تعتبر التمارين الرياضية عاملاً مهماً في تحسين جودة الحياة ودعم الصحة النفسية والبدنية. بالنظر إلى تأثيراتها المتعددة، تمت دراسة الرياضة كعامل مساعد في العلاج للأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية مثل اضطراب ثنائي القطب.

يأتي هذا المقال لاستكشاف وفهم النتائج التي يمكن الحصول عليها عند دمج التمارين الرياضية في روتين الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب، وكيف قد تساهم النشاطات البدنية في التخفيف من شدة الأعراض وتحسين الحالة النفسية والجسدية. كما يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة متوازنة ومفصلة حول أهمية الرياضة كجزء من برنامج العلاج المتكامل لاضطراب ثنائي القطب.

 

ما هو مرض ثنائي القطب؟

يمثل اضطراب ثنائي القطب تحدياً نفسياً يظهر عبر تقلبات مزاجية ملحوظة، حيث يتأرجح الأشخاص بين فترات الهوس التي تشهد نشاطاً وإثارة زائدة، وفترات الاكتئاب التي ترافقها مشاعر الحزن العميق. يعد هذا الاضطراب مشكلة صحية نفسية يمكن أن تتسبب في سلوكيات خطرة وتأثيرات سلبية على الحياة الشخصية والمهنية، مما يتطلب تدخلاً علاجياً فعالاً لتجنب تفاقم الحالة.

تتميز فترات الاضطراب بالتنوع بين الهوس والاكتئاب، حيث يمر الأشخاص خلال هذه الفترات بتقلبات مزاجية تتراوح بين الحالة النفسية العادية والشدة النفسية:

  • فترة الهوس: تمثل فترة من النشاط الزائد والثقة المفرطة بالنفس، وقد تشمل قرارات مستهترة وخطيرة، مع احتمالية تحول الحالة المزاجية إلى مشاعر الغضب والارتباك بمرور الوقت.
  • فترة الاكتئاب: تمثل حالة متناقضة، حيث تغلب مشاعر الحزن والبكاء وفقدان القيمة والطاقة، وقد تشهد مشاكل في النوم.

علاقة التمارين الرياضية باضطراب ثنائي القطب

تعد الحالات النفسية من القضايا التي تحتاج إلى اهتمام خاص، ومن بينها اضطراب ثنائي القطب، الذي يعتبر من الاضطرابات المعقدة، وعادةً ما يتم التعامل مع هذا الاضطراب من خلال العلاجات الدوائية والجلسات العلاجية النفسية، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تظهر فكرة أن هناك عنصراً آخر قد يساهم في تحسين حالة المصابين بهذا الاضطراب وهو التمارين الرياضية. [3]

تعمل التمارين الرياضية على تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وهذا قد يساعد في تحسين المزاج وتقليل تقلباته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تحسين النوم وزيادة الثقة بالنفس، وهما عاملان مهمان في تحسين جودة الحياة لدى المصابين باضطراب ثنائي القطب.

كما أن المشي السريع أو الجري أو حتى اليوغا وتمارين الاسترخاء، قد تكون ذات فائدة للأشخاص المصابين بالاضطراب. ومع ذلك، يجب أن يكون ذلك جزءاً من خطة علاجية شاملة تشرف عليها فريق طبي متخصص. [3]

اقرأ أيضًا: فوائد الرياضة للصحة النفسية

كيف تساعد التمارين الرياضية المصابين باضطراب ثنائي القطب؟

يمكن فهم كيفية تأثير التمارين الرياضية على المصابين باضطراب ثنائي القطب من خلال فهم الآتي:

التمارين الرياضية وأدوية اضطراب ثنائي القطب

تسبب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب زيادة في الوزن عبر التأثير على العمليات الأيضية أو الشهية. تشمل هذه الأدوية: [3]

  • مضادات الاكتئاب.
  • مضادات الذهان.
  • المركبات التي تجمع بين مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
  • أدوية تحسين المزاج.

وتُعد التمارين الرياضية جزءاً من الحل؛ حيث تُساعد في حرق السعرات الحرارية وبناء العضلات، ما يُسهم في خسارة الوزن. ويمكن للمصابين باضطراب ثنائي القطب أن يقوموا بإدارة وزنهم بشكل أفضل وتقليل الآثار الجانبية للأدوية من خلال روتين تمرين يومي. حيث يعد الجمع بين العلاج الدوائي وروتين التمارين نهجاً شاملاً في إدارة اضطراب ثنائي القطب. [3]

ويجب التشاور مع الطبيب قبل بدء روتين تمرين جديد لضمان فعاليته وأمانه بالنسبة للحالة الصحية لكل فرد. ويجب الإشارة إلى ضرورة إعلام الطبيب المختص عند زيادة الوزن بعد بدء العلاج، فقد تكون هناك حاجة لتغيير الدواء لآخر. ولكن، يجب عدم التوقف عن تناول الدواء أو تغيير الجرعة دون استشارة الطبيب. [3]

التمارين الرياضية وحالات الاكتئاب

تعتبر التمارين الرياضية جزءاً هاماً من العلاج الشامل للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، خصوصًا في مواجهة الاكتئاب. حيث تساهم التمارين في تحسين اللياقة البدنية والمزاج وجودة الحياة بشكل عام. تشير الأبحاث إلى أن النشاط البدني الزائد يمكن أن يقلل من شدة أعراض الاكتئاب، ويحسن الوظائف اليومية وجودة الحياة لدى الأشخاص الذين يعيشون مع هذا الاضطراب. [4]

يوصي الأطباء بضم التمارين الرياضية كجزء من خطة العلاج الشاملة للاكتئاب، حيث يمكن أن تكون الرياضة علاجًا فعّالًا بمفردها للاكتئاب الخفيف والمتوسط، أو كعلاج مكمل مع الأدوية والعلاج النفسي في حالات الاكتئاب الشديدة. ويجدر بالأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب النظر في إدراج التمارين الرياضية كجزء من روتينهم اليومي بعد التشاور مع الأطباء والخبراء في الصحة البدنية لضمان تحقيق الفوائد الصحية المرجوة. [4]

اقرأ المزيد: أعراض اضطراب ثنائي القطب

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق

ما هي التمارين الرياضية المناسبة؟

يُوصى بـ 30 دقيقة من التمارين ذات الكثافة المتوسطة، مثل المشي بسرعة والهرولة، والقيام بذلك 2-3 مرات في الأسبوع لمدة تسعة أسابيع على الأقل. لتحقيق فوائد الصحة العامة، ويُفضل العمل على تحقيق ما مجموعه 150 دقيقة من التمارين الهوائية معتدلة الكثافة أسبوعيًا، مع جلستين من تمارين تقوية العضلات. [4]

اقرا ايضاً :

اضطراب التشوه الوهمي للجسد، ألم حقيقي يدفع بالكثيرين لعمليات التجميل.

نصيحة الطبي: 

تُظهر التمارين الرياضية فائدة في تحسين الحالة النفسية والبدنية لمن يعانون من اضطراب ثنائي القطب. يتضح من خلال الأبحاث العلمية أن دمج التمارين الرياضية في خطط العلاج يمكن أن يوفر تحسينات ملموسة في جودة الحياة. تحفيز النشاط البدني يمكن أن يساعد في التحكم في الأعراض وتحسين الوظائف اليومية، وذلك من خلال تحفيز إفراز هرمونات تعزيز المزاج مثل الإندورفين.

ويمكن أن يكون تشجيع تبني روتين تمارين منتظم جزءاً من النهج العلاجي المتكامل. ومع ذلك، يظل الحصول على استشارة طبية قبل بدء أي برنامج تمرين جديد أمراً بالغ الأهمية لضمان تحقيق الفوائد المرجوة وتجنب أي مخاطر محتملة.