تُفرز العديد من الهرمونات من أماكن مختلفة من الجهاز الهضمي لتنفيذ مهام ووظائف متنوعة، بعضها يفرز من الخلايا الصمّاء في المعدة، وبعضها الآخر يُفرز من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، ويكون إفراز كل نوع من هذه الهرمونات ضمن ظروف ومعايير محددة. [1][2]
فما هي أنواع هرمونات الجهاز الهضمي؟ نتناول في هذا المقال أبرز هذه الهرمونات والوظائف الرئيسية لكل منها.
محتويات المقال
ما هي هرمونات الجهاز الهضمي؟
يُعدّ الجهاز الهضمي أحد أكبر الأعضاء المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الجسم، إذ إنّ الخلايا الصماء الموجودة فيه تتحكّم في إفراز أعداد كبيرة ومختلفة من الهرمونات التي تؤثر على أيض وهضم وامتصاص الطعام، وبالتالي ضبط الرغبة في تناول الطعام والحفاظ على مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الجسم.
لذا فإنّ معرفة آلية عمل هرمونات الجهاز الهضمي ودورها بشكل مفصّل يُساعد على التعامل مع الاضطرابات والأمراض الهضمية التي قد تنتج عن وجود خلل في هذه الهرمونات، وفيما يأتي توضيح لأنواعها ووظائفها بالتفصيل. [1][2]
هرمون الغاسترين
يُفرز هرمون الغاسترين أو المعَدِين (بالإنجليزية: Gastrin) من خلايا G الموجودة في القناة الفاصلة ما بين المعدة والأمعاء الدقيقة المسمّى فتحة البوّاب، وهو من هرمونات الجهاز الهضمي التي تُفرز عند تحفيز الببتيد المحرر لهرمون الغاسترين (GRP) في إحدى الظروف الآتية: [3][4]
- تناول البروتينات، أو الأطعمة المحتوية الأحماض الأمينية أو الببتيدات، والببتيدات سلسلة من الأحماض الأمينية.
- ارتفاع حموضة المعدة.
- توسّع المعدة.
بعد إفراز هرمون الغاسترين في الدم يبدأ عمله بارتباطه على مستقبلاته الخاصة الموجودة في خلايا جدار المعدة، لينظّم إفراز أحماض المعدة الرئيسية، وهما: حمض الهيدروكلوريك، والبيبسينوجين (بالإنجليزية: Pepsinogen)، وما يُثبط خلايا G عن إفراز هرمون الغاسترين فهو إفراز هرمون السوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) أو انخفاض حموضة المعدة.
أمّا بالنسبة لوظائف هرمون الغاسترين وأدواره فيُذكر منها الآتي: [3][5]
- ينظم إفراز حمض الهيدروكلوريك والبيبسينوجين الضروريان لعملية الهضم وحماية المعدة من البكتيريا التي قد توجد في الطعام.
- يلعب دورًا مهمًا في السيطرة على حركة المعدة وانقباضها الضرورية للهضم أو نقل محتويات المعدة نحو الأمعاء.
- يُحفّز من إفراز هرمونات البنكرياس وتفريغ المرارة.
- يُحفّز من نموّ الخلايا الجدارية لغلاف المعدة.
- يُحفّز من إفراز الهيستامين، وذلك بارتباطه على مستقبلاته الموجودة على الخلايا العصبية الصماء في المعدة.
هرمون الجريلين
يتم إفراز هرمون الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin) بشكل رئيسي من المعدة، وبنسب أقل من الأمعاء الدقيقة والبنكرياس والدماغ، ويُعرف باسم هرمون الجوع، إذ إنه المسؤول عن الشعور بالجوع، وفتح الشهية أو كبحها، لذا فهو من الهرمونات التي يهتم بها الباحثون في مجالات الحميات وعلاج الوزن الزائد والسمنة.
وعادةً ما يُفرز هرمون الجريلين عندما تكون المعدة فارغة من الطعام أو في فترات الصيام، ويقلّ إفرازه بالتدريج بعد الأكل، لذا فإنّ محاولة الاستفادة منه لفقدان الوزن تكمن في البحث عن أساليب لتخفيضه بطرق مُختلفة؛ كتناول كميات جيدة من البروتينات، وزيادة الكتلة العضلية، واتباع روتين منتظم وكافٍ للنوم.
أما بالنسبة لوظائف هرمون الجريلين فإنّ المعدة تُنتجه وتُفرزه في الدم لينتقل إلى غدة تحت المهاد، حيث يُسيطر على كل من الآتي: [7][6]
- الشعور بالجوع قبل تناول الطعام أو خلال فترة الصيام، والشعور بالشبع بعد الأكل.
- تحفيز إفراز هرمونات الغدة النخامية، وبالأخصّ الهرمونات التي تُفرز من الفص الأمامي في الغدة.
- تحفيز نظام المكافأة في الدماغ، وهي حالة يكون فيها تناول الطعام سببًا وغاية لشعوره بالمتعة بدلًا عن كونه وسيلة لتزويد الجسم بالسعرات الحرارية ليعيش ويتابع وظائفه المختلفة.
- تنظيم أدوار أُخرى في الجسم، مثل: تنظيم نسب الأنسولين، وحماية صحة القلب والشرايين، والتأثير على دورة النوم، والتأثير على أيض النشويات.
هرمون السيكريتين
يُفرز هرمون السيكريتين (بالإنجليزية: Secretin) من خلايا S الموجودة في الغشاء المخاطي للاثني عشر (الجزء الأقرب من الأمعاء الدقيقة للمعدة)، إلا إنه يعمل على المستقبلات الموجود في البنكرياس بشكل رئيسي، ويعمل كذلك على الكبد والكلى بشكل ثانويّ. ويتسبّب في خفض درجة حموضة المعدة، وتحفيز هضم الدهون والبروتينات.
ويقدم هرمون السيكريتين كمثال على هرمونات الجهاز الهضمي الوظائف الآتية: [1][3]
- تنظيم نموّ الغشاء المخاطي للقناة الهضمية.
- تحفيز إفرازات البنكرياس للبيكربونات والكهارل والماء.
- تحفيز إفراز المواد القلوية (الماء والكهارل والبيكربونات) من القنوات الصفراوية والبنكرياس.
- تثبيط إفراز أحماض المعدة.
- تثبيط حركة المعدة.
- المشاركة في تحقيق توازن السوائل والضغط الأسموزي في الجسم.
اقرأ أيضًا: اختبار السكرتين | Secretin test
هرمون السوماتوستاتين
يُفرز هرمون السوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) من خلايا D الموجودة في الجزء الأخير من المعدة وعلى امتداد الغشاء المخاطي للأمعاء، ليعمل على مستقبلاته الخاصّة الموجودة في البنكرياس والقناة الهضمية. ويتمّ إفرازه عند إفراز هرمون الغاسترين أو هرمون الكوليسيستوكينين (بالإنجليزية: Cholecystokinin)، وعند ارتفاع الأدرينالين.
ويُعدّ هرمون السوماتوستاتين المسؤول عن تحفيز وتثبيط العديد من الغدد والخلايا الصماء في الجسم، إذ يتضمّن تأثيره على أنواع أخرى من الهرمونات، ومن أبرز وظائفه وأدواره ما يأتي: [1][3]
- تثبيط إفراز هرمونات النمو.
- تثبيط إفراز أحماض المعدة.
- تثبيط إفرازات هرمونات وإنزيمات البنكرياس.
- تثبيط حركة المعدة وامتصاص الأمعاء.
- تثبيط نموّ الغشاء المخاطي على امتداد القناة الهضمية.
هرمون الكوليسيستوكينين
يُفرز هرمون الكوليسيستوكينين من الإثني عشر والصائم (الجزء الثاني من الأمعاء الدقيقة بعد الاثنى عشر)، وما يُحفّز إفرازه وعمله هو تناول الطعام عمومًا، وتناول مصادر البروتينات والدهون بشكل خاصّ. أما عن مستقبلاته فهي موجودة على البنكرياس، والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، والنهايات العصبية المبهة، والجهاز العصبي المركزي.
ومع اختلاف أماكن مستقبلاته تختلف وظائف هرمون الكوليسيستوكينين، وتتمثّل فيما يأتي: [2][3]
- تثبيط تفريغ محتويات المعدة.
- تثبيط إفراز أحماض المعدة.
- تحفيز انقباض المرارة لإفراز العصارة الصفراوية في الأمعاء.
- تحفيز البنكرياس لإفراز إنزيمات الهضم الخاصة به.
- الشعور بالشبع عن طريق تأثيره على النهايات العصبية المبهمة، ما يُقلّل من حجم الوجبة أو كمية الطعام التي يتناولها الفرد.
هرمونات أخرى
ثمة أنواع عديدة ومختلفة أخرى من هرمونات الجهاز الهضمي بالإضافة لما سبق، وهي تتضمّن الآتي: [2][3]
- النوع الأول للببتيد الشبيه بالجوكاجون (GLP-1): وهو المسؤول عن تقليل الكمية المتناولة من الطعام، وتثبيط تفريغ المعدة وإفرازات الجهاز الهضمي، ويُنشّط من إفراز الأنسولين المُحفّز بالجلوكوز.
- النوع الثاني للببتيد الشبيه بالجوكاجون (GLP-2): وهو الهرمون الذي يحفّز نمو الغشاء المخاطي في الأمعاء، ويُنشّط تدفق الدم للأمعاء وامتصاصها للعناصر الغذائية.
- اللبتين (بالإنجليزية: Leptin): وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم امتصاص الأمعاء للعناصر الغذائية، وتحفيز هرمون الكوليسيستوكينين والنوع الأول للبيبتيد الشبيه الجلوكاجون.
- عامل النمو الليفي 19 (بالإنجليزية: Fibroblast Growth Factor 19 (FGF19)): وهو الهرمون الذي يحثّ على تحوّل السكر إلى جلوكاجون، ويُحفّز من إنتاج العصارة الصفراوية.
- الببتيد العصبي Y (بالإنجليزية: Neuropeptide Y (NPY)): هو الهرمون المُحفّز على تخزين الطعام على صورة دهون، وله تأثير قوي ومُحفّز على تناول الطعام.
- الببتيد YY (بالإنجليزية: Peptide YY): وهو الهرمون المعاكس لعمل الببتيد العصبي Y، إذ يُثبّط تفريغ المعدة وإفراز أحماضها، ويوقف إفرازات البنكرياس، كما يثبّط حركة الأمعاء وامتصاص الكهارل فيها.
نصيحة الطبي
احرص على إعلام الطبيب في حال وجود أيّ أعراض أو علامات تُشير لوجود مُشكلة في هرمونات الجهاز الهضمي لديك، وسيُساعدك الطبيب على تشخيص المشكلة بالضبط، واتّخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
يُمكنك الحصول على استشارة طبية الآن في أي وقت ومن أيّ مكان عبر منصة الطبي.