متلازمة بروغادا | Brugada Syndrome

غالبًا ما تحدث متلازمة بروغادا بسبب طفرة في الجينات المسؤولة عن قنوات الصوديوم الموجودة في القلب، فقنوات الصوديوم تنظم النشاط الكهربائي للقلب، لكن عند الإصابة بمتلازمة بروغادا يحدث خللٌ في هذه القنوات يُسبب اضطراب ضربات القلب. [6]

وعادةً ما تكون هذه الطفرة الجينية وراثية؛ بمعنى يرثها المصاب من والديه، لكن أحيانًا قد تكون هذه الطفرات مكتسبة وتحدث لاحقًا في حياة المريض. [6]

لكن يُعتقد أن متلازمة بروغادا تحدث لأسباب أخرى أيضًا، منها: [1][3][6]

• بعض المشكلات التي تؤثر على بنية القلب.
• استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية علاج ألم الصدر، ومضادات الاكتئاب وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
• تعاطي المخدرات.
• اضطراب مستوى الأملاح (الكهارل) في الدم، مثل ارتفاع الكالسيوم، ونقص أو ارتفاع البوتاسيوم الشديد.

عوامل خطر متلازمة بروغادا

من العوامل التي تزيد فرص الإصابة بهذه المتلازمة: [1][7]

• وجود تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة بروغادا:

حيث تكون فرص الإصابة بمتلازمة بروغادا أعلى إذا كان أحد أقارب الشخص من الدرجة الأولى (والده أو شقيقه) مصابًا بها أيضًا.

• الجنس:

فهي تكون أكثر شيوعًا بـ 8- 10 مرات لدى الرجال؛ حيث يُعتقد أن المتلازمة ترتبط بهرمون التستوستيرون والذي يكون أعلى عند الرجال.

• الأصول العرقية:

تبين أن متلازمة بروغادا شائعة لدى الأشخاص ذوي الأصول الآسيوية، خاصةً سكان اليابان وجنوب شرق آسيا.

يُمكن القول إن متلازمة بروغادا مرضٌ صامت؛ فهي لا تُسبب أي أعراض واضحة عادةً، بل يكتشفها الطبيب صدفةً عند إجراء تخطيطٍ كهربائي للقلب، أمًا في حال ظهورها؛ فإنها تشمل الآتي: [2][3]

• الدوخة أو الدوار.
• الإغماء أو فقدان الوعي.
• خفقان القلب، حيث يشعر المريض برفرفة في الصدر أو أن قلبه بنبض بقوة وسرعة.
• حدوث نوبات تشنجية.
• ضيق التنفس.

ومن الضروري مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت الأعراض السابقة، والتي غالبًا ما تظهر أو تزداد سوءًا بمجرد التعرض للمحفزات الآتية: [2][3]

• الجفاف.
• شرب كميات كبيرة من الكحول.
• الحمى.

بدايةً يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا شاملًا لتقييم أعراض متلازمة بروغادا، كما يطرح مجموعة من الأسئلة لمعرفة التاريخ الطبي والعائلي للمريض. [4][5]

ويلجأ الطبيب أيضًا للفحوصات الآتية: [4][5]

• تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram (ECG)):

يُقيّم النشاط الكهربائي للقلب، وبالتالي يُساعد في الكشف عن متلازمة بروغادا، لكن يجب إجراؤه أكثر من مرة أحيانًا، لأن تأثير المتلازمة على ضربات القلب لا يظهر دائمًا، لذلك إذا أراد الطبيب التأكد من التشخيص فإنه قد يستخدم دواءً يُحفز الأعراض أثناء الفحص.

• فحص فيزيولوجيا كهربية القلب (بالإنجليزية: Electrophysiology Study):

يُدخل الأخصائي أنبوب قسطرة رفيع عبر أحد الأوعية الدموية إلى القلب؛ ليقيس النشاط الكهربائي للقلب، ويُقيّم استجابته للمحفزات.

• الفحص الجيني:

تبيّن أن متلازمة بروغادا ترتبط بطفراتٍ تُصيب 18 جينًا على الأقل، خاصةً جين SCN5A، وبالتالي يُمكن الكشف عنها من خلال الفحص الجيني، لكن هذا لا يكون ممكنًا في جميع الحالات.

كما قد يقترح الطبيب الاستشارة الجينية؛ ليُوضح الأخصائي الحالة أكثر للمريض وكيف تؤثر على بقية أفراد عائلته.

يعتمد العلاج على حالة المريض والأعراض التي يُعاني منها؛ فعلى سبيل المثال قد يكتفي الطبيب بالمراقبة والمتابعة المستمرة إذا لم تظهر أي أعراض على المريض؛ إذا عادةً يكون غير معرضًا للإصابة بمضاعفاتٍ خطيرة. [2]

أما في حال ظهور أعراض متلازمة بروغادا؛ يلجأ الطبيب للخيارات العلاجية الآتية: [3][6][9]

• الأدوية:

مثل دواء الكينيدين (بالإنجليزية: Quinidine)، والذي يمنع اضطراب ضربات القلب بشكلٍ خطير، وقد يصفه الطبيب وحده أو كعلاجٍ إضافي لمقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع (بالإنجليزية: Implantable cardioverter-defibrillator).

• تركيب مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع:

هو جهاز صغير يزرعه الطبيب تحت الجلد، غالبًا بالقرب من منطقة الترقوة، ويراقب هذا الجهاز النشاط الكهربائي للقلب، ويرسل صدمات كهربائية عند الحاجة لتنظيم ضربات القلب.

• الاستئصال القسطري:

يلجأ إليه الطبيب إذا لم تنجح الطريقة السابقة، حيث يدخل الطبيب القسطار (أنبوب رفيع ومرن) عبر أحد الأوعية الدموية إلى القلب، ثم يستخدم طاقة موجات الراديو الترددية لإتلاف أنسجة القلب المسؤولة عن عدم انتظام ضربات القلب.

يُوصي الطبيب بتجنب جميع العوامل التي تُحفز أعراض متلازمة بروغادا، وذلك باتباع النصائح الآتية: [3]

• علاج الحمى فورًا:

يجب أن يستخدم المريض الأدوية الخافضة للحرارة، مثل الباراسيتامول فور ظهور أو علامات الحمى.

• المحافظة على رطوبة الجسم:

حيث يجب شرب كمياتٍ كافية من الماء والسوائل، وفي حال أصيب المريض بالإسهال أو القيء لأكثر من يوم فيجب أن يراجع الطبيب، فربما يكون بحاجة لاستخدام محاليل الإماهة الفموية لتعويض السوائل والأملاح التي فقدها.

• تجنب استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب:

قد تحفز بعض الأدوية أعراض متلازمة بروغادا، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو مكمل غذائي.

• ممارسة التمارين الرياضية منخفضة الشدة:

صحيحٌ أن الرياضة مفيدة لصحة الجسم والعقل، لكن قد تشكّل التمارين عالية الشدة والرياضات القتالية خطرًا على القلب، لذلك يُنصح بممارسة تمارين بسيطة مثل المشي واليوغا. 

اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على صحة قلبك من دون تناول الأدوية؟

لا تُوجد طريقة ممكنة للوقاية من متلازمة بروغادا؛ فهي غالبًا ما تحدث لأسباب وراثية، لكننا ننصح بمراجعة الطبيب فورًا إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بها، لأن التشخيص المبكر يُساعد في الوقاية من مضاعفاتها، مثل توقف القلب المفاجئ (متلازمة الموت المفاجئ). [6]

في بعض الحالات يُمكن أن تُسبب متلازمة بروغادا توقف القلب المفاجئ، وهذا قد يُؤدي للوفاة إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب. [6]

[1] James Beckerman. What Is Brugada Syndrome? Retrieved on the 29th of January, 2025

[2] National Health Services (NHS). Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[3] British Heart Foundation. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[4] Pennmedicine.org. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[5] Healthdirect.gov.au. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[6] Hopkinsmedicine.org. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[7] Medlineplus.gov. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[8] Cedars-sinai.org. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025

[9] Uofmhealthsparrow.org. Brugada Syndrome. Retrieved on the 29th of January, 2025