قد لا يكون سر الشباب الدائم في الكريمات أو المكملات الغذائية، بل في أصدقائك وعائلتك! دراسة حديثة من جامعة كورنيل تُظهر أن العلاقات الاجتماعية القوية يمكن أن تبطئ الشيخوخة، وتقلل الالتهابات المزمنة، وتُحسّن صحتك العامة.
كيف تؤثر العلاقات الاجتماعية على الشيخوخة؟
استخدم باحثو الدراسة ما يُعرف بالساعات الجينية (Epigenetic Clocks)، وهي تحاليل جينية تُحدد عمر الجسم حسب خصائص الحمض النووي بدلًا من تاريخ الولادة.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة (Brain, Behavior and Immunity) أن الأشخاص الذين حافظوا على صداقات وعلاقات قوية كان عمرهم البيولوجي أصغر من أقرانهم، كما انخفضت لديهم مؤشرات الالتهابات المزمنة، خصوصًا بروتين إنترلوكين-6 (IL-6) المرتبط بأمراض القلب والسكري.
فوائد الصداقة والعلاقات الاجتماعية على الجسم والعقل
الصداقات الوثيقة والعلاقات القوية لا تحسن نفسيتك فقط، بل تُؤثر على كل خلية من جسمك:
- تقلل الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة.
- تنظم الهرمونات المرتبطة بالمناعة وطول العمر.
- تزيد شعورك بالأمان النفسي والرضا الشخصي.
- تقلل خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية.
قد يُهمك: فوائد العلاقات الاجتماعية!
رصيدك الاجتماعي استثمارٌ في صحتك
أكد الباحثون أن هذه النتائج تتعلق بكل علاقاتك الاجتماعية منذ الطفولة وحتى الكبر. تمامًا مثل حساب التوفير البنكي: كلما زاد "رصيدك الاجتماعي"، كان عُمرك البيولوجي أصغر وصحتك أفضل.
ويشمل ذلك:
- تلقي دعم ومساندة الأهل المستمرة منذ الطفولة.
- العيش في مجتمع يقدر العلاقات الاجتماعية ويعطيها أهميتها.
- التعاون وزيارة الجيران بشكل منتظم.
- المشاركة في أنشطة ومؤسسات مجتمعية.
- الحفاظ على دعم الأصدقاء طوال الحياة.
هل تكفي العلاقات السطحية لمحاربة الشيخوخة؟
لا، إذ يقول البروفيسور أنتوني أونغ: "الأمر لا يتعلق بوجود صديق واحد فقط، بل ببناء حياة مليئة بالعلاقات العميقة والدائمة".
فالعلاقات العابرة تشبه الذهاب إلى الصالة الرياضية مرة واحدة فقط—لن تبني العضلات أو تشكل جسمك بهذه الطريقة، بل يحتاج الأمر إلى التزام مستمر على مدى شهور وسنوات للحصول على الفائدة الحقيقة.
والجدول أدناه يلخص الفرق بين العلاقات السطحية والصداقة القوية:
وجه المقارنة | العلاقات السطحية | الصداقات القوية |
النشاط الاجتماعي | نادر أو قليل | مستمر وجزء من الروتين اليومي |
العمر البيولوجي | أكبر من العمر الفعلي | أصغر |
الصحة النفسية | قلق وشعور بالعزلة والوحدة | شعور ورضا وأمان نفسي |
خطوات لتبني رصيد اجتماعي صحي
يمكنك البدء بخطوات بسيطة لتعزيز "رصيدك الاجتماعي":
- خصص وقتًا يوميًا لعائلتك.
- زر أصدقائك وأقاربك أو تحدث معهم أسبوعيًا عبر مكالمة صوتية أو فيديو، حتى لو كانت قصيرة.
- شارك في نشاط اجتماعي أو جمعية خيرية تدعم القضايا التي تؤمن بها.
- تواصل مع أصدقائك القدامى وشاركهم الذكريات الجميلة.
- ابتعد قدر الإمكان عن العلاقات السامة التي تمتص سعادتك.
- بادر بأن تكون أنت الداعم الأول لعائلتك وأصدقائك.
- عامل الناس كما تحب أن تعامل، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه".
ختامًا، لا تبحث عن كريمات أو مكملات سحرية للحفاظ على شبابك. انظر بدلًا من ذلك إلى قائمة جهات الاتصال في هاتفك، وتواصل مع عائلتك وأصدقائك. فالشباب لا يعتمد فقط على الأطعمة الصحية أو التمارين الرياضية، بل على الروابط الإنسانية الحقيقية التي تبنيها في حياتك.