يمكن أن يؤثر نقص هرمون الغدة الدرقية سلبًا في الصحة النفسية للمريض، لذا سيعرض هذا الجزء من المقال التحديات النفسية المُصاحبة لقصور الغدة الدرقية، كما سيقدم استراتيجيات وحلول للمحافظة على التوازن النفسي والعاطفيّ.
محتويات المقال
أعراض نفسية شائعة
يُمكن أن يُساهم قصور الغدة الدرقية بظهور أعراض نفسيةٍ مختلفة، مثل:
- الاكتئاب: ويظهر على هيئة شعور مستمر بالحزن، واليأس، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المختلفة.
- القلق والتوتر: ويتمثل بالقلق المُفرط، والشعور بالتوتر، وعدم الراحة.
- تقلبات المزاج: وتظهر على هيئة انفعالات، وتقلبات غير متوقعة في المزاج.
- المشكلات العقلية والإدراكية: وأبرزها صعوبة التركيز، ومشكلات الذاكرة، أو ما يُعرف بضبابية الدماغ.
- التوتر الناتج عن التعب: وهو الشعور بالتوتر والإحباط بسبب التعب المستمر.
العلاقة بين الأعراض الجسدية والنفسية
غالبًا ما يوجد تداخل معقد بين الأعراض الجسدية والنفسية لقصور الغدة الدرقية، وذلك حسب التفصيل الآتي:
- يمكنن أن يُسبب التعب شعور الإنسان بالكسل وقلة النشاط والحركة، وهذا يزيد أعراض الاكتئاب سوءًا.
- قد يشعر المصاب بقصور الدرقية بالقلق والتوتر حيال مشكلته الصحية، وهذا التوتر يزيد مشكلة الدرقية سوءًا.
- لأنّ المصابين بالدرقية قد يعانون من صعوبة في التركيز، يمكن أن يعانون من مشكلات في العمل، الأمر الذي يزيد شعورهم بالقلق والتوتر.
اقرأ أيضًا: ما هي أعراض قصور الغدة الدرقية؟
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية
إن التعامل مع التأثير النفسي لقصور الغدة الدرقية أمر أساسي لتحسين حياة المريض، ويُمكن ذلك من خلال بعض الخطوات الفعّالة التي تشمل:
- طلب المُساعدة من الأطباء ذوي الاختصاص: إذ يُمكن لأخصائيي الصحة النفسية تقديم نصائح قيّمة للمريض لمساعدته على الحفاظ على صحته النفسية.
- ممارسة تمارين اليقظة الذهنية: مثل التأمل أو التنفس العميق؛ إذ تساعد على تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إذ يرفع النشاط الجسدي من مستويات الطاقة ويحسن المزاج.
- الانضمام لمجموعات الدعم: إذ يوفر التواصل مع أشخاص يفهمون التحديات التي يمر بها المريض بقصور الغدة الدرقية الدعم النفسي اللازم، بالإضافة أيضًا إلى تبادل النصائح العملية.
- الحفاظ على النشاط الاجتماعي: وذلك من خلال التواصل المستمر مع الأصدقاء والعائلة، لتجنب الشعور بالوحدة.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية
أهمية الرعاية الذاتية والتعاطف مع النفس
إنّ العيش مع وجود مشكلة صحية مزمنة كقصور الغدة الدرقية يحتاج إلى الكثير من الصبر والتعاطف مع الذات، لذلك من المهم للمريض أن:
- يُدرك أنّ بعض الأيام قد تكون أكثر صعوبة من الأيام الأخرى.
- يحتفل بنجاحه في التعامل مع الأعراض حتى لو كان بسيطًا.
- يتجنب لوم نفسه على الأعراض التي تظهر؛ فهي خارج إرادته.
توعية الآخرين بحالتك الصحية
يُوصى المريض بشرح حالته الصحية لأصدقائه، وعائلته، وزملائه، ويساعدهم على فهم ما يعاني منه مع قصور الغدة الدرقية، مما قد يقلل من مشاعر الإحباط والعزلة لديه، ويمكن للمريض ذلك من خلال:
- مشاركتهم معلومات حول حالته الصحية، ومدى تأثيرها على حياته.
- أن يكون واضحًا وصريحًا حول احتياجاته، والأمور التي لا يستطيع القيام بها.
- أن يطلب الحصول على بعض التسهيلات والدعم عندما يحتاج، مثل أن يطلب العمل بساعات مرنة.
أهمية الروتين الثابت
إن الحفاظ على روتين ونظام حياة ثابت في بعض الأمور يمكن أن يساعد المريض على التعامل مع الأعراض الجسدية والنفسية، وذلك من خلال:
- تنظيم أوقات النوم للحفاظ على مستويات الطاقة وتحسين المزاج.
- تخصيص وقت للاسترخاء للتقليل من التوتر.
- تنظيم أوقات تناول الوجبات للحفاظ على الصحة بشكل عام، وتحسين فعالية الأدوية.
مراقبة ومتابعة الصحة النفسية
إن متابعة الصحة النفسية أمر لا يقل أهمية عن مراقبة الأعراض الجسدية، ويُمكن ذلك من خلال:
- استخدام التطبيقات التي تُساعد على متابعة الحالة المزاجية، أو تسجيل ذلك على دفتر ملاحظات خاص.
- تقييم الحالة النفسية باستمرار، وطلب المُساعدة إذا استمرت الأعراض.
- إخبار مقدم الرعاية الصحية النفسية بأي تغيرات واضحة في الحالة المزاجية، لأن ذلك قد يكون مؤشرًا على الحاجة إلى إجراء تعديلات في خطة العلاج.
إنّ معرفة التأثير النفسي لقصور الغدة الدرقية هو جزء أساسي من الرعاية الشاملة، لذلك سنقدم في الجزء التالي من المقال استراتيجيات للتعامل اليومي مع قصور الغدة الدرقية، بما في ذلك العمل، والعلاقات الاجتماعية، والرعاية الشخصية.
استراتيجيات التعامل اليومي: العمل، والعلاقات، والرعاية الشخصية
إنّ التعايش مع قصور الغدة الدرقية يحتاج إلى تكيّف في جميع جوانب الحياة اليومية للتعامل مع هذا التحدي، يوفر هذا الجزء من المقال نصائح عملية للتعامل مع مسؤوليات العمل، والحفاظ على علاقات سليمة، وجعل الرعاية الشخصية أولوية.
التعامل مع تحديات العمل
يُمكن لقصور الغدة الدرقية أن يؤثر على أداء المريض أثناء عمله، نظرًا لما يسببه من تعبٍ، وتقلبات في المزاج، وضعف التركيز، ويُمكن أن تُساعد الخطوات الآتية على التعامل السليم مع هذه الأمور:
- التواصل مع أصحاب العمل: يُنصح المريض بالتواصل مع صاحب العمل إذا كان ذلك متاحًا، لمناقشة أموره الصحية ومعرفة ما يمكن تقديمه من تسهيلات في العمل.
- ترتيب المهام بحسب الأولوية: وذلك بالتركيز على إنجاز المهام الأكثر أهمية والتي لها الأولوية أثناء شعورك بالنشاط.
- أخذ فترات راحة أثناء العمل: فالحصول على فترات راحة قصيرة خلال العمل يساعد على الحفاظ على التركيز، ويقلل من التعب.
- تهيئة مكان العمل ليكون مناسبًا: وذلك بجعل إضاءته مناسبة، وحرارته معتدلة، ومريح بشكل عام للنفسية.
- الحصول على خيارات أفضل للعمل: مثل العمل بساعات مرنة، أو العمل عن بُعد للتعامل مع الأعراض بشكل أفضل، إذا كان ذلك ممكنًا.
للمزيد: ما هي نصيحتك للتخلص من الضغط في العمل؟
الحفاظ على علاقات صحية
قد يؤثر قصور الغدة الدرقية على العلاقات الاجتماعية، نظرًا لما يسببه من تقلبات في المزاج، وتعب، واحتمالية سوء الفهم. إليك بعض النصائح للحفاظ على علاقات صحية:
- توعية الأشخاص الذين تحبهم: ساعد والديك، وعائلتك، وأصدقائك المقربين على على فهم حالتك الصحية وتأثيرها عليك.
- عدم تحميل النفس فوق ما تطيق: كن واضحًا مع من حولك بشأن مستويات طاقتك وقدراتك لتجنب الالتزامات الزائدة، حتى لا تضطر إلى القيام بعمل يفوق طاقتك.
- التخطيط للأنشطة بعناية: وذلك من خلال جدولة الأنشطة الاجتماعية خلال الأوقات التي تشعر فيها بالنشاط.
- التواصل الجيد: إذ ننصحك بالتحدث مع أحبائك دائمًا، وإخبارهم عن مشاعرك، والاستماع لهم أيضًا.
- استشارة أخصائيي العلاقات الأسرية أو الزوجية: إذ إن استشارة أصحاب الاختصاص يمكن أن يُساعد في التغلب على مشكلات العلاقات المرتبطة بالأمراض المزمنة.