تشغل مسألة تأثير الغازات على القلب بال الكثيرين، حيث يتساءل العديد عما إذا كانت هذه الأعراض الشائعة قد تكون مؤشرًا على مشكلات صحية خطيرة. ينبع هذا القلق من الشعور بألم في الصدر، والذي قد يخلط البعض بينه وبين بألم القلب، لكن الحقيقة قد تكون أبسط وأقل خطورة.

يهدف هذا المقال إلى توضيح تأثير الغازات على القلب أو الصدر وشرح العلاقة بينهما، وتمييزها عن ألم القلب الناتج عن مشكلات صحية أخرى، ذلك من خلال تقديم شرح شامل لأسباب وأعراض هذه الحالة، مما يساعد في تحديد الخطوات المناسبة للتعامل مع هذه الأعراض:

تأثير الغازات على القلب

تتبادر إلى أذهان العديد من الأشخاص تساؤلات حول إن كان هناك تأثير للغازات على القلب . بالفعل قد تؤدي الغازات في بعض الأحيان إلى الشعور بألم في منطقة الصدر، مما قد يُثير القلق لدى البعض بأنهم يُعانون من مشكلة قلبية. [3]

ومن المهم التأكيد على أن طبيعة وأعراض ألم القلب الناتج عن الغازات تختلف بوضوح عن تلك الناتجة عن الحالات القلبية، إذ عادةً ما يكون الألم المرتبط بالغازات حادًا ويميل إلى التحسن بمجرد تغيير وضعية الجسم أو بعد التجشؤ، وهذه النقطة الهامة تُساعد في التفريق بين ألم الغازات والألم القلبي الذي يتطلب تقييمًا وتدخلًا طبيًا فوريًا. [3]

أسباب ألم القلب نتيجة الغازات

بعدما بينا تأثير الغازات على القلب، من الجدير ذكره أنه يُعد الشعور بألم في الصدر نتيجة لتراكم الغازات ظاهرة شائعة. ولحسن الحظ فإن المشكلة الأساسية في أغلب الأحيان تكمن في مشكلة الغازات والانتفاخ (بالإنجليزية: Bloating)، والتي تُعد من الأمور الشائعة التي يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية، تنشأ هذه الحالة نتيجة تراكم الغازات في الجهاز الهضمي، والتي قد تنتج عن عدة عوامل وأسباب، مثل:

  • تناول أطعمة معينة تسبب الغازات، مثل: البقوليات، وبعض الخضروات.
  • ابتلاع الهواء أثناء الأكل والشرب.
  • عدم هضم بعض الأطعمة بشكل كامل في الأمعاء الدقيقة.

يمكن أن يؤدي هذا التراكم إلى الشعور بالانتفاخ والألم، إذ إن الغازات تُسبب تمدد الأمعاء، وهذا يُؤدي إلى الضغط على الأعضاء المحيطة، مما قد يُخلق إحساسًا بألم يُمكن أن يُخطئ في تشخيصه على أنه ألم قلبي. [3] ويمكن أن يكون الألم متقطعًا أو مستمرًا، وقد يتفاقم بعد تناول الطعام أو في أوقات الراحة. [1][2]

اقرأ المزيد: ما أسباب غازات البطن، وكيف تعالج؟

الفرق بين ألم القلب الناتج عن الغازات ومشكلة صحية

بعد تفاصيل تأثير الغازات على القلب للتفريق بين ألم القلب الناجم عن غازات الجهاز الهضمي وبين ألم القلب الناجم عن حالات أخرى، تابع التفاصيل في الآتي:

ألم القلب الناتج عن الغازات

يتميز ألم القلب الناتج عن الغازات بخصائص محددة، وهي كالآتي:

  • يكون غالبًا مؤقتًا ويتحسن مع تحرك الغازات في الجهاز الهضمي.
  • يمكن أن يترافق هذا الألم مع أعراض أخرى، مثل: الانتفاخ والتجشؤ.
  • يكون عادةً محدود في منطقة معينة من الجسم، أي حول منطقة البطن ويمتد نحو الصدر.
  • يمكن أن يحدث هذا الألم بعد تناول وجبات معينة أو بسبب بلع الهواء أثناء الأكل.

على الرغم من أن هذا الألم قد يكون مزعجًا، إلا أنه نادرًا ما يكون مؤشرًا على وجود مشكلة خطيرة في القلب، ومع ذلك يجب على الأشخاص الذين يُعانون من ألم مستمر أو شديد في الصدر استشارة الطبيب لاستبعاد أي مشكلات صحية أخرى. [1][4]

ألم القلب الناجم عن مشكلة صحية

يظهر ألم القلب الناجم عن مشكلات صحية بأعراض مميزة، وهي كالآتي:

  • يكون أكثر حدة وثباتًا.
  • قد يصاحبه أعراض أخرى، مثل: ضيق التنفس، والتعرق، والغثيان.
  • يميل هذا النوع من الألم إلى الشعور بالضغط أو الاختناق في منطقة الصدر، وقد ينتشر إلى الذراعين، أو الفكين، أو الظهر، أو حتى الكتفين.

يُعد ألم القلب الناجم عن مشكلات صحية مؤشرًا على وجود حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا فوريًا، خاصةً إذا كان مصحوبًا بالأعراض السابقة. [1][4]

والدي مصاب بالتليف المرحلة الثالثة هل يوحد مراخل أخيرة من أمراض الكبد، وماذا تعني؟

نصائح لتخفيف ألم القلب الناجم عن الغازات

يمكن علاج تأثير الغازات على القلب غالبًا في المنزل، حيث توجد عدة علاجات منزلية وإرشادات يمكن اتباعها قد تُساعد في تخفيف الألم الناتج عن تراكم الغازات، وهي كالآتي: [1][3]

  • ممارسة التمارين الرياضية لتحريك الغازات: يُساعد التحرك والنشاط البدني، مثل: المشي الخفيف على تحريك الغازات في الجهاز الهضمي، مما يُسهم في التخفيف من الألم والانزعاج.
  • شرب السوائل الدافئة لتسهيل حركة الغازات: الماء الدافئ والشاي العشبي يمكن أن يساعدان في تحريك الغازات عبر الجهاز الهضمي، مما يُخفف من الألم. يُنصح بتجنب المشروبات الغازية لتقليل تكوين الغازات.
  • تناول الزنجبيل لتحسين الهضم: يُعرف الزنجبيل بخصائصه المفيدة للجهاز الهضمي، فهو يُمكن أن يُساعد في تخفيف الأعراض. تناوله على شكل شاي أو استخدمه في الطهي، وهو متوفر أيضًا على هيئة مكملات غذائية وحبوب قابلة للمضغ.
  • الابتعاد عن المحفزات الغذائية المعروفة: تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تسبب تكوين الغازات، مثل: المشروبات الغازية، ومنتجات الألبان، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، هذا يمكن أن يُساعد في تقليل الأعراض.
  • استخدام العلاجات الطبية عند الضرورة: في حالات الألم المستمر أو الشديد قد تكون الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب مفيدة لتخفيف أعراض عسر الهضم، وبالأخص في حال كانت تعالج الحالات المزمنة التي يُعاني منها المريض، مثل: متلازمة القولون العصبي، وارتجاع المريء، والتهاب القولون التقرحي، ومرض كرون.

اقرأ المزيد: كيف يمكن علاج انتفاخ البطن بطرق طبيعية

اقرا ايضاً :

دور التغذية في إثارة وتهدئة التهابات القولون

نصيحة الطبي

يُسبب تراكم الغازات في الجهاز الهضمي ألمًا يُشبه ألم القلب ولكنه يختلف عنه، يميل هذا الألم إلى أن يكون مؤقتًا ويتحسن مع تحرك الغازات، ويمكن أن يرتبط بأعراض، مثل: الانتفاخ والتجشؤ. من ناحية أخرى يُعد ألم القلب الناجم عن مشكلات صحية أكثر حدة وثباتًا، وقد يُصاحبه ضيق في التنفس وغيرها من الأعراض.

لتخفيف تأثير الغازات على القلب يُنصح بالتحرك والنشاط البدني، وتناول الزنجبيل، وشرب السوائل الدافئة، وتجنب الأطعمة المحفزة للغازات واستشارة الطبيب في حالات الألم المستمر أو الشديد.