يمكن أن تختلف أعراض جفاف العين من شخص لآخر، كما قد تختلف شدتها باختلاف درجة الجفاف، وقد تزداد حدتها مؤقتاً نتيجة التعرض لبعض العوامل، مثل الرياح والرطوبة المنخفضة.

تعرف في هذا المقال على أبرز أعراض جفاف العين، وما هي العوامل التي قد تزيد من حدتها. 

أعراض جفاف العين

يمكن أن تظهر أعراض جفاف العين على عين واحدة واحدة أو كلتا العينين، ومن أبرزها ما يلي:

ضبابية الرؤية

تعد ضبابية الرؤية (بالإنجليزية: Blurry Vision) من أكثر أعراض جفاف العين شيوعاً، والتي قد تزداد حدتها في بعض الفترات وتقل في أخرى. وغالباً ما يحدث تشوش الرؤية بسبب خلل في الغشاء الدمعي الطبيعي في العين، والذي له دور رئيسي في القدرة على الرؤية بوضوح.

قد يلاحظ العديد من مرضى جفاف العين وضوح الرؤية صباحاً أو في الساعات الأولى بعد الاستيقاظ، ثم بدء تفاقم تشوش الرؤية تدريجياً مع مرور ساعات النهار، ويحدث ذلك بسبب تعرض العين من جديد أثناء النهار لأحد محفزات أعراض جفاف العين، مثل الإجهاد أو التحديق المطول في شاشة الكمبيوتر. [1][2]

زيادة الحساسية للضوء

في الوضع الطبيعي، يشكل الغشاء الدمعي طبقة واحدة ناعمة لحماية سطح العين، وهو أول طبقة يلامسها الضوء، لكن في حالات جفاف العين، يمكن أن يختل تكوين هذا الغشاء أو قد يتعرض للتمزق بحيث يصبح كطبقة متقطعة لا تغطي سطح العين كما يجب، ولا توفر الحماية اللازمة للعين. نتيجةً لذلك، تزداد حساسية العين للضوء.

يمكن أن تزداد حساسية العين لأنواع محددة من الضوء أو تجاه جميع أنواع الضوء، كما قد تكون مؤقتة أو مزمنة. [1]

زيادة إفراز الدموع

تمثل الزيادة في إفراز الدموع استجابة أو رد فعل للجفاف في العين، إذ أنه عند عدم حصول قرنية العين على ما يكفي من الدموع المرطبة، يتم إرسال إشارة إلى الغدد الدمعية لزيادة إفراز الدمع، وتستجيب الغدد الدمعية وتقوم بإفراز دموع أكثر من المعدل الطبيعي.

مع ذلك، تبقى العين تعاني من الجفاف، وذلك بسبب عدم قدرة العين على الاحتفاظ بكمية كبيرة من السوائل أو الدموع، الأمر الذي ينتج عنه تدميع العين المفرط. [1]

ثقل العينين

يعتبر الشعور بثقل في العينين أحد أعراض جفاف العين الشائعة، والذي يظهر على شكل صعوبة في إبقاء العينين مفتوحتين وتدلي الجفون قليلاً إلى الأسفل، وذلك في محاولة لإغلاق العين وحماية سطحها. [1][2]

يمكن أن ينتج ثقل العينين المصاحب للجفاف لأسباب مختلفة، أهمها: [1]

  • نقص معدل الدموع في العين.
  • اضطراب في غدد الميبوميان، يشتمل على عدم قدرتها على إفراز ما يكفي من الزيت للحفاظ على رطوبة الغشاء الدمعي، أو اختلال في كثافة زيت العين بحيث يكون أكثر سمكاً مما يجب، مما يؤدي إلى انسداد الغدد.

صعوبة في رمش العين

يمكن أن يلاحظ بعض الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين صعوبة في عملية رمش العين الطبيعية أو الشعور بصعوبة تحريك الجفن إلى الأعلى والأسفل. وقد يحدث ذلك نتيجة اختلال الطبقة التي تغطي سطح العين وتمنحه الحماية والترطيب والملمس الأملس الذي يسهل حركة الجفن العلوي للعين. [1]

أعراض جفاف العين الأخرى

بالإضافة إلى الأعراض السابق ذكرها، هناك العديد من الأعراض الأخرى المحتمل أن تصاحب الإصابة بجفاف العين، منها: [1][2][3]

  • ألم في العين.
  • الإحساس بحرقة في العين.
  • الحكة في العين أو المنطقة المحيطة بها، خاصة في زوايا العين.
  • التصاق الجفون ببعضها عند الاستيقاظ.
  • الرؤية المزدوجة.
  • الشعور بإرهاق العين بعد النظر لشاشة الكمبيوتر، أو الهاتف المحمول، أو القراءة لفترة قصيرة.
  • الشعور بعدم الراحة عند ارتداء العدسات اللاصقة.
  • زيادة حساسية العين تجاه بعض العوامل والأشياء، بما في ذلك الهواء، والشمس، والأبخرة، والعطور.

اقرأ أيضاً: أسباب جفاف العين

أعراض جفاف العين الشديد

يمكن أن تظهر الأعراض التالية سواء كان الجفاف في العين خفيفاً أو شديداً، لكنها أكثر شيوعاً في الحالات المتوسطة والشديدة من جفاف العين:

احمرار العين

يمكن أن يصاحب احمرار العين العديد من حالات الجفاف الشديد في العين، وذلك للأسباب التالية: [1]

  • تهيج العين الناتج عن تكرار الرمش دون وجود ما يكفي من الدموع في العين.
  • وجود اختلال وظيفي في غدد الميبوميان (بالإنجليزية: Meibomian Gland)، وهي الغدد الدهنية الموجودة في الطبقة الداخلية للجفون، والمسؤولة عن إنتاج الزيت الذي يغطي سطح العين ويرطبه.

الإحساس بوجود شيء غريب في العين

من أعراض جفاف العين المميزة شعور المريض بوجود جسم غريب عالق في العين؛ شبيه بالرمل، أو الحصى الصغير، أو رمش العين. وينتج هذا الشعور بسبب تطور ما يشبه الخدوش الصغيرة جداً على سطح العين نتيجة جفافه الشديد. لكن، من النادر أن تسبب هذه الخدوش ضرراً دائماً في العين، إذ غالباً ما تلتئم هذه الخدوش عند استخدام العلاج المناسب. [1][3]

ألم شديد في العين

عندما يرتبط جفاف العين بانخفاض شديد في إنتاج المادة الزيتية التي تسمى الميبوم (بالإنجليزية: Meibum)، فقد يقل معدل ومض العين لدى الأشخاص أثناء انخراطهم في القيام بالأنشطة التي تتطلب التحديق المطول، مما يزيد من معدل تبخر الدموع، وبالتالي تفاقم جفاف العين. الأمر الذي قد يسبب ألم شديد في العين أو شعور بحرقة لاذعة بها. [1]

زيادة إفرازات العين

يمكن أن يزداد معدل إنتاج الإفرازات المخاطية في العين في محاولة لتعويض الرطوبة المفقودة من العين ونقص الدموع بها. ومما قد يزيد من سوء هذا العرض قيام الشخص بتنظيف هذه الإفرازات باستخدام أداة غير مناسبة أو غير نظيفة، الأمر الذي قد يتسبب في إحداث التهاب في العين، والذي بدوره يسبب أيضاً زيادة في إفرازات العين.

يعتبر زيادة معدل إفرازات العين من أعراض جفاف العين أكثر شيوعاً في الحالات المعتدلة إلى الشديدة مقارنةً بالحالات الخفيفة. [1]

عدم القدرة على البكاء

يعد جفاف العين، وخاصة الشديد أحد أسباب عدم القدرة على البكاء رغم المرور بوقت عصيب ومحفز للعاطفة والبكاء، لكن يجدر الإشارة إلى أن انخفاض إنتاج الدموع قد يكون مؤشراً لحالات مرضية أخرى، مثل: [1]

  • الاضطرابات الهرمونية.
  • متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren's Syndrome)، والتي يعد جفاف العين من أبرز أعراضها.

يعاني جدي من مشاكل كثيرة في الرؤية وشخص الطبيب حالته أنها ضمور شبكي، ما ما هو هذا المرض الضمور الشبكي؟

أعراض جفاف العين والصداع

لا يسبب جفاف العين الصداع، لكن في العديد من الحالات، تم ملاحظة ارتباط الإصابة بجفاف العين والمعاناة من الصداع، وخاصة الصداع النصفي (الشقيقة). إلا أن أسباب هذا الارتباط غير معروفة أو مؤكدة بعد.

تشمل الملاحظات التي ربطها ما بين جفاف العين والصداع النصفي ما يلي: [4]

  • زيادة مدة نوبة الصداع النصفي لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين.
  • زيادة خطر المعاناة من نوبة صداع نصفي أشد في حال المعاناة أيضاً من الجفاف في العين.
  • زيادة خطر المعاناة من الارتباط السلبي بين جفاف العين والصداع لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Aura) على وجه الخصوص.

محفزات أعراض جفاف العين

يوجد العديد من العوامل التي يمكن أن تفاقم من شدة أعراض جفاف العين أو تكون سبباً في ظهورها ببعض الأوقات على وجه الخصوص، ومن أهمها ما يلي: [1][2]

  • إجهاد العين وعدم إراحتها أو إغلاقها لوقت كاف.
  • استخدام العدسات اللاصقة.
  • التواجد في مناخ ذات رطوبة منخفضة أو حرارة مرتفعة.
  • التواجد في مكان مغلق يشتمل على أحد مصادر الهواء القسري، مثل المكيفات والمراوح، أو التواجد خارجاً والرياح شديدة.
  • التدخين أو التعرض لدخان السجائر أو دخان منتجات التبغ الأخرى.
  • تناول بعض الأدوية التي تسبب أو تفاقم جفاف العين، ومن الأمثلة عليها:
  • مضادات الهيستامين.
  • حبوب منع الحمل.
  • بعض مدرات البول.
  • بعض أدوية حب الشباب الفموية، وخاصة دواء الإيزوتريتينوين (بالإنجليزية: Isotretinoin).

مضاعفات جفاف العين

يمكن أن يسبب إهمال علاج جفاف العين، وخاصة المزمن أو الشديد بعض المضاعفات الصحية الأشد خطورة، مثل: [2][3]

  • التهاب الملتحمة.
  • تقرح القرنية.
  • مشاكل في الرؤية.
  • تلف في قرنية العين، أو إصابتها بتندب دائم.

اقرأ أيضاً: علاج جفاف العين

اقرا ايضاً :

ورم الأجفان... مؤشر أمراض