الشعور بالغضب أمر طبيعي، خاصةً إذا كنت تمر بظروفٍ صعبة مؤخرًا، لكنه غالبًا يكون مؤقتًا، ولكن ماذا لو شعرت بالغضب الشديد بشكل متكرر؟ في هذه الحالة، لا يقتصر تأثير العصبية على حالتك النفسية، بل تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة قلبك! [1][2]
ما هي العلاقة بين العصبية وصحة القلب؟ وكيف يُمكن التحكم بالعصبية الزائدة وسرعة الانفعال؟ اكتشف الإجابة في هذا المقال!
محتويات المقال
العصبية وصحة القلب: إليك ما تقوله الدراسات!
يُحفز الشعور بالغضب الجهاز العصبي الودي (الجهاز السيمبثاوي)، مما يُسبب الأعراض الآتية: [1][2]
- تسارع ضربات القلب.
- احمرار الوجه.
- شد العضلات.
- زيادة القدرة على التركيز والانتباه.
- الشعور بالنشاط والطاقة.
وهذه التغيرات قد تكون إيجابية؛ تدفعك لاتخاذ قراراتٍ سريعة لحل المشكلات التي تواجهها، لكن أحيانًا يكون الغضب شديدًا أو مستمرًا، فقد يتحول إلى عامل خطر يهدد صحتك النفسية والجسدية، خاصةً صحة القلب، وذلك حسب ما ذكرته دراسة حديثة نُشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية. [1][2]
قيّمت هذه الدراسة تأثير مجموعة من العواطف على صحة القلب، وشملت 208 أشخاص أصحاء لا يُعانون من أي مشكلاتٍ قلبية، وذكرت نتائجها أنّ العصبية الزائدة قد تُسبب: [1]
- تضيّق الأوعية الدموية، مما يزيد الضغط على القلب مع مرور الوقت.
- تأثير سلبي على وظائف الشرايين والقلب، مما قد يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
أضرار خفية للعصبية على القلب
يُمكن أن تُسبب العصبية الزائدة المشكلات الآتية:
ارتفاع ضغط الدم
يستجيب الجسم للعصبية الزائدة بإفراز هرمونات التوتر، مثل: [4][5]
- الكاتيكولامين (بالإنجليزية: Catecholamines).
- الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline).
- الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).
والتي تُؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية، مما يُسبب ارتفاع ضغط الدم، كما تزيد معدل ضربات القلب والتنفس، وهذا يدفع القلب لبذل جهدٍ أكبر لضخ الدم، وبمرور الوقت يزيد ارتفاع الضغط من خطر الإصابة بأمراض القلب. [3][4]
زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية
قد يزيد ارتفاع هرمونات الكاتيكولامين بشكل مُفاجئ أثناء نوبة الغضب من خطر الإصابة بالنوبات القلبية؛ إذ يُعتقد أنّ الغضب يُؤثر سلبًا على جدران الأوعية الدموية، مما يضعفها، كما قد تزيد هرمونات التوتر من فرص تجلط الدم وتصلب الشرايين. [4][6]
إضافةً لذلك، فإن ارتفاع الكاتيكولامين قد يُؤدي لاضطراباتٍ خطيرة في نظم القلب، أو الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر (بالإنجليزية: Broken Heart Syndrome)، وهي حالة تحدث عند تعرض عضلة القلب لضعفٍ مؤقت ومفاجئ. [4][6]
أضرار أخرى للعصبية الزائدة
الغضب المفرط والتوتر المزمن يُجهدان الجسم، مما يُؤدي إلى ارتفاع عوامل الالتهاب التي تُؤثر سلبًا على القلب، إضافةً إلى أنّ نوبات الغضب قد تدفعك للقيام بسلوكياتٍ خاطئة، مثل: [3]
- التدخين، والذي يُعد أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الإفراط في تناول الطعام، مما يُؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.
- الكسل والخمول، وهذا يمنعك من ممارسة الرياضة بسبب شعورك بالإرهاق بعد نوبات الغضب.
علامات تدل أنَّ العصبية تضر بصحتك
أحيانًا قد تُصبح العصبية الزائدة مشكلةً تسيطر على حياتك، خاصةً في الحالات الآتية: [5][8][9]
- تشعر بالغضب الشديد معظم الوقت.
- تنفعل بسرعة مع أنّ الموقف لا يستدعي ذلك.
- تشعر أنك لا تستطيع التحكم بغضبك.
- ترتكب أخطاء، تندم عليها بعد نوبة الغضب.
- أثّرت عصبيتك على علاقاتك مع الآخرين.
- تأثرت صحتك النفسية بنوبات الغضب، وشعرت بالقلق أو الاكتئاب الشديد.
- ظهرت عليك أعراض جسدية، مثل:
- الصداع.
- ألم في الصدر.
- الشعور بالتنميل أو الوخز.
- مشكلاتٍ في الهضم، مثل ألم البطن.
- الأرق واضطرابات النوم.
- الشد العضلي.
نصائح للتعامل مع العصبية الزائدة
التزم بالنصائح الآتية للسيطرة على انفعالاتك والتعامل مع العصبية بصورة أفضل: [4][7]
- تذكر دائمًا أنّ الغضب يزيد المشكلة ويضر بصحة قلبك.
- فكّر قبل أن تتكلم أثناء نوبة الغضب؛ حتى لا تقول شيئًا قد تندم عليه لاحقًا.
- حاول التفكير بحلٍ للمشكلات التي تسبب لك الغضب.
- عبّر عن شعورك بطريقة هادئة ومنطقية؛ ليستطيع الآخرين فهم وجهة نظرك.
- خذ الأمور ببساطة وإيجابية أكثر، ففي نهاية الأمر، تستطيع تخطي المشكلات والظروف الصعبة التي تواجهها.
- جد طريقة تُساعدك على الاسترخاء والراحة، مثل:
- مارس التمارين الرياضية بانتظام.
- مارس تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق، التأمل، اليوجا، استرخاء العضلات التدريجي.
- اكتب أفكارك ومشاعرك في مذكرة صغيرة.
- تخيل نفسك في مكانٍ هادئ ومريح.
- حاول أن تأخذ قسطًا من الراحة حتى تستعيد طاقتك.
- حاول أن تُسيطر على العوامل الأخرى التي تضر بصحة القلب، والتزم بأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول إذا كنت تأخذها.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، وركز على تناول الخضروات والفواكه الطازجة واختر مصادر الدهون الصحية.
- أقلع عن التدخين.
- لا تتردد في استشارة طبيبٍ مختص، فقد يُزودك ببرامج ونصائح تُساعدك على إدارة الغضب أو قد تحتاج إلى بعض الأدوية التي تحمي قلبك، خاصة إذا كنت عرضة لأمراض القلب.
اقرأ أكثر: أسباب العصبية وطرق التعامل معها.
نصيحة الطبي
الغضب الشديد والمستمر مضر لصحتك وقلبك؛ فقد ذكرت الدراسات أنه يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، وقد يدفعك للقيام بسلوكياتٍ خاطئة، مثل التدخين، والتي قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، لكن التعامل الصحيح مع الغضب وإدارته بشكل واعٍ يقلل هذه المخاطر.
ويُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على التخلص من العصبية والحفاظ على صحة قلبك.