مرض ألزهايمر هو اضطراب يصيب الدماغ، تتفاقم أعراضه تدريجيًا مع مرور الوقت، حيث يواجه المصاب تراجع في الذاكرة، والتفكير المنطقي، واللغة، والتنسيق الحركي، كما قد يطرأ تغيرات على المزاج والسلوك والشخصية، ومع تقدم المرض، يفقد قدرته على العناية بنفسه، ويصبح بحاجة إلى مساعدة الآخرين وأفراد العائلة. [1]

رعاية شخص مصاب بمرض ألزهايمر قد تكون مهمة مرهقة ومتعبة. لذلك، نقدم بعض النصائح والإرشادات للمساعدة على التعامل معه بطريقة سلسة، وتقديم الرعاية الأنسب له.

1. الالتزام بالروتين

يحتاج مريض ألزهايمر إلى روتين ثابت يمنحه الشعور بالأمان ويقلل من التوتر. لذلك، من المهم مراعاة الأمور التالية عند تنظيم يومه: [2]

  • تفضيلاته الشخصية: الحرص على إدخال الأشياء التي يحبها في يومه، مثل طهي أطباقه المفضّلة أو استخدام العطور التي اعتاد عليها، وتجنب الأشياء التي يكرهها.
  • عاداته السابقة: الاستمرار بالأنشطة التي كان يستمتع بها في الماضي، مثل مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضّل أو ممارسة هواياته القديمة.
  • مواعيد النوم والاستيقاظ: الالتزام بأوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، والتقليل من فترات القيلولة حتى لا يختلط عليه الليل والنهار.
  • الأوقات المناسبة للأنشطة المهمة: تحديد مواعيد المهام التي تتطلب طاقة، مثل الاستحمام أو زيارة الطبيب، في الأوقات التي يكون فيها أكثر راحة ونشاطًا.
  • المحيط المألوف: وضع حوله أشياء تحمل قيمة عاطفية، مثل صور العائلة والتذكارات القديمة، فهي تمنحه إحساسًا بالأمان، وتساعده على التواصل مع واقعه.

2. تقليل الضوضاء

الضوضاء الزائدة قد تزعج مريض ألزهايمر، وتسبب له التوتر أو الارتباك، سواء كانت من التلفاز، أو الراديو، أو من وجود عدة أشخاص يتحدثون في نفس الوقت. للحد من ذلك، يمكن اتباع هذه الخطوات: [2]

  • خفض مستوى الصوت عند تشغيل التلفاز أو الراديو.
  • إيقاف تشغيل التلفاز أثناء تناول الطعام أو أثناء الحديث، حتى لا يتشتت انتباهه.
  • تجنب البرامج المزعجة أو العنيفة، فقد يعتقد أن ما يشاهده حقيقي، مما قد يسبب له القلق أو الخوف.
  • إغلاق الأبواب والنوافذ عند تشغيل الراديو أو التلفاز؛ لمنع اختلاط الأصوات.
  • تقليل عدد الأشخاص في الغرفة أثناء التجمعات، فكلما قلّ الضجيج، كان تواصله أفضل، وشعر براحة أكبر.

3. تجنب الجدال

مريض ألزهايمر لا يستطيع التفكير بطريقة منطقية، والجدال معه لن يؤدي إلا إلى التوتر والانزعاج، لذا بدلًا من محاولة إقناعه، من الأفضل تهدئته وتحويل انتباهه بطريقة سلسة، على سبيل المثال، إذا كان يعتقد أنه لا بد أن يذهب إلى العمل وهو في الأصل متقاعد، لا داعي لتصحيح معلوماته. ويمكن ببساطة إخباره أن اليوم عطلة، أو أن العمل قد تأجّل بسبب الأحوال الجوية وهكذا من الأعذار المناسبة. [3]

4. منح بعض الاستقلالية

رغم التغيرات التي يمر بها مريض ألزهايمر، لا يزال بإمكانه القيام ببعض الأنشطة اليومية بمفرده حسب مرحلة ألزهايمر التي يمر بها، ومن المهم إشراكه قدر الإمكان بدلًا من تولي كل شيء عنه، مثلًا الطلب منه ترتيب الطاولة أثناء الوجبات باستخدام تلميحات بصرية، أو تحضير ملابسه ليتمكن من ارتدائها بنفسه دون مساعدة مباشرة، فهذه المهمات البسيطة لا تبقيه مشغولًا فقط، بل تحفّزه ذهنيًا وجسديًا، وتعزز من شعوره بالقيمة والاستقلالية. [3]

5. تعزيز التواصل المستمر

يؤثر مرض ألزهايمر بشكل كبير في قدرة المريض على التواصل، فقد يواجه صعوبة في تذكر الكلمات، أو ينسى ما يريد قوله في منتصف الجملة، أو يشعر بالحزن والإحباط عندما لا يتمكن من التعبير عن نفسه، وعلى الرغم من أنه قد يكون الأمر تحديًا، إلا تشجيعه على التواصل يعزز ثقته بنفسه، ويمنحه شعورًا بالأهمية. [4]

يجب الانتباه إلى الآتي للمساعدة في تسهيل التواصل مع مريض ألزهايمر: [4]

  • الحفاظ على التواصل البصري، والابتسام ليشعر بالأمان والراحة.
  • إمساك يده بلطف إذا كان ذلك مناسبًا، فالتواصل الجسدي قد يطمئنه.
  • طرح سؤال واحد في كل مرة حتى لا يشعر بالتشوش.
  • مناداته باسمه لجذب انتباهه، وتعزيز شعوره بالألفة.
  • استخدام لغة جسد هادئة ومسترخية؛ لتجنب أي توتر غير ضروري.
  • التحدث بصوت هادئ وواضح؛ لإيصال المعلومة بسهولة.
  • طرح أسئلة بسيطة بنعم أو لا إذا وجد صعوبة في التعبير عن نفسه.

6. توفير بيئة آمنة

مع تقدم مرض ألزهايمر، قد يواجه المريض تغيرات في الحركة والسلوك والشخصية قد تشكّل خطرًا عليه وعلى الآخرين، لذا من المهم الأخذ بعين الاعتبار مدى أمان بيئة المنزل لضمان سلامته، ويتضمن ذلك: [1]

  • وضع قائمة بأرقام الطوارئ، وتشمل الشرطة، والإسعاف، والمستشفى، وأرقام العائلة والجيران.
  • تثبيت الدرابزين في جميع السلالم.
  • تخزين الأدوات الخطرة في أماكن مغلقة، مثل الأدوات الحادة، والمواد الكيميائية، ومواد التنظيف، وأعواد الثقاب والقداحات، وإزالة أي أسلحة نارية من المنزل.
  • تركيب كاشفات الدخان وأجهزة استشعار الغاز، والتأكد من أنها تعمل جيدًا.
  • وجود طفاية حريق في المنزل، والتأكد من أنها في حالة جيدة وسهلة الاستخدام.
  • إزالة الأقفال من أبواب الغرف الداخلية، حتى لا يتعرض المريض لخطر الاحتجاز داخل غرفة دون قدرة على الخروج.

7. المساعدة في الأنشطة اليومية والاهتمام بالنظافة

مع تقدم ألزهايمر، سيحتاج المريض تدريجيًا إلى مساعدة في الأنشطة اليومية الأساسية، مثل تناول الطعام، والاستحمام، والحلاقة، واستخدام المرحاض. لضمان راحة المريض أثناء تقديم المساعدة، يمكن اتباع الآتي: [1]

  • احترام خصوصيته بإغلاق الأبواب والنوافذ، واستخدام منشفة أو رداء حمام أثناء الاستحمام لمنحه الشعور بالأمان.
  • مراعاة قدراته الحالية، وإعطاؤه الوقت الكافي لإنجاز المهام بنفسه قدر الإمكان، مثل تمشيط شعره أو تناول طعامه.
  • تقديم التشجيع والدعم والتعليقات الإيجابية عند إنجاز المهمة.
  • الشرح له أثناء مساعدته، وإبقاء التواصل معه واضحًا. مثلًا، قول: "الآن سأقوم بغسل شعرك" حتى لا يشعر بالمفاجأة أو القلق.
  • الاعتناء بالنظافة الشخصية، من خلال تقليم الأظافر بانتظام، والاهتمام بصحة الفم والأسنان وغيرها من الأمور.

8. التحلّي بالصبر

قد يستغرق مريض ألزهايمر وقتًا أطول لإنجاز مهام بسيطة، مثل الاستحمام أو تناول الطعام أو حتى الكلام، لذا من المهم التحلي بالصبر وعدم إظهار الإحباط، لأن الضغط عليه قد يجعله يشعر بالتوتر، أو يفقد رغبته في التعاون. [5]

9. المعاملة باحترام وحنان

مهما كان المرض يؤثر في شخصية مريض ألزهايمر وتصرفاته، يجب التذكر أنه فرد من العائلة، وتذكر الذكريات الجميلة التي صُنعت بمحبته ومودته، لذا من المهم الانتباه إلى كيفية التعامل معه، حتى في الأوقات الصعبة، بما في ذلك: [6][7]

  • خلق جو إيجابي للتواصل:

المشاعر ولغة الجسد تعبّر عن الأفكار أكثر من الكلمات، لذلك من المهم التحدث بلطف واحترام، واستخدم تعبيرات وجه ونبرة صوت دافئة، والبقاء هادئًا حتى في المواقف الصعبة.

  • الاستماع بالقلب:

الصبر عند انتظار رده، وإذا واجه صعوبة في إيجاد الكلمات، يمكن اقتراح بعض الكلمات لمساعدته، والأهم هو مراقبة لغة جسده وإيماءاته، وفهم المشاعر ما وراء الكلمات.

  • التعامل مع العدوانية بلطف:

إذا أصبح المريض منزعجًا أو متوترًا، حاول تغيير الموضوع بطريقة لطيفة، يمكن مثلًا طلب مساعدته في شيء بسيط، أو اقتراح الذهاب في نزهة قصيرة.

  • احترامه دائمًا:

تجنب استخدام أسلوب طفولي أو لغة ساخرة أو نبرة متعالية، فذلك قد يشعره بالإهانة أو الحيرة.

  • أخذ استراحة عند الحاجة:

إذا شعرت أنك بدأت تفقد صبرك، امنح نفسك لحظة للهدوء، خذ نفسًا عميقًا، وابتعد لبضع دقائق إن أمكن، فالحفاظ على الهدوء يساعد في التعامل معه بحب واهتمام. 

نصيحة الطبي

رعاية مريض ألزهايمر تتطلب مجهودًا جسديًا وعاطفيًا كبيرًا، ومن السهل أن تنسى الاهتمام بنفسك أثناء الاعتناء به، لكن إذا لم تحصل على الدعم الجسدي والعاطفي الذي تحتاجه، فقد تشعر بالإرهاق والاستنزاف، مما يؤثر في قدرتك على تقديم الرعاية بأفضل شكل.

لا تتردد في طلب المساعدة من الطبيب النفسي عبر موقع الطبي إذا شعرت بالاستنزاف النفسي؛ ليُساعدك على التعامل مع الضغوطات والتحديات النفسية التي تواجهها أثناء العناية بمريض ألزهايمر.