تتشابه أعراض اضطراب التوحد بشكل كبير مع أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي وهذا يؤدي إلى صعوبة التفريق بينهما والتشخيص الخاطئ. تعرف في هذا المقال على الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد في الأعراض، والتشخيص، والأسباب، وبنية الدماغ. [1][2]

الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد: التعريف

تعرف الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد من خلال تعريف كل حالة في الآتي:

اضطراب التواصل الاجتماعي

يعرف اضطراب التواصل الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Communication Disorder) بأنه أحد مشاكل وأمراض التواصل، والتي تتميز بوجود مشكلة مستمرة قي القدرة على التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي. [2]

التوحد

يُعرف التوحد (بالإنجليزية: Autism) بأنه مشكلة في التطور العصبي عند المصابين، والذي يؤثر فيكيقية تواصل الشخص، وتعلمه، وتفكيره، وتواصله، وتفاعله مع الآخرين. وهو حالة يمكن أن تصيب جميع الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس. [4]

اقرأ أيضًا: التوحد عند الكبار

الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد: الأعراض

أحد الاختلافات الرئيسة بين اضطراب التواصل الاجتماعي وطيف التوحد هي الأعراض الظاهرة على المصابين،، التفاصيل في الآتي:

أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي

من أهم سلوكيات الأطفال المصابين باضطراب التواصل الاجتماعي: [1][4]

  • صعوبة استخدام إشارات التواصل اللفظي وغير اللفظي: تتمثل صعوبة استخدام إشارات التواصل بما يلي:
    • صعوبة الرد بطريقة مناسبة عند التحدث مع الآخرين.
    • التحدث بنبرة صوت وبطريقة غير مناسبة.
    • صعوبة استخدام قواعد المحادثة، مثل: التناوب في الكلام بين المتحدثين.
    • صعوبة بناء الاستنتاجات وفهم ما يقصده الآخرين.
    • صعوبة التركيز والانتباه.
  • صعوبة التواصل الاجتماعي: عدم القدرة على التواصل بشكل فعال مع العائلة والأصدقاء في المنزل أو المدرسة. تأخر النمو. تظهر مشاكل التواصل الاجتماعي منذ السنوات الأولى وتشمل التأخر بالكلام، ومشكلات في استخدام اللغة والتفاعل مع الآخرين.

يتم تقييم الأطفال للكشف عن اضطراب التواصل الاجتماعي على أساس قدرتهم على القيام بما يلي: [1]

  • الرد على الآخرين بطريقة فعالة.
  • التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم.
  • التناوب في الحديث مع الطرف الآخر.
  • استخدام الإيماءات وحركات اليد.
  • اختيار الكلام المناسب للموقف.

أعراض التوحد

أن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون صعوبات في التواصل الاجتماعي، ويظهرون سلوكيات متكررة، ويقومون بأفعال تؤدي إلى إيذاء النفس، ومن أهم سلوكيات أطفال التوحد: [1][3]

  • حركات الجسم المتكررة، مثل: القفز، والتأرجح، والدوران.
  • الالتزام باتباع روتين محدد بشكل صارم.
  • التكرار المفرط للأصوات، والكلمات، والعبارات.
  • التركيز بشكل مبالغ به على مواضيع محددة.
  • الحساسية تجاه الأصوات والأضواء.

يتميز مرضى التوحد أيضًا بالانفعال الشديد في حال حدوث أي تغيير في الروتين أو الجدول الزمني، إذ تكون ردة فعلهم عنيفة جدًا، وقد تصل إلى درجة إيذاء النفس أو الآخرين، أو رمي الأشياء المحيطة بهم وكسرها. [1][3]

للمزيد أعراض التوحد البسيط

أسباب اضطراب التواصل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد

تعد الأسباب المباشرة الكامنة وراء كلًا من اضطراب التواصل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد غير واضحة تمامًا، ولكن يوجد مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تلعب دورًا في تطور هذين المرضين. [2][5]

للمزيد أسباب التوحد

العامل الوراثي

قد يساهم العامل الوراثي وجينات معينة قد في الإصابة بكل من اضطراب التواصل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذين المرضين هم أكثر عرضة للإصابة بهما. [5]

اقرأ أيضًا: التوحد المكتسب

العامل البيئي

قد تلعب العوامل البيئية دورًا في تطور اضطراب التواصل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد، ومن أهم العوامل المؤثرة: [5]

  • التعرض للمواد الكيميائية الخطيرة، ويشمل ذلك:
    • المعادن الثقيلة، مثل: الرصاص.
    • المبيدات الحشرية
  • الإصابة ببعض أنواع الالتهابات أثناء الحمل.
  • حدوث مضاعفات أثناء الولادة.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة.

الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد: بنية الدماغ

يشترك اضطراب التواصل الاجتماعي مع التوحد في العديد من الأعراض، ولكن هناك فرق في بنية الدماغ لكلا المرضين. تعرف على الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد:

بنية دماغ مرضى اضطراب التواصل الاجتماعي

إن بنية الدماغ لمرضى اضطراب التواصل الاجتماعي تختلف عن بنية الدماغ لمرض التوحد، كما تختلف عن الأشخاص الطبيعين، إذ من المحتمل وجود انخفاض في تنشيط مناطق معينة من الدماغ لدى مرضى اضطراب التواصل الاجتماعي عند مشاهدة المحفزات الاجتماعية، مثل: الوجوه. [2]

بنية دماغ مرضى التوحد

إن الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد قد يكون لديهم اختلافات هيكلية ووظيفية في مناطق معينة من الدماغ مقارنة بالأفراد الطبيعيين غير المصابين بالتوحد، ومن أهم الاختلافات الهيكلية المحتمل وجودها في بنية الدماغ لدى مرضى التوحد: [2]

  1. قد يكون حجم الدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد أكبر في مناطق معينة، مثل: الحصين، وهي أحد أجزاء الدماغ المسؤولة عن تخزين الذكريات.
  2. قد يوجد اختلافات في الاتصالات العصبية بين مناطق الدماغ المختلفة لدى الأفراد المصابين بالتوحد.

اقرأ أيضًا أنواع التوحد

ويمكن أن يساعد فهم هذه الاختلافات الهيكيلية والوظيفية في دماغ مرضى التوحد ومرضى اضطراب التواصل الاجتماعي في توفير المزيد من التدخلات العلاجية للأفراد الذين يعانون من هذين المرضين بناءً على احتياجاتهم وتحدياتهم الخاصة. وبالرغم من الحاجة للمزيد من الدراسات في البنية الهيكلية والوظيفية للدماغ لكلا المرضين، إلا أنه هناك اختلافات مهمة على المستوى العصبي بينهما.[2]

للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد

تشخيص اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد

يسمح التشخيص الصحيح بحصول الطفل على المساعدة والدعم الذي يحتاجه لتعلم مهارات التواصل التي تساعده على تحقيق النجاح داخل المنزل وخارجه. ويكون التشخيص أكثر صعوبة إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في النطق، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطرابات سلوكية أخرى. [1]

بعض النصائح التي تفيد في الوصول للتشخيص الدقيق والحصول على المساعدة، والدعم، والعلاج، المناسبين للطفل: [1]

  • التأكد من عدم إصابة الطفل بطيف التوحد من خلال التقييم الذي يجريه طبيب مختص، واستبعاد مرض التوحد من خيارات التشخيص.
  • إذا تم تشخيص التوحد لدى الطفل وكان لا يبدي السلوكيات المتكررة أو سلوك إيذاء النفس فيجب إعادة تقييمه على يد شخص مختص للحصول على تشخيص أكثر دقة: لأنه غالبًا لا يعاني من التوحد وإنما هناك خطأ تشخيصي.
  • التوجه إلى أخصائي أمراض النطق لتشخيص وعلاج اضطراب التواصل الإجتماعي.
  • التأكد من أن معالج النطق يقيم مهارات الطفل في بيئات متعددة بما في ذلك المنزل، والمدرسة، والمواقف الاجتماعية.

للمزيد: اختبار كارز للتوحد

الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد: العلاج

يمكن أن تتداخل طرق علاج كلا الحالتين، إذ تشتمل طرق العلاج على العلاج بالكلام أو اللغة، وذلك لتعزيز قدرة المصابين على التواصل الاجتماعي، وتطوير مهارات لديهم تساعدهم في التفاعل مع الآخرين.

اقرأ أيضًا: الغذاء ومرض التوحد

ولكن قد يحتاج مرضى التوحد إلى اتباع طرق علاجية إضافية، مثل: الدعم المستمر لسلوكياتهم المتكررة، وتحليل السلوك التطبيقي وهي من أكثر طرق علاج مرضى التوحد شيوعًا والتي تهدف إلى تقليل مشاكل السلوك لدى المصابين وتعزيز اكتسابهم لسلوكيات اجتماعية مناسبة، بالإضافة إلى احتمالية الاعتماد على العلاج بالممارسة والذي يهدف إلى تحديد المشكلة الحسية التي يعاني منها المريض ومن ثم تطوير سلوكيات لمواجهتها.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد

نصيحة الطبي

من المهم معرفة الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي والتوحد والتمييز بين أعراض كل من هذين المرضين، لتفادي الوقوع في التشخيص الخاطئ، إذ يعتبر الحصول على التشخيص الصحيح مهم من أجل تلقي الطفل المصاب بالتوحد أو اضطراب التواصل الاجتماعي الدعم، والمساعدة، والعلاج، الذي يحتاجه.