يعاني الناس من الفواق عند الضحك بكثرة أو بعد تناول الطعام أو حتّى عند التعرّض لموقف مخيف أو مُثير، ما يعني أن هذه المشكلة قد تحدث في أيّ وقت وأيّ مكان، وفي حين أنّه عادةً ما يزول من تلقاء نفسه، إلا أنّ علاج الفواق السريع قد يكون ضروريًّا؛ لما يجلبه من الشعور بعدم الراحة والإزعاج والخجل، أو لارتباطه بمشكلة صحية تتطلّب التشخيص والعلاج المناسبين. [1][2]
نناقش في هذا المقال كيفية علاج الفواق في المنزل، وتفاصيل الأدوية والإجراءات الناجحة للتخلّص منه في أسرع وقت.
محتويات المقال
علاج الفواق في المنزل
في حال استمرّ الفواق أو الحازوقة لأكثر من بضع ثوانٍ أو عدّة دقائق، فيُمكن تجربة إحدى الطرق والإجراءات المنزلية التي تُحفّز العصب الحائر وتُساعد الحجاب الحاجز على الارتخاء، وذلك من خلال الآتي: [3][4]
- حبس النفس: بأخذ نفس عميق وحبسه مدة 10-20 ثانية، والزفير بعدها ببطء وهدوء، وتكرار العملية عدة مرات إلى حين التخلّص من الفواق.
- التنفس داخل كيس ورقي: بحيث ينكمش الكيس مع كل شهيق ويتمدّد مع كل زفير، والاستمرار بالتنفس داخل الكيس حتّى يزول الفواق.
- الضغط على مقلة العين: بإغلاق العينين والضغط عليهما برفق.
- تناول الثلج: أو تناول المثلجات أو شرب الماء المثلج، وذلك بتناولها بكميات صغيرة وببطء؛ لتحفيز العصب الحائر.
- تناول السكر: بوضع مقدار بسيط من السكر في الفم، وإبقاؤه على اللسان مدّة 5-10 ثوانٍ قبل بلعه، أو غمس قطعة من الليمون بالسكر ومضغها للاستفادة من السكر والليمون للتخلّص من الفواق.
- حضن الركبتين: بالجلوس على الأرض أو على كرسي مريح وحضن الركبتين مع شدّهما نحو الصدر والانحناء البسيط نحو الأمام؛ إذ يُساعد الضغط الواقع على الحجاب الحاجز في هذه الوضعية على علاج الفواق.
- سحب اللسان: بإمساكه برفق وسحبه نحو الأسفل؛ لتحفيز العصب الحائر، مع الانتباه لضرورة غسل اليدين قبل تجربة هذا الإجراء.
- تدليك الشريان السباتي: بالاستلقاء على الظهر وإدارة الرأس لليسار وتدليك الشريان البارز في الجانب الأيمن من الرقبة بحركة دائرية لمدة 10-20 ثانية.
علاج الفواق بالأدوية
يستمر الفواق في بعض الأحيان لعدّة ساعات أو أيام، وقد يدوم لبضع أشهر لدى بعض الأفراد، وذلك عادةً ما يكون عند ارتباط الفواق بمشكلة صحية أو مرض معين؛ كارتجاع الأحماض، وفي مثل هذه الحالات يلجأ الطبيب لصرف واحد أو أكثر من العلاجات الآتية: [5][6]
- الأدوية المضادة للتقيؤ، مثل الميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide)، الذي يُمكن أخذه على شكل حقن وريدية للتخلّص من الفواق الناجم عن الخضوع للتخدير عند إجراء العمليات الجراحية، كما أن الميتوكلوبراميد يُساعد على تفريغ المعدة بُسرعة أكبر، ما يعمل على التخلّص من تمدّد المعدة المسبّب أحيانًا للفواق.
- الأدوية المضادة للاختلاج، أو ما يُعرف بأدوية التشنّج؛ مثل الكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، أو الفينتوين (بالإنجليزية: Phenytoin)، التي تُساعد على ارتخاء الحجاب الحاجز وعلاج الفواق المستمر.
- أدوية حموضة المعدة، مثل الأومبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، ويصرف الطبيب هذه المجموعة من الأدوية في حال كان الفواق ناجمًا عن ارتجاع الأحماض.
- مرخيات العضلات، مثل الباكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen)، وهو خيار جيّد لمن لا يُمكنهم استعمال العلاجات السابقة؛ لاستعمالهم لأدوية تتعارض معها أو لمعاناتهم من مشكلة صحية ما؛ مثل قصور الكلى.
- أدوية التخدير، مثل الكيتامين (بالإنجليزية: Ketamine)، والليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine)، ويلجأ الطبيب لهذه الأدوية عادةً في حال لم تُجدِ الأدوية والعلاجات الأخرى في التخلّص من الفواق.
- مضادات الذهان، مثل الهالوبريدول (بالإنجليزية: Haloperidol)، الذي يُساعد على ارتخاء بعض العضلات المتشنّجة، ومن ضمنها عضلات الحجاب الحاجز المسؤولة عن الفواق.
- أدوية أُخرى، مثل الأمتريبتالين (بالإنجليزية: Amitriptyline)؛ وهو أحد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والمورفين؛ وهو أحد مسكنات الألم القوية، وهيدرات الكلورال (بالإنجليزية: Chloral Hydrate)؛ وهو أحد أنواع الأدوية المنومة.
اقرأ أيضًا: علاج الزغطة أو الحازوقة في الصيام والحالات الأخرى
إجراءات علاجية للفواق
قد تستدعي بعض الحالات اللجوء لإجراءات علاجية أُخرى في حال لم تُجدِ العلاجات المنزلية أو العلاجات الدوائية في التخلّص من الفواق، ويُذكر من هذه الإجراءات ما يأتي: [6][7]
- الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture): وهو من العلاجات الشهيرة في الطب الصيني، ويقتضي بوخز الجلد في أماكن محددة بواسطة إبر خاصة؛ لعلاج مشكلات صحية معينة، من بينها الفواق.
- تهوية الضغط الموجب (بالإنجليزية: Positive pressure ventilation): وهي من الطرق المستخدمة في علاج انقطاع النفس النومي، وتهدف إلى حبس الهواء في الرئة عن طريق أجهزة مساعدة على التنفس.
- محفزات العصب الحائر: وهي تهدف إلى علاج الفواق عن طريق إرسال إشارات كهربائية إلى العصب الحائر لدى المريض.
- إحصار عصب الحجاب الحاجز: وهي من الطرق التي يلجأ إليها الأطباء في حالات نادرة، وتتطلّب مهارة عالية لتجنّب أيّ مضاعفات أو إلحاق أيّ أذى بالفرد، وتقتضي بحقن العصب أو المنطقة القريبة منه بمادة مخدّرة لعلاج الفواق.
علاج الفواق لدى الأطفال وحديثي الولادة
يظهر الفواق لدى حديثي الولادة والأطفال عمومًا بشكل شائع وطبيعيّ، وفي كثير من الأحيان يكون سببًا في انزعاج الطفل وبكائه، خاصّة إن استمر الفواق لفترة طويلة، لذا يُمكن تجربة الطرق الآتية للتخلّص من الفواق: [8][9]
- يجب الانتظار بعض الوقت في حال معاناة الطفل من الفواق أثناء شربه الحليب أو تناوله للطعام، ومتابعة الأكل بعد زوال الفواق.
- تغيير وضعية الطفل؛ ففي حال كان بوضعية الاستلقاء يوصى بإجلاسه إلى حين زوال الفواق.
- مساعدة الطفل على التجشؤ.
- محاولة تهدئة الطفل.
ومن جانب آخر، وفي حال ملاحظة تكرر الفواق لدى الطفل واستمراره لفترة طويلة نوعًا ما، يوصى بإرضاعه عندما يكون هادئًا، وعدم الانتظار إلى حين شعوره بالجوع الشديد الذي يدفعه للبكاء أو التحرّك بكثرة، وإن لم تُجدِ أيّ الطرق نفعًا يوصى حينها بإعلام الطبيب؛ للبحث في الأسباب المحتملة للفواق وعلاجها كما يجب. [8][9]
نصيحة الطبي
حاول التخلّص من الفواق بتجربة بعض الطرق المنزلية البسيطة، التي تُساعد على حل المشكلة في معظم الأحيان بفعالية وبسرعة، وفي حال لم تُلاحظ أيّ تحسن يُمكنك استشارة الطبيب؛ لمعرفة ما إذا كان هنالك حاجة لاستعمال أدوية أو علاجات معينة لأجل علاج الفواق.
تواصل مع طبيب معتمد الآن عبر منصة الطبي من أيّ مكان وفي أيّ وقت؛ لمعرفة أفضل الطرق لعلاج الفواق والتخلّص منه.