كليفلاند كلينك: جراحات السمنة تتفوق على أدوية GLP-1!

نتائج لافتة تؤكد أن الجراحة ما تزال العلاج الأكثر فاعلية واستدامة للسمنة مقارنةً بإبر التخسيس.

كشفت دراسة جديدة صادرة عن "كليفلاند كلينك" أن جراحات السمنة تحقق فوائد صحية أكبر وأطول أمدًا مقارنةً بأدوية GLP-1 الحديثة التي تُستخدم لإنقاص الوزن وضبط السكري، مثل أوزمبيك ومونجارو.

الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Medicine، تابعت ما يقارب 4 آلاف مريض مصاب بالسكري من النوع الثاني والسمنة على مدى 10 سنوات، وخلصت إلى أن من خضعوا للجراحة عاشوا لفترة أطول، وتمتعوا بصحة قلبية وكلوية أفضل مع انخفاض خطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة، مقارنة بمن استخدموا أدوية GLP-1 فقط.

ما هي أدوية GLP-1؟ وما هي جراحات السمنة؟

لفهم أهمية الدراسة، من الضروري توضيح المصطلحين الرئيسيين:

• أدوية GLP-1:

هو اختصار لـ "الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1"، وهي تحاكي هرموناً طبيعياً في الجسم يساعد على تنظيم سكر الدم وسد الشهية، تتوفر على شكل إبر، وقد أصبحت شائعة جداً لمرضى السكري والأشخاص الذي يرغبون بخسارة الوزن. تشمل أمثلة شهيرة مثل: سيماغلوتيد (أوزمبيك، ويغوفي)، ليراغلوتيد (فيكتوزا، ساكسيندا)، وتيرزيباتايد (مونجارو، زيباوند).

ورغم فعاليتها الكبيرة، فإن معظم المرضى يحتاجون لاستخدام إبر التخسيس هذه بشكل مستمر للحفاظ على نتائجها، إذ إن التوقف عنها يؤدي غالبًا إلى عودة الوزن والمشكلات الأيضية.

• جراحات السمنة:

تشمل عدة أنواع من الإجراءات، مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار، وتهدف هذه العمليات إلى تقليص حجم المعدة أو تعديل مسار الجهاز الهضمي؛ لتقليل امتصاص السعرات، مما يساعد على إنقاص الوزن، وتحسين التحكم في السكر بشكل مستدام. الهدف منها ليس فقط إنقاص الوزن، بل تحسين الصحة الأيضية والقلبية بشكل عام.

أبرز نتائج الدراسة: تفوق واضح للجراحة على الأدوية

الدراسة التي أُجريت على 3,932 مريضًا (منهم 1,657 خضعوا للجراحة و2,275 استخدموا أدوية GLP-1) كشفت عن النتائج التالية بعد 10 سنوات من المتابعة:

• انخفاض خطر الوفاة بنسبة 32%.
• انخفاض خطر أمراض القلب الكبرى بنسبة 35% (مثل الجلطات والنوبات القلبية).
• انخفاض خطر أمراض الكلى الخطيرة بنسبة 47%.
• انخفاض خطر تلف شبكية العين المرتبط بالسكري (اعتلال الشبكية) بنسبة 54%.

الفارق في الوزن والسيطرة على السكري

لم تتوقف الفوائد عند الوقاية من الأمراض:

• فقدان الوزن: في المتوسط، فقد مرضى الجراحة 21.6% من وزنهم، مقابل 6.8% فقط بين أولئك الذين تناولوا أدوية GLP-1.
• سكر الدم: تحسن التحكم في سكر الدم (انخفاض معدل السكر التراكمي بمقدار 0.86% مقابل 0.23% فقط مع الأدوية).
• الاعتماد على الأدوية: احتاج الأشخاص الذين خضعوا للجراحة إلى عدد أقل من الوصفات الطبية لإدارة السكري وضغط الدم والكوليسترول.

لماذا تتفوق الجراحة على أدوية التخسيس؟

يقول د. علي أمينيان، مدير معهد السمنة والأيض في كليفلاند كلينك، والباحث الرئيسي في الدراسة: "حتى مع أفضل الأدوية المتاحة اليوم، تقدم جراحة السمنة فوائد فريدة ودائمة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والسكري. الفوائد التي لاحظناها تجاوزت مجرد فقدان الوزن لتشمل حماية القلب والكلى وحتى العين".

ويكمن التفسير الرئيسي لهذا التفوق في استمرارية النتائج. يوضح الدكتور أمينيان:

"جراحة السمنة عادة ما تكون إجراءً واحداً ونهائياً. يخضع الأشخاص للجراحة ويحملون الفائدة لسنوات قادمة. ولكن بالنسبة للأدوية، يحتاج المرضى للبقاء عليها. إذا توقفوا عن تناولها، فإن كل هذه الفوائد ستتلاشى وتختفي".

من جهته، أكد د. ستيفن نيسن، كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية بالمركز وأحد كبار مؤلفي الدراسة، أنه "حتى في عصر هذه الأدوية الجديدة القوية، قد توفر الجراحة الأيضية مزايا إضافية، بما في ذلك ميزة البقاء على قيد الحياة".

يختتم د. أمينيان بقوله أن "النتائج تشير إلى أن الجراحة يجب أن تظل خياراً علاجياً مهماً للسمنة والسكري"، مشيراً إلى أن هذه الفوائد طويلة الأمد يصعب تحقيقها باستخدام أدوية GLP-1 وحدها، خاصة وأن العديد من المرضى يتوقفون عن استخدام الأدوية بمرور الوقت.

استشر الأطباء الموثوقين الآن لمعرفة أفضل طرق إنقاص الوزن لحالتك.