تعرف الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) بأنها مرض طفيلي يصيب الإنسان بسبب لدغات بعوض الأنوفيلة (بالإنجليزية:Anopheles) الحاملة للملاريا أو عن طريق نقل الدم من شخص مصاب به، ومن أعراضه الحمى، والقشعريرة، وفرط التعرق، والصداع، والتقيؤ.

على الرغم من الأبحاث والجهود المبذول من الشركات في آخر 10 سنوات لتطوير لقاح للملاريا، إلا أنه لا يوجد لقاح مرخص متوفر لغاية الآن.

عوائق تطوير لقاح الملاريا

يواجه تطوير لقاح ملاريا فعال عوائق عديدة، منها:

  • عدم توفر سوق تقليدية في جميع أنحاء العالم لبيع اللقاح بعد تصنيعه.
  • عدم توفر عدد كبير من الشركات المطورة.
  • دورة حياة طفيلي الملاريا المعقدة، وعدم وجود معلومات كافية عن طريقة استجابة الجسم المناعية لهذا المرض الطفيلي.
  • التركيب  المعقد لجينات طفيلي الملاريا، مما ينتج آلاف الأجسام المضادة التي يجب دراستها وبحث إمكانية فعاليتها.
  • عدم حماية لقاح طفيلي الملاريا للمريض لمدى الحياة بعد تلقي اللقاح، بعكس الأمراض الاخرى.
  • المناعة المكتسبة الناتجة عن اللقاح توفر حماية جزئية فقط، حيث يمكن لطفيلي الملاريا البقاء في الجسم لعدة أشهر قبل ظهور الأعراض.

وعلى الرغم من هذه التحديات والصعوبات، إلا انه يوجد عشرات من اللقاحات تتم دراستها وتجريب فعاليتها للحماية من الملاريا.

اقرأ أيضاً: أمراض السفر و كيفية الوقاية منها وعلاجها


لقاح RTS,S التجريبي

تم إكتشاف لقاح RTS,S التجريبي في عام 1987 من قبل أحد العلماء، وفي عام 2001 تم عقد شراكة بين عدة شركات عالمية لتطوير اللقاح ليكون فعال للحماية من الملاريا عند الرضع والأطفال الذين يقطنون في المناطق التي يعتبر الملاريا فيها متوطن في جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا. 

ويقدر عدد الوفيات الناتجة عن الملاريا في عام 2018 ب 405 ألف وفاة، و تشتمل دول افريقيا على ما نسبته 94% من الوفيات.

فعالية لقاح  RTS,S التجريبي 

في عام 2014 تم الانتهاء من المرحلة الثالثة من التجارب المتعلقة بفعالية اللقاح التجريبي، وهو يعتبر أول لقاح يتم ترشيحه لهذه المرحلة من التجارب، حيث تم اختبار اللقاح على الأطفال بعمر 6-12 أسبوع و5-17 شهر في 11 موقع في بلدان افريقية.

تبين في النتائج الأولية أن اللقاح قادر على خفض أعداد الحالات السريرية والشديدة بنسبة الثلث في الفئة العمرية 5-17 شهر التي تلقت 3 جرعات تابعة للجرعة الأولية خلال اربع سنوات بعدها، بينما كان أقل فعالية عند اعطائه للفئة العمرية الأصغر.

يعمل اللقاح التجريبي على تحفيز جهاز المناعة للتصدي للمراحل الأولى من دورة حياة طفيلي المتصورة المنجلية (بالإنجليزية: Plasmodium Falciparum) المسبب للملاريا، وهي المراحل التي يدخل فيها الطفيلي عن طريق الدورة الدموية بعد التعرض للدغة بعوض الأنوفيلة أو نقل الدم الى ويصيب خلايا الكبد، حيث يمنع اللقاح اصابة خلايا الكبد بالطفيلي وهي الخلايا التي يبدأ عندها الطفيلي بالتكاثر والإنتشار إلى كريات الدم وتبدأ الأعراض بالظهور.

اقرا ايضاً :

قل نعم للمطاعيم

اختبارات السلامة للقاح RTS,S التجريبي 

تعتبر اختبارات السلامة عند انتاج اللقاحات من أهم الأولويات لدى الشركات المطورة. في عام 2015  قامت وكالة الأدوية الأوروبية والتي تعتبر سلطة تنظيمية صارمة فيما يتعلق بتطوير الأدوية بإصدار رأي علمي إيجابي حول اللقاح التجريبي، حيث أشارت إلى أن الفوائد المتحققة من اللقاح تفوق المخاطر المحتملة.

اقرأ أيضاً: الوقت اللازم للحصول على لقاح لعدوى فيروس كورونا الجديد

فقد وجد أن اللقاح آمن، إلا أن بعض إشارات السلامة والأعراض الجانبية ظهرت ويجب دراستها بشكل أكبر في اختبارات وتجارب على اعداد أكبر، مثل الاختلاج الحموي، والتهاب السحايا، والملاريا الدماغية(بالإنجليزية: Cerebral Malaria). 

قامت منظمة الصحة العالمية عام 2015 بالموافقة على التخطيط لبرنامج التنفيذ التجريبي (بالإنجليزية: Pilot Implementation Program) لتقييم الجدوى الفعلية لاستخدام الأربع الجرعات الموصى بها للقاح، وفعالية اللقاح في تخفيض نسب واعداد الوفيات الناتجة عن الملاريا عند الأطفال، وسلامة وأمان الاستخدام الروتيني للقاح.

ما زالت برامج التنفيذ التجريبي منذ عام 2018 قيد التنفيذ في عدة بلدان افريقية مثل غينيا، وكينيا، ومالاوي واشتملت على اعطاء اللقاح لعدة مئات الآلاف من الأطفال والرضع، حيث من المتوقع الانتهاء من هذا البرنامج في غضون عام 2023.

سيتم في نهاية البرنامج تقييم جدوى اللقاح التجريبي ضمن برامج التطعيم الروتينية، وتقييم العلاقة بين اللقاح و الأعراض الجانبية التي ظهرت في التجارب السابقة، وتأثير اللقاح على معدلات الوفيات الكلي في البلدان التي ينتشر فيها الملاريا.

لقاح الحيوان البوغي الكلي التجريبي PfSPZ 

 يعتبر لقاح PfSPZ التجريبي المرشح الآخر ليكون لقاح مرخص للوقاية من الملاريا، وهو مصمم من خلال تعديل الحيوانات البوغية، وهي الطور الجنسي للطفيلي المسبب للملاريا، لجعلها غير معدية عن طريق الأشعة أو العلاج الكيميائي.

بينت نتائج الدراسات الأولية على لقاح PfSPZ التجريبي أنه لقاح آمن وقابل للتحمل بشكل جيد وله تأثير إيجابي للوقاية من الملاريا عند استخدامه عن طريق الحقن الوريدي.

التوقعات المستقبلية للقاحات الملاريا

قامت منظمة الصحة العالمية بابتكار خارطة الطريق لتكنولوجيا لقاح الملاريا (بالإنجليزية: Malaria Vaccine Technology Roadmap) لتسريع الأبحاث المتعلقة بابتكار لقاح للملاريا، حيث تشتمل خارطة الطريق على اهداف استراتيجية ينبغي تحقيقها بحلول عام 2030 وهي:

  • تطوير وترخيص لقاحات للملاريا تعمل على حماية ما لا يقل عن 75% من حالات الملاريا السريرية في المناطق التي ينشر فيها المرض بشكل فعال لغاية الآن.
  • تطوير لقاحات للملاريا تعمل على تقليل انتشار واصابة الإنسان به، من خلال حملات التطعيم الشامل للتخلص من الطفيلي المسبب للمرض في النهاية.

سلام عليكو انا عوز اعرف اضرار الزنجبيل اى