تُصنّف حساسية الحليب بأنها الأكثر شيوعًا من بين أنواع حساسية الطعام المنتشرة لدى الرضع والأطفال الصغار، الذين يعتمد بعضهم على الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعيّ أو كليهما، وتتفاوت حساسية الحليب عند الرضع في شدتها وطبيعة أعراضها وطول فترة الإصابة بها ما بين طفل وآخر، إذ يتعافى بعض الأطفال منها قبل سنّ السابعة، ويستمر قسم قليل منهم في المعاناة منها بقية حياتهم. [1][2]

فما مشكلة حساسية الحليب بالضبط؟ وكيف يجب التعامل معها لدى الأطفال الرضع؟ تعرّف على أبرز تفاصيل حساسية الحليب عند الرضع في هذا المقال.

ما هي حساسية الحليب عند الرضع؟

حساسية الحليب لدى الرضع أو حساسية حليب البقر (المستخدم في تركيبة حليب الرضع الصناعي) تمثّل رد فعل مناعي مُفرط من جسم الرضيع تجاه حليب الأطفال الصناعيّ؛ لاحتوائه على بروتين يُسمّى كازين، وفي حالات قليلة قد يكون نتيجة بروتين آخر يُسمّى مصل اللبن، أو كليهما في ذات الوقت، لأجل ذلك فإنّ الحساسية تظهر تجاه مُختلف أنواع الحليب التي تحتوي هذه البروتينات؛ مثل حليب الماعز، وحليب الغنم، والأنواع الأخرى لحليب الثديات عمومًا. [3][4]

أضف إلى ذلك، أنّ هناك بعض حالات حساسية الحليب التي قد تظهر لدى الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية؛ نتيجة استهلاك الأم لمنتجات الحليب ومشتقاته، لتظهر على الطفل أعراض مشابهة لما قد يظهر عليه عند استهلاكه لحليب البقر. [5]

هل هناك أنواع لحساسية الحليب عند الرضع؟

ثمة نوعان رئيسيان لحساسية الحليب لدى الرضع، تم تصنيفهما وفق طبيعة ردّ فعل الجسم خلالها، وهما كالآتي: [1][6]

  • حساسية الحليب المرتبطة بالغلوبيولين المناعي هـ: وهي سهلة التشخيص، وتبدو فيها الأعراض بالشكل المتعارف عليه لمختلف حساسيات الطعام خلال دقائق أو بضع ساعات.
  • حساسية الحليب غير المرتبطة بالغلوبيولين المناعي هـ: يصعب تشخيصها لعدم ارتفاع نسبة الغلوبيولين هـ، وتتأخر أعراضها لتظهر بعد عدّة ساعات، كما أنها لا تكون حاسمة تمامًا لتشخيص حساسية الحليب على خلاف النوع الأول.

كيف تبدو أعراض حساسية الحليب عند الرضع؟

تظهر حساسية الحليب عند الرضع نتيجة إفراز الجسم لمادة الهيستامين خلال دقائق أو ساعات من استهلاك حليب البقر، التي تتسبّب بالأعراض الآتية: [7][8]

  • بصق الحليب المتكرر.
  • الإسهال والتقيّؤ، أو المعاناة من أحدهما دون الآخر، وعادةً ما يظهر ذلك على الرضيع بعد 2-24 ساعة من تناول الحليب.
  • ألم في المعدة، يظهر على شكل نوبات متكررة من البكاء والهيجان لدى الرضيع، إذ تبدأ هذه النوبات عادةً بعد شرب الحليب.
  • تهيّج الأكزيما، بعد فترة طويلة نوعًا ما من تناول الحليب.
  • الطفح الجلدي أو الشرى.
  • احتقان الأنف.
  • السعال.
  • دم في البراز.
  • تدميع العينين.
  • تورم في الشفاه والعينين والوجه.
  • صفير عند التنفس.
  • صعوبة في التنفس، واختلاف لون الجلد للأزرق.
  • ارتخاء الطفل واختلال وعيه.

ما الفرق بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز عند الرضع؟

تكمن مشكلة حساسية الحليب لدى الرضع بطريقة تعامل الجهاز المناعي مع بروتينات الحليب كتهديد يستدعي الدفاع، الذي يظهر على صورة أعراض كالتقيّؤ وألم البطن والإسهال، أمّا عدم تحمّل أو حساسية اللاكتوز فهي ناجمة عن مشكلة في هضم سكّر اللاكتوز الموجود في مشتقات الحليب، ليتسبّب في الأعراض الآتية: [7][8]

  • الإسهال.
  • غازات البطن وانتفاخه.
  • بصق الحليب.
  • عدم اكتساب الوزن كما يجب.
  • البكاء والهيجان المستمر دون وجود سبب واضح.

 اقرأ أيضًا: الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

ما علاج حساسية الحليب عند الرضع؟

في معظم الحالات يتعافى الأطفال الرضع المُصابون بحساسية الحليب عند بلوغهم عامهم الأول، والغالبية العظمى منهم يتعافون منها في عمر 3 سنوات، [4] وحتّى حلول ذلك الوقت أو في حال استمرار الحساسية لباقي عمر الطفل يجب اتّباع الخطوات الآتية:

  • في حال الاعتماد على الرضاعة الطبيعية

توصى الأم المرضعة بتجنّب تناول جميع مشتقات الحليب، والامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على الحليب أو أيّ من مشتقاته، ولذا فمن الضروري تفقّد مكوّنات الأطعمة الجاهزة قبل تناولها، وتفادي أيّ أصناف لا تُذكر مكوناتها بشكل تفصيلي وواضح؛ لاحتمالية احتوائها على الحليب ولو بنسب قليلة.

كذلك، يوصى بالمتابعة مع أخصائي تغذية للتأكّد من تزويد جسم الأم المرضعة بما يحتاجه من الكالسيوم وغيره من الفيتامينات من مصادر غذائية أُخرى بديلة عن الحليب ومشتقاته. [7][9]

 اقرأ أيضًا: ما هي علاقة نقص فيتامين د بحساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز؟

ما هي أخطر أنواع الحساسية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟

  • في حال الاعتماد على الحليب الصناعي

أما في حال الرضاعة الصناعية فعادةً ما يوصي الطبيب بتجربة إحدى أصناف الحليب الآتية: [9][10]

  • تركيبة الحليب المتحلّل بشكل شاسع (Extensively Hydrolysed Formula)
    وهي الخيار الأول للرضع الذين لم يُعانوا من رد فعل تحسّسي قوي تجاه الحليب، إذ أنّ البروتين البقري في هذه التركيبة تمّت معالجته وتحليله لتجنّب حساسية الحليب.
  • تركيبة حليب بروتين الصويا (Soy Protien Formula)
    التي تناسب معظم الرضع المصابين بحساسية الحليب، باستثناء من يُعانون من حساسية الصويا، أو من تزيد أعمارهم عن 6 أشهر؛ لضرورة تزويد أجسامهم بكمية جيدة من الكالسيوم من تركيبات أُخرى.
  • تركيبة الحليب المعتمد على الأحماض الأمينية (Amino Acid-Based Formula)
    وتمثّل الخيار المناسب للأطفال الرضع الذين لم تناسبهم تركيبة حليب بروتين الصويا أو تركيبة الحليب المتحلل بشكل واسع، إذ يتم تحليل بروتينات الحليب فيها بشكل أكبر، لذا فهي عادةً ما تصلح لمعظم حالات حساسية الحليب عند الرضع.
  • تركيبة حليب بروتين الرز (Rice Protein Based Formula)
    وهي خيار جيّد بديل عن تركيبة حليب الصويا أو تركيبة الحليب المتحلل بشكل شاسع، ولكن قد يجد الطبيب ضرورة لتغييرها مع الوقت لدى بعض الأطفال، كما أنها لا تصلح للأطفال الذين يُعانون من متلازمة التهاب الأمعاء الناجمة عن البروتين الغذائيّ (Food Protein Induced Enterocolitis Syndrome).
  • في حال ظهور أعراض الحساسية

يوصي الطبيب بضرورة الالتزام بخطوات علاجية سريعة عند مُلاحظة ظهور أعراض حساسية الحليب عند الرضيع، تتمثّل في استعمال العلاجات الآتية: [1][5]

  • مضادات الهيستامين: التي يصرفها الطبيب في حال كانت الأعراض الظاهرة على الرضيع بسيطة ويُمكن تخفيفها والسيطرة عليها بمضادات الهيستامين.
  • إبر الإبينفرين ذاتية الحقن: التي يجب استعمالها فورًا في حال ظهور أي أعراض على الرضيع تُشير للإصابة بصدمة الحساسية، أو عند مُلاحظة وجود عرضين في جهازين أو عضوين مختلفين من جسم الطفل؛ كالحمّى والإسهال، كما يوصى بحمل الإبر دائمًا في حقيبة الطفل تحسّبًا لأيّ طارئ.

نصيحة الطبي
بإمكانك الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع؛ في حال الشك بمعاناة طفلك من حساسية الحليب، وسيُساعدك الطبيب على تحديد المشكلة بالضبط وما عليك الالتزام به في حال اعتمادك على الرضاعة الطبيعية، ونوع الحليب الذي يجب استعماله في حال الرضاعة الصناعية.

اقرا ايضاً :

مرض حساسية المريء