يستمتع الكثيرون بتجمعات العائلة أو لقاءات الأصدقاء، أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية والتطوعية، لكن الأمر يتجاوز مجرد التسلية، فالعلاقات الاجتماعية لها تأثير مباشر وقوي على جودة حياتنا وصحتنا أيضًا! [1]
الدراسات تؤكد أن أصحاب العلاقات الاجتماعية يعيشون حياة أطول، ويعانون من مشكلات صحية أقل، ويشعرون بسعادة أكبر، وفي الواقع، فإنّ تأثير الروابط الاجتماعية يمكن أن يضاهي النوم الجيد، والنظام الغذائي الصحي، وحتى الإقلاع عن التدخين. تابع القراءة للاطلاع على الفوائد الصحية والنفسية التي تقدّمها العلاقات الاجتماعية، وكيف يمكن بناء هذه العلاقات. [1]
محتويات المقال
7 فوائد للعلاقات الاجتماعية
التواصل مع الأصدقاء والمقربين يترك أثرًا واضحًا ومُثبتًا علميًا على صحتنا وسعادتنا، حيث يقدم الفوائد الآتية:
1. التخفيف من التوتر النفسي
التوتر عدوٌ للصحة، بدءًا من تأثيره في المناعة ووصولًا إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لكن وجود أشخاص داعمين في الأوقات الصعبة يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا، حيث تمنح العلاقات الاجتماعية شعورًا بالقوة والقدرة على تجاوز ضغوط الحياة اليومية. [2]
كما تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية يكونون أقل عرضة للتأثر بالصدمات النفسية، ويتعافون بسرعة أكبر بعد المرور بتجارب مؤلمة، مثل فقدان شخص عزيز. [2]
2. تحسين المزاج والوقاية من الاكتئاب
التواصل مع الآخرين يخفف من مشاعر الوحدة والقلق، ويمنح شعورًا بالسعادة والراحة، فعندما نقضي وقتًا مع من نهتم بهم، يُفرز الجسم الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin)، وهو مركب السعادة الذي يمنحنا دفعة من الطاقة والإيجابية شبيهة بتلك التي نشعر بها بعد تمرين رياضي شاق، مما يساعد على تحسين المزاج. [3]
وقد وجدت مراجعة شاملة كبير شملت 38 دراسة، أن الصداقات القوية، خاصة تلك التي تقوم على الدعم المتبادل والمشاركة، تعزز الشعور بالراحة النفسية، وتحمي من المشكلات النفسية على المدى الطويل مثل القلق والاكتئاب، بغض النظر عن العمر. [4]
3. تحسين الثقة بالنفس
إن التواصل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مثل الخروج مع الأصدقاء أو الانضمام إلى نادٍ تطوعي، لا يمنحنا شعورًا بالانتماء فقط، بل يضيف لمسة من المرح والتجارب المشتركة التي تجعل الحياة أكثر غنى، وهذا التفاعل الاجتماعي يعزز الثقة بالنفس، ويزيد من شعورنا بالقيمة والأهمية. [3]
العلاقات الاجتماعية تتيح لنا رؤية أنفسنا بأفضل صورة من خلال أعين من يهتمون بنا، مما يساعدنا على بناء صورة إيجابية عن أنفسنا، ويمنح حياتنا هدفًا ومعنى أوضح. [3]
4. الوقاية من الأمراض
تشير الدراسات إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية تسهم في تقليل خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة والخطيرة، مثل: [3][5]
- أمراض القلب.
- السكتات الدماغية.
- الالتهابات المزمنة.
- الاكتئاب والقلق.
5. الحماية من الخرف مستقبلًا
العلاقات الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في إبقاء العقل نشطًا وحيويًا، ففي كل مرة نتفاعل فيها مع الآخرين، يتحفّز العقل ويعمل بشكلٍ أفضل، مما يساعد على تقوية الروابط العصبية التي تحمي من التدهور المعرفي مع التقدم في العمر. [3]
تشير الدراسات إلى أن كبار السن الذين يحرصون على التواصل الاجتماعي بانتظام يتمتعون بذاكرة أقوى، وقدرة أسرع على معالجة المعلومات، ومهارات لفظية أفضل. [3]
6. تقوية المناعة
بشكلٍ غريب، وجد أن العلاقات الاجتماعية الصحية تعزز من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض والتعافي بشكل أسرع، وتساهم حتى في إطالة متوسط العمر مقارنةً مع الأشخاص الذين يعانون من الوحدة. [6]
7. تشجيع العادات الصحية
العلاقات الاجتماعية يمكن أن تكون حافزًا قويًا لتبني أسلوب حياة أكثر صحة، فالأشخاص المحيطون بنا يؤثرون بشكل كبير على اختياراتنا اليومية، فإذا كان الأصدقاء يمارسون الرياضة بانتظام أو يفضّلون الطعام الصحي، من المحتمل أن تصبح هذه العادات جزءًا من نمط حياتنا أيضًا. [3]
حتى في العلاقات القريبة، مثل الأزواج، تُظهر الدراسات أن التحسينات في السلوكيات الصحية لأحدهما، مثل ممارسة الرياضة أو الإقلاع عن التدخين، تدفع الآخر إلى اتخاذ خطوات مشابهة، مما يعزّز من الصحة العامة للطرفين. [3]
مخاطر العزلة الاجتماعية
العزلة الاجتماعية ليست مجرد شيء عادي؛ بل تحمل تأثيرات خطيرة على الصحة. الأشخاص الذين يفتقرون إلى علاقات قوية، سواء كانت صداقات أو شراكات عاطفية أو روابط اجتماعية أخرى، يواجهون مخاطر صحية أكبر، حيث تشير الدراسات إلى أن الوحدة تزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وحتى الوفاة المبكرة، ففي إحدى الدراسات التي شملت نحو نصف مليون شخص في المملكة المتحدة، وُجد أن الشعور بالوحدة يمكن أن يرفع مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 26%. [4]
ومع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بعد عام 2012، يبدو أن مشكلة الانفصال الاجتماعي أصبحت أكثر حدة، وقد باتت تؤثر على جميع الفئات العمرية، وجاءت جائحة كوفيد-19 لتفاقم هذا الاتجاه، مما منح العلماء فرصة لدراسة التأثيرات المباشرة للعزلة الاجتماعية على الصحة بشكل أوضح. [4]
هذه النتائج دفعت منظمات صحية رائدة، مثل جمعية القلب الأمريكية، إلى التحذير من تأثير العزلة على الصحة، خصوصًا لدى كبار السن. [4]
نصائح لتقوية العلاقات الاجتماعية
بعد الاطلاع على أهمية العلاقات الاجتماعية للصحة النفسية والجسدية، قد يتساءل البعض عن كيفية بناء شبكة اجتماعية قوية. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك: [7]
- عزّز العلاقات الحالية:
لا تحتاج إلى البحث بعيدًا؛ ركّز على العلاقات التي لديك بالفعل. تواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين لم تتحدث معهم منذ فترة، ويمكنك ببساطة إرسال رسالة نصية للاطمئنان، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو حتى الذهاب للقائهم شخصيًا في مقهى ما.
- تقوية العلاقات مع زملاء العمل:
إذا شعرت أن لديك قواسم مشتركة مع أحد زملائك في العمل، لا تتردد في بدء هذه العلاقة، وابدأ بشيء بسيط، مثل الحديث عن أمور بسيطة مثل العمل، ومن ثم التعمّق باهتمامات مشتركة أخرى.
- انضم إلى مجموعات أو أندية:
فكر في الأنشطة التي تستمتع بها، وابحث عن مجموعات محلية أو أندية تمارس هذه الأنشطة، وإذا كنت غير مستعد للقاء أشخاص وجهًا لوجه، جرب الانضمام إلى مجتمعات إلكترونية تتشارك نفس اهتماماتك بدايةً، ثم التعرّف عليهم شخصيًا بالتدريج بعد التعوّد عليهم.
- شارك في العمل التطوعي:
التطوع ليس فقط وسيلة رائعة لمساعدة الآخرين، بل هو أيضًا فرصة للتعرف على أشخاص جدد، كما أنه يحسّن الحالة المزاجية، ويخفف من أعراض الاكتئاب والقلق.
- تعلم شيئًا جديدًا:
سجّل في دورة تدريبية أو فصل تعليمي في منطقتك؛ للحصول على فرصة تعرّف مع أشخاص يشاركونك هواياتك وتفضيلاتك.
- كن ودودًا في التعامل:
اجعل الآخرين يشعرون بالراحة للتواصل معك من خلال الابتسام، وإظهار لغة جسد منفتحة، وإجراء محادثات ودية، وحاول طرح أسئلة مفتوحة، واستمع بإنصات لأفكار غيرك.
نصيحة الطبي
إن بناء علاقات اجتماعية قوية والمحافظة عليها له تأثير إيجابي كبير على صحتك النفسية والجسدية. إذا كنت تواجه صعوبة في التفاعل مع الآخرين أو تشعر بأنك في عزلة، لا تتردد في التواصل مع الطبيب أو الأخصائي النفسي عبر موقع الطبي للحصول على الدعم المناسب.
نبحث طوال حياتنا عن السعادة نريد ان نشعر بالسعادة في كل لحظة في حياتنا فمن منا لا يريد ان يشعر ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :