عقار جديد قد ينهي كابوس مرض القلق العام

عقار جديد قد ينهي كابوس مرض القلق العام

يعاني الملايين من اضطراب القلق العام، الذي يحبس ضحاياه في دوامات مستمرة من الخوف والعزلة، وغالبًا ما تعجز الأدوية التقليدية عن تخفيف معاناتهم.

لكن اليوم، يظهر في الأفق أمل جديد، تركيبة دوائية مشتقة من مادة LSD، المعروفة تاريخيًا كمادة مهلوسة، تُظهر نتائج وُصفت بـ "القوية" ضد اضطراب القلق، وتتفوق بأشواط على كل ما نعرفه.

ما هو اضطراب القلق العام (GAD)؟

يُعد اضطراب القلق العام من أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا، إذ أثّر على أكثر من 359 مليون شخص في عام 2021.

يعيش المصابون به في قلق دائم ومفرط لا يتناسب مع مسبباته الواقعية، ما يجعل التركيز واتخاذ القرارات صعبًا، ويؤثر في القدرة على العمل أو حتى الخروج من المنزل، وهذا ما يميّزه عن القلق العادي اليومي.

كثير منهم يعانون أيضًا من أعراض جسدية، مثل الشد العضلي، وتسارع التنفس، والصداع، واضطرابات النوم والهضم، مما يزيد من شعورهم بالعجز والتعب المستمر.

لماذا لا تكفي الأدوية التقليدية؟

تعمل العلاجات المعتادة، مثل دواء زولوفت (بالإنجليزية: Zoloft) وباكسيل (بالإنجليزية: Paxil) على موازنة مادة السيروتونين في الدماغ، لكنها غالبًا لا تُحدث تحسنًا كبيرًا.

ففي مقياس التوتر، تُظهر هذه الأدوية انخفاضًا متوسطًا لا يتجاوز 1.25 نقطة من أصل 56، وهي نتيجة محدودة لا تُحدث فرقًا حقيقيًا لدى كثير من المرضى.

العلاج الجديد: صيغة دوائية معدّلة من LSD

تملك العقارات "المخدرة" أو "المهلوسة" مثل LSD، عند استخدامها في بيئة علاجية محكومة، قدرة هائلة على إحداث تحول في المزاج والعواطف.

الدواء الجديد، المعروف باسم MM120، يُستخدم بجرعات معينة داخل بيئة علاجية مراقبة، ويُعتقد أنه يعزز اللدونة العصبية — أي قدرة الدماغ على تكوين وصلات جديدة — مما يساعد في كسر أنماط التفكير السلبية المرتبطة بالقلق، كما أنه يحسّن التواصل بين مناطق الدماغ التي عادة لا تتواصل، مما يعالج "التفكير الجامد" الذي هو أساس اضطراب القلق.

نتائج تفوق التوقعات

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA، تم تقييم جرعة واحدة من MM120 على مدى 12 أسبوعاً، وكانت النتائج:

  • نجح الدواء في تخفيف الأعراض بشكل كبير، مقللاً النتيجة على مقياس القلق بما يتراوح بين 5 - 6 نقاط (مقارنة بـ 1.25 نقطة للأدوية التقليدية).
  • هذا التحسن كان كافياً لإعادة تصنيف حالة بعض المرضى من "قلق متوسط إلى شديد" إلى "قلق خفيف".

هل هو آمن؟ (الآثار الجانبية)

تمت مراقبة المشاركين بدقة من قبل طاقم طبي. كانت الآثار الجانبية، في معظمها، خفيفة إلى متوسطة، وشملت:

  • هلاوس.
  • تشوّش بصري.
  • غثيان.
  • صداع.

ملاحظة هامة: هذه الأعراض كانت أكثر وضوحاً مع الجرعة الأعلى، والتي تم استبعادها؛ لأنها لم تقدم فعالية إضافية. تم التعامل مع الغثيان (الشائع مع هذه الفئة من الأدوية) بفاعلية عبر تناول وجبة إفطار خفيفة، وأدوية مضادة للغثيان.

تحديات في استقطاب المرضى للدراسة

يقول الفريق البحثي إن أكبر تحدٍ يتمثل في جذب المرضى الذين يعانون من القلق الشديد، إذ غالبًا ما يتجنبون الخروج من المنزل أو التواصل مع الآخرين.

ولهذا، يعمل الباحثون على بناء الثقة والتواصل التدريجي مع المشاركين، عبر جلسات تقيمها فرق علاجية متخصصة تراعي الجوانب النفسية والعاطفية بدقة.

بينما لا يزال العقار في مراحله التجريبية، إلا أن نتائجه تفتح بابًا جديدًا في عالم الطب النفسي، ويبدو أن MM120 قد يكون الخطوة التالية نحو علاج أكثر فعالية للملايين ممن يعانون في صمت من القلق المزمن.

صحتك النفسية مهمة بقدر صحتك الجسدية! لا تتردد في الحصول على استشارة نفسية احترافية مع أفضل الأطباء، وعن بُعد، لدى موقع الطبي.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

[1] Reid Robison, MD; Robert Barrow, MS; Craig Conant, BA. Single Treatment With MM120 (Lysergide) in Generalized Anxiety Disorder. Retrieved on the 30th of October, 2025.

[2] University of California San Francisco. Could This Novel Therapy Calm Anxiety for Millions of Americans?. Retrieved on the 30th of October, 2025.

[3] WHO. Anxiety disorders. Retrieved on the 30th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية