تشترك متلازمة ريت مع اضطراب طيف التوحد بالعديد من السمات، إذ يعتبر كلاهما اضطراب عصبي وغالبًا ما يعزى حدوثهما لعوامل وراثية. ومن أهم الأعراض المشتركة بينهما توقيت ظهور الأعراض، وفقدان المهارات المكتسبة، والقيام بالسلوكيات المتكررة، ويوجد أيضًا بعض الأعراض والعلامات المختلفة بينهما، مثل: السلوك الاجتماعي، ومشكلات الحركة، ومشكلات الجهاز العصبي المركزي، تعرف في هذا المقال على التشابه والاختلاف بين متلازمة ريت التوحد.
محتويات المقال
الفرق بين متلازمة ريت ومرض التوحد
الفرق الرئيس بين متلازمة ريت والتوحد هو أن متلازمة ريت هي اضطراب في النمو العصبي يتم تشخيصه غالبًا عند الفتيات، في حين أن التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يتم تشخيصه لدى الأولاد والبنات، لكن أعراضه عند الأولاد تكون أكثر وضوحًا، تعرف على الحالتين أكثر في الآتي: [1][2]
متلازمة ريت
متلازمة ريت هي اضطراب عصبي وراثي نادر يؤثر على طريقة تطور الدماغ، ويسبب الفقدان التدريجي للمهارات الحركية والقدرة على الكلام. ويُعد هذا الاضطراب الوراثي أكثر شيوعًا عند الفتيات، إذ تسبب متلازمة ريت موت الذكور بعد الولادة.
إن السبب الرئيس لمتلازمة ريت لا يزال غير مفهوم وقيد الدراسة، ويعود بشكل عام إلى طفرة جينية، وفي حالات قليلة يكون هذا الاضطراب موروثًا، وتؤدي هذه الطفرة إلى مشكلات في إنتاج البروتين الضروري لنمو الدماغ. [1][4]
تشمل علامات وأعراض متلازمة ريت على الآتي: [1][4]
- تباطؤ في النمو.
- مشكلات في المضغ، والبلع، والأمعاء.
- فقدان تنسيق الحركات وفقدان القدرة على التواصل الاجتماعي.
- حركات اليد غير الطبيعية، وصغر حجم اليدين.
- حركات العين غير الطبيعية.
- مشكلات التنفس واضطرابات النوم.
- عدم انتظام ضربات القلب.
يمكن الكشف عن هذه الحالة من خلال مجموعة من الفحوصات، مثل: اختبارات الدم، واختبارات البول، والتصوير بالأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، واختبارات السمع. أما العلاج هو يعتمد إلى حدٍ ما على الأعراض الظاهرة، إذ تتطلب مشكلات التنفس، ومشكلات القلب الالتزام ببعض الأدوية، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي، والعلاج اللغوي، وغيرها من العلاجات الداعمة.
التوحد
التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يتم تشخيصه لدى الأولاد والبنات، ويتمثل بوجود مشكلات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي، وتشمل أعراض التوحد على الآتي: [1][5]
اقرأ أيضًا: أنواع التوحد
- تجنب الاتصال بالعين.
- عدم القدرة على بدء المحادثة.
- التحدث بنبرة غير طبيعية وتكرار الكلمات.
- التعامل بشكل غير مناسب في المواقف الاجتماعية.
- القيام بأمور يمكن أن تؤذي النفس، مثل: العض أو ضرب الرأس.
- الالتزام بروتين معين والانزعاج عند تغييره.
- مشكلات في أنماط الحركة ووضعية الجسم غير الطبيعية.
للمزيد: أعراض التوحد البسيط
يتم تشخيص مرض التوحد من خلال السؤال عن التاريخ الطبي للطفل، واتباع استبيانات تقييم معايير الدليل التشخيصي والإحصائي، واختبارات النطق. أما عن خيارات العلاج فهي تتمثل بالعلاجات السلوكية، والعلاج بالكلام، والعلاج الطبيعي، والأدوية.
للمزيد: اختبار كارز للتوحد
تؤثر كلًا من متلازمة ريت وطيف التوحد على التواصل والتفاعل الاجتماعي، ولكن تُعد متلازمة ريت شائعة عند الفتيات، في حين أن اضطراب طيف التوحد أكثر شيوعًا عند الأولاد.
ويكون الأطفال المصابون بمتلازمة ريت أكثر ميلًا للأشخاص، ويحبون أن يظهر لهم الاشخاص من حولهم مشاعر المحبة والمودة، أما لدى أطفال التوحد فالعكس صحيح، إذ يفضلون الأشياء عن الأشخاص. [2]
للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد
العلامات المشتركة بين متلازمة ريت ومرض التوحد
تشترك متلازمة ريت مع طيف التوحد بعدة علامات، ومنها:
توقيت ظهور الأعراض
في كلا المرضين لا تظهر الحالة المرضية عند الولادة مباشرةً، حيث تظهر الأعراض المبكرة بعد فترة من الولادة، تكون العلامات متشابهة إلى حد ما بين متلازمة ريت ومرض التوحد، وأيضًا توقيت ظهورها يكون متشابه في كلتا الحالتين. [3]
تبدأ العلامات في كل من متلازمة ريت ومرض التوحد بالظهور بين عمر 6 و18 شهرًا، ومن أهم العلامات المتشابهة بين الحالتين: [3][4][5]
- صعوبة التفاعل الاجتماعي.
- صعوبة التواصل مع الآخرين.
- عدم القدرة على الكلام.
للمزيد: الجدول الزمني لاضطراب التوحد
فقدان المهارات المكتسبة
يعد فقدان المهارات المكتسبة سمة مميزة لدى الأطفال المصابين بمتلازمة ريت، وفي حين أن هذه السمة ليست مميزة لمرض التوحد عند الأطفال إلا أنها تتواجد لدى بعضهم، وينطبق فقدان المهارات المكتسبة في الحالتين على المهارات المتعلقة باللغة والتواصل الاجتماعي. [3]
اقرأ أيضًا: التوحد المكتسب
السلوكيات المتكررة
تعد السلوكيات المتكررة شائعة في كل من متلازمة ريت وطيف التوحد، إذ تعد حركات اليد المتكررة سمة غالبة على المرضى المصابين بمتلازمة ريت، إذ تمنع الأطفال من الاستخدام الهادف لأيديهم. [3][4]
تعد أيضًا السلوكيات المتكررة شائعة لدى مرضى التوحد، إذ لا تقتصر على حركات اليدين المتكررة فحسب، بل تشمل أيضًا الدوران بشكل متكرر في المكان، وهز الجسم، وطحن الأسنان ببعضها، ويتعدى السلوك المتكرر هذه الأفعال ليشمل أيضًا الروتين المتكرر والتركيز الشديد على مهام محددة. [3][5]
العلامات المختلفة بين متلازمة ريت ومرض التوحد
تختلف متلازمة ريت عن طيف التوحد بعدة علامات، ومنها:
السلوك الاجتماعي
يتميز مرض التوحد بصعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي وقد تستمر هذه المشكلة مدى الحياة، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بمتلازمة ريت فغالبًا ما تكون صعوبة التواصل الاجتماعي أمرًا مؤقتًا، ومع مرور الوقت تصبح العديد من الفتيات المصابات بمتلازمة ريت منخرطات بالمجتمع مرة أخرى. [3]
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد
يتجنب العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد الاتصال بالعين مع الآخرين، في حين أن المصابين بمتلازمة ريت غالبًا ما يستخدمون حركات العين للتعبير عن رغباتهم. [3][5]
مشكلات الحركة
تكون مشكلات الحركة لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة ريت أكثر خطورة من تلك الموجودة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، فقد يعاني الأشخاص المصابين بالتوحد من ضعف تنسيق الحركات ويظهر ذلك في أثناء المشي، لكن العديد من الفتيات المصابات بمتلازمة ريت غير قادرات على المشي، ومع تقدمهن في العمر قد تظهر لديهن مشكلات أخرى في الأطراف، مثل: التصلب أو الارتعاش. [3]
مشكلات الجهاز العصبي المركزي
تتضمن متلازمة ريت أيضًا مشكلات في الجهاز العصبي اللاإرادي والتي قد تؤدي إلى بعض التشوهات التي تؤثر على التنفس، وهذه المشكلة لا تظهر عند الأشخاص المصابين بالتوحد. [3]
اقرأ أيضًا: الغذاء ومرض التوحد
ومن الجدير كره أيضًا أن هناك بعض من أعراض متلازمة ريت لا تحدث عند الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد. وتشمل: [2][4]
- تباطؤ معدل نمو الرأس.
- فقدان الاستخدام الهادف لليدين.
- قلة الحركة.
- التنفس غير المنتظم.