لطالما كان ضغط الدم خارج دائرة أولويات صحة الأطفال، إذ يركّز الآباء عادة على الأسنان والعظام والفيتامينات، بينما يُغفلون مؤشراً حيوياً قد يكون الأخطر على الإطلاق.
في مؤتمر الجمعية الأميركية للقلب حول ارتفاع ضغط الدم 2025، عُرضت دراسة موسّعة أظهرت أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في سن 7، قد يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة بأمراض القلب والشرايين بحلول منتصف العمر.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة بيانات أكثر من 38 ألف طفل وُلدوا بين عامي 1959 و1965 ضمن "المشروع التعاوني لفترة ما حول الولادة"، وهو من أكبر الدراسات الأميركية التي تابعت صحة الأطفال على مدى عقود، حيث تم قياس ضغط دمهم في سن السابعة، ثم تتبع الباحثون أوضاعهم الصحية حتى عام 2016، حين كان متوسط أعمار المشاركين 54 عاماً.
ولضمان دقة النتائج، حرص الفريق على استبعاد تأثير عوامل أخرى مثل السمنة أو زيادة الوزن، للتأكد من أن العلاقة مرتبطة بضغط الدم نفسه.
نتائج مثيرة للقلق
- أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين سجّلوا أعلى قراءات لضغط الدم عند سن السابعة كانوا الأكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب في منتصف الخمسينيات من العمر.
- ولم يتوقف الأمر عند الحالات الشديدة فقط، إذ تبين أن حتى الارتفاعات البسيطة في ضغط الدم، وإن بقيت ضمن الحدود الطبيعية، ارتبطت بزيادة واضحة في خطر الوفاة المبكرة.
- كما بيّنت المقارنات بين الأشقاء أن الطفل الذي يملك ضغطاً أعلى يظل أكثر عرضة للموت المبكر من شقيقه ذي الضغط الطبيعي، ما يشير إلى أن العوامل الوراثية أو البيئة العائلية وحدها لا تفسّر هذه النتيجة.
دعوة عاجلة للأطباء والآباء
يشخّص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال بشكل مختلف عن البالغين، حيث يعتمد على مقارنة قراءات الطفل مع 95% من الأطفال الآخرين من نفس العمر والجنس والطول.
وأكدت الدراسة على أن أهمية قياس ضغط الدم لا تقتصر على الكبار فقط، بل يجب أن يشمل الأطفال في الزيارات الطبية الدورية بدءًا من سن الثالثة حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إذ إن ارتفاع الضغط في الصغر قد يترك أثراً طويل الأمد على صحة القلب والأوعية الدموية.
لا تهمل صحة طفلك، واحرص على فحص ضغطه بانتظام، واستشارة الأطباء عند الحاجة عبر منصة الطبي.