تعتبر سخونة أطراف الرضع مؤشراً إلى وجود مرض أو خلل في جسم الصغير، ويجب الانتباه إلى الأعراض الأخرى التي تصاحب هذه المشكلة، حتى يمكن تحديد نوع المرض الذي أصاب الصغير.
وتسبب هذه الحالة حدوث اضطرابات في الدورة الدموية للصغير، وكذلك خلل في إفراز الهرمونات، وتضرر الكلى وتراكم السموم في الجسم، وبعض الفيروسات والبكتيريا والفطريات، وبعض الأمراض مثل نزلات البرد، وغيرها من العوامل الأخرى. ويمكن أن تكون هذه الحالة عادية ناتجة بشكل طبيعي من ارتفاع حرارة الجو ونشاط الجسم معاً.
وينبغي للأم عدم الإهمال في ارتفاع حرارة أطراف الصغير، حتى لا يتطور الأمر ويدخل الرضيع في مضاعفات جسيمة تؤدي به إلى الوفاة، نتيجة التضرر الكبير الذي يصيب الأجهزة الحيوية، ويسبب توقف بعضها أو جزء من وظائفها الضرورية.
ويفيد الأطباء أن الرضيع يتعرض للكثير من المشاكل الصحية، نتيجة عدم اكتمال بعض الأجهزة المهمة كالمناعة، وهذه المشاكل طبيعية وسرعان ما تتلاشى مع الوقت والمتابعة والعلاج، ويمكن أن تكون الحمى والسخونية جزءاً من هذه الاضطرابات.
ووعي الأم بتطورات حالة الرضيع ضروري، وأمر في غاية الأهمية. والعرض على الطبيب في الوقت المناسب جزء كبير من الوقاية، والتعرف إلى السبب الحقيقي وراء ارتفاع الحرارة يسهل في عملية الشفاء، ويساعد على تخطي الطفل أية معوقات، وينمو بشكل طبيعي وصحي، سواء بدنياً أو عقلياً.
وتكون درجة حرارة الأطراف لدى الرضيع أعلى من باقي أنحاء الجسم، وذلك يحدث أيضاً لدى الكبار، ويجب الاهتمام بهذه الحالة؛ كي نصل إلى المشكلة الرئيسية ونعالجها.
أعراض ارتفاع درجة حرارة الأطراف
شخص الأطباء المختصون بالأطفال أعراض هذا المرض ضمن العنوان الآتي:
الاحمرار والحكة
يظهر على معظم الرضع الذين يعانون هذه الحالة أعراض أخرى مصاحبة لها، ومنها الاحمرار الواضح، وبعض العلامات الأخرى، مثل الوخز والتنميل والحكة القوية، وتؤدي هذه الأعراض إلى انزعاج الصغير بصورة واضحة، وتجعله يصرخ ويبكي بحرقةٍ وتألمٍ وتلوٍّ ظاهرٍ للأم. وتصل درجة حرارة الرضيع في الأوقات العادية إلى حوالي 37 درجة مئوية لدى معظم الأطفال. وفي حالة زيادة هذه الدرجة نصفاً أو درجة كاملة، فإن حرارة الجسم تصنف على أنها مرتفعة.
ويمكن أن يصل هذا الارتفاع إلى درجة الخطورة إذا تخطى درجة 39 مئوية، وتصبح عالية للغاية. وهنا ينبغي التحرك بسرعة، وتخفيض هذه الحرارة بالطرق المعروفة والفعالة، ومنها خوافض الحرارة مع كمادات المياه الباردة.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطراف
الهرمونات والحموضة
ويسهل علاج مشكلة ارتفاع درجة حرارة الطفل أو أطرافة عندما يتم التعرف إلى المسببات والعوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة. ويوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة، ومنها حدوث اضطراب في التوازن الهرموني للجسم، وبخاصة المتعلق بخلل إفرازات الغدة الدرقية، حيث تحدث زيادة أو نقص في هرمونات هذه الغدة، ما يؤدي إلى إصابة الطفل بالسخونية واحمرار اليدين والرجلين بصورة متكررة.
وزيادة نسبة الحموضة في الدم أيضاً تقود إلى ارتفاع درجة حرارة الأطراف لدى الصغار، ويحدث ذلك نتيجة هجوم بعض الفيروسات والبكتيريا على الرضيع، وبالتالي يرتفع معدل حمض البوليك في الدم، ما يجعل الجسم يأخذ رد فعل يتمثل في ارتفاع حرارة الجسم والأطراف، مع ظهور الاحمرار والحكة الشديدة، كما أن قرحة المعدة للطفل تسبب ارتفاع الحموضة.
البوتاسيوم والصوديوم
وانخفاض شديد في معدل عنصري البوتاسيوم والصوديوم في جسم الرضيع يسبب ارتفاع حرارة الأطراف، وهذه المشكلة شائعة لدى حديثي الولادة، ويجب مراعاة ذلك من خلال استشارة الطبيب في عمل هذا التوازن لهذه المعادن.
ويعتبر البوتاسيوم من المعادن الرئيسية التي تدخل في تركيب مكونات الكثير من السوائل الحية داخل جسم الأطفال، ومنها مكونات الدم والخلايا، وأي هبوط فيه يسبّب خللاً يترتب عليه ارتفاع حرارة الأطراف والجسم.
ويحدث التراجع في معدل البوتاسيوم لدى الصغار نتيجة عوامل متعددة، منها سوء التغذية المتكرر، وإصابة الطفل بداء السكري، الذي يؤدي إلى ضياع كميات كبيرة من سوائل الجسم، من خلال المسالك البولية لهؤلاء المصابين بالسكري، إضافة إلى حالات الإسهال والتقيّؤ والتعرق الغزير، كلها تقلل من نسبة البوتاسيوم في الجسم.
ونقص الصوديوم لدى الصغار له مسببات متعددة، منها التقيؤ والإسهال وتناول كمية ضخمة من الماء، وهو مشكلة الانسمام المائي، وقصور في عمل القلب أو الفشل القلبي.
الفيروسات والبكتيريا
يتعرض الصغار للكثير من المشاكل في بداية الولادة؛ حيث تهاجمهم الفيروسات والجراثيم والبكتيريا، مما يحدث اضطراباً في عمل الدورة الدموية، ويتبعه ظهور سخونة في الأطراف والجسم، كما أن المناعة البسيطة في هذا العمر تبذل مجهوداً كذلك يؤدي إلى ارتفاع الحرارة؛ لمهاجمة هذه الأجسام الغريبة.
وحدوث خلل أو قصور في وظائف الكلى أو القصور الكظري، والذي غالباً ما ينتج من هبوط معدل الصوديوم في الجسم، مع انتشار مستويات عالية من السموم وتراكمها داخل جسم الصغير، يسبب ارتفاع حرارة الأطراف.
وتعرض الرضيع للإصابة بالعدوي الفطرية، والتي غالباً ما تقود إلى مشكلة الإسهال والجفاف النسبي لسوائل الجسم من العوامل أيضاً، وكذلك بقاء الطفل مدة طويلة تحت أشعة الشمس أو في أجواء حارة تجعله يصاب بسخونية الأطراف.
الفيتامينات والتسنين
تراجع معدلات بعض الفيتامينات يؤدي إلى ارتفاع حرارة أطراف الأطفال، ومنها نقص فيتامينات "ب1" و"ب5" و"ب6" و"ب12"، وكذلك تراكمات الدهون والشحوم حول الكبد وبعض الأجهزة الحيوية بالجسم.
وتسبب عملية التسنين ارتفاع حرارة أطراف الصغار والجسم، وهي من أكثر الأسباب التي تقابل الأطفال في هذه المرحلة، فلا داعي للقلق، ولكن يجب إعطاء الصغير خافضاً للحرارة عند الحاجة.
كما أن بعض الأمراض تسبب ارتفاع درجة حرارة الأطراف، مثل الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، والتعرض لالتهابات الحلق والحنجرة والأذن، وكذلك التهابات القنوات البولية، والتهابات الأعصاب والنزلة المعوية.
علاج ارتفاع درجة حرارة الأطراف
كمادات وخافض الحرارة
تبدأ عمليه علاج الطفل من مشكلة ارتفاع حرارة الأطراف بمعرفة الطبيب للسبب الرئيسي للحالة، حتى يتمكن من وصف العلاج المناسب، ويمكن للأم استخدام الطرق التقليدية لتخفيض الحرارة كاستعمال الكمادات.
وتعطي الأم الطفل نوعاً من خوافض الحرارة ملائماً له، ولا تترك درجة الحرارة مرتفعة قبل أن تذهب للطبيب؛ لأن الخطورة منها كبيرة، خصوصاً على خلايا المخ؛ حيث يمكن أن تسبب تلفاً في بعضها لا يمكن علاجه أو إصلاحه، وتقدم لصغيرها الكثير من السوائل والعصائر الطبيعية، وتقوم بتدليك جسمه بلطف، وتجنبه تناول منتجات الألبان لأنها تؤدي إلى زيادة حرارة الأطراف، ويفضل الجلوس في مكان جيد التهوية، وتخفيف الملابس، ويمكن وضع فوطه مبللة على جبهته.
وينصح الأطباء الأم بتوفير جهاز ترمومتر في البيت لمتابعة حالة الصغير باستمرار، ومعرفة درجة الحرارة لديه. وهناك جهاز ميزان الحرارة للأطفال أيضاً، والذي يستخدم في قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن، وهذه الوسيلة في بعض الأحيان تكون غير صحيحة وتفتقد للدقة، ويستحسن تجنبها، واتباع الطرق التقليدية لقراءة الحرارة.
ويطلب الطبيب بعض الفحوصات، ومنها تحليل البول والدم، ووظائف الكلى والكبد وقوة الأعصاب، وقياس نسبة السكر في الدم، ومعرفة وظائف الغدة الدرقية، ليصف الأدوية المناسبة لكل حالة.
طرق القياس
ينصح الأطباء الأم بقياس درجة حرارة الرضيع باستمرار، وبخاصة في حالة ملاحظة ارتفاع حرارة الأطراف مع ظهور احمرار. وتوجد عدة طرق لمتابعة حرارة جسم الصغير، عن طريق استعمال الترمومتر الزئبقي.
ويوضع الترمومتر في فم الصغير، ولكن يجب التأكد من الزئبق الموجود في عمود الجهاز، وأنه عاد إلى بدايته قبل الاستعمال، ويحدث ذلك من خلال رج جهاز الترمومتر جيداً قبل الشروع في استخدامه.
وينبغي أن يظل الترمومتر في الفم مدة كافية للحصول على قياس حقيقي لدرجة الحرارة. فبعض الأمهات تتسرع وتسحب الجهاز بسرعة، وبالتالي لا تحصل على قياس دقيق. ويقدر الخبراء المدة المناسبة من دقيقة إلى دقيقة ونصف.
ويمكن وضع الترمومتر تحت الإبط، ويترك دقيقة ثم نضيف نصف درجة مئوية إلى القراءة الموجودة على الجهاز.
كما يمكن استخدام فتحة الشرج لهذا الغرض، مع الانتباه إلى أن يتم وضعه بصورة لا تؤرق الصغير، ولا تسبب له أي شرخ؛ وذلك باستخدام زيت الزيتون، ويكون الجزء الموجود داخل الشرج صغيراً، ويتم تقليل نصف درجة من قراءة الترمومتر، لتصبح درجة الحرارة الحقيقية.
ويلجأ بعض الأمهات إلى استعمال شريط قياس درجة الحرارة، الذي يتم وضعه على جبهة الرضيع، ولكن الخبراء ينصحون باستخدام الترمومتر الزئبقي، لأنه أفضل في قراءة الحرارة ونتائجه دقيقة.