اكتشاف غريب: نبتة الستيفيا قد تساعد في علاج تساقط الشعر!

قد يأتي الحل لمشكلة الصلع الوراثي التي تحدث للملايين حول العالم من مصدر غير متوقع على الإطلاق: نبات الستيفيا، المعروف بكونه مُحلي طبيعي بديل عن السكر.

فقد اكتشف فريق من الباحثين في الصين وأستراليا أن مركباً مستخلصاً من هذه العشبة، يُدعى ستيفيوسيد (بالإنجليزية: Stevioside)، يمتلك قدرة مذهلة على تعزيز امتصاص علاج "المينوكسيديل"، الدواء الأكثر شهرة واستخداماً لعلاج تساقط الشعر.

تساقط الشعر مشكلة شائعة بين الرجال والنساء

يُعدّ تساقط الشعر الوراثي (بالإنجليزية: Androgenetic Alopecia) من أكثر أشكال الصلع شيوعًا لدى الرجال والنساء على حد سواء، إذ يؤثر في حوالي 50% حول العالم.

وتحدث الحالة عندما تصبح بصيلات الشعر حساسة لهرمون "ديهدروتستوستيرون" (DHT)، ما يؤدي إلى تقلّصها تدريجيًا وإنتاج شعر أرق وأقصر، حتى يتوقف النمو تمامًا.

ويُعتبر دواء مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) الأشهر في علاج تساقط الشعر، حيث يقوم مبدأ عمله على توسيع الأوعية الدموية، وتحسين إيصال الأكسجين والمغذيات إلى بصيلات الشعر، مما يعزز نموها، إلا أنه يتطلب أشهر من العلاج لرؤية النتائج، إن كان ناجحًا.

لماذا يفشل مينوكسيديل أحياناً؟

رغم أن المينوكسيديل هو العلاج الموضعي المعتمد لتساقط الشعر، إلا أن فاعليته غالبًا ما تتأثر بسبب ضعف امتصاصه عبر الجلد وصعوبة ذوبانه في الماء، مما يعني أن جزءاً بسيطاً فقط من المادة الفعالة يصل إلى بصيلات الشعر، وهو ما يفسر حاجة المرضى لاستخدامه لأشهر طويلة قبل رؤية نأي نتائج ملموسة.

الستيفيا والإبر الدقيقة: تركيبة ذكية لنتائج أفضل

في محاولة للتغلب على هذه المشكلة، تعاون باحثون من الصين وأستراليا لتجربة طريقة مبتكرة تجمع بين مينوكسيديل وستيفيوسيد، فقد وُجد أن هذا المركّب الطبيعي من الستيفيا يساعد الدواء على الذوبان بشكل أفضل في الماء، مما يسهل امتصاصه عبر الجلد، والوصول إلى بصيلات الشعر.

ولضمان وصول هذه التركيبة المعززة إلى وجهتها، قام الفريق بدمج المينوكسيديل مع الستيفيوسيد في لصقة مبتكرة تحتوي على إبر دقيقة جداً قابلة للذوبان، حيث تخترق الطبقة السطحية من الجلد بلطف ودون ألم؛ لتوصيل الدواء مباشرة إلى محيط بصيلات الشعر المستهدفة.

نتائج مبشرة على الفئران

اختبر العلماء اللصقة الجديدة على نموذج فئران تعاني من تساقط الشعر، وكانت النتيجة مدهشة: الرقعة التي احتوت على مينوكسيديل وستيفيوسيد حفّزت بصيلات الشعر على العودة إلى مرحلة النمو النشط، مما أدى إلى ظهور شعر جديد بشكل واضح.

وفي هذا السياق، صرح الدكتور ليفنغ كانغ، من جامعة سيدني والمؤلف المشارك في الدراسة: "إن استخدام ستيفيوسيد لتعزيز توصيل المينوكسيديل يمثل خطوة واعدة نحو علاجات أكثر فعالية وطبيعية لتساقط الشعر، مما قد يفيد الملايين في جميع أنحاء العالم".

خطوة أقرب نحو علاج ناجح لتساقط الشعر

يرى الباحثون أن الجمع بين المينوكسيديل والستيفيوسيد قد يجعل العلاج أكثر كفاءة بطريقة قد تقلل من عدد مرات الاستخدام، وتزيد من سرعة استجابة المرضى للعلاج.

كما يشير الخبراء إلى أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تطوير منتجات جديدة تعتمد على مكونات طبيعية؛ لتحسين امتصاص الأدوية الجلدية عمومًا، وليس فقط علاج تساقط الشعر.

ورغم أن النتائج ما زالت في مراحلها التجريبية، فإنها تعطي أملًا حقيقيًا بأن مستقبل علاج الصلع الوراثي قد يكون أبسط، وأكثر فاعلية، وأقل كلفة مما هو عليه اليوم.

في حال الرغبة للاستفسار عن أي شيء يخص الصحة، يمكنكم الحصول على استشارة طبية عن بُعد لدى موقع الطبي.