قد تتجاهلين أحيانًا تلك الحبات الصغيرة الموجودة في مطبخك، لكنها في الحقيقة قد تكون من أفضل الأطعمة لطفلك! الزبيب ليس مجرد وجبة خفيفة حلوة الطعم، بل غذاء طبيعي يجمع بين الطاقة والفيتامينات والألياف في لقمة واحدة. يساعد على تقوية المناعة، وتحسين الهضم، وإمداد الصغار بالنشاط طوال اليوم دون إضافة سكريات مصنّعة. [1][2]

إذا كنتِ تبحثين عن خيار صحي ولذيذ يسهل تقديمه، فتعرفي معنا على فوائد الزبيب للأطفال وكيف يمكن إدخاله في وجباتهم بطريقة بسيطة ومحبّبة. [1][2]

 

فوائد الزبيب للأطفال

يُعدّ الزبيب واحدًا من أشهر الفواكه المجفّفة وأكثرها استخدامًا، ويتميّز بقيمته الغذائية العالية بفضل احتوائه على مجموعة واسعة من الفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات الطبيعية. لذلك فإن إضافته إلى النظام الغذائي للطفل خلال سنوات النمو يمكن أن يزوّده بعناصر أساسية قد لا تتوفر بسهولة في أطعمة أخرى. [2]

تزويد الطفل بالفيتامينات والمعادن المفيدة

أظهرت دراسة أن تناول الزبيب أو الأطعمة التي تحتوي عليه ساعد على تحسين جودة النظام الغذائي لدى الأطفال، وزيادة استهلاكهم للألياف، والمغنيسيوم، والنحاس، والحديد، والبوتاسيوم والمنغنيز. [3]

كما يُعدّ الزبيب مصدرًا جيدًا لمضادات الأكسدة، ويتميّز باحتوائه على معدن البورون المعروف بدوره في دعم صحة العظام والمفاصل، والمساعدة في التئام الجروح، واحتمالية تعزيز القدرات الإدراكية. ويحتوي ربع كوب من الزبيب العادي على القيم الغذائية الآتية: [4]

العنصر الغذائي كميته في الحصة الواحدة (ربع كوب)
السعرات الحرارية 120 سعرة حرارية
البروتين 1 غرام
الدهون 0 غرام
الكربوهيدرات 32 غرام
الألياف 2 غرام
السكر الطبيعي 26 غرام
الكالسيوم 25 غرام
الحديد 1 ملغم

تنظيم الشهية والتحكم في كمية الطعام

على الرغم من أن الزبيب يُعد أكثر كثافةً من حيث السعرات الحرارية مقارنة بالعنب الطازج، إلا أن إحدى الدراسات تشير إلى أنّه قد يساعد الأطفال على تنظيم الشهية ومنع الإفراط في تناول الطعام. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى محتواه الجيد من الألياف، والتي تمنح شعورًا أعلى بالامتلاء والشبع. [5][6]

وبذلك يمكن أن يساهم الزبيب في الحفاظ على وزن الطفل ضمن النطاق الصحي عند تناوله بكميات مدروسة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى حجم الحصة اليومية، لأن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية المُستهلكة، خاصة عندما يُضاف كجزء ثابت من النظام الغذائي اليومي. [5][6]

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

الوقاية من الإمساك

يحتوي ربع كوب من الزبيب على ما يقارب 2 غرام من الألياف، وهي كمية تساعد على دعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز حركة الأمعاء بشكل طبيعي. وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول الزبيب قد يساهم في التخفيف من الإمساك لدى الأطفال، بفضل دوره في تحسين ليونة البراز وتنظيم الإخراج. [5][7]

لذلك يمكن إدراج الفواكه المجففة، مثل الزبيب، ضمن النظام الغذائي للأطفال الذين يعانون من الإمساك، على أن يتم تقديمها بكميات مناسبة تتوافق مع احتياجات الطفل. [5][7]

تقوية العظام وتعزيز نموها

يحتاج الأطفال إلى كميات كافية من الكالسيوم خلال سنوات النمو لبناء عظام قوية والحفاظ عليها. ويقدَّر الاحتياج اليومي من الكالسيوم بحوالي 1000 ملغ للأطفال من عمر 4- 8 سنوات، وحوالي 1300 ملغ للأطفال بين 9- 18 عامًا. ويُعدّ الزبيب من الأطعمة التي توفر مصدرًا جيدًا للكالسيوم، إذ يحتوي ربع كوب منه على ما يقارب 22 ملغ من الكالسيوم. [8][9]

ولا يقتصر دوره على ذلك، بل يساهم أيضًا في دعم صحة العظام بفضل احتوائه على معدن البورون (Boron) والمغنيسيوم، وهما عنصران يلعبان دورًا مهمًا في تعزيز نمو العظام والمحافظة على كثافتها. [5]

الوقاية من فقر الدم ونقص الحديد

يُعدّ الزبيب مصدرًا جيدًا للحديد، وهو عنصر أساسي يدخل في تكوين الهيموغلوبين داخل خلايا الدم الحمراء، المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنحاء الجسم. [3]

وقد يكون الأطفال بعد عمر 12 شهرًا أكثر عرضة لنقص الحديد، خصوصًا عند التوقف عن تناول الحليب الصناعي المدعّم بالحديد، وعدم حصولهم على كميات كافية من الأطعمة الغنية بالحديد لتعويض احتياجاتهم اليومية. ويعتبر نقص الحديد من المشكلات الشائعة في هذه المرحلة العمرية، وقد يؤثر سلبًا في النمو، وقد يسبب صعوبات في التعلم والسلوك، وفي حال عدم العلاج قد يتطور إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. [10]

وبما أن الزبيب يحتوي على كمية جيدة من الحديد، فإن إدراجه ضمن النظام الغذائي للطفل قد يساعد على سد جزء من الاحتياج اليومي من الحديد، والمساهمة في الوقاية من نقص الحديد أو دعم علاجه كجزء من نمط غذائي متوازن. [5]

تحسين التركيز وتقوية الذاكرة

يحتوي الزبيب على معدن البورون، وهو عنصر يرتبط بدعم وظائف الدماغ. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين أضافوا البورون إلى نظامهم الغذائي سجّلوا تحسنًا أكبر في الذاكرة مقارنةً بمن كانت لديهم مستويات منخفضة منه. [5][11]

فوائد أخرى

يوجد فوائد أخرى يمكن أن يحصل عليها الطفل بتناوله الزبيب، منها: [5]

  • منح جسم الطفل دفعة طاقة بسبب احتوائه على الكربوهيدرات، إذ يحتوي ربع كوب من الزبيب على نحو 31 غرامًا من الكربوهيدرات.
  • تقوية جهاز مناعة الجسم، وقدرته على محاربة الأمراض بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة.
  • المحافظة على صحة القلب.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

أضرار الزبيب للأطفال

على الرغم من الفوائد المتعددة للزبيب، إلا أنّه قد يسبب بعض الآثار الجانبية عند بعض الأطفال، ومن أهمها: [2][12]

الحساسية

قد يُظهر بعض الأطفال حساسية تجاه الزبيب، ولذلك يجب الانتباه لأي أعراض غير طبيعية بعد تناوله، مثل: [2][12]

  • أعراض حساسية الطعام: الإسهال، التقيؤ أو الغثيان، شحوب البشرة، الحكة أو الطفح الجلدي، وتورّم الوجه أو الجسم.
  • أعراض الصدمة التحسسية (Ana­phylaxis) – وهي حالة طارئة تستدعي التوجّه فورًا إلى الطوارئ، وتشمل:
    • صعوبة في التنفس أو صدور صوت أثناء التنفس.
    • ضيق الحلق.
    • الدوخة أو الإغماء.
    • فقدان الوعي.

خطر الاختناق

قد يُشكّل الزبيب خطرًا على الأطفال الأصغر سنًا بسبب قوامه اللزج وحجمه الصغير، مما قد يزيد احتمال انحشاره في مجرى التنفس. [2][12]

مشكلات الأسنان

التصاق الزبيب باللثة والأسنان قد يؤدي إلى: [2][12]

  • تراكم البكتيريا.
  • زيادة فرصة حدوث التسوّس.
  • تهيّج اللثة.

لذلك يُنصح بتنظيف الأسنان بعد تناول الأطعمة اللزجة مثل الزبيب.

ارتفاع سكر الدم

يحتوي الزبيب على نسبة عالية من السكر الطبيعي، وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع مؤقت في مستويات السكر في الدم، لذا يجب الانتباه إلى الكمية عند تقديمه لللأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري. [2][12]

زيادة الوزن

تناول كميات غير محدّدة من الزبيب يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن مع الوقت. [4]

مشكلات هضمية

قد تظهر بعض الأعراض بسبب محتواه من الألياف والكربوهيدرات المخمرة، مثل: [4]

  • الانتفاخ
  • الغازات
  • المغص

التعرض لبقايا المبيدات الحشرية

قد يحتوي الزبيب على آثار من المبيدات المستخدمة خلال زراعة العنب، وقد يكون لذلك أثر سلبي في حال استهلاك كميات كبيرة منه بانتظام. ولتجنب ذلك يوصى بالآتي: [4]

  • اختاري زبيبًا عضويًا قدر الإمكان
  • اغسليه وجففيه قبل التقديم (إن أمكن)

متى يمكن البدء بتقديم الزبيب للأطفال؟

يُفضّل البدء بتقديم الزبيب للطفل بعد إتمامه عمر 18 شهرًا، وذلك لعدة أسباب مهمة، منها: [2][12]

تقليل خطر الاختناق:

فالزبيب من الأطعمة الصغيرة واللزجة التي قد تعلق بسهولة في حلق الطفل إذا لم يكن قادرًا على مضغها جيدًا.

تأكد قدرة الطفل على المضغ والإمساك:

ففي هذا العمر يكون الطفل قادرًا على الجلوس باستقامة بمفرده، والتحكم في إمساك الأشياء الصغيرة بين إصبعي الإبهام والسبابة، مما يجعل تناول الزبيب أكثر أمانًا.

تجنّب تعويد الطفل على السكريات مبكرًا:

إذ يحتوي الزبيب على نسبة مرتفعة من السكر الطبيعي، لذلك يجب تقديمه بكمية معتدلة وتجنّب الإفراط فيه في عمر مبكر.

نصائح عند تقديم الزبيب للأطفال

يُنصح باتباع الإرشادات التالية لجعل تناول الزبيب أكثر أمانًا وصحة للطفل: [2][12]

  • فصل حبات الزبيب الملتصقة حتى يتمكن الطفل من تناولها حبّة تلو الأخرى دون صعوبة.
  • مراقبة كمية الزبيب المقدّمة وتحديد حصّة مناسبة للطفل لتجنّب الإفراط في تناول السكريات.
  • مراقبة الطفل أثناء الأكل للتأكد من عدم حدوث اختناق، خصوصًا عند الأطفال الأصغر سنًا.
  • غسل الزبيب جيدًا قبل التقديم لضمان إزالة الشوائب وبقايا المبيدات أو المواد الضارّة.
  • بدء التقديم بكمية صغيرة جدًا ومراقبة أي علامات تحسّس قد تظهر على الطفل.
  • فرم أو هرس الزبيب للأطفال الصغار لتسهيل تناوله وتقليل خطر الاختناق.
  • تنظيف أسنان الطفل بعد تناول الزبيب لأن قوامه اللزج قد يلتصق باللثة والأسنان ويساهم في حدوث التسوّس.
  • تجنّب تقديم الزبيب قبل النوم فقد ينام الطفل مباشرة بعد الأكل، مما يسمح ببقاء قطع منه عالقة بين الأسنان.
  • تقديم الزبيب مع أطعمة يمكن مضغها بسهولة لتقليل التصاقه باللثة وتسهيل البلع.
  • خلطه مع أطعمة غنية بالبروتين؛ لموازنة القيمة الغذائية، إذ يحتوي 100 غرام من الزبيب على نحو 3 غرامات فقط من البروتين، وهو عنصر ضروري لنمو الطفل وبناء كتلته العضلية.

نصيحة الطبي

يُعدّ الزبيب غذاءً غنيًا بالفيتامينات والمعادن والألياف، ويساعد على تعزيز المناعة، وتحسين الهضم، وتزويد الطفل بالطاقة. كما يساهم في تقوية العظام والوقاية من نقص الحديد وتنظيم الشهية. ورغم فوائده، يجب تقديمه بعد عمر 18 شهرًا وبكميات معتدلة لتجنّب الاختناق، وتسوس الأسنان، وارتفاع السكر.

اقرا ايضاً :

سبل  الوقاية  من  الأمراض  الغذائية