دراسة تربط بين تسوس الأسنان، أمراض اللثة، والسكتة الدماغية

قد لا يخطر ببال أحد أن مشكلة في اللثة أو تسوساً بسيطاً يمكن أن يمتد أثره إلى الدماغ!

لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة Neurology Open Access كشفت عن ارتباط مقلق بين صحة الفم وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مشيرةً إلى أن الفم قد يكون مرآة لصحة الأوعية الدموية والدماغ أيضاً.

تفاصيل ونتائج الدراسة

تابع الباحثون في جامعة ساوث كارولاينا نحو 6,000 مشارك على مدى عقدين من الزمن، جميعهم لم يسبق أن أُصيبوا بسكتة دماغية.

خضع المشاركون لفحوصات دقيقة للأسنان واللثة، وقُسّموا إلى 3 فئات:

• فم سليم.
• أمراض لثة فقط.
• أمراض لثة مع تسوس.

خلال فترة المتابعة، كانت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية:

• 4% بين أصحاب الفم السليم.
• 7% بين المصابين بأمراض اللثة فقط.
• 10% بين المصابين بأمراض اللثة والتسوس معاً.

وبعد تحليل عوامل الخطر الأخرى (مثل العمر، مؤشر كتلة الجسم، والتدخين)، وجد الباحثون:

• الأشخاص المصابون بكلتا الحالتين (اللثة والتسوس) لديهم خطر أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 86% مقارنة بالأصحاء.
• الأشخاص المصابون بأمراض اللثة فقط لديهم خطر أعلى بنسبة 44%.
• كما ارتبط وجود الحالتين معاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين (مثل النوبات القلبية أو أمراض القلب المميتة) بنسبة 36% مقارنة بالأصحاء.

أهمية الوقاية وزيارة طبيب الأسنان

أكد مؤلف الدراسة، الدكتور سوفيك سين، أن "هذه النتائج تشير إلى أن تحسين صحة الفم قد يكون جزءاً مهماً من جهود الوقاية من السكتة الدماغية".

وكان الاكتشاف الأبرز هو دور الوقاية، فالأشخاص الذين أبلغوا عن زيارة طبيب الأسنان بانتظام كانت لديهم احتمالات أقل بنسبة 81% للإصابة بكلا الحالتين (التسوس وأمراض اللثة)، واحتمالات أقل بنسبة 29% للإصابة بأمراض اللثة وحدها.

وأضاف الدكتور سين: "العناية بأسنانك ولثتك لا تتعلق فقط بابتسامتك، بل قد تساعد في حماية دماغك".

ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى بعض القيود، مثل تقييم صحة الفم مرة واحدة فقط في بداية الدراسة.

نصائح للحفاظ على صحة الفم والوقاية من السكتات

بناءً على هذه الدراسة وأفضل الممارسات الطبية، الحفاظ على صحة الفم ليس مجرد إجراء تجميلي بل هو جزء حيوي من صحتك العامة. إليك بعض النصائح الأساسية:

• التنظيف اليومي: احرص على تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
• استخدام الخيط: لا تهمل استخدام خيط الأسنان مرة واحدة يومياً؛ لإزالة البلاك والبكتيريا من بين الأسنان وتحت خط اللثة.
• النظام الغذائي: قلل من تناول الأطعمة والمشروبات السكرية والنشوية التي تساهم في تسوس الأسنان.
• لا تتجاهل الأعراض: إذا لاحظت نزيفاً في اللثة (علامة على التهاب اللثة)، أو شعرت بألم في الأسنان (علامة محتملة للتسوس)، بادر بزيارة الطبيب.
• الزيارات الدورية: هذه هي النقطة الأهم التي أبرزتها الدراسة. لا تنتظر حتى تشعر بالألم، زر طبيب الأسنان بانتظام (كل 6 أشهر غالباً) لإجراء الفحوصات والتنظيف العميق، فهذا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض اللثة والتسوس.

إذا كان لديك أي استفسار حول أفضل الطرق للعناية بصحة فمك وأسنانك، لا تتردد في حجز استشارة عن بُعد مع فريقنا المختص، من أي مكان!