تعد ظاهرة التنمر المدرسي من المشاكل الخطيرة المنتشرة بين الطلاب لا سيما في أواخر مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، ولا يمكننا الاستهانة بعواقبها فهي تهدد سلام الطلاب النفسي، وتحصيلهم الدراسي، وقدرتهم على الانخراط في المجتمع، وإنشاء علاقات سليمة وقوية مع الآخرين، فما أسباب هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟ [1]

تعرف في هذا المقال على أسباب التنمر المدرسي وأنواعه، والعلامات التي تشير إلى تعرض الطالب للتنمر في المدرسة، بالإضافة إلى كيفية التغلب على ظاهرة التنمر في المدارس وحماية أبنائنا منها.

يختلف التنمر المدرسي عن المضايقات العابرة أو المشاجرات التي قد تحدث بين الطلاب من حين لآخر، فالتنمر المدرسي هو سلوك عدواني متكرر ومحاولات حثيثة من طالب أو مجموعة من الطلاب لمضايقة طالب آخر، وقد يكون في صورة الضرب المتكرر، أو الإهانة الكلامية، أو نشر الشائعات عنه، وغيرها من المضايقات، وغالبًا ما يتنمر الطلاب الأقوى على الأضعف منهم بدنيًا أو نفسيًا. [2]

أنواع التنمر المدرسي

تتعدد أشكال التنمر المدرسي بين الأطفال والمراهقين، وتشمل أنواعه ما يلي: [1][3]

  • التنمر الجسدي: يظهر التنمر الجسدي بين الأطفال في المدرسة في صورة الضرب، أو الدفع، أو أخذ الأغراض عنوة أو إتلافها، ويمكن أن يحث الطفل المتنمر الآخرين على إيذاء طفل آخر.
  • التنمر اللفظي: ينطوي هذا النوع من التنمر على سخرية الطفل المتنمر من أحد زملائه، أو إلقاء تعليقات سلبية على مظهره أو مقتنياته، أو من خلال إهانته واستخدام الألفاظ النابية عند التحدث معه.
  • التنمر الاجتماعي: يعد هذا النوع من التنمر المدرسي منتشرًا بين البنات خاصة، ويتضمن نشر الشائعات أو قصص مسيئة عن الآخرين، أو الانفراد ببعض الأصدقاء واستبعاد آخرين من المجموعات.
  • التنمر الإلكتروني: يحدث في هذا النوع من التنمر استخدام الطفل أو المراهق لوسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء زملائه أو مضايقتهم أو نشر معلومات مسيئة عنهم، وقد يقوم الطفل بذلك مع إخفاء هويته ما يصيب الطفل المُتنمَّر عليه بالخوف والشعور الدائم بعدم الأمان.

اقرأ أيضًا: التنمر الإلكتروني 

لماذا يتنمر الطلاب على بعضهم في المدرسة؟

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع بعض الأطفال والمراهقين إلى التنمر على زملائهم في المدرسة، وفيما يلي نذكر أبرز أسباب التنمر المدرسي: [4][5][6]

  • رغبة الطفل أو المراهق في الشهرة، واكتساب شعبية وقوة ظاهرية، والسيطرة على الآخرين.
  • الغيرة من الآخرين، فيلجأ البعض إلى سلوك التنمر للتقليل من شأن من يغار منهم ويشعر أنهم أفضل منه.
  • البحث عن الاهتمام ولفت انتباه المعلمين والطلاب.
  • انتماء الطفل أو المراهق إلى طبقة اجتماعية أو ثقافية معينة تجعله يحتقر من هم دونه ويسيء إليهم.
  • الاختلافات بين الطلاب وعدم تقبل البعض لزملاء المدرسة المختلفين عرقيًا أو ثقافيًا أو دينيًا عن الأغلبية.
  • تعرض الأطفال أو المراهقين للعنف الأسري أو التنمر عليهم من قبل والديهم أو أخوتهم ما يؤدي إلى سلوك التنمر لإفراغ الغضب والسخط بداخلهم.
  • النشأة في أسرة لا توجه الطفل أو المراهق، بل وقد يلجأ فيها الآباء والأمهات إلى التنمر على الآخرين فيكتسب الطفل هذا السلوك السيء.

اقرأ أيضًا: أسباب ظاهرة التنمر في المجتمع

سمات الطلاب المعرضين لظاهرة التنمر المدرسي

قد يتعرض أي طالب في المدرسة للتنمر من قبل أحد زملائه لعوامل مختلفة، ولكن يوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر تعرض الطفل أو المراهق للتنمر في المدرسة، منها: [5]

  • الطلاب الخجولين أو الذين لا تربطهم صداقات مقربة مع أقرانهم.
  • الطلاب الذين تعودوا على تلقى الحماية المفرطة من آبائهم.
  • الاختلاف الثقافي أو الديني أو العرقي عن أغلبية الطلاب في المدرسة.
  • الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

علامات التعرض للتنمر المدرسي

قد يخبر بعض الطلاب أولياء أمورهم عن تعرضهم للتنمر في المدرسة وهو ما يسهل اكتشاف الأمر مبكرًا واتخاذ الإجراء المناسب لحل المشكلة وإنقاذ الطفل، بينما يُخفي آخرون الأمر عن آبائهم لخجلهم أو عدم الرغبة في إظهار ضعفهم أو الخوف من ردة فعل الآباء؛ لذا ينبغي على الآباء مراقبة أطفالهم وملاحظة العلامات التي يمكن أن تشير إلى تعرضهم للتنمر في المدرسة. [7]

تشمل العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل أو المراهق للتنمر المدرسي ما يلي: [7]

  • عودة الطفل من المدرسة بكدمات أو خدوش أو ملابس ممزقة. 
  • ظهور علامات التوتر والقلق على الطفل.
  • سعادة الطفل الشديدة بعطل نهاية الأسبوع والانزعاج عند بداية الأسبوع والعودة للمدرسة.
  • فقدان الاهتمام بالذهاب إلى المدرسة.
  • تجنب أماكن معينة في المدرسة أو عدم الرغبة في ركوب حافلة المدرسة.
  • انخفاض التحصيل الدراسي.
  • سيطرة الغضب على الطفل من أبسط الأمور على غير المعتاد.
  • المعاناة من كوابيس أو صعوبة النوم.
  • العزلة والاكتئاب.

اقرأ أيضًا: هل طفلي ضحية للتنمر المدرسي؟

علامات تنمر الطفل على الآخرين في المدرسة

لا تعد ظاهرة التنمر المدرسي سلوكًا مقبولًا بأي شكل من الأشكال وينبغي على الآباء الانتباه إلى توجيه أبنائهم المتنمرين على زملائهم سواء عند تلقي شكوى من المدرسة بأنه يمارس التنمر على زملائه، أو ملاحظة علامات على الطفل أو المراهق تشير إلى ممارسته هذا السلوك، ومن هذه العلامات: [8][9]

  • التحدث باستمرار عن الطلاب الآخرين باستهزاء وعدوانية والسخرية منهم.
  • تكرار الدخول في مشاجرات مع زملائه.
  • مصادقة المتنمرين.
  • اقتناء أغراض أو امتلاك أموال أو ألعاب لا تعود إليهم.
  • إلقاء اللوم على الآخرين بصفة متكررة ورفضهم تحمل المسؤولية عن أفعالهم.

خطورة التنمر المدرسي

يؤثر التنمر المدرسي على الأطفال والمراهقين نفسيًا وبدنيًا، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مشاكل خطيرة، ومن أمثلة أضرار التنمر المدرسي ومخاطره ما يلي: [10]

  • ضعف التحصيل الدراسي.
  • الخوف وفقدان الشعور بالأمان.
  • الإحساس بالعجز.
  • الشعور بالذنب وإلقاء اللوم على النفس.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • قلة احترام الذات.
  • الإرهاق والتعب وقلة الأكل والنوم.
  • الاكتئاب.
  • التفكير في الانتحار أو الانتحار.

طرق مواجهة التنمر المدرسي

ينبغي على الطلاب معرفة كيفية التصرف في حال التعرض للتنمر في المدرسة أو خارجها وتعلم الدفاع عن أنفسهم دون خوف. [2]

تشمل خطوات مواجهة التنمر المدرسي ما يلي: [2]

  • إخبار الطالب المعلمين في المدرسة وكذلك آبائهم عن تعرضهم للتنمر وطبيعة التجربة التي مر بها الطالب لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتنمرين.
  • تجنب الأماكن التي يتسكع فيها المتنمرين في المدرسة لعدم إعطائهم فرصة للممارسة سلوكياتهم العدوانية.
  • محاولة السيطرة على الخوف أو الغضب عند مواجهة المتنمرين والحفاظ على الهدوء قدر الإمكان، حيث أن إظهار الخوف أو البكاء يجعل المتنمر يشعر بأنه انتصر.
  • الدفاع عن النفس وإخبار المتنمر بحزم ووضوح أن يتوقف عما يفعل وأنه لا يعير أي اهتمام لما يفعله.
  • تجاهل المتنمرين وعدم الاستجابة لأوامرهم أو طلباتهم إلى حين تدخل المعلمين أو المسؤولين في المدرسة.
  • تكوين الكثير من الصداقات والحفاظ على علاقة جيدة بالطلاب الآخرين.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المتنمرين

كيف نتغلب على ظاهرة التنمر المدرسي؟

يقع الدور الأساسي في علاج التنمر المدرسي على الوالدين فعليهم توجيه أبنائهم الذين يمارسون سلوك التنمر على غيرهم للإقلاع عن هذا السلوك السيئ وعدم التغاضي عن ذلك وتعليمهم كيفية احترام الآخرين وتقبل الاختلافات بينهم، فلا يوجد أي مبرر للسخرية من الآخرين أو إيذائهم. [5]

يتضمن دور الآباء في علاج التنمر المدرسي ما يلي: [6][9]

  • الاستماع إلى أبنائهم بإنصات واستدراجهم للتحدث عما يشعرون به أو ما يغضبهم.
  • شرح التنمر للطفل أو المراهق وعواقبه على نفسه وعلى الآخرين.
  • مساعدة الطفل أو المراهق على إدراك تأثير سلوكياته العدوانية على زملائه، وجعله يضع نفسه مكان الآخرين ليدرك شعورهم والضرر الواقع عليهم.
  • تعليم الطفل احترام الآخرين والتعامل معهم بلطف، وعدم التقليل من شأن زملائه أو السخرية منهم أو إيذائهم.
  • تعليم الطفل كيفية تقبل المختلفين عنه في العرق، أو الدين، أو الثقافة.
  • وضع عقاب مناسب للطفل أو المراهق إذا تنمر على أحد زملائه، وجعل الطفل يدرك أنه لا يوجد تسامح مع السلوكيات العدوانية.
  • مراقبة تصرفات الطفل أو المراهق ومقتنياته وطبيعة استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي.
  • التعرف على الأشخاص الذين يصادقهم الطفل وحثه عن الابتعاد عن المتنمرين وأصدقاء السوء.

اقرا ايضاً :

 هل من اختلاف بين عقل الرجل وعقــــل المــــرأة؟

ما دور المدرسة في علاج التنمر المدرسي؟

تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في مكافحة التنمر وحماية الأطفال من التعرض له بشتى الوسائل، حيث يتضمن دور المدرسة ما يلي: [7]

  • وضع قوانين صارمة لمواجهة التنمر وقواعد سلوكية للطلاب للالتزام بها.
  • التوضيح للطلاب أن التنمر ممنوع منعًا باتًا وأن عدم الالتزام بذلك سيكون له عواقب.
  • فرض عقوبات صارمة على المتنمرين.
  • إبلاغ أولياء أمور الطلاب المتنمرين عما يفعله أبناؤهم في المدرسة وعواقب ذلك على مستقبل الطالب الدراسي.
  • عمل دورات تثقيفية عن مخاطر التنمر وعواقبه.
  • الإشراف الجيد على كافة المناطق في المدرسة حتى المراحيض لتجنب إعطاء فرصة للمتنمرين لإيذاء الآخرين.
  • وضع صناديق في المدرسة لتقديم الشكاوى وإتاحة الفرصة للطلاب الخجولين في التبليغ عن أي مضايقة تعرضوا لها.
  • إقامة برامج توعوية للمتنمرين للتحسين من سلوكهم ومساعدتهم على التخلص من الصراعات النفسية التي قد تكون وراء سلوكياتهم العدوانية.

كيفية حماية الطفل من التنمر المدرسي

يساهم تعليم الآباء لأبنائهم بعض المهارات البسيطة في كيفية التعامل مع المشاكل التي يواجهونها في المدرسة وطرق التعامل مع زملائهم والدفاع عن أنفسهم في حمايتهم من التنمر، ومن أبرز هذه النصائح ما يلي: [3]

  • التحدث مع الطفل عن التنمر وذكر أمثلة أو مواقف حقيقية، وكذلك مشاهدة فيديوهات توعوية عن آثار التنمر السلبية ومخاطرها على الصحة النفسية والجسدية.
  • تشجيع الطفل على إبلاغ المعلمين في المدرسة وآبائهم عند التعرض للتنمر.
  • تخصيص وقت للحوار مع الطفل عن المشاكل التي قد تحدث في المدرسة وكيفية التعامل معه.
  • تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه والتحدث بقوة ووضوح دون خوف.
  • نصح الطفل عن كيفية تكوين الصداقات واختيار الأصدقاء الجيدين.
  • حث الطفل على الاشتراك في الأنشطة المدرسية وتكوين علاقات اجتماعية.

اعاني مk الشك كثيراً ، في الصلاة في الوضوء والغسل ونظافة الآخرين وكذاك الصحون التي اطبخ او أكل بها ، اضطر لغسلها لأكثر من مرة، وكذلك في الصلاة اعيدها اكثر من مرة والوضوء، هل هذه أعراض وسواس قهري؟ وكيف أتغلب عليها؟