انفعالات حديثي العهد بالمشي
إن مخ الطفل يشهد نمواً سريعاً خلال الفترة ما بين العام حتى العامين، وهذا النمو يظهر معه مهارات مدهشة يلاحظها الآباء على طفلهم من القدرة على المشي والكلام وتذكر الأحداث التي يمر بها الطفل، حيث يبدأ الطفل في أواخر السنة الأولى في اكتساب بعض أنواع التعلم التي تستمر لديه في بقية سنوات حياته، كما أنه يبدأ بالإحساس ببعض الانفعالات التي سيظل يحس بها بقية أيام حياته.
وبشكل عام يكون لدى الأطفال في نهاية السنة الأولى رغبة في التعرف على العالم المحيط بهم بكل تفصيلاته، والميل للاختلاط بالآخرين، ومواجهة كل خطوة من خطواتهم بمرح. وتحدث زيادة ملحوظة للنشاط الانفعالي من حيث تنوع الانفعالات، ومن حيث حيويتها نظراً لاتساع دائرة اتصال الرضيع بالعالم الخارجي.
الاستقلالية عند الاطفال في عمر السنة
ينساق الطفل نحو شعور يدعوه لترسيخ تفرده كشخص مستقل بذاته، وبناءً على ذلك يبتعد عن والدته ومربيته، ويقاوم أي أوامر، ويبدأ في قول (لا)، وقد يتحول احتجاجه هذا إلى نوبات من الصراخ، أو تسيطر عليه نوبات غضب تامة إلى درجة أن يرمي نفسه على الأرض على ظهره، ويطبق أسنانه، ويركل، ويدق بقبضة يده على الأرض، فهو يعتقد أنه مركز الكون، ومما يدعو إلى الحيرة أن الطفل المستقل يبدأ بالتعلق والتشبث ويسأل المساعدة، فهو دائماً وأبداً يحب الطفل العودة إلى أحضان القائم على رعايته ليؤكد شعوره بالأمان.
نصائح تربية الاطفال على الاستقلالية في عمر السنة
- استيعاب رغبة الطفل النامية للاستقلال
- اتاحة العديد من الانشطة مع مراقبتهم عن بعد.
- تشجيع الطفل على ارتداء ملابسه، واللعب مع إخوته، وتناول طعامه بنفسه.
- تحاشى الرفض، وذلك بتخيير الطفل بين أمرين كلاهما مرغوب لديه، كأن نقول له (أتحب أن تأكل التفاح أم البرتقال) بدلاً من قول (خذ هذا لتأكله) فيكون رد الطفل (لا) هو الرد المؤكد في هذه الحالة.
- ترك فترة زمنية كبيرة في البرنامج اليومي بلا تخطيط مسبق، لإتاحة الفرصة للطفل كي يختار الألعاب المحببة لديه.
للمزيد: الطفل العنيد
التعاطف عند الاطفال
إن الظاهرة الرئيسية في ارتقاء الطفل النفسي منذ بداية النصف الثاني من السنة الأولى هي زيادة حساسيته الاجتماعية، ويكون الأطفال الذين يتمتعون بالقدرة على التعاطف أكثر رغبة في مشاركة الآخرين، ومساعدتهم عندما يلاحظون أنهم في حالة تتطلب ذلك.
وتتأثر قدرة التعبير عن عاطفة الحب نتيجة الشعور بالراحة والثقة في العلاقات الشخصية التي تسود الحياة اليومية، وبشكل العائلة(صغيرة - كبيرة) وحجمها من حيث عددها، فوجود الطفل في عائلة كبيرة (الجد والجدة) يتيح فرصة للارتباط بالناس بشكل طبيعي، كذلك ايجاد نوع من التوازن بين الإفراط في تدليل الطفل وبين كبت ميوله.
كما تتأثر قدرة الطفل على التعبير عن عواطفه اتجاه الأبوين بنمو التعبير الايجابي والسلبي عن العواطف، لذلك يجب أن يشجع الطفل على حرية التعبير عن هذه العواطف بالدرجة التي يسمح بها سلوكه.
إن اللمسة الحانية على الرأس أو الظهر مصحوبة بغناء شخص محبوب للطفل، يعطي شعوراً بالأمان، ويتيح لهم الاسترخاء والنوم، وهو أفضل من الكلام الذي سيقال أثناء غضب الطفل أو بكائه لأنه لا يستطيع فهم ما يقال له.
نصائح التعاطف عند الاطفال
- توفير جو آمن يستطيع الطفل اكتشاف البيئة.
- التوازن في تلبية رغبات الطفل.
- أهمية تربية الانفعالات لدى حديثي المشي.
- تعليم الطفل التعاطف ومحبة الآخرين.
وأخيراً إن الأطفال الذين يلتصقون باستمرار بأمهاتهم ولم تتكون لديهم اهتمامات بالعالم الخارجي يجدون صعوبات كبيرة في التغلب على المشكلات الناشئة في المراحل اللاحقة.
للمزيد: