هل لاحظتِ أن أعراض كورونا تكون أشد وتستمر لفترة أطول عند النساء؟ دراسة حديثة تكشف السبب خلف استمرار الإرهاق، والتشويش الذهني، والآلام الجسدية لأشهر بعد التعافي من كوفيد، موضحة كيف تلعب الأنيميا، والتهابات الأمعاء، واضطراب الهرمونات دورًا في إطالة رحلة الشفاء لدى النساء مقارنة بالرجال.
التهاب الأمعاء: الشرارة الخفية وراء كوفيد طويل الأمد
كوفيد طويل الأمد هو مجموعة من الأعراض التي تستمر لأسابيع أو حتى أشهر بعد التعافي من كورونا، مثل الإرهاق، وصعوبة التركيز والآلام العضلية، وقد لاحظ الأطباء أن هذه الأعراض لا تستمر مدةً أطول لدى النساء فقط، بل غالبًا ما تكون أشد أيضًا.
وقد أظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة ألبرتا أنّ التهاب الأمعاء قد يكون أحد أهم الأسباب وراء ظهور هذه الأعراض لدى النساء؛ حيث يفقد جدار المعدة قدرته على العمل كحاجز قوي ، مما يسمح بتسرب مواد صغيرة إلى مجرى الدم، مثل CD14 وI-FABP.
وعند دخولها مجرى الدم، تنشط هذه الجزيئات الالتهاب في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يطيل فترة أعراض كورونا ويزيد شدتها.
قد يهمك: كيف يؤثر كورونا على الحامل؟
دور الهرمونات: كيف يزيد انخفاض التستوستيرون الإرهاق والتعب؟
تؤثر الهرمونات على الطريقة التي يستجيب بها الجسم للعدوى، وقد أكدت الدراسة أنّ النساء المصابات بكوفيد طويل الأمد يُعانين من انخفاضٍ ملحوظ في مستوى هرمون التستوستيرون.
ونتيجةً لذلك، يصبح الجسم أقل قدرة على ضبط الالتهاب، وتقل كفاءته في إنتاج الطاقة، مما يُفسّر ظهور الأعراض الآتية لدى كثيرٍ من النساء بعد كورونا:
- الشعور بإرهاقٍ مستمر لا يتحسن مع الراحة.
- التشويش الذهني وصعوبة في التركيز والتفكير.
- آلام متكررة في العضلات والمفاصل.
- الإحباط والشعور بالاكتئاب.
بمعنى آخر، يمكن لانخفاض التستوستيرون أن يُبقي الجسم في حالة إنهاك داخلي مستمر، فيفاقم الأعراض ويُطيل مدة التعافي.
الأنيميا عند النساء: نقص الأكسجين الذي يبطّئ التعافي ويزيد التعب
بينت الدراسة أيضًا أن نسبة كبيرة من النساء المصابات بكوفيد طويل الأمد يُعانين من فقر الدم أو الأنيميا، وعندما يقل عدد كريات الدم الحمراء تنخفض كمية الأكسجين التي تصل إلى أعضاء الجسم وأنسجته، لذا تظهر الأعراض الآتية:
- التعب الشديد والإرهاق.
- ضعف العضلات.
- بطء عملية التعافي من فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: أسباب فقر الدم عند النساء!
ماذا تعني هذه الاكتشافات للأطباء؟ خطوات نحو علاج شخصي ودقيق
تعد هذه النتائج نقطة تحول كبيرة في طريقة تعاملنا مع أعراض كورونا طويلة الأمد؛ لأنها تؤكد ضرورة تطوير علاجات مخصّصة تُناسب حالة المريض، وجنسه والأعراض التي يشكو منها.
كما تؤكد الدراسة أن التعافي من تبعات فيروس كورونا لا يحدث خلال أيام قليلة كما كان متوقعًا، بل قد تستمر بعض أعراض كورونا لأسابيع أو حتى أشهر، ما يستدعي تدخلات طبية أدق وأكثر توجيهًا. ومن بين الخيارات العلاجية التي اقترحها الباحثون لتخفيف الأعراض لدى النساء:
- مكملات الحديد لعلاج الأنيميا وتحسين مستوى الأكسجين في الجسم.
- أدوية مضادة للالتهاب للحدّ من فرط النشاط المناعي.
- علاج هرموني موجّه للمساعدة في استعادة توازن الهرمونات وتنظيم الاستجابة المناعية.
نصيحة الطبي
إذا كنتِ قد تعافيتِ من كورونا وما زلتِ تُعانين من الإرهاق، أو ضباب الدماغ، أو آلام العضلات، أو اضطرابات المزاج لفترة تتجاوز الأسابيع، فلا تتجاهلي الأمر.
فقد تكون هذه الأعراض مرتبطة بواحدة من الآليات التي كشفت عنها الدراسة، مما يستدعي متابعة دقيقة لمستوى الحديد والهرمونات ومؤشرات الالتهاب.