الاضطراب العاطفي الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder - SAD) أو كما يُسمّى بالاكتئاب الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Depression) هو نوع من أنواع الاكتئاب، ويحدث في مواسم معينة بشكل متكرر في نفس الوقت من كل سنة، وغالبًا في فصلي الخريف  والشتاء، وقد تستمر أعراضه 4-5 أشهر. [1][3]

تُشبه أعراض هذا الاضطراب أعراض الاكتئاب، بالإضافة إلى سِمات خاصةٍ به، وذلك بحسب الموسم الذي يظهر فيه. [3][6]

تعرّف على أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بالتفصيل في هذا المقال. 

 

أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي

يمكن أن تختلف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بحسب موسم ظهورها، إذ يمكن أن تظهر الأعراض في أواخر الربيع وتستمر حتى فصل الصيف، وهذا ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي أو اكتئاب الصيف، أو قد تظهر الأعراض في نهاية فصل الخريف وتمتد حتى فصل الشتاء، وهذا ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي الشتوي او اكتئاب الشتاء. [1]

تكون أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي خفيفة عند البعض ولا تُعيق أداء مهامهم اليومية على الرغم من عدم شعورهم بالراحة، لكنها بالنسبة لآخرين قد تكون شديدة وتؤثر بشكل كبير على سير حياتهم بشكل طبيعي، وقد يُعاني البعض من مراحل فاصلة بين الأعراض السابقة توصف بالهوس، يشعرون فيها بالسعادة والحيوية. [4]

ليس بالضرورة أن تظهر جميع الأعراض على كل مريض مصاب بالاكتئاب الموسمي، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: [5][6]

سوء وتدني المزاج

قد يُشعر المُصاب بمزاج مكتئب أو حزين، أو بالفراغ، أو بغياب المشاعر، كما قد يشعر البعض بالألم. يسيطر هذا الشعور على المريض معظم اليوم، وكل يومٍ تقريبًا، ولمدة أسبوعين على الأقل. [3][6][7]

فقدان الاهتمام والمتعة

قد يشعر المريض أنه غير قادر على الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة المعتادة، والتي كان يستمتع بها في السابق، مثل: الهوايات المختلفة، أو الرياضة، أو التواصل الاجتماعي، كما قد يشعر بانخفاض الرغبة الجنسية. [1][3][4][6]

تغيرات الشهية

يحس المصابون بالاكتئاب الموسمي بشكل عام بالرغبة في تناول الطعام، والبعض منهم تزداد شهيته لتناول النشويات، مما يؤدي إلى زيادة في وزنه، ويكون هذا العرض أكثر وضوحًا عند المصابين باكتئاب الشتاء. [3][4][6]

كما يشعر بعض المرضى بقلة الشهية، وعدم الرغبة في تناول الطعام، مما يؤدي إلى فقدانهم للوزن، ويظهر هذا العرض بشكل أكثر وضوحًا لدى المُصابين باكتئاب الصيف. [3][6]

اقرأ أيضًا: التغذية والاكتئاب الموسمي: ما العلاقة بينهما؟

اضطرابات النوم

قد يجد المريض صعوبة في الاستيقاظ في الصباح، أو يستيقظ وهو غير نشيط بالرغم من نومه لساعات طويلة، وفي حالات أخرى قد يُصاب بالأرق وعدم القدرة على النوم، أو قد يستيقظ مبكرًا ويجد صعوبة في النوم مرة أخرى. [3][4][6]

يكون النوم لساعات طويلة شائعًا لدى المصابين باكتئاب الشتاء، ويكون الأرق وصعوبة النوم أكثر شيوعًا لدى من يُصاب باكتئاب الصيف. [3]

صعوبة التفكير والتركيز

قد يواجه بعض المصابين صعوبة في التركيز لدرجة تجعلهم يجدون صعوبة في متابعة التلفاز أو قراءة الأخبار. كما قد يواجهون مشكلات في تذكر الأحداث، واتخاذ القرارات، حتى تلك البسيطة واليومية منها. [3][4][6][7]

أعراض أخرى

تتضمن أعراض الاكتئاب العاطفي الموسمي أيضًا كل مما يلي: [1][3][4][6][7]

  • المزاج العصبي، يمكن أن يكون المزاج العصبي والتهيج هو الشعور السائد الذي يصيب المريض وليس الحزن.
  • الخمول وانخفاض الطاقة، يشعر المصاب بالتعب المفرط والخمول، وقد تكون هذه المشاعر شديدة لدرجة لا يستطيع معها المريض القيام بالمهام الصغيرة.
  • الانسحاب الاجتماعي، يمكن أن ينخفض نشاط الفرد الاجتماعي، ويقل تواصله وقيامه بنشاطات مع الآخرين، والعائلة، والأصدقاء. ويظهر هذا العرض بشكل واضح عند المُصابين باكتئاب الشتاء.
  • التوتر والقلق، يمكن أن يشعر المُصاب بالتهيّج، والقلق، والانفعال، ويعد هذا العرض أكثر شيوعًا لدى المُصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي.
  • المشاعر السلبية، قد تسيطر على المريض مشاعر سلبية كثيرة، مثل: الشعور بالذنب المُفرط، وعدم القيمة، وانخفاض احترام الذات، كما يشعر المريض بعدم الفائدة، والعجز.
  • البكاء، قد يبكي المريض بسهولة، أو يشعر برغبة في البكاء لكنه يعجز عن القيام بذلك.
  • السلوك العنيف والعدواني، يظهر هذا العرض عند المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي.
  • المشكلات الجسدية، يمكن أن يعاني بعض المرضى من آلام جسدية، مثل: الصداع، أو التشنجات، أو مشاكل الجهاز الهضمي، والتي تظهر بالتزامن مع بقية الأعراض، ولا يُعرف لهذه الآلام سببٌ واضح، ولا تزول تمامًا بالعلاج.
  • الهلوسة، قد يفقد المُصاب الاتصال بالواقع، ويظهر ذلك على هيئة سماعه لأصواتٍ غير موجودة، أو اعتقاده بأفكار غير حقيقية (أوهام).
  • الشعور باليأس، قد يشعر المريض بالإحباط، والتشاؤم، وأنه لا أمل في الحياة، وتراوده أفكار متعلقة بالموت أو الانتحار، وقد يحاول الانتحار في الحالات الشديدة.

تعرف أيضًا: اضطرابات المزاج

تشخيص الاكتئاب الموسمي

إن الشخص المسؤول عن تشخيص الإصابة بأحد أنواع الاضطراب العاطفي الموسمي هو الطبيب النفسي المختص، ويتم ذلك عادة بالنظر في عدة عوامل وأعراض، أهمها: [3]

  • ظهور أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي التي تم ذكرها سابقًا في مواسم معينة، ووقتٍ محدد كل عام.
  • تكرار الأعراض في نفس الوقت من السنة، ولمدة عامين متتاليين على الأقل، مع أن هناك حالات نادرة لا تتكرر فيها الأعراض كل عام.
  • تكرار أعراض الاكتئاب في مواسم محددة بشكل أكثر من باقي أوقات السنة.

علاج أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي

بشكل عام لا تختفي أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي حتى مع انتهاء الموسم المُسبب له، إلا أن هناك أمورًا تُساعد في التخفيف منها وقد يوصي بها الطبيب، وهي كالآتي: [1][2][3][5]

  • التعرض قدر المستطاع لضوء الشمس خلال النهار في حال الإصابة باكتئاب الشتاء وقد يكون الجلوس بجانب النافذة معظم النهار، أو تهوية البيت وجعل ضوء الشمس يدخل إليه كافيًا لتحقيق ذلك.
  • استخدام صندوق الضوء كبديل عن التعرض لضوء الشمس إذا لم يكن التعرض له خلال النهار ممكنًا، وذلك في حال الإصابة باكتئاب الشتاء.
  • تناول أدوية مضادة للاكتئاب، مثل: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وذلك لتصحيح الخلل الكيميائي في الدماغ المُسبب للاضطراب العاطفي الموسمي.
  • تناول مصادر فيتامين د، إذ يُساعد في تحسين الأعراض، وقد وُجد أن العديد من الأشخاص المصابين باكتئاب الشتاء يعانون من نقص في مستوياته.
  • الخضوع للعلاج النفسي، مثل: العلاج بالكلام، أو العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioural Therapy or CBT)، الذي يُساعد المريض على تعديل أفكاره وطريقة تفكيره بشكل كبير، كما يُساعده على معرفة الأشياء التي تسبب له التوتر ويرشده إلى كيفية التعامل معها، مما يًساعد على التخفيف من حدة الأعراض المتعلقة بالمشاعر السلبية، مثل: اليأس، والتوتر، والغضب.

اعرف المزيد حول: أعراض نقص فيتامين د النفسية

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق

نصائح لتخفيف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي

قد يوصي الطبيب أو المُعالج النفسي ببعض النصائح التي تُساعد على تخطي الأعراض والتعامل معها بشكل أفضل، ومنها: [1][5][6]

  • الخروج من المنزل قدر المُستطاع ، حتى في الأيام الغائمة.
  • وضع أهداف واقعية ضمن حدود القدرة، وعدم إرهاق النفس بكثرة المهام، كما يًنصح بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغير حتى لا يشعر المريض بالعبء من إنجازها.
  • تأجيل اتخاذ القرارات المصيرية في هذه الفترة من حياة المريض حتى يشعر بتحسن، ولا بأس بأن يطلب المُساعدة من أشخاص يثق بهم.
  • بقاء المريض مُحاطًا بأشخاص يثق بهم بدلًا عن العزلة الاجتماعية وبقائه وحيدًا.
  • الإكثار من فعل الأشياء التي تٌشعر المريض عادةً بالسعادة، مثل: مشاهدة فيلم، أو الذهاب إلى أماكن محببة، أو القيام بالأنشطة التطوعية.
  • المشي، أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أثناء النهار وفي الخارج إن أمكن.
  • تناول وجبات صحية ومتوازنة.
  • التحلي بالصبر وعدم انتظار تحسن كبيرٍ وسريع، فالأعراض تحتاج إلى وقت لتصبح أفضل.

نصيحة الطبي

تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي لدى بعض الأشخاص خلال فصول التغيرات الموسمية، خاصة في فصل الشتاء، وتشبه في الغالب أعراض الاكتئاب. يتم التعامل مع هذه الأعراض وفقًا لنوعها وشدتها، لذلك من المهم استشارة طبيب متخصص ليساعدك في اختيار العلاج الأنسب، ولتتمكن من ممارسة حياتك بشكل أفضل.

يُمكنك الآن الحصول على استشارة طبية عن بُعد بمساعدة أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي.

اقرا ايضاً :

(Paroxysmal sleep - نوم انتيابي)