التهاب الثدي للمرضع | Lactational Mastitis

التهاب الثدي للمرضع

ما هو التهاب الثدي للمرضع

يُعدّ التهاب الثدي الرضاعي (بالإنجليزية: Lactational Mastitis)، أو ما يُعرف باسم التهاب الثدي عند المرضع، أحد أنواع التهاب الثدي الأكثر شيوعًا، وهي حالة تتمثّل بحدوث استجابة التهابية في أنسجة الثدي والتي يُمكن أن يُرافقها وجود العدوى. [1][2]

تشير الإحصائيات إلى أنّ ما يصل إلى 10% من الأمهات المرضعات سوف يعانين من التهاب الثدي خلال فترة إرضاعهم لطفلهم. ومن المُمكن أن يحدث التهاب الثدي عند المرضع في أي وقت أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، إلّا أنّ خطر الإصابة به يكون في أعلى مستوياته خلال الأسابيع الستة الأولى وحتى 3 أشهر بعد الولادة. [2][3]

ولا بدّ من علاج التهاب الثدي للمرضع بشكل فوري، حيث أنّه يتسبّب بالعديد من الأعراض المزعجة، أهمها ألم الثدي عند الرضاعة، والذي يُمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الأم على الاستمرار في إرضاع طفلها. [2]

ليس ذلك فقط، يُمكن أن يؤدي عدم علاج التهاب الثدي أثناء الرضاعة إلى ظهور الخراجات في منطقة الثدي، والتي ستحتاج إلى تدّخل طبي لإزالتها. [1][2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

هل يُمكن الاستمرار بالرضاعة عند الإصابة بالتهاب الثدي؟

نعم، يُمكن للمرأة المرضع المصابة بالتهاب الثدي الاستمرار في الرضاعة الطبيعية بشكل آمن، كما من المُمكن أن يُساعد إرضاع الثدي على تفريغ الحليب من الثدي والتخفيف من الأعراض. [1][2]

ويجب على النساء غير القادرات على مواصلة الرضاعة الطبيعية إخراج الحليب من الثدي باستخدام اليد أو بالمضخة، حيث أنّ التوقف المفاجئ عن الرضاعة الطبيعية يزيد من خطر ظهور خراج في الثدي وهو عبارة عن كيس مملوء بالقيح يحدث في أنسجة الثدي نتيجة الالتهاب. [1]

لكن، لا يُفضل الاستمرار بالرضاعة في حال رافق التهاب الثدي ظهور خراج، وسوف تحتاج المصابة إلى تصريف الخراج قبل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. [2]

يوجد سبّبين رئيسيين لحدوث التهاب الثدي للمرضع، ألا وهما:

انسداد قنوات الحليب

يُعدّ انسداد قنوات الحليب من أكثر أسباب التهاب الثدي للمرضع شيوعًا، حيث أنّ ذلك يؤدي إلى تراكم الحليب داخل الثدي ويتسبّب بتهيج الأنسجة المحيطة بقنوات الحليب. كما وفي بعض الحالات يُمكن أن يحدث نموّ للبكتيريا داخل هذا الحليب المتراكم، مما يُسبّب العدوى في المنطقة. [2][4]

ويُمكن أن تتضمّن أسباب انسداد قنوات الحليب والتي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية ما يلي: [2][5]

  • عدم التقام الطفل للحلمة بشكل صحيح.
  • صعوبة في شفط أو سحب الطفل للحليب من الثدي.
  • تفضيل الطفل شرب الحليب من ثدي واحد.
  • عدم إرضاع الطفل أو شفط الحليب باستخدام المضخة أو اليد بشكل منتظم ومتكرّر.

العدوى

من المُمكن أن تحدث العدوى في أنسجة الثدي عندما تدخل البكتيريا إلى أنسجة الثدي من خلال الحلمات المتشققة أو المتقرحة، وغالبًا ما يكون مصدرها البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي إما على سطح الجلد الذي يغطي الثدي أو داخل الطفل. [2][4]

وتُعدّ المكورات العنقودية الذهبية إحدى أكثر أنواع البكتيريا تسبّبًا بالتهاب الثدي عند المرضعات. [4]

عوامل خطر الإصابة بالتهاب الثدي للمرضع

يُمكن أن يزداد خطر إصابة المرأة بالتهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية في حال تواجد لديها أي من العوامل والأسباب التالية: [3][4][6]

  • الإصابة مسبقًا بالتهاب الثدي.
  • تشققات أو تقرحات الثدي.
  • إنتاج كميات كبيرة من حليب الثدي.
  • اتّباع طريقة خاطئة لإرضاع الطفل من الثدي.
  • استخدام الحلمة الواقية المصنوعة من السيليكون.
  • عصر الثدي باليد عدّة مرات خلال اليوم لاستخراج الحليب منه.
  • ارتداء حمالة الصدر الضيقة جدًا.

للمزيد: ما هي أسباب التهاب الثدي وعوامل خطر الإصابة به؟

تتضمن أعراض التهاب الثدي للمرضع ما يلي: [2][3][4]

  • ألم الحلمة.
  • حرقان أو ألم في الثدي، والذي يحدث عادةً في الجهة المصابة أثناء رضاعة الطفل منها.
  • تورّم الثدي، أو امتلاءه، أو ثقل وزنه.
  • تغيرات في الحلمة.
  • احمرار ودفء في الثدي.
  • حكة الثدي.
  • احتقان الثدي للمرضع أو تحجّره، أو ظهور الكتل الصلبة في الثدي، وذلك نتيجة انسداد قنوات الحليب.
  • إفرازات من الحلمة، والتي يُمكن أن تشبه القيح أو تحتوي على دم.
  • أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل: الحمى، أو القشعريرة، أو التعب، أو آلام الجسم.

غالبًا ما يتم تشخيص التهاب الثدي للمرضع بناءً على الفحص السريري، حيث سيقوم الطبيب بفحص منطقة الثدي بحثًا عن أي علامات لالتهاب الثدي، مثل: التورّم والاحمرار. [2][4]

كما سيقوم الطبيب بسؤال المريضة عدّة أسئلة حول: [4][5]

  • الأعراض التي تعاني منها.
  • الممارسات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية.
  • التعرّض مسبقًا لإصابة في الحلمة.
  • تاريخ سابق للإصابة بالتهاب الثدي أثناء الرضاعة أو في الفترات الأخرى من حياتها.
  • صحتها العامة.

لكن، يُمكن أن تحتاج الحالات الشديدة من التهاب الثدي عند المرضعات أو غير المستجيبة للعلاج لإجراء عدد من الفحوصات منها: [2][4][5]

  • الموجات فوق الصوتية للثدي للكشف عن وجود خراج الثدي.
  • زراعة عينة من إفرازات الحلمة أو الحليب لتحديد نوع البكتيريا المسبّبة لالتهاب الثدي.
  • فحوصات الدم للتحقق من وجود العدوى.
  • فحص الخزعة، حيث يتم أخذ عينة من أي كتلة تتواجد في الثدي للتحقق ما إن كانت خراج مملوء بالسوائل أو أنّها كتلة صلبة ناجمة عن الإصابة بالأورام.

يتضمّن علاج التهاب الثدي للمرضع العديد من الخيارات العلاجية، بما فيها:

  • الأدوية

ومن أنواع الأدوية التي يتم استخدامها عند علاج التهاب الثدي عند المرضع ما يلي:

  • مسكنات الألم، ويُعدّ دواء الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) من الخيارات الفعالة والآمنة لتسكين ألم التهاب الثدي عند المرضع، ومن المُمكن أن يتم تفضيله على دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لامتلاكه خصائص مضادة للالتهاب. [1]
  • المضادات الحيوية، ومن المهم الحذر عند اختيار مضاد لالتهاب الثدي عند المرضع حيث لا تُعدّ جميع المضادات الحيوية آمنة للاستخدام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية ومن المُمكن أن تتسبّب بعض الأنواع بضرر للطفل الرضيع. ومن أنواع المضادات الحيوية التي يُمكن أن يتم استخدامها بشكل آمن لهذه الحالة ما يلي: [1][6]
    • السيفاليكسين (بالإنجليزية: Cephalexin).
    • الأموكسيسيلين وحمض الكلافولانيك (بالإنجليزية: Amoxicillin and Clavulanic Acid).
    • الديكلوكساسيللين (بالإنجليزية: Dicloxacillin).
    • الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
    • التريميثوبريم/سلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Trimethoprim/Sulfamethoxazole)‏.

غالبًا ما تتحسن الأعراض خلال 2 - 3 أيام من بدء تناول المضاد الحيوي، لكن من المهم الالتزام بتناول العلاج طيلة الفترة الموصوفة من قبل الطبيب. وفي حال استمرت الأعراض لأكثر من 24 ساعة بعد تناول المضاد الحيوي عندها لا بدّ من الرجوع إلى الطبيب لإعادة النظر بالنوع الذي تم وصفه. [1][2]

  • تصريف الخراج

في حال تسبّب التهاب الثدي عند المرضع بظهور خراج في الثدي، عندها لا بدّ من إجراء تصريف لهذا الخراج إلى جانب تناول المضادات الحيوية، ومن المُمكن أن يتم ذلك من خلال أحد الخيارين التاليين: [2][6]

  • إجراء شق في الثدي للوصول إلى داخل أنسجة الثدي العميقة وتصريف الخراج المتواجد فيه.
  • استخدام إبرة يتم توجيهها باستخدام الموجات فوق صوتية نحو الخراج المتواجد في الأنسجة القريبة من سطح الثدي.

غالبًا لن تكون المرأة قادرة على إرضاع طفلها من الثدي المصاب وذلك لحين التعافي من عملية تصريف الخراج. [1]

اقرأ أيضًا: طرق علاج التهاب الثدي

  • العلاجات الداعمة

يوجد عدد من النصائح والعلاجات الداعمة التي يُمكن أن تساعد في علاج التهاب الثدي للمرضع، والتي يُمكن أن تتضمّن ما يلي: [1][2][4]

  • تشجيع الأم على إرضاع طفلها بشكل متكرّر، فتفريغ الثدي من الحليب بشكل كامل يُعد من الخطوات المهمة لتسريع التعافي من التهاب الثدي.
  • استخدام مضخة الحليب أو تقنية عصر الثدي باليد لاستخراج كمية الحليب المتبقية في الثدي بعد رضاعة الطفل.
  • تدليك الثدي، فذلك يساعد على بشكل كبير على التخفيف من احتقان الثدي عند المرضع.
  • استخدام الكمادات الدافئة على الثدي قبل الرضاعة أو شفط الحليب مباشرةً، كما يُمكن أن يتم استخدام الكمادات الباردة مباشرةً بعد إرضاع الطفل أو شفط الحليب باستخدام المضخة.
  • وضع أوراق الملفوف المبرّدة على الثدي للتخفيف من ألم الثدي.
  • شُرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الأخرى.
  • أخذ قسط من الراحة.

للمزيد: طرق ونصائح لعلاج التهاب الثدي قي المنزل

يُمكن أن تساعد بعض الممارسات في تقليل خطر الإصابة بالتهاب الثدي للمرضع، وتتضمّن هذه الممارسات ما يلي: [2][3][4]

  • الحرص على نظافة اليدين والحلمات في كل مرة تقوم الأم بإرضاع طفلها.
  • إرضاع الطفل بالتساوي من كلا الثديين.
  • إفراغ الثديين من الحليب بالكامل لمنع الاحتقان وانسداد القنوات.
  • التأكد من التقام الطفل للحلمة بشكل صحيح، فذلك يقلل من الإصابة بتشققات الحلمات ويضمن إفراغ الطفل للثدي بالكامل.
  • الحرص على تهوية الثدي في حال الإصابة بتقرحات أو تشققات الحلمات.
  • منع تراكم الرطوبة في منطقة الثدي.
  • تجنّب ارتداء حمالات الصدر الضيقة والملابس الأخرى التي تضغط على الثديين.
  • شُرب الكثير من السوائل.
  • الحرص على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الإقلاع عن التدخين.

يمكن أن يؤدي عدم علاج التهاب الثدي عند المرضعات إلى تطوّر العديد من المضاعفات، بما في ذلك: [4][5]

  • صعوبات الرضاعة الطبيعية: حيث يُسبّب التهاب الثدي الألم والتورّم، مما يؤثر على إمدادات الحليب وقدرة المرأة على الاستمرار بالرضاعة الطبيعية بشكل عام. كما يُمكن أن ينتهي الأمر بفطام الطفل مبكرًا.
  • خراج الثدي: وهو من المضاعفات الأكثر شيوعًا عند تأخر علاج التهاب الثدي للمرضع.
  • نفطة الحليب: وهي نقطة بيضاء مؤلمة تظهر على الحلمة أو منطقة الهالة.
  • الضغوطات النفسية: فمن المُمكن أن تشعر الأم بالإحباط والإرهاق نتيجة لمواجهتها صعوبة بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
  • التهاب الثدي المتكرر أو المزمن: وهو أمر يُمكن أن يحدث نتيجة تأخر العلاج أو تلقي العلاج غير المناسب.
  • تسمم الدم أو الإنتان: وهو من المضاعفات الأكثر خطورة لعدم علاج التهاب الثدي أثناء الرضاعة.

من المُمكن أن يشفى التهاب الثدي عند المرضع من تلقاء نفسه في غضون 24 ساعة، وفي حال استمرار الأعراض لأكثر من 24 ساعة عندها لا بد من مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، وغالبًا ما تبدأ الأعراض بالتحسّن خلال يومين من بدء العلاج الموصوف من قبل الطبيب. [2]

لكن يُمكن أن تكون بعض الحالات أكثر تعقيدًا حيث تُعاني المرأة المرضعة من التهاب الثدي المتكرر أو المزمن، وهنا لا بدّ من مراجعة الطبيب لوضع خطة علاجية مناسبة للحالة. [1][2]

[1] Pevzner, M., & Dahan, A. (2020). Mastitis While Breastfeeding: Prevention, The Importance of Proper Treatment, and Potential Complications. Journal of clinical medicine, 9(8), 2328.

[2] Stephanie Watson. Breast Infection (Mastitis): Symptoms and Treatment. Retrieved on the 25th of July, 2024.

[3] Marygrace Taylor. Mastitis While Breastfeeding. Retrieved on the 25th of July, 2024.

[4] Brandi Jones. What Is Mastitis? Retrieved on the 25th of July, 2024.

[5] Yvette Brazier. Mastitis and What to Do about It. Retrieved on the 25th of July, 2024.

[6] Lauren Krouse. What Is Mastitis? Retrieved on the 25th of July, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نسائية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نسائية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نسائية