الداء الميلاني | Melanosis

الداء الميلاني

ما هو الداء الميلاني

الدّاء الميلاني أو التّملُّن هو شكلٌ من أشكالِ فَرطِ تصبُّغٍ يرتبطُ بزيادةِ الميلانين، ويحدثُ التّصبغ بشكلٍ داكنٍ وغير طبيعيّ للجلد أو الأنسجة الأُخرى، يَنتُج عن اضطراب التّمثيل الغذائيّ وعواملَ أُخرى، كما يُعرَف باسم (اسْوِدَادِ الجِلْد).

دور الميلانين:

اللّون البُنيّ واللّون الأسود بسبب الميلانين ضروريٌّ بالجلد، حيثُ يَمنعُ الميلانين ضوءَ الأشعة فوقَ البنفسجيّةِ الضّارةِ من الوُصولِ إلى أجزاءٍ أعمقَ لحمايةِ الأنسجةِ الحسّاسةِ، وإذا اخترقتْ الأشعةُ فوق البنفسجيّة أجزاءً عميقةً، فإنَّ بعض الموادِّ السّامةِ النّاتجةِ عن تلفِ الأنسجة بسببِ الأشعةِ فوقَ البنفسجيّةِ في الخلايا ترتبطُ بالميلانين في الخلايا الظّهاريّة وتُسافِرُ مع الخلايا الظّهاريّة المُتقادِمة إلى سطحِ الجلد، حيث يتمُّ طردُها من سطح النّسيجِ. وبهذه الطّريقة، تعمل الخلايا الصّباغيّة والخلايا الكيراتينيّة مع النّسيجِ الميلانين معاً كعاملٍ عازلٍ وعاملِ تنظيفٍ وحِمايةٍ. والخلايا الكيراتنيّة (هي نوعُ الخلايا السّائد في البشرة، وتُوجَدُ على الطّبقةِ الخارجيّةِ من الجلد التي تُشكِّلُ 90٪ من الخلايا الموجودةِ هُناك).

أشكال الدّاء الميلاني:

داء الخلايا الصّباغي العَيني

إحدى أشكال الدّاء الميلاني، هو مرضٌ خَلْقيّ في العَين، يُصِيبُ حوالي 1 من كل 5000 شخص، وهو عاملُ خطرٍ لورمِ الميلانوما العِنبيّة، وقد تمَّ العُثور على المرض في فصيلةٍ من الكِلاب بشكلٍ حصريّ تقريباً، حيثُ كانَ يُعرَف حتّى وقتٍ قريبٍ باسم (جلوكوما الصُّباغ)، ويَتسبَّبُ هذا المرض من خلالِ زيادةِ الخلايا الصّباغيّة في القَزحَيّة، والمشيميّة، والهياكل المُحيطةِ بها، ويُمكِنُ أن يُؤدِّي الإفراطُ في إنتاجِ الصّباغ بواسطة هذه الخلايا إلى سدِّ الشّبكة التُّرابيّةِ التي يتمُّ من خلالها تدفُّق السّائل من العَين، وزيادةُ السّائلِ في العَين تُؤدِّي إلى زيادةِ الضّغط، والتي يُمكِنُ أن تُؤدِّي إلى الجلوكوما في البشر، ويُعرَف أحياناً باسم مُتلازِمة الصّبغ المُتشتِّت.

ميلانين المُدخِّنين

  • يُمكِنُ مُشاهدتها بالعين المُجرّدة كصباغٍ بُنيّةً إلى سوداء اللّون على الأنسجة الفمويّة (أيّ اللّثة والخُدود والحَنَك وكذلكَ في الحنجرة)، وغالباً ما تَكونُ ظاهرةً في اللّثة الشّفويّة السُّفلى لمُستخدمي التّبغ، وتُوجدُ هذه الأعراضُ بشكلٍ شائعٍ في القوقازيين؛ وذلكَ بسببِ عدمِ وُجودِ تصبُّغِ الميلانين لديهم وراثيّاً.
  • وفي الغِشاءِ المُخاطيّ للفم، حيثُ تتحرّكُ الخلايا الظِهاريّة المُتقادمة بشكلٍ أسرع إلى السّطحِ مُقارنةً بالجلدِ، وهيَ نفسُ وسيلةِ الدِّفاعِ والأدوارِ الأُخرى الموجودةِ بالجلد، ولكن تختلف هنا في تنظيفِ الغِشاءِ المُخاطيّ مِنَ موادّ كيميائيّةٍ سامّةٍ مُختلفةٍ تدخُلُ الفم، إلى جانبِ الموادِّ الكيميائيّةِ في التّبغ، كما أنَّ الأدوية المُضادة للملاريا تُسبِّبُ تصبُّغَ الفمِ أيضاً.
  • يُظهِر المِجهرُ أنَّ ميلانين المُدخِّنين يتّصِفُ بِفرطِ تصبُّغِ الميلانين في الجُزءِ السُّفليّ من الظِهارة الفمويّة، على غرارِ الجِلد المُتأثِّر بالشّمس، ويتكوّنُ فرطُ التّصبُغِ من حُبيباتِ الميلانين التي لها شكلُ ولونُ "حبوبِ الكافيين"، ويتمُّ إنتاجها بواسطة الخلايا الصّباغيّة بشكلٍ مُشابِهٍ لتفرُّعاتِ أغصانِ الأشجار أو أرجُلِ الأخطبوطِ والتي تُرى بين الخلايا الظِهارية الأقربِ إلى حدودُ النّسيجِ الظِهاري والنّسيجِ الضّامِ.
  • وفي مُستخدمي التّبغ يتمُّ تحفيز الخلايا الميلانيّة لإنتاجِ حُبيباتِ الميلانين وتوزيعِها على الخلايا الظِهارية المُحيطةِ بها لمزيدٍ من النّقلِ إلى سطحِ الغِشاءِ المُخاطيّ، مثل الآليّة الموجودة في الجلد المُصبَّغِ بالميلانين.

الصُّباغ الفَمويّ

  • هُوَ تصبُّغٌ في تجويفِ الفم الذي يَحدُثُ بشكلٍ شائعٍ في الأشخاص ذوي البَشرة السّمراء.
  • يُعتبَرُ تصبُّغ الفم حالةً شائعةً نسبيّاً والتي قد تنطوي على أيِّ جُزءٍ من تجويفِ الفم، وهُناكَ أسبابٌ مُتعدِّدةٌ معروفةٌ لحُدوثِ تصبُّغِ الفم، وقد تتراوحُ من أخطاءٍ عِلاجيّةٍ بسيطةٍ، مثلَ زرعِ الملغم السِنيّ، إلى اضطراباتٍ طِبيّةٍ مُعقَّدةٍ، مثل مُتلازمة بوتز - جيغرس، وقد تُؤدِّي المُهيِّجاتُ الموضعيّة، مثل التّدخين، إلى التّبايُنِ في اللّون بدرجاتٍ مُتفاوتةٍ، وعادةً، تتراوحُ الأضرارُ الفمويّةُ النّاتجةُ عن فَرطِ التّنسُّجِ الخَلَوي من حميدةٍ إلى الميلانوما الفمويّ المُميت.
  • قد تنشأُ الكياناتُ المصبوغةُ من مصادرَ داخليّةٍ وخارجيّةٍ، قد يتراوحُ اللّونُ من بُنيٍّ فاتحٍ إلى أزرقَ - أسودَ، ويعتمدُ اللّون على مصدرِ الصّبغةِ وعُمقِ الصّباغ الذي يُشتَقُّ منه اللّون. فالميلانين بنيّ اللّون، ولكنّهُ يُضفي اللّون الأزرقَ أو الأخضرَ أو البُنيّ على العين، ويرجِعُ هذا التّأثيرُ إلى الخواصِّ الفيزيائيّةِ لامتصاص الضوءِ وانعكاسِهِ (الموصوف بظاهرةِ أو تأثيرِ ضوء تيندال).
  • الحالاتُ الفمويّةُ المُرتبطةُ بزيادةِ الميلانين شائعةٌ. ومع ذلكَ، فإنَّ تلكَ النّاجمةَ عمّا يُعرَف بالهيبربليزيا (وهيَ زيادةٌ في كميّةِ الأنسجةِ العُضويّةِ التي تَنتُجُ عن تكاثُرِ الخلايا) قد يُؤدِّي ذلكَ إلى تضخُّمٍ كبيرٍ، وفي بعض الأحيان يتمُّ الخلطُ بين هذا المُصطلحِ وبينَ الأورامِ الحميدةِ، ويتمُّ التّشخيصُ عادةً عن طريقِ التّحقُقِ بالعين المُجرَّدةِ من تجويفِ الفم والتّاريخ الطّبي وقد يَطلبُ الطّبيبُ أخذَ خزعةٍ لمزيدٍ من التّحقُقِ، ومن الجدير بالذّكر أنَّ المَرضى الذين يُعانونَ من الوَرَم الميلانيني الخبيث الفمويّ غالباً ما يلحظونَ وُجودَ التَصبغِ على الفم من أشهُرٍ أو سنواتٍ من قَبْلِ التّشخيص، وقد تكونُ الحالةُ قد أثارت تعليقاتٍ مُسبقَةٍ من الأطباءِ أو أطّباءِ الأسنان.

ريلان ميلانس

هو شكلٌ من أشكالِ التهاب الجلد التّماسيّ، يبدأُ بالحكّةِ، والاحمرارِ في البشرةِ بسبب الإشعاع، وتصبُّغاتٍ تنتشرُ تدريجيّاً وتستقرُّ بعد فترةٍ من الزّمنِ، ويُعتَقدُ أنَّ المُسبِّب هو التّعرُّض للشّمس بعدَ استخدامِ بعضَ العُطورِ أو الكريمات التي تُؤدِّي إلى ما يُعرَفُ باسم (التهاب الجلد الضّوئي)، ويُعتَقَدُ أيضاً أنَّ السّببَ بعضُ الأطعمةِ المُستخدمةِ أثناء الحُروبِ.

تَمَلُّنُ القَوْلُوْن أو الميلانوس القولوني

  • هيَ حالةٌ تُؤدِّي إلى جَعْلِ الأنسجة في القولون أكثرَ قَتامةً، حيثُ يكونُ اللَّونُ الوَرديّ هُوَ اللّونُ الطّبيعي للأنسجةِ، ويحدثُ تغيير اللّونِ بعدَ استخدامِ بعضِ الأدوية المُسهِّلةِ لِعدَّةِ سنواتٍ لمُساعدتِكَ في الحُصولِ على حركة الأمعاء.
  • الميلانوس القُولوني ليس سرطاناً، ولا يزيدُ من خطر الإصابة بالسّرطان، ولن يكونَ هُنالِكَ أيُّ علاماتٍ أو أعراضٍ، وعادةً ما يتمُّ العُثور على التّغيير في لون القولون بالصُّدفةِ، مثلاً أثناء تنظير الأمعاءِ أو تنظير القولون الرّوتيني، وتنظير القولون هو إجراءٌ يُستخدَمُ للتّحققِ من القولون بحثاً عن علامات مرضِ السّرطان أو غيرها من المشاكلِ، ويتمُّ إدراجُ نِطاقٍ في فتحة الشّرج وتوجيهها إلى القولون، ولا تستدعي الحالة أيَّ علاجاتٍ وسينصحُ الطّبيب بالتّوقُفِ عن استخدام المُسهِّلاتِ بصورةٍ مُتكرِّرةٍ أو يوميّةٍ، معَ مُمارسةِ الرّياضةِ واتّباعِ نظامٍ غذائيّ مُتكاملٍ والتّركيزِ على الخضراواتِ والفواكه (المصادر الغنيّة بالأليافِ).

https://study.com/academy/lesson/what-is-melanin-definition-production-function.html
https://www.researchgate.net/publication/295078095_Oral_Pigmentation
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/7068304
https://www.aao.org/bcscsnippetdetail.aspx?id=bcc9ac0d-3867-48f5-a77d-013e595573a9
https://emedicine.medscape.com/article/1077501-clinical#showall
https://www.medicinenet.com/melanosis_coli/article.htm#what_is_melanosis_coli

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأمراض الجلدية

سؤال من ذكر سنة 34

في الأمراض الجلدية

هل مرض التينيا الملونة معدي؟?

التينيا الملونة (بالإنجليزية: Tinea versicolor) هي عدوى فطرية تصيب الجلد، تنتج بسبب فرط في نمو الفطريات الملاسيزية التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد، يحدث هذا على وجه الخصوص إذا كانت البشرة دافئة، ورطبة، ودهنية بدرجة عالية، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:

  • بقع يختلف لونها عن لون الجلد الطبيعي (أغمق أو أفتح)، لها حواف محددة، جافة ومتقشرة. 
  • حكة في مناطق الجلد المصابة.
  • عرق مفرط.

لا تنتقل العدوى من شخص لآخر فهي ليست معدية، ولكن هناك عوامل خطورة يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة:

وبما أن مرض التينيا مرض غير معدي، فإن أفضل طريقة لمنع الإصابة بها مجدداً هو المحافظة على النظافة الشخصية وذلك بالاستحمام وتجفيف البشرة جيداً، وتجنب الحرارة الزائدة، والتعرض المفرط للشمس، والتعرق المفرط. 

وكذلك يوصى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي بها باستخدام المنتجات التي تحتوي على بيريثيون الزنك، أو كيتوكونازول، أو كبريتيد السيلينيوم للاستحمام وتنظيف البشرة وذلك من أجل منع العدوى المستقبلية ونمو الفطريات. 

للمزيد:

سؤال من ذكر سنة 28

في الأمراض الجلدية

لماذا ينشأ مرض الصدفية؟?

ينشأ مرض الصدفية عندما تستبدل خلايا الجلد بسرعة أكبر ولا يوجد أسباب واضحة لذلك، ولكن إن معظم الأبحاث العلمية تشير إلى وجود مشكلة ما في جهاز المناعة. 

في الوضع الطبيعي ينتج الجسم خلايا الجلد في أعمق طبقة، ومن ثم تتحرك هذه الخلايا للأعلى إلى السطح الخارجي لتموت وتتقشر، تحتاج هذه العملية بشكل كامل ما بين 3-4 أسابيع. ولكن يتغير هذا المعدل الزمني عند مريض الصدفية حيث تستغرق تلك العملية عندهم ما بين 3-7 أيام فقط، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الخلايا غير الناضجة على سطح الجلد، مسبباً ظهور بقع حمراء ذات قشور فضية.

كما ينشأ مرض الصدفية بسبب وجود بعض الجينات المرتبطة بظهورها عند بعض العائلات، فهناك مجموعة جينات تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بها أكثر من غيرهم، ومع ذلك ليس بالضرورة في حال انتقال هذه الجينات من جيل لآخر يعني أن الشخص سيصاب حتماً، فقد يصاب الأجداد والأحفاد دون إصابة الآباء. 

كما يوجد العديد من المحفزات التي تزيد من شدة أعراض مرض الصدفية، أهمها ما يلي:

للمزيد:

سؤال من ذكر سنة

في الأمراض الجلدية

هل من الممكن إصابة مرضى البهاق بسرطان الجلد ؟

الناس المصابون بالبهاق يتمتعون بحمايه طبيعيه ضد سرطان الجلد >>> هذه نتيجة إحدى الدراسات كنا نعتقد أن البهاق يؤدي إلى زيادة إحتمالية الاصابة بسرطان الجلد لكن دراسة أُجريت بجامعة لندن على 4300 شخص لتحديد الجينات المختله المشتركة التي تزيد من فرصة البهاق وتقلل إحتمالية خطر الاصابة بالسرطان , قد غيرت الإعتقاد السابق وقد ذكرت النتائج في مجلة ( نيو انقلاند ) الطبية.

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأمراض الجلدية