في السنوات الأخيرة، غيّرت إبر التنحيف مثل سيماغلوتايد (أوزمبك) وتيرزباتيد (مونجارو) شكل علاج السمنة تمامًا؛ فهذه الأدوية أثبتت قدرتها على خفض الوزن بدرجات كبيرة مقارنة بالحمية وحدها. ومع ذلك، لا يصل كثيرون إلى الوزن المطلوب عند استخدامها، أو يشكون من ثبات أو تباطؤ فقدان الوزن بمرور الوقت. [1][2]

لكن ماذا لو ظهر دواء أقوى من كل هذه الإبر؟ هنا يبرز اسم ريتياتروتيد (Retatrutide)، الدواء التجريبي الذي أشعل ضجة عالميّة بعدما أظهرت دراساته الأولية قدرة غير مسبوقة على خفض الوزن! فكيف يعمل؟ وهل هو آمن؟ وما مدى فعاليته مقارنة بأقوى الأدوية الحالية؟ [1][2]

 

 

ما هو دواء ريتياتروتيد؟ وكيف يعمل؟

ريتياتروتيد (Retatrutide) هو أحد أحدث أدوية السمنة التجريبية، ويتميّز بآلية عمل مختلفة تمامًا عن إبر التخسيس الشائعة، فبدلًا من استهداف هرمون واحد أو اثنين فقط، يعمل ريتاتروتيد على تنشيط ثلاثة هرمونات طبيعية في الجسم هي: [1][2]

  • الببتيد المُطلق للإنسولين المعتمد على الجلوكوز (GIP).
  • الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1).
  • هرمون الجلوكاجون (Glucagon).

تعمل هرمونات GIP وGLP-1 معًا لتحفيز البنكرياس على إفراز الإنسولين بعد تناول الطعام، وتقليل إنتاج الكبد للجلوكوز، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما تُبطئ هذه الهرمونات عملية الهضم وتعزّز الشعور بالشبع لفترة أطول، إضافة إلى تأثيرها على مراكز الشهية في الدماغ وتقليل الرغبة الشديدة في الطعام. [1][2]

أما هرمون الجلوكاجون، فيُساعد على زيادة حرق الدهون والطاقة، ليُكمّل عمل الهرمونات الأخرى ويعزز فقدان الوزن الزائد بشكل ملحوظ. [1][2]

دواعي استعمال دواء ريتياتروتيد

لا يزال هذا الدواء قيد الدراسة، ولكن تم تطوير ريتاتروتايد بشكل أساسي للمساعدة على إنقاص الوزن للأشخاص الذين يعانون من السمنة. [1][2]

مع ذلك أظهرت الدراسات أنه قد يُستخدم أيضًا لعلاج داء السكري من النوع الثاني؛ لأنه يزيد من استجابة الجسم للإنسولين ويُقلل مستوى السكر. [1][2]

بدأ العلماء بدراسة استخدامات أخرى لدواء ريتاتروتيد، منها:[1][3]

  • علاج مرض الكبد الدهني (Fatty Liver Disease) نظرًا لتأثيره على الأيض وحرق الدهون.
  • علاج فشل أو أمراض الكلى المزمنة.
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها.
  • علاج التهاب مفاصل الركبة أو الفصال العظمي للمصابين بالسمنة والوزن الزائد.

قد يهمك: أدوية التنحيف تعالج الإدمان!

 

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

هل ريتاتروتيد أفضل من أدوية خسارة الوزن الأخرى؟

يرى البعض أنّ ريتاتروتيد قد يكون أقوى إبر التنحيف على الإطلاق، فعلى عكس الأدوية الأخرى التي تعتمد على تنشيط مستقبلات GLP-1 فقط أو مستقبلات GLP-1 وGIP معًا، ينشط الريتياتروتيد 3 هرمونات معًا، مما يمنحه فعالية أكبر في التحكم بالشهية وزيادة حرق الدهون. [1][3]

وقد أكدت التجارب السريرية ذلك بالفعل، فقد ساعد الريتياتروتيد المشاركين على على فقدان ما يصل إلى 24% من وزنهم خلال أقل من عام (48 أسبوعًا)—وهي أعلى نسبة مسجّلة حتى الآن لأدوية التنحيف على الإطلاق. [1][3]

ويُوضح الجدول الآتي مقارنة سريعة بين أدوية التنحيف: [1][3]

الدواء نسبة إنقاص الوزن مدة الدراسة ملاحظات
ريتياتروتيد 24% 48 أسبوعًا أعلى نسبة فقدان وزن
سيماغلوتايد (أوزمبك) 17% 72 أسبوعًا أول دواء GLP-1 معتمد لفقدان الوزن
وتيرزباتيد (مونجارو) 22% 72 أسبوعًا فعالية قوية، لكنه لا ينشط مستقبلات الجلوكاجون

كيف يُعطى ريتاتروتيد؟

يُعطى الريتياتروتيد (Retatrutide) باستخدام قلم حقن مُخصّص. ويتم إعطاؤه كـ حقنة تحت الجلد في أماكن مختلفة مثل الذراع أو الفخذ أو البطن. ومن المتوقع أن يُستخدم مرة واحدة أسبوعيًا، مع البدء بجرعة منخفضة في الأسابيع الأولى لتقليل احتمال ظهور الآثار الجانبية. [2][3]

الآثار الجانبية ريتاتروتيد

مثل الأدوية المشابهة لإنقاص الوزن، قد يُسبب الريتياتروتيد بعض الآثار الجانبية الشائعة، مثل: [2][3]

  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإمساك.
  • الإسهال.

ونظرًا لأن تأثير ريتاتروتيد على فقدان الوزن أكبر من معظم إبر التنحيف الأخرى، يتوقع الباحثون أن تكون هذه الأعراض أشد قوة لدى بعض المستخدمين. لذلك بدأت الدراسات بالفعل في اختبار طرق بسيطة للمساعدة على تخفيفها، مثل: [2][3]

  • أخذ الحقنة أثناء تناول الطعام.
  • شرب كمية كافية من الماء يوميًا.
  • زيادة الألياف في الوجبات.

وبما أن الدواء لا يزال قيد التجارب السريرية، فقد تكشف الدراسات المستقبلية عن آثار جانبية أخرى قد تظهر مع الاستخدام الطويل.

 

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

موعد إطلاق ريتاتروتيد: هل نراه في الصيدليات قريبًا؟

لا يمكن لشركة إيلي ليلي المصنعة لهذا الدواء التقدم للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قبل الانتهاء من التجارب السريرية للمرحلة الثالثة الخاصة بعقار الريتياتروتيد، والتي من المتوقع أن تنتهي في بداية عام 2026. [2][3]

وبعد تقديم طلب الموافقة، تحتاج FDA عادةً إلى فترة تتراوح بين 6–10 أشهر لمراجعة البيانات السريرية واتخاذ القرار. وبناءً على هذا الإطار الزمني، قد يحصل ريتاتروتيد على الموافقة الرسمية خلال عام 2027. لكن الموعد النهائي يعتمد على عدة عوامل، أبرزها: [2][3]

  • نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
  • تاريخ انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب.
  • تاريخ تقديم الشركة المصنعة للطلب.
  • المدة التي ستستغرقها FDA في مراجعة وتقييم البيانات السريرية.

ورغم أن الدواء ما زال قيد التجارب، بدأت بعض الجهات في الترويج لإبر “ريتياتروتيد” مقلدة. وقد حذّرت FDA بشكل واضح من استخدامها، لأن الدواء لم يُستكمل تقييمه السريري ولم يخضع حتى الآن لأي مراجعة رسمية. وغالبًا ما تكون هذه المنتجات المقلدة ملوّثة أو تحتوي على مواد دوائية أخرى، مما قد يعرّض المستخدم لأضرار خطيرة. [2][3]

نصيحة الطبي

في النهاية، يبدو أن ريتياتروتيد يملك القدرة على أن يصبح نقطة تحول في علاجات السمنة، بعد أن قدّم نتائج تفوقت على جميع الإبر المتوفرة حاليًا. 

لكن الطريق لا زال في بدايته، وما تزال الدراسات جارية لمعرفة أمانه وتأثيره طويل المدى قبل أن يحصل على الموافقة الرسمية. وحتى ذلك الحين، يظل الخيار الأكثر أمانًا هو الالتزام بالأدوية المعتمدة واستشارة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب لكل حالة.

 

اقرا ايضاً :

سوء استخدام المسكنات، وأعشاب قد تغني عنها