أضرار بدائل السكر: هل تضعف الذاكرة؟

أضرار بدائل السكر: هل تضعف الذاكرة؟

هل تعاني من النسيان وضعف الذاكرة مؤخرًا؟ قد يكون للمُحلي الذي تضيفه إلى كوب الشاي في الفطور أو قهوة الصباح دورٌ في ذلك! فبينما يعتقد كثيرون أن المُحلّيات الصناعية هي أفضل بديل للسكر، كشفت دراسة حديثة أن بعض هذه البدائل قد يرتبط بانخفاض الذاكرة ومهارات التفكير، وكأن الدماغ يتقدّم في العمر أسرع مما ينبغي. 

فما الحقيقة وراء هذه النتائج؟ وهل يجب أن نقلق من بدائل السكر “الدايت” التي نستخدمها يوميًا؟ إليك التفاصيل الكاملة.

المحليات والذاكرة: ما الذي تقوله الدراسات؟

لطالما أوصى الأطباء باستخدام المُحلّيات الصناعية لمرضى السكري والسمنة؛ فهي لا ترفع سكر الدم، وتحتوي على سعرات حرارية أقل بكثير من السكر التقليدي، مما يجعلها خيارًا يساعد على ضبط الوزن ومستويات الجلوكوز على المدى الطويل.

لكن مؤخرًا، بدأت الصورة تتغير بعد ظهور سلسلة من الأبحاث التي تثير القلق حول أضرار بدائل السكر على الدماغ. من بينها دراسة نُشرت في مجلة (Neurology) التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، والتي كشفت عن ارتباط واضح بين استهلاك المُحلّيات الصناعية وتراجع القدرات المعرفية.

إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستهلكون أعلى كميات من هذه المُحلّيات يعانون تدهورًا في مهارات التفكير والذاكرة بنسبة 62% مقارنةً بمن يتناولون أقل كمية. ويُعادل هذا التراجع، وفق تقديرات العلماء، ما يقارب 1.6 سنة إضافية من شيخوخة الدماغ.

أنواع المُحلّيات الصناعية: أيها أثر على الذاكرة؟

لا تؤثر جميع المُحلّيات الصناعية بالطريقة نفسها، لكن ركزت الدراسة على المحليات الآتية لأنها كانت الأكثر تأثيرًا على الذاكرة ومهارات التفكير:

  • الأسبارتام (Aspartame): ويُعتبر من أشهر المحليات الموجودة في المشروبات الغازية "الدايت" والعلكة الخالية من السكر.
  • السكرين (Saccharin): من أقدم المحليات الصناعية، وهو أحلى من السكر العادي بما يُقارب 300- 400 مرة.
  • الإريثريتول (Erythritol): محلي شائع في منتجات الكيتو دايت والمنتجات قليلة الكربوهيدرات.
  • الزيليتول (Xylitol): يشيع استخدامه في الحلويات والمثلجات "الدايت" وبعض أنواع العلكة ومعجون الأسنان.

لماذا تضعف المحليات الصناعية الذاكرة؟

لا زالت الآلية التي تؤثر بها المحليات على الذاكرة ومهارات التفكير غير واضحة بعد، لكن يرجّح الباحثون أن المشكلة لا ترتبط بالمُحلّيات نفسها فقط، بل بطريقة تفاعلها مع الجسم من خلال الآتي:

  • تغيّر توازن بكتيريا الأمعاء، والتي تلعب دورًا مهمًا في صحة الدماغ والذاكرة.
  • تزيد الالتهاب في الجسم مع مرور الوقت، مما قد يضعف قدرة الدماغ على التركيز والتذكّر.
  • تربك إشارات الدماغ؛ إذ يتذوّق طعمًا شديد الحلاوة دون أن يحصل فعليًا على السكر أو الطاقة المتوقعة، مما يسبب خللًا في بعض وظائفه.
  • تؤثر على مسارات التعلم والذاكرة؛ نتيجة تفاعل هذه المُحلّيات مع مستقبلات الطعم الموجودة داخل الدماغ نفسه.

هل هذا يعني التوقف عن استخدام المحليات الصناعية؟

ليس بالضرورة. فالمُحلّيات الصناعية ما تزال آمنة حسب إدارة الغذاء والدواء (FDA) عند استخدامها ضمن الحدود المسموح بها. كما أننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لفهم تأثيرها على الدماغ بشكل أعمق وأدق.

ويرجّح الباحثون أن المشكلة لا تكمن في المُحلّي نفسه، بل في طريقة استخدامه خاصة في الحالات الآتية:

  • تناول كميات كبيرة من المُحلّيات الصناعية بشكل منتظم.
  • استخدامها يوميًا ولسنوات طويلة دون فترات راحة.
  • الاعتماد عليها كبديل دائم للسكر بدل خفض استهلاك الحلويات من الأساس.

باختصار المحليات آمنة ومفيدة عندما تستعملها باعتدال، لكن الإفراط فيها ولفترات طويلة قد يعرّضك لمخاطرها.

توصيات ونصائح لتجنب أضرار بدائل السكر

للاستفادة من المُحلّيات دون الوقوع في مخاطر الإفراط، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تساعدك على تقليل تأثيرها على صحتك:

  • قلّل من المشروبات الغازية "دايت" والمشروبات منخفضة السعرات المُصنّعة.
  • اختر المُحلّيات الطبيعية مثل ستيفيا (Stevia) أو فاكهة الراهب.
  • جرّب تحلية مشروباتك أو طعامك بالعسل أو التمر، ولكن قم بذلك باعتدال؛ لأنها قد ترفع السكر.
  • اقرأ الملصقات الغذائية بعناية؛ فعبارة "بدون سكر" لا تعني بالضرورة خلوّ المنتج من المُحلّيات الصناعية.
  • اتّبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على البروتين والخضروات والفواكه لتحسين الصحة العامة وتقليل الحاجة للمذاق الحلو.

نصيحة الطبي

المُحلّيات الصناعية قد تبدو بديلًا آمنًا للسكر، لكنها تنطوي أيضًا على بعض المخاطر خاصة عند استخدامها يوميًا وبكميات كبيرة. فقد تضعف الذاكرة وتؤثر على صحة الدماغ.

ولكن لا تقلق، فالحل بسيط: استخدمها بحكمة، ووازن نظامك الغذائي، وقلل اعتمادك على الأطعمة ذات المذاق الحلو قدر الإمكان.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

صيدلانية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة اليرموك عام 2019، أعمل في مجال كتابة وتدقيق المحتوى الطبي منذ عام 2019، وأسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تعزز الوعي الصحي

[1] Yasemin Nicola Sakay. Artificial sweeteners and brain aging: What we know so far. Retrieved on the 20th of November, 2025.

[2] Choudhary, A. (2025). Artificial sweeteners on Brain health: Neurovascular changes and cognitive decline in Indian population. Medical Research Archives, 13(4). https://doi.org/10.18103/mra.v13i4.6388.

[3] Gonçalves, N. G., Martinez-Steele, E., Lotufo, P. A., Bensenor, I., Goulart, A. C., Barreto, S. M., Giatti, L., De Faria, C. P., Del Carmen Bisi Molina, M., Caramelli, P., Marchioni, D. M., & Suemoto, C. K. (2025). Association between consumption of low- and No-Calorie artificial sweeteners and cognitive decline. Neurology, 105(7), e214023. https://doi.org/10.1212/wnl.0000000000214023

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية