غثيان الحمل ليس عرضًا عابرًا بل آلية دفاع ذكية لحماية الجنين!

غثيان الحمل ليس عرضًا عابرًا بل آلية دفاع ذكية لحماية الجنين!

خالفت دراسة علمية حديثة التصور الشائع بأن غثيان الحمل هو مجرد عرَض مزعج للحمل، وكشفت أنه في حقيقة الأمر آلية دفاع متطورة يستخدمها الجسم لحماية الأم والجنين.

ففي دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) أوضحت أن الغثيان والنفور من بعض الأطعمة أو الروائح ليست أمورًا عشوائية، بل استجابة مناعية تهدف إلى إبعاد الحامل عن أي مواد قد تضر بالجنين في أشهر الحمل الأولى.

أبرز ما كشفته الدراسة:

  • وظيفة وقائية: يعمل الغثيان كآلية حماية سلوكية، تدفع الأم لتجنب الأطعمة والمواد التي قد تكون ضارة.
  • استجابة مناعية: ترتبط هذه الأعراض بشكل مباشر بتغيرات في جهاز المناعة، الذي يعمل على تحقيق توازن دقيق بين حماية الأم وجنينها، وقبول الجنين الذي يعد غريبًا عن جسم الأم.
  • مؤشر إيجابي: ظهور الغثيان يعني غالبًا أن الحمل يسير بشكل صحي.

الدور المعقد لجهاز المناعة

أثناء الحمل، يواجه جهاز المناعة تحديًا مزدوجًا وفريدًا. تشرح البروفيسورة مولي فوكس، أستاذة الأنثروبولوجيا في UCLA، قائلة: "يجب على جهاز مناعة الأم حمايتها هي والجنين، ولكن دون أن يهاجم الجنين الذي يعتبر نصفه "غريبًا"' من الناحية الجينية لأنه مشتق من الأب. ولتحقيق ذلك، يُجري الجسم تعديلات دقيقة للحفاظ على سلامة الجنين مع مواصلة الدفاع ضد مسببات الأمراض".

يعتقد الباحثون أن هذا التوازن يتحقق عبر استجابات التهابية مدروسة تمنع الجسم من رفض الجنين، مصحوبة بآليات سلوكية تكيفية، أبرزها الغثيان، الذي يشجع الأم على تجنب الأطعمة الخطرة المحتملة.

مؤشر إيجابي وليس علامة خطر

يؤكد دانييل فيسلر، المؤلف المشارك في الدراسة، أن هذه الأعراض يجب أن يُنظر إليها بإيجابية. ويقول: "الغثيان أو القيء أو النفور من الأطعمة ليست مؤشرات على وجود مشكلة لدى الأم أو الجنين. على الأرجح، هي دليل على أن كل شيء يسير بشكل طبيعي، وانعكاس لاستجابة مناعية صحية ومفيدة من الجسم".

منهجية الدراسة ونتائجها

اعتمد الفريق البحثي على تحليل عينات دم لقياس مستويات "السيتوكينات"، وهي بروتينات تؤدي دورًا رئيسيًا في تنظيم الاستجابة المناعية والالتهابية، كما قامت المشاركات في الدراسة بملء استبيانات حول أعراضهن.

أظهرت النتائج أن:

  • 64% من الحوامل شعرن بنفور من بعض الأطعمة (خصوصًا اللحوم والدخان).
  • 67% عانين من الغثيان.
  • 66% عانين من القيء.
  • وُجد رابط مباشر بين هذه الأعراض وبين نشاط/استجابة جهاز المناعة، مما يدعم الفرضية.

إرشادات للتعامل مع غثيان الحمل

في ظل نتائج هذه الدراسة، لازال هناك أمر ثابت، الغثيان مُزعج لأي حامل، لكن يمكن تخفيفه من خلال هذه النصائح:

  • ابدئي يومكِ بوجبة خفيفة من البسكويت المالح أو الخبز المحمص قبل النهوض من الفراش.
  • قسّمي طعامك إلى وجبات صغيرة كل 2-3 ساعات.
  • اختاري الأطعمة الخفيفة، مثل الموز، والأرز، والبطاطس المسلوقة، وتجنبي الأطعمة الدهنية أو المتبّلة.
  • اشربي كميات كافية من الماء بين الوجبات.
  • جربي الزنجبيل (شاي أو أقراص)؛ لتخفيف الأعراض.
  • ابتعدي قدر الإمكان عن الروائح القوية أو الأضواء الساطعة التي تزيد من شعورك بالغثيان.

إذا كنتِ تعانين من غثيان شديد ولا ترغبين في الخروج من المنزل، يمكنك الاطمئنان على صحتك بسهولة من خلال استشارة أطباء متخصصين عن بُعد عبر الطبي.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
عوارض الحمل play