البصر نعمة لا تقدر بثمن؛ ففي الوقت الذي نستمتع فيه برؤية العالم من حولنا وألوانه المختلفة، يُواجه مرضى عمى الألوان (بالإنجليزية: Colour blindness) صعوبة في تمييز بعض الألوان، وقد يرى بعضهم العالم بلا ألوان! فما هي أنواع عمى الألوان؟ وكيف تُؤثر على الحياة اليومية؟ إليك التفاصيل! [1][2]

أبرز أنواع عمى الألوان

نستطيع رؤية الألوان الطبيعية بفضل 3 أنواع من الخلايا الحساسية بالضوء، تُعرف باسم المخاريط (بالإنجليزية: Cones)، والتي توجد في شبكية العين، ويكون كل نوعٍ منها مسؤولًا عن تمييز طولٍ موجيٍ معين من الضوء (الأخضر، والأحمر والأزرق)، وعند حدوث أي خللٍ فيها، يفقد الشخص القدرة على رؤية أو تمييز ألوانٍ معينة. [1][3]

وحسب المخاريط المتأثرة يُمكن تصنيف عمى الألوان إلى: [1][3]

  • شذوذ في الرؤية ثلاثية الألوان (Anomalous trichromacy)، وهذا يعني أنّ المخاريط تكون موجودة، إلا أنّ استجابة أحدها تكون أقل من الطبيعي.
  • عمى الألوان الثنائي (Dichromacy Anomalous)، والذي يحدث بسبب غياب أحد أنواع المخاريط.
  • عمى الألوان أحادي اللون؛ حيث يمتلك المصاب نوعًا واحدًا من المخاريط.

أمّا حسب الأعراض، فيُمكن تصنيف عمى الألوان كالآتي: [1][3]

عمى اللون الأحمر والأخضر (Red-green color deficiency)

يُعتبر عمى اللون الأحمر والأخضر النوع الأكثر شيوعًا على الإطلاق، ويُواجه المصاب صعوبة في تمييز أي لون من درجات الأحمر أو الأخضر، ويُمكن تصنيفه إلى الأنواع الآتية: [1][5][8]

البروتانوبيا (Protanopia)

لا يستطيع المصاب رؤية الضوء الأحمر؛ بسبب غياب المخاريط الحساسة للون الأحمر (L cones) لأسبابٍ وراثية، ونتيجةً لذلك: [1][5][8]

  • تبدو الأشياء باللون الأزرق أو الذهبي.
  • يخلط بين اللون الأسود ودرجات اللون الأحمر.
  • يُواجه صعوبة في التمييز بين اللون البني الغامق واللون الأخضر والبرتقالي والأحمر.

دوتيرانوبيا (Deuteranopia)

هو أحد أنواع عمى الألوان الوراثية، ويُصيب 6% من الرجال حول العالم، ونتيجةً لغياب المخاريط الحساسة للضوء الأخضر (M cones) يخلط المصاب بين الألوان الآتية: [3][6][7]

  • درجات اللون الأحمر مع الأخضر.
  • اللون الأصفر مع درجات اللون الأخضر الفاتح.
  • الأخضر والأزرق مع الرمادي.
  • اللون الأحمر وبعض درجات البني.
  • الأزرق الفاتح مع الأرجواني.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

البروتانومالي (Protanomaly)

في هذا النوع، تكون مخاريط الشبكية الحساسة للون الأحمر موجودة، ولكنها أقل استجابة للضوء الأحمر، لذا يرى المصاب اللون الأحمر رماديًا، بينما تبدو الألوان التي تحتوي على الأحمر كالبرتقالي باهتة جدًا. [3][6][7]

ديوترانوماليا (Deuteranomaly)

يُشبه النوع السابق، ولكن تكون المخاريط الحساسة للون الأخضر أقل استجابة مقارنةً بالطبيعي، لذا يرى المصاب معظم الألوان كدرجاتٍ من اللون الأزرق أو الأصفر، كما تبدو باهتة بشكلٍ عام. [3][6][7]

عمى اللون الأزرق والأصفر (Blue-yellow color deficiency)

يُعرف عمى اللون الأزرق والأصفر باضطراب تمييز التريتان (بالإنجليزية: Tritan defects)، ويُعتبر أقل شيوعًا مقارنةً بعمى اللون الأحمر والأخضر، ويُمكن تصنيفه إلى الأنواع الآتية: [1][4]

تريتانوبيا (Tritanopia)

يحدث بسبب غياب المخاريط الحساسة للضوء الأزرق (S cones)، لذا لا يرى المصاب اللون الأزرق بشكلٍ طبيعي، ويخلط بينه وبين اللون الأخضر، كما تبدو معظم الألوان مائلة إلى اللون الأحمر والوردي والأزرق الفاتح. [3][6][7]

تريتانوماليا (Tritanomaly)

صحيحٌ أن المخاريط موجودة، لكنها تكون أقل استجابة للضوء الأزرق، لذا يُواجه المصاب صعوبة في التمييز بين اللون الأزرق والأخضر، ويبدو اللون الأصفر باهتًا وغير واضح. [3][6][7]

الرؤية الأحادية الزرقاء (Blue Cone Monochromacy)

في هذا النوع، يمتلك المصاب المخاريط الحساسة للون الأزرق فقط، لهذا السبب لا يستطيع التمييز بين معظم الألوان، وتبدو له بدرجاتٍ مائلة إلى اللون الأزرق والرمادي، كما يُسبب هذا الاضطراب الوراثي النادر مشكلاتٍ أخرى، مثل: [1][5][9]

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

عمى الألوان التام (Achromatopsia)

يُعتبر من الاضطرابات الوراثية النادرة جدًا؛ حيث يُقدر أنّه يُصيب شخصًا واحدًا فقط من كل 30000 شخص، ويحدث بسبب غياب جميع أنواع المخاريط في شبكية العين أو وجود خللٍ فيها، ومن أعراضه: [1][5][8]

  • لا يستطيع المصاب رؤية أي لونٍ على الإطلاق.
  • يرى العالم بدرجات اللون الأبيض والأسود فقط.
  • يُعاني من مشكلات، مثل:

أسئلة شائعة

ما هي أسباب عمى الألوان؟

يحدث عمى الألوان لأسباب عديدة، منها: [10][11]

  • طفرة جينية وراثية.
  • التعرض لمواد تُسبب تلف الأعصاب، مثل المعادن الثقيلة.
  • العمل في اللحام لمدة طويلة دون استخدام نظارات واقية.
  • استخدام أدوية، مثل هيدروكسي كلوروكوين (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine).
  • التعرض لضربة قوية على الرأس.
  • الإدمان على الكحول.
  • الإصابة ببعض أمراض العين، مثل إعتام عدسة العين والجلوكوما (زرق العين).
  • بعض أمراض الأعصاب، مثل الخرف والتصلب اللويحي.

كيف يمكن معرفة الإصابة بعمى الألوان؟

يُمكن الكشف عن عمى الألوان من خلال اختبار إيشيهارا (Ishihara test)، ويتكوّن من عدة صور دائرية تحتوي كل منها على نمط من النقاط الملونة تشكّل رقمًا أو رمزًا في المنتصف، وبينما يستطيع الأشخاص الطبيعيون التعرف على هذا الرقم أو الرمز، يُواجه مريض عمى الألوان صعوبة كبيرة في رؤيته. [10][11]

هل يوجد علاج لعمى الألوان؟

نعم يُمكن علاج عمى الألوان إذا كان ناجمًا عن حالة مؤقتة، مثل تناول بعض الأدوية، أمّا بالنسبة لعمى الألوان الوراثي؛ فلا يُمكن علاجه بشكلٍ تام، مع ذلك قد يُساعد ارتداء نظارات أو عدسات طبية خاصة على تخفيف الأعراض، إلا أنّ هذه النظارات أو العدسات لا تسمح برؤية جميع الألوان. [10][11]

اقرأ أيضًا: عدسات عمى الألوان.

نصيحة الطبي

تختلف أنواع عمى الألوان من حالة لأخرى؛ ففي حين يُواجه بعض المرضى صعوبة في التمييز بين درجات اللون الأحمر أو الأخضر، يرى المصابون بعمى الألوان الكامل العالم بدرجات اللون الأبيض والأسود، كما تختلف أنواع عمى الألوان حسب المسبب؛ فبعضها يكون وراثيًا، في حين يحدث عمى الألوان المكتسب لأسباب، مثل تناول بعض الأدوية والإصابة بالجلوكوما.

استشر الآن طبيبًا معتمدًا عبر موقع الطبي إذا كنت تُعاني من مشكلات في الرؤية وتواجه صعوبة في التمييز بين الألوان.

اقرا ايضاً :

كيف يرى الكفيف بأذنيه ؟