يُعدّ مرض شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية المعدية والتي تتسبّب بالعديد من التأثيرات السلبية على جسم الإنسان والتي يُمكن أن تكون خطيرة ودائمة. لكن، يُمكن أن تساعد بعض الطرق في الوقاية من هذا المرض. [1]
وفي المقال التالي سنقوم بتوضيح كل ما يخص طرق الوقاية من شلل الأطفال.
الوقاية من شلل الأطفال
تتم الوقاية من مرض شلل الأطفال بشكل أساسي من خلال تلقي اللقاح الخاص بالمرض، كما يُمكن لبعض التدابير الوقائية أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض خصوصًا عند السفر إلى الأماكن التي لا يزال ينتشر فيها المرض، مثل أفغانستان، وباكستان، ونيجيريا، أو عند التعامل مع أحد المرضى المُصابين بالمرض. [1][2][3]
وفيما يلي توضيحًا لذلك بالتفصيل:
التطعيم
إنّ التطعيم ضد شلل الأطفال هو الطريقة الرئيسية للوقاية من مرض شلل الأطفال، حيث حدثت نقلة نوعية في المبادرات الخاصة بوقف انتشار مرض شلل الأطفال والقضاء عليه بعدما تم إصدار أول لقاح ضد فيروس شلل الأطفال عام 1953، إذ قلت معدلات الإصابة بهذا المرض بنسبة 99% وتم القضاء عليه في معظم بلدان العالم بعد المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال التي تمت في عام 1988. [1][2]
ونظرًا لأهمية ودور لقاح شلل الأطفال في الوقاية من المرض، فقد أصبح ضمن العديد من جداول التطعيم الخاصة بالأطفال لدى مختلف دول العالم، حيث يتلقى الأطفال منذ ولادتهم عدّة جرعات من اللقاح والتي ستوفر حماية ضد الفيروس المُسبّب للمرض لدى الفرد لعدّة سنوات لاحقة. [3]
يوجد نوعان من لقاح شلل الأطفال، وهما: [1]
- لقاح شلل الأطفال الفموي: يحتوي هذا النوع على نسخة مُضعّفة من الفيروس والذي يتم إعطاؤه على شكل قطرات عبر الفم. يُعدّ لقاح شلل الأطفال الفموي فعّالًا للغاية، ولكن في حالات نادرة يُمكن أن تحدث إصابة بشلل الأطفال بعد تلقي اللقاح نفسه. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال العديد من دول العالم تستخدم هذا النوع من اللقاحات للوقاية من شلل الأطفال، وذلك لتكلفته المنخفضة وسهولة إعطاؤه. [1][2][4]
- لقاح شلل الأطفال المعطل: يحتوي هذا النوع من اللقاحات على نسخة غير حية من فيروس شلل الأطفال، وبالتالي فهو يوفّر مناعة ضدّ الفيروس وبنفس الوقت لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بشلل الأطفال كما هو الحال عند إعطاء المطعوم الفموي. يتم إعطاء لقاح شلل الأطفال المعطل عبر الحقن، وذلك في منطقة الساق أو الذراع.
يتم إعطاء الأطفال بعد ولادتهم عدّة جرعات من لقاح شلل الأطفال المعطل، والتي يكون موعدها عادةً كما يلي: [1][2][3]
- الجرعة الأولى: بعمر الشهرين.
- الجرعة الثانية: بعمر الأربعة أشهر.
- الجرعة الثالثة: بعمر 6 - 18 شهر.
- الجرعة الرابعة: بعمر 4 - 6 سنوات.
أما بالنسبة للأفراد البالغين الذين لم يتلقوا اللقاح خلال طفولتهم، فمن المهم أيضًا إعطائهم إياه بهدف حمايتهم من الإصابة بشلل الأطفال، حيث يتم إعطائهم 3 جرعات من لقاح شلل الأطفال المعطل كما يلي: [3]
- الجرعة الأولى: في أي وقت.
- الجرعة الثانية: بعد شهر إلى شهرين.
- الجرعة الثالثة: بعد 6 إلى 12 شهرًا من الجرعة الثانية
ويجب التنويه إلى أهمية الحصول على الجرعات الكاملة من اللقاح للوقاية من شلل الأطفال بشكل كامل، وفي حال لم يتلقَ الفرد سوى جرعة أو جرعتين، عندها لا بدّ من الحصول على الجرعة الواحدة أو الجرعتين المتبقيتين. [3]
أيضًا، كإحدى الطرق المتبعة للوقاية من شلل الأطفال وتقليل خطر الإصابة به، يُمكن أن يتم إعطاء البالغين جرعة إضافية من اللقاح على الرغم من تلقيهم لكامل الجرعات خلال طفولتهم، ويتم ذلك في حال كان هؤلاء البالغين معرّضين للإصابة بالفيروس كما هو الحال في الحالات التالية: [3]
- السفر إلى دول ينتشر فيها فيروس شلل الأطفال.
- العمل الذي يتطلب التعامل مع عينات يُمكن تحتوي على فيروس شلل الأطفال.
- الأطباء وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحي الذين يكونون على اتصال وثيق بالأفراد المُصابين أو يحتمل إصابتهم بفيروس شلل الأطفال.
اقرأ أيضًا: أنواع لقاح شلل الأطفال وجرعاته
تجنّب الاقتراب من الفرد المصاب
عادةً ما ينتقل فيروس شلل الأطفال عبر البراز الذي يخرج من الفرد المُصاب، كما في بعض الأحيان، يُمكن أن ينتقل من خلال الاتصال المباشر مع المريض أو من خلال لمس الإفرازات التي تخرج من الفرد المُصاب عند العطس أو السعال. [2][3]
بالتالي، إلى جانب أخذ جرعة معززة من لقاح شلل الأطفال، وكإحدى أهم التدابير للوقاية من شلل الأطفال، يجب تجنّب الاتصال المباشر وغير المباشر مع الفرد المُصاب، ويشمل ذلك: [1][2]
- تجنّب تقبيل ومعانقة الفرد المُصاب.
- تجنّب مشاركة أواني الطعام والشراب مع الفرد المُصاب.
- تجنّب لمس الأشياء والأدوات التي يتم لمسها أو استخدامها من قِبل الفرد المُصاب.
إجراءات وقائية أخرى
كما يُمكن للفرد اتباع عدد من التدابير الوقائية الأخرى في حال سفره إلى إحدى الدول التي لا يزال فيها المرض منتشرًا أو عند تعامله مع الفرد المُصاب بالمرض، وتشمل هذه التدابير ما يلي:
- الحفاظ على النظافة الشخصية
من المهم الحفاظ على النظافة الشخصية عند السفر إلى المناطق الموبوءة بمرض شلل الأطفال أو عند التعامل مع المُصابين بالمرض، حيث يجب الحرص دائمًا على غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون بشكل متكرّر، ويجب التنويه هنا إلى أنّ معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول يُمكن أن لا يكون قادرًا على قتل فيروس شلل الأطفال. [1][2]
كما يجب الحرص على عدم لمس العينين، أو الأنف، أو الفم إلّا بعد التأكد من نظافة الأيدي، والحرص على منع الأطفال الصغار من وضع أصابعهم في أفواههم. [1][2]
- تجنّب الأطعمة والمشروبات الملوثة
ففي بعض الأحيان، ونتيجةً لسوء الصرف الصحي، يُمكن أن يصل براز الفرد المُصاب بشلل الأطفال إلى مصادر مياه الشرب، الأمر الذي يجعلها ملوثة بالفيروس وتؤدي إلى الإصابة بالمرض في الحالات التالية: [2][3]
- شُرب المياه الملوثة.
- شُرب أي من المشروبات التي تم تحضيرها بالمياه الملوثة.
- تناول الأطعمة التي تم غسلها أو تحضيرها باستخدام المياه الملوثة.
نصيحة الطبي
إنّ تلقي جميع جرعات لقاح شلل الأطفال خلال مرحلة الطفولة هي الخطوة الأساسية والأهم للوقاية من الإصابة بالمرض، كما يجب أخذ المزيد من الحيطة والحذر عند السفر إلى المناطق الموبوءة أو عند التعامل مع أي فرد مُصاب بالمرض.
وللإجابة على جميع استفساراتكم حول الوقاية من شلل الأطفال، بإمكانكم الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.