تحمل فترة الإجازة والسفر فيها الكثير من اللحظات المشوّقة والممتعة، ويجد الكثيرون أن انتظار هذه الفترة بحدّ ذاته أمر ممتع يملؤهم بالطاقة لأداء أعمالهم وقضاء أيامهم سعيًا للعطلة المنشودة، وما أن يحين موعد السفر ويقترب انقضاؤه حتى يواجه البعض ما يُعرف باكتئاب ما بعد السفر.

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة كل ما يخص الشعور بالاكتئاب بعد السفر، بما في ذلك أعراضه وطرق التعامل معه. 

اكتئاب ما بعد السفر

يُعرّف اكتئاب ما بعد السفر على أنه شعور بالكآبة والحزن مع انخفاض في القدرة على التركيز والعمل، يبدأ بحلول موعد العودة من السفر ويمتد لبعض الوقت بعد العودة للمنزل، ويُشبه إلى حدّ كبير اضطراب القلق أو الاكتئاب، إلا أنّ الأخير يمتدّ لفترة زمنية أطول بأعراض أكثر شدّة نوعًا ما، [1][2]

كما أن اكتئاب ما بعد السفر لا يُصنّف اضطرابًا نفسيًّا في الدليل التشخيصي والإحصائيّ للاضطرابات النفسية، إلا أنه حالة شعورية يمر بها كثير من الناس. [3]

أعراض اكتئاب ما بعد السفر

تتشابه أعراض اكتئاب ما بعد السفر بأعراض الاكتئاب الشهيرة، إلا أنّ أعراض اكتئاب ما بعد السفر تستمرّ مدةّ أقصاها أسبوعان، وتختلف في طبيعتها ما بين شخصٍ وآخر؛ تبعًا لطبيعة الحياة والأنشطة التي عاد إليها الفرد بعد سفره، ودرجة الضغوطات التي يواجهها في العمل، وما إن أمكنه أخذ قسط من الراحة بعد السفر أم لا. أمّا بالنسبة للأعراض فهي تتضمّن الآتي: [4][5]

  • الإعياء البدنيّ والنفسيّ.
  • صعوبة النوم.
  • الشعور بالقلق دون وجود سبب واضح.
  • فقدان الشغف.
  • العصبية المفرطة على غير المعتاد.
  • الشعور بالحنين لفترة السفر.
  • الشعور بالانزعاج العام وعدم الراحة.

أسباب اكتئاب ما بعد السفر

الشعور ببعض الكآبة بعد العودة من الإجازة والسفر أمر طبيعيّ في الحقيقة، ومعرفة سببه يُساعد بشكل كبير على تجاوزه والتعافي منه، ويُذكر من أبرز أسباب اكتئاب ما بعد السفر الآتي: [6][7]

  • الارتباط العاطفي مع ذكريات السفر: فما تزرعه الإجازات من لحظات سعيدة وذكريات مميزة قد يُشعر الكثيرين بالحزن تجاه تركها وراءهم والمضي في مكان آخر بعيدًا عنها.
  • التحوّل المفاجئ في نظام الحياة: ما بين الراحة والمتعة والحرية المرتبطة بالسفر وبين الروتين والمسؤولية في المنزل والعمل.
  • الضغوطات الفورية: التي تحملها العودة للمنزل والعمل دون أخذ قسط كافٍ من الراحة بعد السفر، خاصّة إن انطوت الإجازة على الإجهاد الجسديّ والنفسيّ مع اختلاف الظروف وطبيعة الحياة.
  • اختلاف القدرة على مواصلة العلاقات الاجتماعية: فعادة ما يقوّي السفر والإجازة من العلاقات الاجتماعية مع أفراد العائلة والأصدقاء، ويصعب مواصلة ذلك مع الرجوع للعمل والمسؤوليات المختلفة.
  • الضغوطات المالية: المرتبطة بمقدار الصرف والاستهلاك خلال فترة السفر، ما يدفع الكثيرين للقلق والتوتر تجاه مسؤولياتهم المالية الأخرى في المنزل والعمل.
  • الاختلافات المناخية: ما بين الطقس الجميل خلال فترة السفر وطبيعة مناخ المنطقة التي يعيش فيها الأفراد.

عندما أواجه شخص ما أو أقف إماما بالناس فالصلاة قلبي يدق بسرعة ولا أستطيع أخذ نفسي ولا أستطيع النطق وتزداد الرعشة، خصوصا عند القدمين بحيث لا أستطيع الوقوف طويلا فما الحل؟

الوقاية من اكتئاب ما بعد السفر

ثمة بعض الخطوات العملية التي تُقلّل من احتمالية الشعور باكتئاب ما بعد السفر بنسبة كبيرة، ويُمكن إجمال أهمّها فيما يأتي: [4][8]

  • محاولة أخذ يوم عطلة إضافي أو يومين بعد العودة من السفر؛ للراحة في المنزل واستعادة الطاقة اللازمة للعمل بعدها.
  • ترتيب المنزل قبل السفر؛ لتقليل المسؤوليات والمهام المنزلية المرتبطة بالعودة قدر الإمكان.
  • التقاط الصور والفيديوهات أثناء السفر؛ لما يبعث ذلك على السعادة عند مشاهدتها وتذكرها مستقبلًا.
  • النوم في ساعات محددة ولساعات كافية خلال اليوم.
  • التخطيط لبعض الأنشطة الممتعة بعد العودة من السفر؛ مثل الاجتماع بالعائلة والرفاق، أو قراءة كتاب جيّد.
  • تحديد قسم ثابت من الدخل الشهري لأجل السفر، بدلاً من اقتطاعه مرة واحدة بحلول موعد الإجازة؛ لتقليل الضغوطات المالية حينها.

علاج اكتئاب ما بعد السفر

يُمكن التخفيف من أعراض اكتئاب ما بعد السفر إلى حين انقضاء فترته من خلال اتباع استراتيجيات وخطوات بسيطة، تتضمّن الآتي: [1][9]

  • الاعتناء بالنفس: بتناول الأطعمة الصحية وممارسة بعض التمارين الرياضية والالتزام بساعات محددة للنوم.
  • قضاء بعض الوقت خارج المنزل: خاصة في المناطق حيث المناظر الطبيعية، للعمل في حديقة ما أو المشي في ساعات الليل في شارع هادئ؛ إذ يُساعد ذلك على تحسين المزاج وتقليل التوتر بشكل ملحوظ.
  • ممارسة هواية أو نشاط جديد مختلف: مثل تعلّم لغة جديدة أو تجربة بعض وصفات الطعام المميزة.
  • إحاطة النفس بالعائلة والأصدقاء قدر الإمكان: بتجنّب العزلة والوحدة، ومُحاولة ضبط المسؤوليات بما يسمح ببعض الوقت لقضائه مع من يجلبون السعادة بوجودهم.
  • تنظيم وترتيب المنزل، والمسؤوليات عمومًا، ومحاولة ضبط المهام الواجب تأديتها خلال اليوم؛ لتقليل التوتر والضغوطات المرتبطة بها.
  • ممارسة تمارين التأمل ومحاولة الشعور بالامتنان لما يملكه الفرد من نعم ومنافع وتفاصيل جميلة في حياته وعمله ومنزله.
  • الانتظار بعض الوقت، وذلك لاستيعاب التغييرات ومتابعة الأعمال كما يجب، إذ أن اكتئاب ما بعد السفر لا يستمر لفترة طويلة.
  • طلب المساعدة من الطبيب: في حال استمرار الأعراض أو ازدياد شدّتها فلا بأس من إعلام الطبيب المختصّ بالأمر؛ لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كان هنالك حاجة لأيّ إجراءات طبية معيّنة.

نصيحة الطبي

يوصى باتباع الإجراءات الوقائية قبل العزم على السفر خلال الإجازة؛ بالتخطيط المالي وترتيب المسؤوليات كما يجب؛ لتجنّب التعرّض لاكتئاب ما بعد السفر عند العودة، والشعور بالحزن والضيق وعدم التركيز المرتبط به، كما يوصى بمراجعة الطبيب في حال استمرّت الأعراض لفترة زمنية طويلة أو في حال الشعور بتأثيرها الكبير على حياة الفرد وأعماله.

يمكنك الآن التحدث مع طبيب مختص ومعتمد عبر منصة الطبي في أيّ وقت ومن أيّ مكان؛ لتشخيص أعراض اكتئاب ما بعد السفر والتعافي منها في أقرب وقت.

اقرا ايضاً :

أساليب التربية وعدوانية المراهقين