الإمساك هو حالة قد تكون حادة أو مزمنة، بحيث يقوم المصاب بالإخراج لمرات أقل تكرارا مما هو معتاد عليه أو يقوم بإخراج براز جاف أو صلب قد يؤدي إلى الشعور بالألم وعدم الراحة عند خروجه.
ويذكر أن عادات الإخراج تختلف من شخص لآخر، كما وأن الفئة العمرية لها تأثير على هذه العادات. فعلى سبيل المثال، فإن البالغ الذي لم يخرج لمدة ثلاثة أيام متواصلة يعد مصايا بالإمساك، كما وأن الطفل الذي لم يخرج لمدة أربعة أيام متواصلة يعد مصابا بالإمساك، وذلك بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن من يمضي على إخراجهم أسبوعا كاملا يعدون مصابين بإمساك شديد. وينصح مصابو الإمساك المفاجئ والإمساك الذي يستمر لأكثر من أسبوعين بزيارة الطبيب.
وتعد مقاومة الرغبة بالإخراج ضمن أحد أهم أسباب الإصابة بالإمساك وزيادته سوءا. وأحد أسباب ذلك هي أن مقاومة هذه الرغبة تعمل على إضعاف الإشارات التي تنبه على الرغبة بالإخراج. فبعض الأطفال، على سبيل المثال، يخجلون من طلب الإذن للذهاب إلى الحمام أثناء وجودهم في المدرسة، وخصوصا في أيامهم الأولى منها، إلا أن هذا يسبب أضرارا بليغة على الصحة.
بعض المعتقدات الخاطئة حول الإمساك وتصحيحاتها:
● المعتقد الخاطئ: علاج الإمساك لا يحتاج سوى الإكثار من تناول الألياف.
● التصحيح: تساعد زيادة الألياف في النظام الغذائي على التخلص من الإمساك، غير أن مصابي الإمساك الشديد يحتاجون لأكثر من ذلك، حيث أن الإمساك لديهم قد يكون مؤشرا على وجود مشكلة صحية وتتضمن المشاكل التي قد تسبب الإمساك الشديد ضعف عمل الغدة الدرقية ومرض السكري. كما وأنه قد يحدث نتيجة للإصابة بالشلل الرعاش (الباركينسون) أو السكتة الدماغية وغير ذلك من الأمراض. فضلا عن ذلك، فهو قد ينجم عن استخدام أدوية أو مكملات غذائية معينة أما في حالات نادرة، فإن الإمساك الشديد قد يكون مؤشرا على الإصابة بأمراض أخرى، منها سرطان القولون والمستقيم وأمراض المناعة الذاتية.
وينصح باستشارة الطبيب إن استمر الإمساك لما يزيد عن أسبوعين أو كان في البراز دم أو تصاحب الإخراج مع الألم أو فقدان الوزن غير المبرر.
● المعتقد الخاطئ: منتجات الألبان تسبب الإمساك.
● التصحيح: لا تسبب منتجات الألبان الإمساك إلا لمصابي عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance) كما وأن معظم مصابي هذه الحالة يستطيعون تناول كميات قليلة من هذه المنتجات في اليوم الواحد. لذلك، فيجب التحدث مع الطبيب لمعرفة ما إن كان بإمكان المصاب بهذه الحالة تناول كميات قليلة من منتجات الألبان يوميا.
● المعتقد الخاطئ: بلع العلكة يسبب الإمساك.
● التصحيح: قد يؤدي بلع العلكة إلى الإصابة بالإمساك، لكن في حالات نادرة. وخصوصا لدى الأطفال الصغار. ويشار إلى أن بلع كميات كبيرة أو حبات كثيرة من العلكة خلال مدة زمنية قصيرة قد يسبب تشكل كتلة تقوم بسد السبيل المعدي المعوي، خصوصا إن بلعت مع مواد أخرى غير صالحة للأكل. ويذكر أن هذا قد يسبب الإمساك، غير أن معظم الأشخاص قادرون على دفع المواد الموجودة في العلكة، والتي تعد غير قابلة للهضم، عبر الأمعاء وإخراجها كالأطعمة تماما.
● المعتقد الخاطئ: السفر لا يسبب الإمساك.
● التصحيح: قد يسبب السفر الإمساك كونه يغير من العادات اليومية والنظام الغذائي. لذلك، فينصح المسافرون، خصوصا الذين يسافرون جوا، بتجنب الإمساك الناجم عن الجفاف، وذلك بالحصول على كميات كافية من السوائل، فضلا عن أكل الخضروات والفاكهة. كما وينصحون بالحركة والتجول خلال كل فرصة تتاح لهم. وتتضمن هذه الفرص انتظار حلول موعد الطائرة وأثناء وقفات السيارة.
● المعتقد الخاطئ: المزاج لا يؤثر على العادات المعوية.
● التصحيح: يثير الاكتئآب حدوث الإمساك، كما وأنه قد يسببه. ويذكر أن التقليل من الضغوطات النفسية، وذلك عبر ممارسة الاسترخاء وغير ذلك، يساعد في عودة عادات الإخراج إلى طبيعتها. فضلا عن ذلك، فإن تدليك منطقة البطن يساعد على استرخاء العضلات التي تدعم الأمعاء، ما يساعد على الإخراج.
● الاعتقاد الخاطئ: الماء لا يساعد على الإخراج.
● التصحيح: يمنع شرب كميات كافية من الماء الإصابة بالجفاف، والتي تؤدي إلى الإمساك. لذلك، فينصح باستشارة الطبيب حول المقدار المناسب من الماء الذي ينصح بالحصول عليه يوميا لتجنب الإمساك.
وتجدر الإشارة إلى أنه ينصح بالحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافين (البنين) كون الكثير منها قد يسبب الجفاف، والذي يفضي بدوره إلى الإمساك.
● الاعتقاد الخاطئ: ممارسة النشاطات الجسدية والرياضة لا تعالج الإمساك.
● التصحيح: بما أن الخمول وعدم الحركة يسببان الإمساك، فمن الطبيعي أن عكسهما، وهو النشاط والحركة، يساعدان على الإخراج بشكل منتظم، كما ويقللان من الضغوطات النفسية. ومن الجدير بالذكر أنه يجب انتظار ما لا يقل عن ساعة كاملة بعد تناول وجبة كبيرة أو دسمة من الطعام للبدء بممارسة النشاط الجسدي، وذلك لإعطاء الفرصة على هضم الوجبة.
● الاعتقاد الخاطئ: تقوم القهوة بالمساعدة على التخلص من الإمساك:
● التصحيح: يقوم الكافين (البنين) الموجود في القهوة بحث عضلات الجهاز الهضمي على التقلص، ما يؤدي إلى الإخراج. أما عن السبب وراء عدم إدراجها ضمن المواد التي تساعد على التخلص من الإمساك، فهو كونها تجعل البراز صعب الخروج كونها مدرة للبول، مما يجعلها تسحب الماء من البرز وتتركه صلبا.