غيّر التطور التكنولوجي كثيراً من مفاهيم وسلوكيات جيل الألفية الجديد من الشباب الذي يعتمد بشكل كبير على التقنيات الرقمية في كافة تفاصيل حياته. لذا، كان ضرورياً على الشركات أن تتفهم هذا التغيير وتطور منهجية جديدة لتقديم خدماتها بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
هذا التطور لم يعد خياراً للشركات بل أصبح الأساس الحقيقي للمنافسة والبقاء، ليس فقط المنافسة على العملاء بل أيضاً على القوى العاملة المؤهلة إما لاستقطابها أو للمحافظة عليها وكسب ولائها.
على ضوء هذا التغيير شهدت الفترة الأخيرة أيضاً تطوراً جذرياً في رؤية الشركات تجاه موظفيها والتي تحولت من التعامل معهم على أنهم موارد بشرية إلى اعتبارهم رأس مالها الحقيقي وأحد أهم أصولها. هذه الرؤية الجديدة تقتضي الاهتمام بتحسين بيئة العمل وتوفير رعاية صحية متطورة تهتم بشكل كبير بمفاهيم الوقاية بدلاً من الاعتماد فقط على فكرة العلاج.
وفي هذا الإطار، أظهر قطاع التأمين السعودي اهتماماً ملحوظاً بأعمال التقنية المالية التأمينية، التي يتم من خلالها ابتكار حلول أو خدمات تعتمد على التقنية كأساس لتقديمها أو تصميمها بشكل متكامل في نطاق نشاط الأعمال التأمينية، وينتج عن ذلك تحويل أعباء المخاطر من شخص إلى شركة التأمين والتزام شركة التأمين بتعويض المؤمن له عن الخسائر والأضرار.
وتماشياً مع هذا التوجه، شاركت التعاونية للتأمين في رعاية النسخة السنوية الخامسة من القمة السعودية لتقنية الموارد البشرية التي أقيمت في مدينة الرياض خلال الفترة 22 و 23 نوفمبر 2021، وهي المبادرة الوحيدة التي تجمع بين خبراء الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات على منصة فريدة لمناقشة أحدث الاتجاهات والأفكار.
اقرأ أيضاً: التعاونية فيتالتي... البرنامج الامثل لتحسين بيئة العمل في الشركات
يأتي ذلك ضمن خطط التعاونية في المشاركة بالفعاليات والمؤتمرات الرئيسية في المملكة العربية السعودية والمنطقة؛ حيث قامت الشركة بالرعاية البلاتينية للقمة التي أقيمت على مدى يومين، بمشاركة قادة السياسات وصناع القرار الرئيسيين والخبراء المتخصصين الذين ناقشوا الكثير من القضايا والموضوعات المتعلقة بقطاعي الموارد البشرية وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية.
وخلال فعاليات القمة، قدم نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال ماجد أحمد البهيتي ورقة عمل تطرق خلالها لعدة محاور أبرزها أهمية التكنولوجيا في تطوير حلول جديدة تساهم في تحسين بيئة العمل ورفع مستوى الوقاية.
وقد أوضح البهيتي أن التعاونية طورت حلولاً مبتكرة لتحسين صحة الموظفين، أبرزها إطلاق برنامج التعاونية فيتاليتي الذي يعزز مستوى الوقاية لدى الموظفين من خلال تبني نمط حياة صحي يستخدم نظاماً علمياً دقيقاً ومجرباً عملياً، يتم من خلاله تحديد أهداف بدنية أسبوعية وشهرية بحيث يقوم المشترك بتنفيذها ومن ثم تتحسن صحته ويكافئه البرنامج على ذلك بجوائز مميزة من الشركاء، لافتاً الانتباه إلى أن هذا البرنامج مستخدم حالياً في 25 دولة ويضم 40 مليون مشترك حول العالم.
وفيما يتعلق بمفهوم القيمة المشتركة الذي تسعى التعاونية إلى تحقيقه عن طريق برنامج التعاونية فيتالتي، قال البهيتي: نحن نتفهم أنه عندما يكون عملاؤنا في صحة جيدة، سيصبح مجتمعنا في صحة جيدة وكذلك عملنا.
وبالنظر إلى هذا البرنامج، نجد أنه الوحيد على مستوى العالم الذي يقدم منهجاً جديداً للقيمة المشتركة بين شركة التأمين وعملائها. كما يضيف البرنامج أيضاً مفهوماً جديداً للتأمين الصحي في المملكة العربية السعودية، يركز على إدارة صحة وعافية ورفاهية الأعضاء، وتحسين نمط حياتهم وجعل المجتمع أكثر صحة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى رفع معدلات ممارسة الرياضة في المجتمع من 20% إلى 40%.
هذا، وقد أكد البهيتي أن برنامج التعاونية فيتالتي قد حقق نجاحاً مميزاً على المستوى المحلي، حيث استقطب خلال سنة واحدة أكثر من 50,000 مشترك، نفذوا أكثر من 5 مليار خطوة ضمن نشاطهم البدني الذي حدده لهم البرنامج، كما تم تنفيذ أكثر من 120 فعالية لدى العملاء للتعريف بالبرنامج والتسجيل فيه.
وعلى المستوى العالمي، أثبتت الدراسات أن النشاط البدني ضمن خطة برنامج فيتالتي قد ساهم في انخفاض معدل تغيب الموظفين عن العمل بنسبة 27%.، و زيادة الإنتاجية في العمل بما يعادل 30 يوماً في السنة. كما أن 90% من الأعضاء يؤكدون أن برنامج فيتالتي ساهم في زيادة انتاجيتهم، و95% من الأعضاء يرون أن البرنامج قد ساهم في تحسين صحتهم ورفاهيتهم.
علاوة على ذلك فإن نسبة كبيرة من الشركات أكدت أن البرنامج ساهم وبشكل كبير في الحفاظ على الموظفين ودعم ولائهم. و من هنا يمكن القول إن برنامج التعاونية فيتالتي يساهم في توفير بيئة صحية أكثر نشاطاً تؤدي إلى حياة أكثر سعادة للأعضاء وإنتاجية بمعدلات أعلى للشركات، وبالتالي مجتمع أكثر صحة، مع التأكيد على أن الاستثمار في برامج الوقاية أفضل بكثير من الاستثمار في العلاج.