من المهم الاهتمام بما يتم استخدامه من أدوية مختلفة للأطفال والرضع، فمن الممكن أن يكون الطفل أكثر عرضة للآثار الجانبية الخاصة بهذه الأدوية. وعلى وجه الخصوص، يجب على كل أم الحذر عند استخدام المضاد الحيوي لطفلها أو رضيعها. [1]

فبالإضافة إلى ما يتسبب به المضاد الحيوي للطفل من آثار جانبية، يمكن أن يرتبط سوء استخدام هذا النوع من الأدوية بأن تصبح غير فعالة له مستقبلًا، وذلك نتيجة لتطور مقاومة المضادات الحيوية لديه. [1]

وتجنبًا لكل ذلك، سنقوم في هذا المقال بالإجابة عن العديد من الأسئلة الشائعة حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال.

تنتشر العديد من الممارسات الخاطئة حول استخدام المضاد الحيوي للأطفال والرضع، ويتضمن ذلك استخدامها بشكل خاطئ لعلاج حالات معينة، أو إعطاء الطفل جرعات خاطئة من المضاد الحيوي، أو استخدام المضاد الحيوي للطفل بشكل متكرر.

وفيما يلي سنجيب عن عدة أسئلة شائعة حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال، والتي ستساعد على التقليل من هذه الممارسات الخاطئة:

لماذا يجب الحذر عند إعطاء المضاد الحيوي للأطفال؟

فضلًا عن إمكانية تسبب المضادات الحيوية بالآثار الجانبية للطفل، من المهم جدًا الحذر عند استخدامها والحرص على استخدامها عند الحاجة لها وكما هو موصوف من قبل الطبيب، وذلك للتقليل من احتمالية حدوث مقاومة المضادات الحيوية وتطور سلالات من البكتيريا المقاومة لتأثيرات المضادات الحيوية، والتي يمكن أن يصعب علاجها وتصبح خطيرة وتهدد حياة الطفل. [2][3]

فعادة ما تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما يتم الإفراط في استخدامها أو عندما يتم استخدامها بطريقة خاطئة. [2][3]

للمزيد: مقاومة المضادات الحيوية

متى يعطى المضاد الحيوي للأطفال؟

تعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا، ولهذا فهي تعد فعالة فقط لعلاج الأمراض المعدية الناجمة عن الإصابة بعدوى بكتيرية. ويمكن أن تشمل الأمراض المعدية التي يمكن استخدام المضاد الحيوي من أجل علاجها ما يلي: [2][3][4]

  • التهاب الرئة.
  • التهاب السحايا.
  • التهابات المسالك البولية.
  • إنتان الدم.
  • إسهال المسافرين.
  • التهاب الجيوب الأنفية البكتيري، والذي يتم تمييزه عادة بخروج مخاط سميك أصفر أو أخضراللون من الأنف.
  • التهاب الحلق البكتيري الناجم عن البكتيريا العقدية.

أما حول استخدام المضاد الحيوي للأطفال بهدف علاج التهاب الأذن الوسطى، وهي مشكلة شائعة لدى الأطفال، فغالبًا لا يتم استخدام المضادات الحيوية لهذه الحالة، فمن الممكن أن تكون ناجمة عن الإصابة بفيروس. وفي الحالات التي تكون ناجمة عن الإصابة بعدوى بكتيرية، يمكن أن تختفي العدوى من تلقاء نفسها ودون الحاجة لوصف المضاد الحيوي. [2][3]

ومن الممكن أن يتم استخدام المضاد الحيوي لعلاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال والرضع فقط في حال كان الطفل يعاني من الحمى الشديدة أو عانى الطفل من ألم وعدوى شديدة في طبلة الأذن. [3]

متى يجب أن لا يعطى المضاد الحيوي للأطفال؟

يعاني الأطفال والرضع من العديد من الأمراض المعدية والتي يكون معظمها فيروسي المنشأ، وفي هذه الحالات يجب أن لا يتم إعطاء المضاد الحيوي للطفل، فهو لن يكون فعالًا ضد هذه الأمراض. [2]

ويمكن أن تشمل هذه الأمراض المعدية التي يجب تجنب استخدام المضاد الحيوي لعلاجها ما يلي: [3][4]

  • الإنفلونزا.
  • نزلات البرد والزكام.
  • السعال.
  • التهاب الحلق.
  • التهاب القصبات الهوائية.
  • عدوى الفيروس المخلوي التنفسي.
  • إنفلونزا المعدة.

ومن الممارسات الخاطئة حول استخدام المضاد الحيوي للأطفال، هي استخدامه كعلاج وقائي في حالات العدوى الفيروسية، وذلك منعًا لتطور العدوى البكتيرية كإحدى المضاعفات المحتملة للعدوى الفيروسية.

ومن المهم الامتناع عن ذلك، ففي معظم الحالات، لا تتبع العدوى البكتيرية العدوى الفيروسية، كما أن علاج العدوى الفيروسية بالمضادات الحيوية لا يمنع العدوى البكتيرية أبدًا من الحدوث، وإنما يمكن أن يتسبب ذلك بمعاناة الطفل من الإسهال أو الآثار الجانبية الأخرى. [3]

للمزيد: نزلات البرد والمضادات الحيوية

ما هي المضادات الحيوية التي يمكن إعطاؤها للأطفال؟

يجب الحذر عند اختيار المضاد الحيوي للأطفال، حيث لا تعتبر جميع الأنواع آمنة للاستخدام لدى هذه الفئة من المرضى. وتشمل أنواع المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها للأطفال والرضع ما يلي: [5][6]

  • البنسلينات، مثل الأموكسيسيلين والبنسلين جي، والتي توصف عادة لعلاج التهابات الأذن والتهابات الجيوب الأنفية البكتيرية.
  • السيفالوسبورينات، مثل السيفدينير، والسيفتيبوتين، والسيفاليكسين، والتي تستخدم لعلاج التهابات الأذن المعقدة أو المتكررة، والالتهاب الرئوي، والتهابات الجيوب الأنفية البكتيرية.
  • الماكروليدات، مثل الأزيثروميسين والإريثروميسين، وعادة ما تستخدم هذه الأنواع من المضادات الحيوية للأطفال الذين يعانون من السعال الديكي، والحالات الخفيفة من الالتهاب الرئوي.
  • دواء التريميثوبريم والسلفاميثوكسازول، حيث يوصف هذا الدواء المركب عادة لعلاج عدوى المكورات العنقودية المقاومة والتهابات المسالك البولية.

ما هي المضادات الحيوية التي يجب تجنب إعطاؤها للأطفال؟

يمنع استخدام بعض الأنواع من المضادات الحيوية للأطفال والرضع، فمن الممكن أن تتسبب هذه المضادات الحيوية بالعديد من الآثار الجانبية والمضاعفات لديهم. فمثلًا، يمنع استخدام الفلوروكينولونات، مثل الليفوفلوكساسين، وذلك لاحتمالية تسببها بتشوهات الغضاريف. [5]

كما يمكن استخدام الأدوية التابعة لمجموعة التتراسيكلين، مثل الدوكسيسيكلين، وذلك لأنها يمكن أن تتسبب بتصبغ الأسنان بشكل دائم. [5]

اقرا ايضاً :

خطر تمليح الطفل

ما هي الآثار الجانبية للمضاد الحيوي عند الأطفال؟

يمكن أن تحدث الآثار الجانبية بنسبة تتراوح ما بين 10 - 20% من الأطفال الذين يتناولون المضاد الحيوي. وغالبًا ما تكون الآثار الجانبية لاستخدام المضاد الحيوي للأطفال طفيفة وتشمل ما يلي: [2][3]

  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.
  • آلام المعدة.
  • الطفح الجلدي.

وفي بعض الحالات، يمكن أن يتسبب إعطاء المضاد الحيوي للأطفال بتطور عدوى ببكتيريا تسمى المطثية العسيرة في الأمعاء، وذلك نتيجة لتسبب المضادات الحيوية بإخلال التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة المتواجدة في الأمعاء. ومن الممكن أن تسبب عدوى المطثية العسيرة إسهالًا مائيًا وآلامًا في البطن لدى الطفل، وفي الحالات الأكثر شدة يمكن أن يعاني الطفل من الإسهال الدموي. [2][5]

كما من الممكن أن يتسبب المضاد الحيوي بحساسية لدى الطفل، ولهذا من المهم إخبار الطبيب في حال حدث لدى الطفل في السابق أي رد فعل تحسسي تجاه أي من المضادات الحيوية. [3]

ما هي علامات حساسية المضاد الحيوي عند الأطفال؟

تعد الحساسية تجاه المضادات الحيوية أمر غير شائع، وفي حال حدوثها فعادة ما تكون نتيجة تناول مضاد حيوي من نوع البنسلين. ويمكن أن تتضمن العلامات التي تدل على حدوث حساسية المضاد الحيوي عند الطفل ما يلي: [2]

  • الشرى أو طفح الجلدي المثير للكحة.
  • التورم.
  • الصفير.

ويمكن أن تظهر هذه العلامات بشكل فوري خلال 1 - 2 من تناول الأطفال للمضاد الحيوي، ويمكن أن تكون متأخرة بحيث تحدث بعد عدة أيام من بدء تناوله للمضاد الحيوي. [2]

نصائح حول إعطاء المضاد الحيوي للأطفال

يوجد عدد من النصائح حول استخدام المضادات الحيوي للأطفال والرضع، والتي يمكن أن تساعد على التقليل من المخاطر المرتبطة باستخدامه، بما في ذلك حدوث الآثار الجانبية أو مقاومة المضادات الحيوية. وتشمل هذه النصائح ما يلي: [2][6]

  • يجب تجنب إعطاء المضاد الحيوي للأطفال دون وصفة طبية.
  • يجب اتباع تعليمات الطبيب المتعلقة بجرعة المضاد الحيوي ومدة استخدامه، وما إن كان ينبغي على الطفل تناول المضادات الحيوية مع الطعام أو بدونه.
  • يجب الالتزام بإعطاء المضاد الحيوي للطفل طوال المدة الموصوفة له، وحتى إن بدء الطفل بالتحسن.
  • يجب تجنب الإفراط في استخدام المضادات الحيوي للأطفال فذلك يؤدي إلى تطور مقاومة المضادات الحيوية لديه.
  • لتقليل خطر مقاومة المضادات الحيوية أيضًا، يجب على الطبيب اختيار المضاد الحيوي ضيق النطاق لعلاج العدوى، والاحتفاظ بالمضادات الحيوية واسعة النطاق للحالات الأكثر خطورة.
  • في حال تطور حساسية المضاد الحيوي عند الطفل وظهرت الأعراض بشكل شديد وفوري، عندها لا ينبغي إعطاؤه هذا المضاد الحيوي مرة أخرى.
  • في حال معاناة الطفل من رد فعل فرط الحساسية المتأخر تجاه المضاد الحيوي، فمن الممكن أن يتمكن من تناول هذا المضاد الحيوي مرة أخرى، وذلك اعتمادًا على الأعراض التي يعاني منها، ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب.
  • يجب تجنب الاحتفاظ ببقايا المضادات الحيوية ومن ثم إعطاؤها للطفل نفسه أو لطفل آخر في وقت لاحق، حتى لو كانت أعراضه متشابهة.

في حال كان الشخص يعاني من الشلل النصفي، كيف يتم تشخيص الشلل النصفي؟

نهاية، يجب الحذر دائمًا قبل استخدام أي مضاد حيوي للأطفال واستخدامه فقط في حال قام الطبيب بوصفه، والالتزام بتعليمات الطبيب حول طريقة الاستخدام الصحيحة للمضاد الحيوي. كما يجب التأكيد على عدم استخدام المضاد الحيوي للأطفال الذين يعانون من عدوى فيروسية، حيث أن المضاد الحيوي لن يكون فعالًا لهم ومن الممكن أن يتسبب ذلك بزيادة تعرضهم للآثار الجانبية غير المرغوب بها.