لماذا لا يتكلم طفلي؟ سؤالٌ يشغل بال الأهل، خاصةً عند مقارنة طفلهم بأقرانه الذين يتحدثون بطلاقة، ومع أنّ تأخر النطق قد يكون طبيعيًا، إلا أنّه قد يستدعي القلق ومراجعة الطبيب فورًا في بعض الحالات. [8]
في هذا المقال، سنكشف لك أسباب تأخر النطق عند الأطفال، ودور الأهل في تحسين قدرة الطفل على النطق والتواصل.
محتويات المقال
أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال
يرتبط تأخر الكلام أو النطق عند الأطفال بأسباب وحالات عديدة، [6] منها:
الإهمال أو قلة التحفيز اللفظي
حتى يتعلم الطفل النطق والكلام بشكلٍ صحيح؛ يحتاج إلى بيئة إيجابية ومتفاعلة، لذا يُمكن أن يتأخر النطق إذا لم يتحدث الوالدان مع طفلهما، أو لم يُشجعاه على الكلام، وأكّدت ذلك دراسة حديثة، حيث لوحظ أنّ لوحظ أنَّ الأطفال الذين تعرضوا للإهمال والحرمان كانوا أكثر عرضة للإصابة بتأخر النطق. [4][5]
مما يُؤثر على قدرة الطفل على التعبير عن نفسه، وربما يُواجه صعوبة في فهم الآخرين والتفاعل معهم. [4][5]
تأخرٌ في تطور الجهاز العصبي
ينمو كل طفلٍ بوتيرةٍ مختلفة عن غيره، فمع أن بعض الأطفال يكتسبون مهارات النطق واللغة بسرعة وفي سنٍ مبكرة، إلا أنّ تعلم الكلام قد يحدث بصورة بطيئة لدى البعض الآخر. [4][8]
ويُعتقد أنّ ذلك يحدث بسبب تأخر اكتمال وظائف الجهاز العصبي لدى الطفل، لكن في معظم الحالات، يتمكن هؤلاء الأطفال من تعويض هذا التأخر بمرور الوقت، خاصة مع تلقي التحفيز المناسب. [4][8]
تحدث الوالدين بأكثر من لغة
يُمكن أن يتأخر النطق بصورة مؤقتة إذا كان الطفل يعيش في أسرة تتحدث لغتين أو أكثر، حيث يحتاج الطفل لبذل جهدٍ أكبر ليفهم هذه اللغات ويستخدمها، ولكنه عادةً ما يُتقنها قبل بلوغه سن الخامسة. [3][4]
ضعف السمع
يتأخر النطق والكلام عند الإصابة بضعف أو فقدان السمع، حيث تلاحظ الأم الأعراض الآتية على طفلها: [9]
- لا يخاف أو يفزع عند سماع الأصوات العالية.
- لا يتعرف على صوت أمه في عمر 3 شهور.
- لا ينتبه لمصدر الصوت في عمر 6 شهور.
- لا يستطيع تقليد الأصوات أو قول أي كلمة في عمر السنة.
- يتحدث بطريقة غريبة غير مفهومة.
- لا يستجيب عندما تناديه باسمه.
مع أنّ التهاب الأذن المزمن قد يكون سببًا للإصابة بضعف السمع في الأذن المصاب، إلا أنّ مهارات النطق واللغة ستتطور بشكلٍ طبيعي لدى الطفل إذا كانت الأذن الأخرى سليمة. [1]
التوحد
في هذه الحالة تتأخر مهارات النطق والكلام لدى الطفل، أو تتراجع بشكلٍ مفاجئ، كما يُصاحبها ظهور أعراض التوحد الآتية: [11]
- يتجنب التواصل البصري.
- لا يستجيب أو يتفاعل عند سماع اسمه في عمر 9 شهور.
- لا يظهر على وجهه أي ملامح أو تعابير الفرح أو الحزن أو الغضب.
- يرفض العناق ويُفضل اللعب وحده.
- يكرر بعض الحركات كثيرًا، مثل التأرجح أو الدوران.
- لا يحب الألعاب والأنشطة الجماعية.
- لا يستخدم الإشارات أو الإيماءات، ويُواجه صعوبة كبيرة في فهمها.
- قد يُكرر بعض الكلمات أو الجمل دون أن يدرك معناها.
- يكون مهووسًا بشخصيات أو مواضيع معينة، وقد يقضي ساعات طويلة في القراءة والبحث عنها.
- لا يهتم بتقليد الآخرين إطلاقًا.
- يستخدم الضمائر بشكلٍ خاطئ أو يعكسها.
اضطرابات ومشكلات الفم
يُمكن أن يحدث تأخر النطق بسبب وجود مشكلاتٍ في الفم أو اللسان،[1] مثل:
اضطرابات الفم الحركية
تشمل الاضطرابات التي تُصيب مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم بالعضلات المستخدمة أثناء النطق أو الكلام، مما يُؤثر على حركات الفم، واللسان والشفتين أثناء النطق. [2][5]
ومن الأمثلة عليها: [2][5]
- تعذر الأداء النطقي (بالإنجليزية: Apraxia).
- عسر التلفظ (بالإنجليزية: Dysarthria).
اللسان المربوط (بالإنجليزية:Ankyloglossia)
في هذه الحالة يكون النسيج الذي يربط أسفل اللسان بقاع الفم قصيرًا أو مشدودًا، مما يُسبب تأخر النطق؛ لأنّ الطفل لا يكون قادرًا على تحريك لسانه بشكلٍ كامل وطبيعي، كما قد يُواجه الطفل صعوبة في لفظ بعض الحروف، مثل الدال والسين والراء. [10]
مشكلات أخرى في الفم
قد يحدث تأخر النطق عند وجود عيوب خلقية في اللسان أو سقف الحلق. [2][5]
اضطرابات النطق واللغة
قد يُواجه بعض الأطفال اضطرابات في النطق (Speech Disorders) تمنعهم من نطق الحروف والأصوات بشكلٍ صحيح، بينما تؤثر اضطرابات اللغة (Language Disorders) على قدرتهم على فهم اللغة أو استخدامها بشكل فعال. ومن أهم هذه الاضطرابات: [6][7]
اضطراب تأخر اللغة والنطق العام (Speech and Language Delay)
تتطور مهارات النطق واللغة بصورة بطيئة لدى الطفل المصاب مقارنةً بأقرانه، ويُمكن تحسين الحالة من خلال جلسات علاج النطق وتمارين متخصصة لتحفيز مهارات الكلام والتواصل. [6][7]
اضطراب اللغة التعبيرية
يتمكّن الطفل في هذه الحالة من فهم اللغة وإدراك معاني الكلمات، لكنه يواجه صعوبة في استخدامها للتعبير عن أفكاره أو تكوين جمل متكاملة. قد يكون كلامه محدودًا، أو يُعاني من ضعف في تركيب الجمل واختيار الكلمات المناسبة أثناء الحديث. [6][7]
اضطراب اللغة الاستقبالية
يجد الطفل في هذه الحالة صعوبة في فهم ما يقال له، وتكون كلماته قليلة وغير واضحة، كما يُواجه صعوبة في ربط الكلمات ومعانيها. [6][7]
الإعاقة العقلية والأمراض العصبية
تُسبب الإعاقة العقلية تأخر تطور المهارات الجسدية والاجتماعية للطفل، وتُعيق قدرته على التعلم أيضًا، لذا قد يُواجه الطفل المصاب صعوبة في نطق الكلمات والجمل التي يجدها أقرانه سهلة، وقد يحتاج لمساعدة في فهم كلام الآخرين أو التعبير عن رغباته. [2][5]
ومن أمراض الجهاز العصبي التي تُسبب تأخر النطق: [5]
- الشلل الدماغي (بالإنجليزية: Cerebral palsy).
- الحثل العضلي (بالإنجليزية: Muscular dystrophy).
- إصابات الدماغ الرضية (بالإنجليزية: Traumatic brain injury).
عوامل أخرى
يُمكن أن تُؤثر بعض العوامل الاجتماعية على تطور مهارات النطق والكلام، مثل: [4][5]
- الفقر.
- السكن غير الملائم.
- سوء التغذية.
متى يعتبر الطفل متأخرًا في الكلام؟
يُمكن مقارنة قدرة الطفل على النطق بعمره وأقرانه، ويُوضح الجدول الآتي ذلك: [8][12]
العمر | الأعراض |
سنة |
|
سنة ونصف |
|
سنتان |
|
4 سنوات |
|
نصائح للتعامل مع تأخر النطق عند الأطفال
يستطيع الوالدان اتخاذ بعض الخطوات لتحفيز الطفل على النطق والكلام، مثل: [5]
- تحدث بشكلٍ مباشر مع الطفل، حتى وإن كان ذلك عن حالة الطقس أو الروتين اليومي.
- استخدم الإيماءات و الإشارات أثناء الكلام.
- اقرأ الكتب والقصص، وتحدث عن الصور الموجودة فيها.
- ردد جملًا وكلمات بسيطة بنغمة جذابة ليستطيع الطفل تكرارها بسهولة.
- أصغ باهتمامٍ وتركيز شديدين عند تحدث الطفل.
- تصرف بحكمة وصبر عندما يتحدث الطفل بطريقة خاطئة أو بطيئة.
- امنح الطفل وقتًا كافيًا ليُجيب على الأسئلة التي يطرحها عليه الآخرون، وتجنب الإجابة عنه.
- شجعه على التعبير عن أفكاره ورغباته حتى لو كانت واضحة للوالدين.
- صحح أخطائه بطريقة غير مُباشرة حتى لا يُشعر بالإحراج.
- شجعه على اللعب مع الأطفال الذين يتحدثون بطلاقة.
- اطرح الأسئلة عليه باستمرار وأعطِهِ الوقت الكافي ليُجيب عنها.
نصيحة الطبي
تتعدد أسباب تأخر النطق عند الأطفال، فمثلًا قد يحدث بصورة مؤقتةً إذا كان الوالدان يتحدثان بأكثر من لغة، أو قد يكون مرتبطًا بحالاتٍ صحية مثل ضعف السمع أو التوحد، واضطرابات النطق، والإعاقة العقلية.
استشر الآن طبيبًا عبر موقع الطبي؛ ليُحدد أسباب تأخر النطق وطرق العلاج الأمثل لها.