يُعاني بعض الأفراد من الإسهال بعد بدء استخدامهم لأحد أنواع المضادات الحيوية، وهي أدوية يتم استخدامها لعلاج العدوى البكتيرية والقضاء عليها. فلماذا يحدث الإسهال بعد استخدام المضاد الحيوي؟ وما هي الأعراض المميّزة للإسهال الناجم عن المضادات الحيوية؟ وكيف يُمكن علاج وتقليل حدوث هذه المشكلة؟ كل ذلك نجيب عنه في المقال التالي.

 

الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية

يُعد الإسهال من الأعراض الجانبية الشائعة للمضادات الحيوية، إذ يُعاني من هذا العرض ما يقارب 5 - 25% من الأفراد الذين يتناولون مختلف أنواع المضادات الحيوية. ويعود السبّب لحدوث الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية إلى تسبّب هذه الأدوية بالتأثير على البكتيريا النافعة المتواجدة في الأمعاء. [1][2]

تساعد هذه البكتيريا النافعة في دعم عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، فضلًا عن مساهمتها في إبقاء نموّ الأنواع الانتهازية من البكتيريا تحت السيطرة، ومنها بكتيريا المطثية العسيرة (بالإنجليزية: Clostridium Difficile). [1][2]

بالتالي، إنّ قتل البكتيريا النافعة المتواجدة داخل الأمعاء نتيجة تناول المضادات الحيوية، يُمكن أن يؤدي إلى ازدهار ونموّ المطثية العسيرة، والتي تقوم بإنتاج عدد من السموم التي تُسبّب التهاب في الأمعاء وحدوث الإسهال لدى الفرد. [1][2][3]

ليس ذلك فقط، من المٌمكن أن تغيّر المضادات الحيوية من معدل امتصاص الأمعاء الدقيقة للماء والعناصر الغذائية، ونتيجةً لذلك سيتحرك الطعام بسرعة كبيرة عبر الأمعاء، ممّا يجعل الفرد يقوم بالتبرّز بشكل أكثر من المعتاد ويكون قوام برازه مائي. [2]

أكثر المضادات الحيوية تسببًا بالإسهال

يُمكن أن يحدث الإسهال بعد تناول أي نوع مضاد حيوي، إلّا أنّ بعض الأنواع يُمكن أن ترتبط بحدوث هذا العرض الجانبي بشكل أكبر من الأنواع الأخرى. ويُمكن أن تشمل أكثر أنواع المضادات الحيوية تسبّبًا بالإسهال ما يلي: [1][4]

  • السيفالوسبورينات، مثل:
    • السيفاليكسين (بالإنجليزية: Cephalexin).
    • السيفبودوكسيم (بالإنجليزية: Cefpodoxime).
  • الفلوروكينولونات، مثل:
    • السيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin).
    • النورفلوكساسين (بالإنجليزية: Norfloxacin).
    • الأوفلوكساسين (بالإنجليزية: Ofloxacin).
  • الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
  • البنسلينات، مثل:

عوامل تزيد خطر الإصابة بإسهال المضادات الحيوية

يُمكن أن يُصاب أي فرد بالإسهال الناجم عن المضادات الحيوية، إلّا أنّ خطر الإصابة بذلك يزداد في الحالات التالية: [2][3]

  • تناول المضادات الحيوية واسعة النطاق، مثل: البنسلينات أو الماكروليدات.
  • تناول عدّة أنواع من المضادات الحيوية في آنٍ واحد.
  • تناول المضاد الحيوي لفترة طويلة من الزمن.
  • تناول المضاد الحيوي بجرعات عالية.
  • تناول المضادات الحيوية مع أدوية أخرى.

اقرأ أيضًا: ما هي اضرار المضاد الحيوي؟

سمات الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية

يتم التعرّف على إسهال المضادات الحيوية بمعاناة من الفرد من خروج براز رخو ومائي بمعدل ثلاث مرات أو أكثر يوميًا أثناء تناوله لأحد أنواع المضادات الحيوية. ومن المُمكن أن يحدث الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية خلال فترة قصيرة، أي بعد حوالي أسبوع، من بدء تناول المضاد الحيوي، كما من المُمكن أن يتطوّر أيضًا في الأسابيع التي تلي الانتهاء من العلاج، ولفترة يُمكن أن تصل إلى شهرين. [1][2]

كما يُمكن أن يُرافق إسهال المضادات الحيوية عدد من الأعراض الإضافية في حال أصيب الفرد بعدوى المطثية العسيرة. ومن هذه الأعراض ما يلي: [1][2]

  • ألم أو تقلصات في البطن.
  • حمى منخفضة الدرجة.
  • انخفاض الشهية.
  • الغثيان.
  • التعب.

ومن الأعراض التي يُمكن أن ترافق الإسهال الناجم عن المضاد الحيوي والتي تدُل على ضرورة استشارة الطبيب ما يلي: [1][2]

  • أكثر من خمس نوبات إسهال في اليوم.
  • دم أو صديد في البراز.
  • الحمى.
  • ألم أو تقلصات في البطن.
  • علامات الجفاف الشديد، مثل: الضعف، أو العيون الغائرة، أو جفاف الجلد.

هل يمكن التفريق بين أعراض القولون العصبي وداء كرون

علاج إسهال المضادات الحيوية

عادةً ما يتحسّن الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية بعدما يتوقّف الفرد عن تناول المضاد الحيوي. كما في الحالات التي لا يُمكن للفرد تحمّل الأعراض، يُمكن أن يقوم الطبيب باستبدال المضاد الحيوي بنوع آخر أقل تسبّبًا بالإسهال. [1][3]

أيضًا، يُمكن أن يُنصح بإجراء بعض التعديلات في النظام الغذائي بهدف تخفيف حدّة الإسهال لدى الفرد وتقليل خطر الإصابة بالجفاف، وتعويض النقص الحاصل في مستويات الكهارل في الجسم، أهمها الصوديوم والبوتاسيوم، وتشمل هذه التعديلات ما يلي: [1][2][3]

  • شُرب كميات وفيرة من الماء، حيث يُنصح بشُرب 8 - 10 كؤوس على الأقل.
  • شُرب عصائر الفواكه وبعضًا من المشروبات الرياضية التي تحتوي على الكهارل.
  • شُرب حساء الدجاج أو اللحم.
  • تجنّب شُرب الكحول، والمشروبات الغنية بالكافيين، مثل: القهوة، والشاي، والصودا.
  • الحرص على تناول الأطعمة التالية:
    • الفاكهة، مثل، الموز، أو صلصة التفاح، أو كميات صغيرة من الفاكهة المعلبة بدون شراب.
    • الحبوب، مثل: الأرز الأبيض، والخبز الأبيض، والمعكرونة.
    • البطاطس المقشّرة.
    • مصادر البروتين، مثل: الدواجن، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك.
    • الزبادي.
  • تجنُّب تناول الأطعمة التالية:
    • منتجات الألبان، باستثناء الزبادي، فمن المُمكن أن تُسبّب مشاكل في الجهاز الهضمي أثناء تناول المضادات الحيوية ويُمكن أن تؤثر على امتصاص المضادات الحيوية.
    • الأطعمة الدهنية، مثل: اللحوم الدهنية، والمخبوزات، ورقائق البطاطس، والبطاطس المقلية، والأطعمة المقلية الأخرى.
    • الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف، مثل: المشروبات الغازية، وعصائر الفاكهة المحلاة، والكعك، والبسكويت.
    • الأطعمة الغنيّة بالألياف، مثل: الحبوب الكاملة، والبقوليات، ومعظم أنواع الفواكه والخضروات.
    • الأطعمة الحارّة، والتي يُمكن أن تزيد من تهيج الجهاز الهضمي.

أمّا بالنسبة للأدوية المضادّة للإسهال، فإنّه لا يُنصح عادةً باستخدامها لحالات الإسهال الناجمة عن المضادات الحيوية، ففي بعض الحالات، يُمكن أن يؤدي استخدام هذه الأدوية إلى إبطاء الوقت الذي يستغرقه الجسم للتخلص من السموم في الجهاز الهضمي، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة فترة الإسهال ويُمكن أن يُعرّض الفرد لخطر حدوث مضاعفات. [1][3]

وفي حال إصابة الفرد بعدوى المطثية العسيرة، فغالبًا ما يتطلب علاج المشكلة البقاء داخل المستشفى لتلقي العلاجات التالية: [2][3]

  • السوائل الوريدية.
  • المضادات الحيوية، مثل: الفانكومايسين (بالإنجليزية: Vancomycin)، أو الفيداكسوميسين (بالإنجليزية: Fidaxomicin)، أو الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
  • وضع الأنبوب الأنفي المعدي، وذلك في الحالات التي لا يتمكّن فيها الفرد من تناول أي سوائل أو طعام عن طريق الفم.
  • العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

الوقاية من إسهال المضادات الحيوية

يُمكن أن تساعد بعض النصائح بتقليل خطر الإصابة بالإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، منها: [1][2][4]

  • تناول البروبيوتيك والأطعمة الغنية بها، والذي يُمكن أن يساعد في دعم البكتيريا النافعة المتواجدة في الجهاز الهضمي.
  • اتباع ممارسات النظافة الجيدة، حيث يُمكن أن يساعد غسل اليدين بشكل متكرر، وخاصةً بعد استخدام الحمام، في منع انتشار بكتيريا المطثية العسيرة.
  • اتباع التعليمات الخاصة باستخدام المضاد الحيوي، فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يُساعد تناول بعض المضادات الحيوية مع الطعام في التقليل من تهيّج الجهاز الهضمي.
  • تناول المضادات الحيوية عند الحاجة فقط، فهي تعالج الالتهابات البكتيرية، لكنّها غير فعالة ضد الالتهابات الفيروسية، مثل: نزلات البرد والإنفلونزا.
  • تجنُّب تناول عدّة مضادات حيوية في آنٍ واحد إلّا عند الضرورة.

اقرأ أيضًا: متى يجب عليك أخذ المضاد الحيوي؟

مضاعفات إسهال المضادات الحيوية

يُمكن أن يُسبّب إسهال المضادات الحيوية بإصابة الفرد بالجفاف، واضطراب الكهارل، وفقدان الوزن غير المقصود، وهو أمر أكثر خطورة عند الرضع، والأطفال الصغار، وكبار السن. [2]

أيضًا، يُمكن أن يكون الفرد أكثر عُرضة لبعض المضاعفات الأخرى والتي يُمكن أن تحدث في حال إصابته بعدوى المطثية العسيرة، منها: [2]

  • تضخّم القولون السام، وهو التهاب خطير في القولون.
  • تسمم الدم.
  • التهاب الصفاق، وهو تورّم في بطانة البطن.
  • ثقب الأمعاء.

نصيحة الطبي

يُمكن أن يحدث الإسهال بعد استخدام المضاد الحيوي لدى العديد من الأفراد، وهي حالة غير خطيرة طالما تم تعويض السوائل والكهارل المفقودة ولم تكن مرتبطة بالإصابة بعدوى المطثية العسيرة. ويُنصح دائمًا باستشارة الطبيب في حال الإصابة بالإسهال الشديد بعد استخدام المضادات الحيوية أو رافقه أعراض أخرى، مثل: الحمى وخروج الدم في البراز.

وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للإجابة على جميع استفساراتك بخصوص إسهال المضادات الحيوية.

اقرا ايضاً :

كيف تحمي نفسك من الامساك انفوجرافيك