كُلّما بدأ علاج نقص هرمون النمو مبكرًا، كانت فرص وصول الطفل إلى الطول الطبيعيّ أكبر، وتعتمد الخطة العلاجية على تعويض النقص في هرمون النمو البشري (HGH)، باستخدام البدائل الدوائية المُصنعة. [1]

وفي طبيعية الحال؛ يستمرّ علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال عدة سنوات، وقد يُوصي الطبيب باستمرار العلاج بعد بلوغ الطفل؛ وذلك للتأكد من اكتمال بُنية العظام والعضلات لديه. [1][2]

وقد يتزامن العلاج الدوائي مع علاجات داعمةٍ أُخرى، مثل العلاج النفسي، وتاليًا؛ يُوضّح المقال طُرق علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال. [1]

علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال بحقن السوماتروبين

يُسمّى هرمون النمو الصناعي بالسوماتروبين (Somatropin) أو هرمون النمو المؤتلف (rGH)، ويمتلك صيغة كيميائية مُطابقة لهرمون النمو البشري، ويُعطى للطفل من خلال الحقن تحت الجلد. [3]

وتُحدد الجرعة الدوائية من قبل طبيب الغدد الصمّاء، اعتمادًا على عدّة عوامل؛ مثل عُمر الطفل ونسب الفحوصات المخبرية ومقدار الزيادة في الطول، وتُشير المراجع الدوائية إلى أنّ جرعة السوماتروبين اليوميّة؛ تتراوح بين 0.024-0.034 ملغم لكل 1 كلغم من وزن الجسم، وغالبًا ما يبدأ العلاج بأقل جرعة دوائية. [4][5]

كما يُباشَر العلاج بحُقن السوماتروبين بعد تشخيص الطفل مُباشرةً، وقد تُعطى الحقنة الأولى في عيادة الطبيب، ولاحقًا يمكن للوالدين حقن طفلهما في البيت، أو تعليمه الطريقة الصحيحة لحقن نفسه، ويُشار إلى أهمية التبديل بين مواضع الحَقن في كلّ مرة، حيث يُمكن إعطاء الحقنة في 8 مناطق، وهي: [3][6]

  • البطن؛ في المناطق المحيطة بجانبي السرة.
  • الجهة الأمامية من الفخذين.
  • الجهة العلوية من الأرداف.
  • الجهة الخلفية من أعلى الذراعين.

ويُوصى بإعطاء حقن السوماتروبين مساءً قبل النوم، وذلك لمحاكاة الوقت الطبيعي لإنتاج هرمون النمو عند الأطفال، حيث تُؤخذ الحقنة بُمعدل 6 أيام في الأسبوع، وفي حال نسيان جرعة؛ يُمكن أخذها في اليوم السابع، تحت إشراف الطبيب المتابع للحالة. [6]

اقرأ أيضًا: العلاقة بين النوم وهرمون النمو 

فعالية حقن السوماتروبين

قد تصل الزيادة في طول الطفل إلى 10 سم خلال العام الأول من العلاج، وقد يكتسب قرابة 7.5 سم خلال العامين التاليين، وتُوجد العديد من المؤشرات على فعالية استخدام هرمون النمو المُصنّع، ومنها: [3][7]

  • نمو القدمين: ويلاحظ زيادة حجم القدمين بعد شهرين من العلاج، وهذا يتطلّب اقتناء أحذية جديدة.
  • زيادة الطول: وتلاحظ هذه الزيادة خلال 3-6 شهور من بدء العلاج، وتترافق مع نقصان الكتلة الدهنيّة لدى الطفل، مما يجعل مظهره نحيلًا.
  • انفتاح الشهية: يرغب الطفل بتناول المزيد من الأطعمة، لا سيّما إن كانت شهيته ضعيفةً قبل العلاج.

وعلى صعيد آخر، فإن استجابة الطفل لحقن السوماتروبين تقلّ مع مرور الوقت، وأحيانًا لا يُحقق الدواء أي استجابة، فلا يكتسب أيّ طول، ولا يزداد مُعدل نموّه، وهذا ما يتطلّب تقييم الطبيب المختص، للبحث في أسباب فشل العلاج. [4]

مدة العلاج باستخدام حقن السوماتروبين

أشرنا سابقًا إلى أن مدة العلاج تستمر لسنوات، وغالبًا ما تستمرّ حتى تَوقّف نمو الطفل، ولكنّ بعض الحالات قد تستمر في العلاج حتى الوصول إلى 25 عامًا، اعتمادًا على اكتمال بنية العظام والعضلات، والقوة البدنية لدى المصاب. [2]

وكما تختلف مدة العلاج باستخدام حقن السوماتروبين بين طفل وآخر، لكنها تتوقّف في الحالات الآتية: [3][6]

  • وصول الطفل إلى الحد الأعلى من الطول.
  • اكتمال بنية العظام لدى الطفل؛ حيث يكون العمر العظمي الذي يظهر في الفحوصات بين 14-16 عامًا.
  • الزيادة السنوية في الطول أقل من 2 سم.
  • رغبة الطفل أو والديه في إيقاف الدواء.
  • توقّف استجابة الجسم لحقن السوماتروبين.

اقرأ أيضًا: أسباب نقص هرمون النمو لدى الأطفال

الآثار الجانبية لحقن السوماتروبين

وتتضمن الآثار الجانبية الشائعة كلًا مما يأتي: [8]

  • الألم والاحمرار والتورّم في موضع الحقن.
  • الصداع.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • سقوط الشعر.
  • احتباس السوائل.
  • انتفاخ البطن والغازات.

أمّا الآثار الجانبية الشديدة، التي تستدعي استشارة الطبيب، فإنها تتضمن الآتي: [3][7][8]

  • تغيرات الرؤية، التي تترافق بالصداع والغثيان والقيء.
  • ردود الفعل التحسسية، التي تتضمن الحكة، والطفح الجلدي، وتورم الوجه، والتعرق.
  • الخدران والتنميل والتورم في الأطراف والأصابع.
  • الزيادة المؤقتة في نسب سكر الدم.
  • صعوبة التنفس، وكذلك الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم.
  • آلام تبدأ في منطقة البطن، وتنتشر إلى الظهر.
  • التثدّي؛ أي زيادة حجم الثديين.

عندي رعشة في الجسم وكأن هبوط في السكر لما تأتي أشعر وكأني جائعة وفي أحيان أكون وأكله كويس، واشعر بالخمول والكسل والتعب وصداع في الرأس

مخاطر استخدام حقن السوماتروبين

توجد عدّة تبعات لحقن هرمون النمو الصناعي، ومنها:

  • انحناء العمود الفقري

يخضع العمود الفقري إلى تقييم مُستمر من قِبل الطبيب المختص، حيث إنّ تسارع وتيرة نموّ العظام، قد تؤدي إلى انحنائه، أو زيادة درجة الميلان لدى الأطفال المصابين بانحناء العمود الفقري سابقًا. [6]

  • انزلاق مشاش رأس الفخذ

يُسمّى الجزء النامي في عظمة الفخذ بالمشاش (Epiphysis)، وقد ينمو هذا الجزء إلى حدٍ يدفع عظمة الفخذ إلى الانزلاق، والخروجِ من موقعها الطبيعي في منطقة الحوض، وهذا بسبب تسارع نموّ العظام بعد استخدام حقن السوماتروبين. [6]

  • ارتفاع مستوى سكر الدم

لم تُثبِت الدراسات الارتباطَ بين استخدام هرمون النمو الصناعي والإصابة بالسكري، ولكنْ، بالنظر إلى أن هرمون النمو يُقلل من حساسية الجسم للإنسولين، فإن مستويات سكر الدم قد ترتفع لدى الطفل أحيانًا. [3][6]

علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال بحقن الميكاسيرمين

يعاني بعض الأطفال من طفرات جينية، تجعل جسمهم لا يستجيب لحقن هرمون النمو الصناعي (السوماتروبين)، وفي هذه الحالة تُستخدم حقن عامل النمو شبيه الإنسولين-1 (IGF-1) الصناعي، وهي معروفة بحُقن الميكاسيرمين (Mecasermin). [9]

يُشرف طبيب الغدد الصماء ومُختص السكري على إعطاء حقن الميكاسيرمين للأطفال، لا سيما أنها تُسبب هبوطًا في سكر الدم، ويمتد استخدامها عدة سنوات، وقد أشارت المكتبة الوطنية للطب (NIH) إلى أن إعطاء هذه الحقن مرتين يوميًا، بجرعة 80-120 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، قد يُسهم في زيادة الطول حتى 15 سم. [9]

وقبل إعطاء حقن الميكاسيرمين للطفل، يجب التأكد من وجود الحالات الآتية لديه: [9]

  • قصر القامة الشديد؛ إذ لا يتناسب طول الطفل مع عمره، فمثلًا يبلغ الطفل أقل من 130 سم عند اقترابه من سن البلوغ.
  • الانخفاض الشديد لنسب عامل النمو شبيه الإنسولين-1 (IGF-1) الطبيعي؛ وتُعتمد فحوصات الدم لتحديد هذا النقص.

اقرأ أيضًا: تحليل هرمون النمو

علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال بحقن السوماتروغون

تُعدّ حقن السوماتروغون (Somatrogon-ghla) واحدةً من أصناف هرمون النموّ البشري الصناعي، ولكنها تتميّز بمفعولها الممتد، حيث تُعطى الحقنة مرّة واحدة أُسبوعيًا. [10]

حيث وافقت الهيئة العامة للغذاء والدواء على استخدام هذه الحقن عام 2023؛ واعتمدَت استخدامها للأطفال الذين تجاوزوا 3 سنوات، ولكنّ الدراسات المتعلقة بنتائج هذه الحقن محدودة. [10]

العلاجات الداعمة لنقص هرمون النمو عند الأطفال

يؤثر نقص هرمون النمو لدى الأطفال على الجانب النفسي والجسميّ، ويمكن دعم العلاج الدوائيّ بكلٍ من الخيارات الآتية: [1]

  • الدعم النفسي:

يُخفف هذا الدعم من الضغط النفسيّ الذي يمر فيه الطفل، بسبب مظهره الجسمي وقِصر قامته، بالإضافة إلى مدّة العلاج الطويلة، وما تتضمنه من تبعات ونتائج. [1]

  • تعويض نقص الهرمونات الأخرى:

تُنظّم الهرمونات عدّة وظائف في الجسم، وإلى جانب نقص هرمون النمو، قد يكون الطفل مصابًا بنقص هرمونات أخرى؛ مثل الهرمونات الجنسية، وهرمونات الغدة الدرقية. [5][11]

  • تنظيم نمط الحياة:

قد يصعب إلزام الطفل بنمط حياةٍ محددٍ، ولكنّ بعض التغييرات البسيطة، قد تُسهم في تحسين نتائج العلاج قليلًا، مثل الالتزام بنشاط رياضي، وتناول الوجبات صحية. [11]

اقرأ أيضًا: 9 من علامات نقص هرمون النمو

نصيحة الطبي

يعتمد علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال على استخدام الهرمونات الصناعية، التي تُحقن تحت الجلد، ولها عدّة أنواع؛ مثل السوماتروبين، أو السوماتروغون الذي يتميّز بكونه طويل المفعول، كما يُوصى بالحفاظ على الدعم النفسي للطفل.

بإمكانك سؤال الطبيب عن علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارة الطبية عن بعدٍ، التي يُوفّرها موقع الطبي على مدار 24 ساعةً، وطيلة أيام الأسبوع.

اقرا ايضاً :

أربع فحوصات لتقييم العقد الدرقية