البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) هو اضطراب جلدي مزمن يفقد فيه الجلد خلاياه المسؤولة عن إنتاج الصبغة، فيظهر على شكل بقع فاتحة قد تؤثر في المظهر، والثقة بالنفس، والحالة النفسية والاجتماعية للمصابين، ويُصيب هذا المرض ما يقارب 1–2% من الناس حول العالم، ويُعتبر من أصعب الحالات الجلدية بالنسبة للأطباء. [1]
لكن الخبر الجيد أن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في طرق علاجه؛ إذ ظهرت أساليب حديثة لا تكتفي بإبطاء تطور المرض، بل تسعى أيضًا إلى إعادة تصبّغ الجلد بدقة أكبر، وبآثار جانبية أقل مقارنة بالخيارات التقليدية. [1]
في هذا المقال سنستعرض أحدث علاجات البهاق، وما تحمله من أمل جديد للمصابين.
محتويات المقال
علاجات البهاق الحديثة
طوّر العلماء علاجات جديدة وفعّالة للبهاق، منها:
روكسوليتينيب (Ruxolitinib)
كريم روكسوليتينيب أو يُعرف تجاريًا باسم أوبزيلورا بالإنجليزية: (Opzelura)، هو أول علاج موضعي موجّه يحصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ لإعادة التصبغ في حالات البهاق غير القطعي لدى البالغين والأطفال بدءًا من عمر 12 عامًا، وهو ينتمي إلى مثبطات JAK 1 و JAK 2 الجديدة. [2][3]
طريقة الاستخدام
يُطبَّق الكريم مرتين يوميًا على المناطق المصابة، على ألا يتجاوز مجموع المساحة المُعالجة 10% من سطح الجسم، وعادة ما يستمر العلاج به من 6 أشهر إلى سنة لتحقيق النتائج المرجوّة. [2]
الفعالية والآثار الجانبية
أظهرت الدراسات أن الدواء فعّال بشكل ملحوظ، خصوصًا على بشرة الوجه، حيث سُجّل تحسّن بنسبة تزيد عن 75% لدى أكثر من نصف المرضى. كما حقق نتائج جيدة على مناطق الجسم المختلفة، مثل الجذع، والذراعين، والساقين، باستثناء اليدين والقدمين والإبطين التي تُعد أكثر مقاومة للعلاج. [2]
رغم أن التحسن قد يستمر حتى بعد سنة من الاستخدام، إلا أن إيقاف العلاج قد يؤدي إلى عودة البهاق، إذ أظهرت البيانات أن نحو 40% فقط من المرضى احتفظوا بالتحسّن خلال العام التالي للتوقف عن العلاج، أما الآثار الجانبية فكانت في الغالب بسيطة، مثل ظهور حبوب شبيهة بحب الشباب لدى 8% من المرضى. [2]
تركيبة مطوّرة من كريم تاكروليموس
تُعد الأدوية الموضعية المناعية، مثل تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، وبيميكروليموس (بالإنجليزية: Pimecrolimus) من أساسيات علاج البهاق منذ سنوات، لكن تطوّرت تركيبات جديدة حسّنت امتصاصها، وقلّلت من تهيّج الجلد. [1]
ومن أبرز هذه التقنيات النانو، والأنظمة المعتمدة على الدهون، التي تساعد على اختراق الدواء إلى طبقات أعمق من الجلد، والوصول إلى الطبقة الداخلية حيث توجد الخلايا الصبغية، وهذا يعزز من فرص إعادة التصبغ، وتحقيق نتائج أفضل. [1]
كذلك، تُجرى تجارب لدمج هذه الأدوية مع العلاج الضوئي أو مع أدوية أخرى، وهو ما يُظهر فاعلية خاصة لدى الأطفال، أو المرضى الذين يعانون من بقع محدودة من البهاق. [1]
علاجات ضوئية جديدة
لا يزال العلاج الضوئي حجر الأساس في علاج البهاق، خصوصًا في الحالات المنتشرة أو المقاومة للعلاج، وتُعد الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (NB-UVB) الأكثر استخدامًا ونجاحًا، إذ تعمل على تهدئة النشاط المناعي المسبب للمرض، وتحفيز الخلايا الصبغية لإنتاج اللون من جديد. [1]
ومع عام 2025، ظهرت أجهزة علاج ضوئي منزلية متطورة تسمح للمرضى بالخضوع للجلسات بشكل آمن في منازلهم تحت إشراف الطبيب المختص، مما يجعل العلاج أكثر سهولة وملاءمة للمُصابين، ويزيد من الالتزام به. [1]
كما تم تطوير الليزر والتقنيات الضوئية الموجّهة، حيث تُعطي جرعات دقيقة من الأشعة فوق البنفسجية على المنطقة المصابة فقط، دون التأثير في الجلد المحيط، مما قد يجعلها أكثر فاعلية وأقل آثار جانبية. [1]
زراعة الخلايا الصبغية
تُعد زراعة الخلايا الصبغية (بالإنجليزية: Melanocyte Transplantation) خيارًا جراحيًا متطورًا يهدف إلى إعادة الصبغة إلى أجزاء الجسم التي فقدتها، حيث يقوم الطبيب بأخذ جزء رقيق من الجلد الطبيعي الملوَّن، غالبًا من منطقة الفخذ أو الأرداف، ثم تُفصل الخلايا الصبغية السليمة عبر تقنية دقيقة وتُحوَّل إلى محلول سائل، ويُوزَّع هذا المحلول على البقع البيضاء، لتبدأ الخلايا المزروعة بالانتشار وإنتاج الميلانين تدريجيًا. وخلال أسابيع إلى أشهر، تستعيد المنطقة لونها الطبيعي بشكل يصعب تمييزه عن الجلد المحيط. [4]
أظهرت الدراسات أن هذه التقنية تحقق نتائج مبهرة، حيث تصل نسبة إعادة التصبغ إلى ما بين 70-100%. [5]
لكن هذا العلاج لا يناسب جميع الحالات؛ فهو يُجرى عادة للمرضى المصابين بالبهاق المستقر والمقاوم للعلاجات الأخرى، سواء كان من النوع القطعي أو غير القطعي، لذلك، يخضع المريض؛ لتقييم دقيق قبل تحديد أهليته للجراحة. [5]
العلاجات المركّبة
نظرًا لتعقيد مرض البهاق، اتجه الباحثون إلى دمج أكثر من علاج يستهدف المرض من عدة جوانب في الوقت نفسه، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات الجمع بين مثبطات JAK والعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (NB-UVB). [1]
وقد أظهرت النتائج أن هذا الدمج يسرّع من عملية إعادة التصبغ، ويُحسّن من فرص الحفاظ على النتائج على المدى الطويل مقارنة باستخدام كل علاج على حدى. [1]
علاجات أخرى قيد التطوير
يحظى العلاج بالخلايا الجذعية اهتمامًا متزايدًا في مرض البهاق، ويجري حاليًا البحث عن خلايا محددة قادرة على استعادة لون الجلد الطبيعي، وبالفعل أظهرت التجارب الأولية نتائج مشجعة، حيث أدى حقن الخلايا الجذعية في بقع البهاق إلى بدء ظهور التصبغ من جديد، خاصة عند دمجها مع العلاج الضوئي، ورغم أن هذه الأساليب ما تزال تجريبية، إلا أن التقدم الحاصل حتى عام 2025 يُعد واعدًا، مع وجود دراسات سريرية متقدمة في أوروبا وآسيا. [1]
إلى جانب ذلك، يجري تطوير أدوية بيولوجية جديدة بمفردها أو مع العلاج الضوئي، وقد أظهرت نتائج أولية مبشرة، كما أن بعض مثبطات JAK الفموية، مثل ريتلِسيتينيب (بالإنجليزية: Ritlecitinib)، وأوباداسيتينيب (بالإنجليزية: Upadacitinib)، وبوفوريسيتينيب (بالإنجليزية: Povorcitinib) قيد الدراسة حاليًا، وقد تمثّل نقلة نوعية في العلاج إذا أثبتت فعاليتها وأمانها. [2]
نصيحة الطبي
رغم التقدّم الكبير في علاجات البهاق، إلا أن العلم ما يزال في تطوّر مستمر، والمزيد من الخيارات العلاجية في طريقها للظهور.
إذا كنت مصابًا بالبهاق، فلا تتردد في استشارة طبيب الجلدية لتقييم حالتك، ومناقشة أحدث الأساليب العلاجية الأنسب لك.
يعرف الثالول بالانجليزية Wart على انه نتوءات جلدية خشنة غير مؤلمة تظهر عادة على الاصابع او اليدين نتيجة الاصابة بفيروس ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :