مشاركة السعادة بين الأزواج تخفّض التوتر وتطيل العمر!

مشاركة السعادة بين الأزواج تخفّض التوتر وتطيل العمر!

من المسلم به أن الشعور بالسعادة مفيد لصحة الجميع، لكن بحثاً جديداً صادراً عن جمعية علم النفس الأمريكية (APA) يكشف أن مشاركة هذه السعادة اليومية مع شريك الحياة تحمل فوائد صحية "أكبر بكثير".

فمشاركة اللحظات الإيجابية—حتى البسيطة منها—ترتبط بانخفاض مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بأنه “هرمون التوتر” الذي يؤدي ارتفاعه المزمن إلى مشاكل صحية خطيرة.

هرمون الكورتيزول: "الصديق العدو" الذي تروّضه السعادة

توجد صلات قوية بين الشعور بالسعادة ومستوى الكورتيزول في أجسامنا. الكورتيزول هو هرمون يطلقه الجسم استجابة للتوتر، ويلعب دوراً مهماً في حياتنا اليومية، من مساعدتنا على الاستيقاظ صباحاً إلى التعامل مع الخطر.

ومع ذلك، فإن زيادته عن الحد، أو إفرازه في أوقات خاطئة من اليوم، يمكن أن يسبب مشاكل صحية مزمنة، بما في ذلك الالتهابات، والأمراض المزمنة، وتقصير متوسط العمر.

"اللحظات المشتركة" أقوى من السعادة الفردية

تقول الدكتورة توميكو يونيدا، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة كاليفورنيا ديفيس: "نعلم من الكثير من الأبحاث أن المشاعر الإيجابية، مثل السعادة والفرح والحب، مفيدة لصحتنا، حتى أنها ارتبطت بالعيش لفترة أطول".

وتستدرك قائلة: "لكن معظم هذه الأبحاث تنظر إلى مشاعر الناس كما لو أنها تحدث في عزلة. في الحياة الواقعية، أقوى مشاعرنا الإيجابية تحدث غالباً عندما نتواصل مع شخص آخر. أردنا أن نفهم كيف يؤثر تشارك هذه اللحظات بين الأزواج الأكبر سناً على الجسم بطرق ملموسة".

24 ألف عينة لعاب تكشف الحقيقة

لدراسة هذا الأمر، فحصت يونيدا وزملاؤها مستويات الكورتيزول لدى كبار السن، بالاعتماد على بيانات من 3 دراسات شملت 642 مشاركاً (321 من الأزواج) في كندا وألمانيا، تراوحت أعمارهم بين 56 و 89 عاماً.

قدم المشاركون معلوماتهم الأساسية، ثم أجابوا على استطلاعات إلكترونية قصيرة حول حالتهم العاطفية (مدى شعورهم بالسعادة، الاسترخاء، والاهتمام) من 5-7 مرات يومياً لمدة أسبوع. بعد كل استطلاع، كان المشاركون يجمعون عينة من لعابهم (لقياس الكورتيزول)، وفي المجموع، جمع الباحثون 23,931 قراءة بيولوجية.

النتيجة: السعادة المشتركة = كورتيزول أقل

كشف التحليل أن الأزواج كانوا يسجلون مستويات أقل من الكورتيزول في اللحظات التي شعروا فيها بالسعادة معًا—ليس فقط عندما كان كل منهم سعيدًا بشكل فردي.

الأهم من ذلك:

  • التأثير ظلّ واضحًا حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى تؤثر على الكورتيزول، مثل العمر، الجنس، الأدوية، والتقلبات اليومية للهرمون.
  • الانخفاض في الكورتيزول استمرّ لساعات لاحقة، مما يعني أن أثر السعادة المشتركة يمتد بعد انتهاء اللحظة نفسها.

وقالت يونيدا:

"كان هناك شيء قوي بشكل فريد حول مشاركة تلك المشاعر الإيجابية معاً. والأكثر إثارة، وجدنا علامات على أن لهذه اللحظات المشتركة آثاراً دائمة". وأضافت: "عندما شعر الأزواج بالرضا معاً، ظلت مستويات الكورتيزول لديهم منخفضة في وقت لاحق من اليوم. هذا يشير إلى أن التشارك في المشاعر الإيجابية قد يساعد الجسم فعلياً على البقاء أكثر هدوءاً بمرور الوقت".

مفاجأة الدراسة: التأثير الإيجابي لا يعتمد على مدى سعادتك بزواجك

ربما كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن التأثير الإيجابي على هرمون الكورتيزول ظهر بغض النظر عن مدى "رضا" الأشخاص عن علاقتهم بشكل عام. بعبارة أخرى، حتى لو لم يكن الزوجان يشعران بسعادة غامرة في علاقتهما ككل، فإن مجرد "مشاركة لحظة إيجابية" كان له تأثير مهدئ فوري على الجسم.

هل يقتصر التأثير على الأزواج؟

تقول يونيدا إنها تود في المستقبل فحص المشاعر الإيجابية المشتركة خارج نطاق الأزواج، بما في ذلك بين الأصدقاء، وزملاء العمل، وأفراد الأسرة.

واختتمت يونيدا: "تسلط هذه النتائج الضوء على أن إعطاء الأولوية الحقيقية لفرص مشاركة المشاعر الإيجابية مع شريكك يمكن أن يكون له فوائد لحظية ذات مغزى لصحتك".

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

[1] American Psychological Association. Sharing positive emotions with a partner is good for health. Retrieved on the 5th of November, 2025.

[2] UC Davis. Sharing Happy Moments with Partner Better for Health than Feeling Happy Alone. Retrieved on the 5th of November, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية