يُعدّ إدمان الألعاب الإلكترونية خطرًا يُهدّد حياة الكثير من الأفراد من مختلف الفئات المجتمع، خصوصًا إذا لم يُسيطر الفرد على الوقت المستغرق في ممارستها وأصبحت عادةً يومية لا يُمكن الاستغناء عنها. [1][2]

وفي هذا المقال سنقوم بالتعرّف على أهم الأعراض المرافقة لإدمان الألعاب الإلكترونية وكيف يُمكن علاجه والحدّ منه.

إدمان الألعاب الإلكترونية

يتمثّل إدمان الألعاب الإلكترونية (بالإنجليزية: Digital Game Addiction) بممارسة مختلف أنواع الألعاب الإلكترونية بصورة قهريّة ولا يُمكن السيطرة عليها، حيث يقضي مدمني الألعاب الإلكترونية ساعات طويلة في ممارسة هذه الألعاب سواء عن طريق الهاتف النقال، أو جهاز الكمبيوتر، أو مختلف أنواع أجهزة الألعاب، مثل: البلاي ستيشن (بالإنجليزية: Playstation) والإكس بوكس (بالإنجليزية: Playstation). [1][2] 

ويُعدّ إدمان ألعاب الفيديو (بالإنجليزية: Video Game Addiction) أحد أنواع إدمان الألعاب الإلكترونية. [1]

كما نودّ التنويه إلى دور الألعاب الإلكترونية المشتركة التي يٌمكن ممارستها من قبل عدد من الأشخاص من مختلف دول العالم في وقت واحد كل من دولته في زيادة خطر الإدمان عليها، إذ تتميّز هذه الألعاب بخلق جو تفاعلي وتنافسي بين اللاعبين، مما يزيد من رغبتهم في قضاء وقت أطول في اللعب. [1]

تُقدّر نسبة مدمني الألعاب الإلكترونية بما يتراوح بين 1 - 9% من إجمالي عدد الأفراد الذين يلعبون هذه الألعاب، وينتشر هذا النوع من الإدمان بين مختلف الفئات العمرية وخصوصًا الأطفال، مما يتسبّب في زيادة قلق أولياء الأمور تجاه هذه الألعاب، كما ينتشر إدمان الألعاب الإلكترونية بين الذكور بنسب أعلى من انتشار بين الإناث من مختلف الفئات العمرية. [1][3]

أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية

تشترك عدة أسباب وعوامل في زيادة احتمالية الإصابة بإدمان الألعاب الإلكترونية، وتشمل هذه الأسباب والعوامل ما يلي: [4]

  • تراجع حساسية مستقبلات الدوبامين، حيث يؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية إلى تحفيز إفراز الدوبامين وتعزيز شعور السعادة، ومع الاستمرار على ممارستها تقل حساسية مستقبلات الدوبامين في الدماغ، ممّا يدفع الشخص إلى قضاء وقت أطول في ممارسة هذه الألعاب للشعور بالسعادة.
  • الهروب من الواقع، فمن المُمكن أن يلجأ البعض إلى ممارسة الألعاب الإلكترونية للهروب من الواقع وتخطي مشاكل وضغوطات الحياة والمشاعر السلبية.
  • الشعور بالإنتماء، حيث إنّ الألعاب التي تتضمّن مشاركة عدّة لاعبين تُعدّ وسيلة رائعة للتواصل مع أشخاص متشابهين في التفكير، وخاصةً لدى الأشخاص الانطوائيين أو الذين لا يرغبون بإقامة علاقات إجتماعية على أرض الواقع، إذ يُفضّل هؤلاء الأشخاص هذا النوع من الألعاب، نظرًا لإمكانية ممارستها دون الكشف عن هويتهم.
  • الاستمتاع بتحقيق الفوز، يساهم نظام التحفيزات و النقاط المكتسبة في الألعاب الإلكترونية في زيادة رغبة الأشخاص في قضاء وقت طويل في ممارستها لتحقيق الفوز والوصول لمراحل متقدّمة.

اقرأ أيضًا: أنواع الإدمان

أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية

يمكن تمييز إدمان الألعاب الإلكترونية من خلال الأعراض التالية: [1][3][5]

  • إهمال قيام الفرد بالأعمال الموكلة إليه لقضاء وقت أطول في ممارسة الألعاب الإلكترونية.
  • التفكير المستمر بالألعاب الإلكترونية.
  • ربط تحقيق شعور السعادة بممارسة هذه الألعاب.
  • الإهمال بالعناية الشخصية.
  • مواجهة مشاكل مع الأشخاص من حوله سواء في العمل، أو العائلة، والأصدقاء.
  • تراجع في الأداء الدراسي أو الوظيفي.
  • الإصرار على ممارسة هذه الألعاب بالرغم من الأضرار التي تلحقها على حياة الفرد.
  • الشعور بالإنزعاج في حال عدم القدرة على ممارسة هذه الألعاب. 
  • الشعور بالغضب والاضطراب إذا أُجبر على التوقّف عن لعب هذه الألعاب ولو لفترة قصيرة.
  • عدم القدرة على ضبط النفس عند ممارسة الألعاب الالكترونية بالرغم من المحاولات العديدة. 
  • عدم ممارسة النشاطات التي كان الفرد يُمارسها سابقًا.
  • اعتماد الألعاب الإلكترونية كوسيلة للتخلص أو تخطي القلق، والمزاج السيء، والمشاعر السلبية.
  • إنكار عدد الساعات التي يقضيها بممارسة هذه الألعاب.
  • ظهور بعض الأعراض الإنسحابية النفسية أو الجسدية عند التوقّف عن ممارسة الألعاب الإلكترونية، مثل: فقدان الشهية، والأرق، والإضطرابات العاطفية.

هل الإقلاع عن التدخين فجأة يؤثر على الغدة الكظرية؟ مع العلم أنا مدخن جديد لي ٦ شهور فقط، وأريد تركه

تشخيص إدمان الألعاب الإلكترونية

عند تشخيص إدمان الألعاب الإلكترونية، لابدّ من الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثير ممارسة هذه الألعاب على سير حياة الفرد، بما يتضمّن جميع تفاصيلها بدءًا من الإهتمام بالنفس، والعلاقات الاجتماعية، والتحصيل الدراسي، والانضباط الوظيفي، بالإضافة إلى للشعور بـ 5 أعراض على الأقل من الأعراض المرافقة لإدمان الألعاب الإلكترونية لمدة عام كامل أو أكثر. [1][3][5]

يصُعب عادةً أن يُدرك الشخص أنه يعاني من الإدمان على شيءٍ ما، إلاّ أّن ذلك يُمكن إدراكه من قِبل الأشخاص من حوله، لذا لابدّ من مراعاة ملاحظاتهم وأخذها بعين الاعتبار والعمل على حل تلك المشكلة والتخلص منها. [3]

تأثير إدمان الألعاب الإلكترونية على سير الحياة

يُمكن أن يُؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية على العديد من نواحي الحياة، بما في ذلك: [1][2][4]

  • زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل: القلق والإكتئاب.
  • التأثير سلبًا على قدرات الإدراك والتركيز.
  • الميول إلى العزلة الإجتماعية والإنطوائية.
  • زيادة السلوكيات العنيفة والعدوانية، خصوصًا عند ممارسة الألعاب الإلكترونية التي يكثُر فيها العنف.
  • التأثير سلبًا على جودة النوم والمعاناة من الأرق.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، والغثيان، وزيادة الوزن أو السمنة. كما يُمكن أن يلجأ بعض مدمني الألعاب الإلكترونية إلى محاولة الانتحار في بعض الأحيان.

للمزيد: تعرف إلى إضرار الإلعاب الإلكترونية على الأطفال

علاج إدمان الألعاب الإلكترونية

يتم عادةً علاج إدمان الألعاب الإلكترونية من خلال العلاج المعرفي والسلوكي والذي يتم تحت إشراف أخصائيين ومرشدين نفسيين. إذ تساهم طريقة العلاج هذه في تحديد الأفكار التي تساهم في الإفراط بممارسة الألعاب الإلكترونية والإدمان عليها، ممّا يساهم في إدراك دور تلك الأفكار في التورّط بممارسة الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، واستبدالها بأفكار بنّاءة تساهم في التخلص من الإدمان. [1][3]

كما يُمكن أن يتضمّن علاج إدمان الألعاب الإلكترونية ما يلي: [4][5]

  • ممارسة التأمل الذهني، والذي يُمكن أن يساعد على التأقلم، وتطوير الوعي الذاتي، والتقليل من الأفكار السلبية تؤدي إلى إفراط الفرد في ممارسة الألعاب الإلكترونية.
  • الانضمام إلى جلسات العلاج النفسي التي تتضمّن وجود أشخاص آخرين يعانون من هذا النوع من الإدمان.
  • الحصول على دعم الأهل وتشجيعهم على الالتزام بخطة العلاج للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة. 

الحدّ من إدمان الألعاب الإلكترونية

يمكن التقليل من خطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية من خلال اتّباع النقاط التالية: [1][3]

  • تحديد وقت معين لممارسة الألعاب الإلكترونية والاستعانة بالآخرين للتشجيع على الالتزام بالوقت المحدد وعدم تجاوزه.
  • ممارسة نشاطات متعددة تشغل وقت الفراغ وتعزّز الشعور بالسعادة، ومن المُمكن أن تختلف طبيعة هذه الأنشطة التي يمكن القيام بها من شخص لآخر حسب ميوله، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
    • المطالعة.
    • التواصل مع الأصدقاء.
    • مشاهدة التلفاز.
    • المشي وممارسة الرياضة.
  • إبعاد الأجهزة الذكية والهواتف النقالة عن مكان النوم لتقليل احتمالية استخدامها قبل النوم.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، واليوغا، والتأمل لتقليل التوتر والقلق بدلًا من إدمان الألعاب الإلكترونية لمواجهة تلك المشاكل والضغوطات.

نصيحة الطبي

ينصح باستشارة أهل الاختصاص عند ملاحظة عدد من الأعراض المرافقة لإدمان الألعاب الإلكترونية التي تم ذكرها خلال المقال لمعرفة كيفية التعامل معها، كما نؤكد على ضرورة الالتزام بجميع الإرشادات المُقدمة من قبل الأخصائيين ضمن خطة العلاج للتوصل إلى أفضل نتائج ممكنة.

وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أية مساعدة بخصوص الإدمان على الألعاب الإلكترونية.

اقرا ايضاً :

ماذا تعرف عن ادمان الميثامفيتامين