تزايد مشكلات الذاكرة بين الشباب: الأسباب والحلول!

تزايد مشكلات الذاكرة بين الشباب: الأسباب والحلول!

هل شعرت أن ذاكرتك لم تعد كما كانت مؤخرًا؟ أو هل بدأت تشكو من صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات؟ لست وحدك! فقد كشفت عدة دراسات حديثة عن تضاعف مشكلات الذاكرة والنسيان بشكل مقلق، فما هو السبب؟ وكيف يُؤثر الفقر والتعليم على ذاكرتنا؟ إليك الإجابة!

ما الذي يحدث لذاكرة الشباب؟

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Neurology عن ارتفاع مقلق في عدد البالغين الذين يعانون من مشكلات في الذاكرة والتفكير خلال العقد الأخير (2013 – 2023)، إذ قفزت النسبة من 5.3% إلى 7.4%.

والمفارقة أن كبار السن (فوق 70 عامًا) سجلوا انخفاضًا طفيفًا في هذه المشكلات، بينما أظهرت النتائج، الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن الفئة العمرية من 18 إلى 39 عامًا شهدت تضاعفًا في معدلات ضعف الذاكرة من 5.1% إلى 9.7%.

باختصار، أظهرت الدراسة أنّ كثرة النسيان لم تعد حكرًا على كبار السن، بل يبدو أن جيلًا من الشباب يعيش تحت ضغطٍ يُرهق ذاكرته ويستنزف طاقته الذهنية أكثر مما نتخيل.

الفقر عامل خفي لمشكلات الذاكرة

يبدو أن المشكلة لا ترتبط بالعوامل الجسدية وحدها، بل تمتد أيضًا إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تُشكّل البيئة المحيطة بالدماغ وتؤثر في صحته ووظائفه.

فبحسب الدراسة، ارتفعت مشكلات الذاكرة بشكل ملحوظ بين الفئات ذات الدخل المنخفض، إذ قفزت النسبة من 8.8% إلى 12.6%.

وفي المقابل، كانت الزيادة طفيفة نسبيًا بين أصحاب الدخل المرتفع — فوق 75 ألف دولار سنويًا — حيث ارتفعت النسبة من 1.8% إلى 3.9%. ويُرجّح الخبراء أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن الفقر يفرض ضغوطًا نفسية مزمنة ويقترن غالبًا بسوء تغذية، وهما عاملان يُضعفان قدرة الدماغ على التركيز والتذكّر بفعالية.

المستوى الدراسي وتأثيره على الذاكرة

أشارت نتائج الدراسة إلى أن التحصيل العلمي ليس مجرد شهادة أكاديمية، بل عامل فارق يؤثر بشكل مباشر في صحة الدماغ والذاكرة.

فقد تبيّن أن الأشخاص الذين لم يحصلوا على شهادة ثانوية شهدوا ارتفاعًا في معدلات ضعف الذاكرة من 11.1% إلى 14.3%، بينما بقيت النسبة منخفضة نسبيًا بين خريجي الجامعات، إذ ارتفعت فقط من 2.1% إلى 3.6%.

ويُفسّر الباحثون هذه الفجوة بأن التعليم يُنشّط الدماغ ويحافظ على مرونته العصبية، أي قدرته على تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية. ففي كل مرة تتعلم فيها معلومة أو مهارة جديدة، يُنشّط دماغك هذه الوصلات، مما يقوّي الذاكرة ويحسّن التركيز.

كما أظهرت دراسات أخرى أن التعلّم المستمر، والتفكير التحليلي، وحل المشكلات يُقوي الذاكرة طويلة المدى، ويُبقي المناطق المسؤولة عن التركيز واللغة نشطة وفعالة.

عوامل أخرى تضعف الذاكرة

ورغم أن الدراسة استندت إلى بيانات استبيانات هاتفية، فإن الارتفاع في مشكلات الذاكرة بدا واضحًا ومقلقًا بغضّ النظر عن السبب.

ويرى الباحثون أن هذه الزيادة ليست مصادفة، بل انعكاس مباشر لنمط الحياة السريع والمجهِد الذي نعيشه اليوم، والذي يشمل مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:

  • الضغط النفسي المزمن:

التوتر اليومي والقلق المستمر يؤثران سلبًا على المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتركيز في الدماغ.

  • قلة النوم والسهر:

مع طبيعة العمل الحديثة ونمط الحياة المتسارع، أصبح السهر عادة شائعة، رغم أنه يقلل من الانتباه ويضعف قدرة الدماغ على تخزين المعلومات.

التعرّض المستمر للإشعارات والمعلومات المتدفقة يجعل الدماغ في حالة تشتيت دائم، ويمنعه من تحويل المعلومات إلى ذاكرة طويلة المدى.

  • النظام الغذائي غير المتوازن:

حيث إن نقص العناصر الحيوية مثل أوميغا-3 وفيتامين B12 يضعف وظائف الدماغ وقدرته على التركيز واسترجاع المعلومات.

نصائح لتقوية الذاكرة والقدرة على التركيز

يؤكد الباحثون أن تغيير نمط الحياة يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في تحسين الذاكرة وتعزيز التركيز. ولتحفيز دماغك وتنشيط ذاكرتك اتبع الخطوات الآتية:

  • احصل على قسط كاف من الراحة ونم لمدة 7- 8 ساعات على الأقل يوميًا؛ لتمنح دماغك فرصة لترميم الخلايا وتخزين المعلومات.
  • قلّل وقت استخدام الهاتف والأجهزة الذكية، فالتشتّت الرقمي هو العدو الأول للتركيز.
  • درّب عقلك بالألعاب الذهنية مثل الألغاز أو السودوكو، فهي تُنشّط مناطق الذاكرة والتحليل.
  • تعلم مهارة جديدة أو لغة مختلفة، فهذا يحفّز خلايا دماغك على بناء روابط أقوى.
  • انخرط في النقاشات أو الأعمال التطوعية، فالتفاعل الاجتماعي يعزّز نشاط الدماغ ويقوّي الذاكرة.
  • تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، فهي غنية بأحماض أوميغا-3 التي تدعم صحة الدماغ.
  • أضف المكسرات – خصوصًا الجوز – إلى نظامك الغذائي اليومي، فهي مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة.
  • اشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا، فالجفاف الخفيف قد يؤثر سلبًا على التركيز والذاكرة.
  • مارس الرياضة بانتظام، فالنشاط البدني المنتظم يحفّز تدفق الدم إلى الدماغ ويحافظ على صحته.

قد يهمك: 9 أكلات تقوي الذاكرة والتركيز!

نصيحة الطبي

تزايد مشكلات الذاكرة بين الشباب ليس مجرد رقم في دراسة، بل جرس إنذار يدعونا لتغيير نمط حياتنا. الذاكرة، مثل العضلات، تضعف بالإهمال وتقوى بالممارسة، ولا شيء يحافظ عليها مثل النوم الكافي، التغذية السليمة، والابتعاد عن التوتر والإفراط في الشاشات.

لكن إن لاحظت أن ذاكرتك تتراجع بشكل مستمر أو يؤثر على حياتك اليومية، فلا تتردد في استشارة الطبيب.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

صيدلانية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة اليرموك عام 2019، أعمل في مجال كتابة وتدقيق المحتوى الطبي منذ عام 2019، وأسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تعزز الوعي الصحي

[1] Sciencedaily. Alarming surge in memory problems among young adults. Retrieved on the 30th of October, 2025.

[2] Jillian Kubala, MS, RD. 14 Natural Ways to Improve Your Memory. Retrieved on the 30th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية