طبقة الأدمة مع الحفاظ على جميع العناصر الموجودة فيها من أعصاب وخَلايا لمفية وخلايا متخصصة، الحرق من هذا النوع ينتج عنه تعويض للطبقات المحروقة ولكن ليس بشكل كامل، فيتم تعويض نصف سمك الطبقات التي احترقت، لذلك ينتج انخفاض بسيط في المنطقة المصابة ينتج عنه تكون نُدبة.

وصول الحرق إلى عمق أكثر من طبقة الأدمة وحصول تضرر كامل لكل الطبقات، ينتج عنه خسارة كاملة لكل سمك الجلد، وبالتالي لا يوجد خلايا في نفس المنطقة المحروقة لتعويض الضرر، فتتَعافى المنطقة نتيجة محاولة الخلايا المجاورة لمنطقة الحرق تغطية المنطقة المصابة، ينتج عن ذلك انكماش وتقلص واضح في منطقة الحرق مما يسبب مضاعفات أخرى.

للمزيد: هل يمكن الوقاية من آثار الجروح والندبات

تشمل أنواع الندوب ما يلي:

  • ندبة تضخمية (بالانجليزية: Hypertrophic Scar).
  • جدرة (بالانجليزية: Keloid).
  • انكماش أو تقلص مكان الحرق، من أكثر أنواع الندوب تأثيراً على نوعية حياة المريض، لأنها تَحد من حركة الجزء المصاب وتعطل وظيفته بشكل ملحوظ، وفي بعض الحالات مثل حرق الرقبة، يمكن أن يؤدي حدوث الانكماش إلى انغلاق المجرى التنفسي نتيجة التأثير الضاغط للجلد المنكمش وحدوث صعوبة في التنفس. لذلك يكون التدخل الجراحي في وقت مبكر حاسماً.
  • تصبغات وتغير في لون الجلد.

للمزيد: الطرق الطبية والطبيعية لعلاج تصبغات الجلد والبقع البنية

كيفية الوقاية من مضاعفات الحروق

أولاً يجب الوقاية من تكون المضاعفات، وللوقاية من تكون الندوب وتقليل الحاجة إلى تجميل الحروق جراحياً، يمكن اتباع الإرشادات التالية:

  • العلاج الدوائي والعناية بالمنطقة المحروقة بشكل جيد، لمنع حدوث العدوى أو تجمع القيح في المنطقة. أيضا يجب الحرص على حماية المنطقة التي تتعافى من الحرق من التعرض لأشعة الشمس حتى يصبح الحرق متعافي تماماً لمنع حدوث تصبغات جلدية.
  • ارتداء المشد الضاغط لتخفيف احتمالية ظهور الندوب التضخمية خصوصاً للحروق الجلدية العميقة أو المناطق التي تم أخذ رقعات جلدية منها لعلاج مناطق أخرى، ينصح بارتدائها لمدة طويلة تصل إلى 24 ساعة باستثناء وقت الاستحمام خلال اليوم ولمدة 9-12 شهراً.
  • إغلاق الجرح الناتج عن الحرق مباشرة من خلال رقعة جلدية يشكل العامل الأهم والأكبر فاعلية في منع أو التقليل من احتمالية حدوث انكماش مكان الحرق.

للمزيد: الحروق؛ انواعها و طرق العلاج

ما هي طرق تجميل الحروق؟

تنقسم طرق تجميل الحروق إلى ما يلي:

التجميل غير الجراحي للحروق

تشمل كلاً مما يلي:

العلاجات الموضعية للحروق

تستخدم العلاجات الموضعية المختلفة لتقليل بعض أنواع الندوب، مثل الهيدروكينون لتفتيح التصبغات الغامقة، وجل السيليكون لتحسين شكل وملمس وجوانب الندوب. أيضاً يستخدم كريم الميتوميسين لتقليل الندب التضخمية.

الحقن داخل الندبة للحروق

يمكن حقن مواد عديدة ومختلفة داخل منطقة الندوب لتقليل تكوّن الانكماشات وتخفيف الندب التضخمية، حيث يمكن حقن مادة الكورتيزون (6 حقن كحد أقصى، حقنة كل شهر); تقلل من ارتفاع الندب التضخمية وتساعد على جعلها مسطحة أكثر، لكنها لا تؤثر على عرض أو عمق الندبة.

العلاج بالتبريد للحروق

العلاج بالتبريد (بالانجليزية: Cryotherapy) يمكن أن تستخدم وحدها أو بالتزامن مع اجراء جراحة تجميلية، أو حقن موضعي. ويستخدم العلاج بالتبريد لعلاج الجدرة والندوب التضخمية، 80% من الحالات يلاحظ حدوث تحسن في مظهر الندوب. لكن يمكن حصول مضاعفة جانبية مثل انخفاض الندوب أكثر من المطلوب في عدد ملحوظ من الحالات.

العلاج بالليزر للحروق

يخفف الليزر من احمرار الندوب وزيادة تصبغها، ويحفز إعادة بناء وتعديل الكولاجين كما يحسن من مظهرها بشكل عام. لكن يجب استخدام أنواع محددة من الليزر، ويحدد الطبيب إمكانية استخدامها في حال تم إجراء تدخل تجميلي جراحي أو لا.

اقرا ايضاً :

 الشامات (الحسنات): أسبابها ، مدى خطورتها، دلالاتها، علاجها

التجميل الجراحي للحروق

يوجد العديد من التقنيات المستخدمة لعلاج الأنواع المختلفة من الندوب، يختلف نوع التقنية حسب حالة الندبة ولكن بشكل عام يعتبر من المهم جداً معرفة أن عملية تجميل الحروق يجب إجراؤها بعد نضج الندبة (أي التئام الحرق بشكل كامل من خلال تراكم مادة الكولاجين، فتصبح الندبة متماسكة وصلبة ويختلف لونها، مع عدم وجود أي أوعية دموية). كما لا يمكن إجراء التدخل الجراحي في مرحلة التعافي لأن الندوب غير الناضجة تكون غنية بالاوعية الدموية، والتدخل الجراحي يمكن أن يسبب نزيف يعيق الوصول إلى النتيجة المثالية المرجوة، كما أنه يؤدي إلى أخذ رقعة جلدية غير مثالية، وبالتالي مزيد من الندب والانكماشات.

نتيجة لذلك فإن الوقت المناسب لإجراء عملية تجميل للحروق هو بعد 12-18 شهر من حدوث الحرق، وهو الوقت اللازم لنضج الندبة. وبالإضافة إلى سلبيات القيام بعملية تجميل الندوب قبل نضجها، فإنً الندبة غير الناضجة تكون أكثر استجابة للعلاج الفيزيائي الطبيعي، وبالتالي تتحسن الانكماشات الموجودة وتصبح حركة الجزء المصاب أكثر مرونة وحرية. إعطاء هذه المدة من الوقت يعطي فرصة للندب الصغيرة والخفيفة للاختفاء والتحسن، فيقل عدد المناطق التي تحتاج لتدخل تجميلي جراحي، ويزداد التركيز خلال العملية على المناطق المتضررة بشكل أكبر.

يفضل ترك الندوب لمدة سنة فما أكثر لتنضج ويمكن إجراء جراحة تجميلية لها، لكن في حالات محددة يتم إجراء التدخل الجراحي التجميلي خلال أقصر وقت ودون إنتظار، هذه الحالات تشمل كل من:

  • انكماش في الرقبة مع عدم القدرة على تحريكها.
  • تقلص شديد في حجم فتحة الفم نتيجة الحرق بحيث يتداخل مع تغذية المريض وقدرته على المحافظة على نظافة الفم والأسنان.
  • انكماش الجلد في منطقة اليد، وتحديداً ظهر الكف، مما يؤدي إلى شد اليد والأصابع إلى الخلف وضرر في الأوتار والعضلات، يمكن أن ينتج عنه إعاقة مزمنة في اليد.
  • انكماش الحرق في منطقة الركبتين بشكل يمنع المريض من الوقوف أو المشي لشدة انكماش الجلد في تلك المنطقة.
  • ندب انكماشية يجاورها مناطق مكشوفة تحتاج تغطية بطبقة أو رقعة جلدية.
  • حرق في جفن العين وتحديداً الجفن العلوي مع وجود خطر في حدوث تقرح في القرنية، أو ندب دائمة في القرنية تؤثر على الرؤية.
  • ندب انكماشية مع التهاب وتقيُّح، تحتاج إلى تنظيف وتفريغ من مادة القيح لتتعافى بشكل سليم.
  • أي ندب انكماشية شديدة غير متوقع أن تتعافى أو تتحسن بأي شكل من أشكال العلاج الفيزيائي الطبيعي.

الحروق وما ينتج عنها من مضاعفات تؤثر بشكل كبير على حياة المريض، وينعكس أثرها السلبي عن أدائه الجسدي وصحته النفسية لذلك يوفر تجميل الحروق وسيلة للتخلص من هذه الأضرار أو تقليلها، وتحسين نوعية حياة مرضى الحروق.

للمزيد: أنواع الجراحة التجميلية

أنا عمري 26 سنة وقالوا أنني أعاني من التصلب اللويحي، ولكن من اين يأتي التصلب اللويحي؟ هل هو ناتج عن عدوى أو ماذا؟