يشكل الوالدان في حياة بناتهم المثل الأعلى والإلهام الأول في جميع مسارات حياتهن الإجتماعية والعملية. بالإضافة إلى دورهما في تعليمهن، وتوضيح جميع أمور الحياة لهن، وتوجيههن إلى الصواب، مع ضرورة العناية بصحة بناتهم الجسدية والنفسية. والأهم من ذلك كله، هو تقديم العطف والحب لهن في جميع الأوقات والأعمار.

فضرورة الاعتناء بالطفلة منذ ولادتها والصبر عليها، والتعبير لها عن الحب والإهتمام، ومراعاة احتياجاتها، هو أمر شائع بين أغلب الناس. ولكن قد تغيب عن بعضهم، أن هؤلاء البنات بعد أن يكبرن، وخصوصاً عند وصولهن إلى سن المراهقة، يكن أكثر ما يكون، بحاجة إلى دعم أهلهن وحنانهم. فيكون الإهتمام بالإبنة في هذه المرحلة، والحرص على فهمها وتقبلها، ذو أثر كبير على حياة المراهقة العملية والإجتماعية، ومستقبلها، وتقبلها لذاتها. 

وقد يشكل التعامل مع البنات المراهقات تحد كبير عند بعض الأمهات. إذ تشعر كثير منهن بالقلق حول تفكير بناتهن، والتغييرات التي تواجهها المراهقات. والتي تؤثر بشكل كبير على أسلوبهن في التعامل مع أمور الحياة بمختلف اتجاهاتها. فنرى الكثير من الأمهات اللواتي ما إن دخلت ابنتها سن المراهقة حتى تبدأ لديها التساؤلات والمخاوف، ونراها تبحث عن حلول وطرق فعالة، للتعامل مع ابنتها في هذه المرحلة.

وفي هذا المقال سوف نقدم بعض النصائح التي تساعد بشكل كبير في اجتياز هذه المرحلة بسلام مع المراهقات. 

الفتاة في سن المراهقة وأساسيات التعامل معها

  • تعتبر الطفلة ضمن مرحلة المراهقة، عندما تكون في المرحلة العمرية من ٩ سنوات إلى ١٨ سنة
  • تتخطى أغلب البنات مرحلة المراهقة، دون أية مشاكل أو اضطرابات. ولكنها قد تكون مرحلة صعبة وموترة، عند ما يقارب ١٥ بالمئة منهن فقط. 
  • تبدأ الطفلة في مرحلة المراهقة، بملاحظة الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية، التي تطرأ عليها بشكل سريع ومفاجئ، والتي تكون غير مفهومة، ومجهولة السبب بالنسبة لها. لذلك يتعين على الأهل التحدث إلى طفلتهم في سن مبكر عن التغيرات التي ستحدث لها، لتدخل على هذه المرحلة وهي مستعدة ومتفهمة لما ستواجهه. 
  • يمكن تقوية علاقة الأم بابنتها المراهقة واحتواءها، عن طريق قضاء وقت مخصص من اليوم معها لوحدها. بحيث تشعر ابنتها بالحب والاهتمام. فتبدأ الفتاة مع الوقت، بالبوح بأسرارها وعرض مشاكلها على والدتها دون تردد؛ لتستمع إلى رأيها، ولطلب المساعدة منها. 

  •  يجب على الأهل غرس الثقة المتبادلة بينهم وبين بناتهم المراهقات. فهناك الكثير من الأهالي الذين ينظرون إلى بناتهم نظرة الشك طوال الوقت. فنراهم ما إن يلتقوا ببناتهم، إلا وينهالون عليهن بطرح الأسئلة والإستجوابات، التي تتضمن أسلوب التكذيب والتحقيق. فنلاحظ أن الكثير من الأمهات تتذمر من ابنتها. فتقول ابنتي تكذب ولا اعلم كيف اتعامل معها، وابنتي متمردة ولا استطيع التحدث معها، أو ابنتي تكرهني ولا ترغب بالتحدث إلي. ولكنها تجهل بالحقيقة، أنها هي من دفع بابنتها للجوء إلى الكذب أو تجنب الحديث معها.
  • عند دخول الطفلة سن المراهقة، تبدأ الغدد المسؤولة عن إفراز العرق بالعمل، لذا من المهم تعليم المراهقات وإرشادهن، للمحافظة على النظافة. كإرشادهن إلى ضرورة الاستحمام يومياً، وتفريش الأسنان، واستخدام منتجات النظافة يومياً.
  • يجب على الأم التحدث لابنتها عن التغيرات الجسدية التي ستمر بها، مع ضرورة تعليمها كيفية المحافظة على نفسها وعلى نظافتها. مع الحرص قدر الإمكان على بناء علاقة قوية بينها وبين ابنتها. 
  • تظهر العديد من السلوكيات عند الطفلة بعد دخولها سن البلوغ. مثل تغير أوقات النوم لديها، وحدية طبعها، وتجربة بعض الممنوعات مثل التدخين وغيرها. لذلك يجب على الأهل مراقبة الطفلة بطريقة غير مزعجة، وغير ملفتة؛ للتأكد من أن هذه السلوكيات لم تتجاوز الحد الطبيعي، ولن تشكل خطراً على شخصية ومستقبل طفلتهم. والعمل على مساعدتها في التخلص من هذه السلوكيات الخاطئة. مع ضرورة الإبتعاد عن الضرب والتجريح، الذي من الممكن أن يزيد الوضع سوءاً. 

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر اساليب التربية العنيفة على الاطفال والمراهقين

  • من الضروري سؤال المراهقة بين الحين والآخر، فيما إذا كانت تواجه مشاكل في مدرستها أو حياتها الشخصية. على أن تكون طريقة السؤال بعيدة عن الشك أو التحقيق. بل بطريقة تدل على الإهتمام، والدعم، والحب. 
  • تواجه المراهقة اضطراب في المشاعر والأفكار، فتبدأ مشاعر الحب بالظهور. وتبدأ كل منهن بالنظر إلى الجنس الآخر، ومحاولة التقرب منهم، مثل قيام بعض المراهقات بالتحدث إلى الشباب. ويبدي الأهل قلقاً كبيراً حول هذا الموضوع. ويتساءلون عن طريقة التعامل مع بناتهم وحل هذه المشكلة. ولكن يجب على الأهل إدراك أن مسألة قيام المراهقة بهذه السلوكيات، هو أمر طبيعي لا يدعو للقلق، بل يمكن أن يكون دليلاً على فقدهن للحب والتقدير. لذلك يجب على الأهل في هذه المرحلة، أن يكونوا أقرب ما يمكن لبناتهم. عن طريق إظهار الإهتمام بهن، والتعبير لهن عن الإعجاب بالإنجازات التي يحققنها، ومحاولة قضاء أوقات طويلة معهن. بالإضافة إلى الخروج للحفلات والتجمعات العائلية بشكل دوري معاً؛ لتقوية العلاقة بينهم وتقديم الحب لهن. 

اقرا ايضاً :

كيف تُـنمَّى الذكاءات المتعددة لدى الأطفال؟ انفوجرافيك

  • تشكو بعض الأمهات من بناتهن المراهقات، كأن تقول ابنتي تدعي علي، ابنتي تنفر مني، وما إلى ذلك من مشاعر الكره والحقد النابعة من الإبنة تجاه والدتها. ولكن يجب على الأمهات أن يتفهمن بناتهن في هذه المرحلة التي تتداخل فيها جميع المشاعر بعضها ببعض، والتأكد من أن هذا الكلام ما هو إلا رد فعل للضغط الذي يمكن أن تكون والدتها تضعه عليها باستمرار. ويساعد في مثل هذه الحالة، أن تتذكر الأم نفسها في مرحلة المراهقة؛ لتفهم احتياجات ابنتها، وتساعدها في تخطي هذه المرحلة بكل حب وسلام. 
  • تكون المراهقة في هذه المرحلة على درجة عالية من الحساسية، إذ تتأثر كثيراً من الكلام والأفعال الموجهة إليها. ففي حال قام الأهل بمعاملة المراهقة بطريقة سيئة ومهينة، سوف ينعكس ذلك على سلوكيات الطفلة تجاه أهلها وأقرانها، أو حتى مع نفسها. فمن الممكن أن  تقوم الطفلة بجرح نفسها، أو شتم أقرانها، أو تفضيل الإبتعاد عنهم والبقاء وحيدة بشكل دائم. 

ومن هذا المنطلق، يتوجب على الأهل مراجعة أنفسهم، وتقييم أفعالهم وكلامهم الموجه إلى بناتهم. لتصحيح الأخطاء التي يمكن أن يقترفوها دون قصد. كما يمكن للأهل تطوير أسلوبهم بما يتناسب مع بناتهم. حيث يمكنهم البحث عن الطرق الجديدة والفعالة للتعامل مع البنات في سن المراهقة. 

وفي النهاية، نود التنويه إلى أنه لا مشكلة من فرض بعض القوانين والقواعد، والحرص على عدم تجاوزها من قبل البنات. بل إنها ضرورية؛ لكونها تساعد الطفلة على الشعور بالأمان والمسؤولية والإنتماء. 

اقرأ أيضاً: وقاية المراهقين من الادمان

ابني عمرو سنتين بيتواصل بصري مع الناس وبلعب وبضحك، وبحكي معهم بس ما بكون جمل. بقلد الحركات والكلام ويستجيب لبعض الطلبات بس أحيانا أنادي عليه ما يرد وعند حركة كثيرة هل لدى ابني اسباب مرضية ام وراثية؟