دواء تجريبي لباركنسون يُظهر فعالية ممتازة مع أعراض أقل

دواء تجريبي لباركنسون يُظهر فعالية ممتازة مع أعراض أقل

كشفت نتائج تجربة سريرية جديدة أن دواء جلوفادالين (بالإنجليزية: Glovadalen) التجريبي، من شركة UCB، أظهر فعالية وأماناً كبيرين لمرضى باركنسون المتقدم. والأهم من ذلك، أن الدواء نجح في تحسين الأعراض الحركية دون التسبب في الآثار الشائعة (مثل الهلوسة وهبوط الضغط) التي تُصاحب العلاجات الحالية.

فعالية الدواء الجديد للباركنسون

أظهرت نتائج المرحلة الثانية من تجربة (ATLANTIS)، التي شملت أكثر من 200 مريض يعانون من تذبذبات في الأعراض الحركية بشكل يومي، أن المرضى الذين تلقوا "جلوفادالين" عن طريق الفم بالإضافة إلى جانب العلاج التقليدي لمدة 10 أسابيع، شهدوا انخفاضاً أكبر في عدد "ساعات التوقف" (OFF hours) - وهي الفترات التي لا تعمل فيها الأدوية بشكل جيد وتعود الأعراض - مقارنةً بأولئك الذين تلقوا علاجاً وهمياً، محققين بذلك الهدف الأساسي للدراسة.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغ عدد أكبر بكثير من المشاركين الذين تلقوا العلاج الفعال عن شعورهم بتحسن أفضل من قبل.

آثار جانبية أقل

لكن المفاجأة الكبرى كانت في ملف أمان الدواء الجديد؛ تمثل في عدم تسجيل أي حالات من الآثار الجانبية المعروفة والناجمة عن زيادة الدوبامين في الدماغ، مثل الهلوسة، أو الارتباك، أو انخفاض ضغط الدم، أو الإغماء، أو النعاس المفرط أثناء النهار.

كما كان معدل التوقف عن تناول الدواء بسبب الآثار الجانبية منخفضاً جداً بنسبة 7.2% فقط.

وقد تم تقديم هذه النتائج في 8 أكتوبر خلال المؤتمر الدولي لمرض باركنسون واضطرابات الحركة (MDS) 2025.

آلية عمل الدواء

يرتبط مرض باركنسون بنقص إنتاج الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المسؤول عن التحكم في الحركة.

ويعمل غلوفادالين بطريقة مختلفة عن الأدوية التقليدية، فهو منشّط إيجابي انتقائي لمستقبل D1 في الدماغ، يُعزّز تأثير الدوبامين الطبيعي دون أن يحفزه بشكل مباشر.

هذه الآلية، المعروفة باسم التنشيط الجانبي (بالإنجليزية: Allosteric Modulation)، تُقلل خطر الإفراط في تنشيط المستقبلات أو حدوث إشارات خاطئة، مما يجعل الدواء أكثر أمانًا من منبهات الدوبامين التقليدية التي تسبب آثارًا جانبية شائعة، مثل الحركات اللاإرادية والهلوسة.

تفاصيل دراسة "ATLANTIS"

شملت الدراسة مشاركين تم تشخيصهم بمرض باركنسون لمدة 5 سنوات على الأقل، يعانون من تذبذبات حركية يوميًا، ويتناولون بالفعل دواء ليفودوبا أو أدوية مساعدة أخرى.

تم توزيعهم عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات:

  • دواء وهمي (70 مريضًا).
  • غلوفادالين بجرعة منخفضة (70 مريضًا).
  • غلوفادالين بجرعة مرتفعة (67 مريضًا).

استمر العلاج لمدة 10 أسابيع مع متابعة دقيقة للأعراض اليومية، وبيّنت النتائج انخفاضًا أكبر في "وقت التوقف" لدى مجموعتي الجرعتين المنخفضة والعالية مقارنةً بالدواء الوهمي، بفارق وسطي بلغ 0.8 ساعة، و0.45 ساعة يوميًا على التوالي.

كما أبلغ 44% من المرضى الذين تلقوا الدواء بأنهم شعروا بتحسن واضح، مقابل 22% فقط في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.

إضافةً، لم تُظهر النتائج أي اختلاف يُذكر في معدل الآثار الجانبية بين المجموعات الثلاث:

  • أُبلغ عن الصداع كأثر جانبي غير خطير في 10% من الجرعة المنخفضة و6% من الجرعة العالية، مقابل 4% في مجموعة الدواء الوهمي.
  • كانت نسب الحركات اللاإرادية (بالإنجليزية: Dyskinesia) متقاربة في جميع المجموعات (حوالي 5–6%).

وأكد الباحثون أن هذه البيانات تُظهر أن الدواء آمن وجيد التحمل حتى بجرعات مرتفعة.

الجيل القادم من العلاجات

يعتقد الباحثون أن هذه البيانات تدعم جلوفادالين كعلاج فموي الأول في فئته لمرض باركنسون.

كما أنهم يخططون لاختبار جرعات أعلى في دراسات مستقبلية؛ لزيادة الفعالية مع الحفاظ على ملف الأمان.

خبراء: النتائج واعدة وتستحق المتابعة

علقت الدكتورة جولي بيليتسيس، رئيسة قسم جراحة الأعصاب في جامعة أريزونا، واصفة الدراسة بـ "الواعدة"، وقالت إنها متحمسة لرؤية دراسات المرحلة التالية.

وأكدت بيليتسيس، التي لم تشارك في البحث، أن الدواء يمكن أن يلبي حاجة مهمة نظراً لأن العلاجات الحالية "تنطوي على مخاطر مثل خلل الحركة الشديد والهلوسة".

وقالت: "اعتقدت أنها طريقة ذكية لمعالجة هذه المشكلات لم أرها من قبل". وأضافت أن "هذا الانخفاض الطفيف في وقت التوقف بدا أنه يجعل الناس يشعرون بتحسن كبير، وهو ما اعتبرته مقنعاً".

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

[1] NIH National Library of Medicine. A Study to Evaluate the Efficacy, Safety, Tolerability, and Pharmacokinetics of UCB0022 in Study Participants With Advanced Parkinson's Disease (ATLANTIS). Retrieved on the 22th of October, 2025.

[2] Deborah Brauser. Novel Drug With New Mechanism Promising for Parkinson’s Motor Fluctuations. Retrieved on the 22th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية