تُعد الحساسية (بالإنجليزية: Allergy) حالة شائعة لدى الأطفال، ويُمكن أن تُسبب أعراضًا مزعجة، كما قد تؤثر سلبًا على صحة الطفل الجسدية والنفسية.[2][4]

فما هي أعراض الحساسية عند الأطفال؟ وما سبب ظهورها فجأةً؟ وهل يُمكن علاجها في المنزل؟ اقرأ هذا المقال لتعرف الإجابة.

ما هي الحساسية عند الأطفال؟

تحدث الحساسية عند الأطفال بسبب ردة فعل جهاز المناعة بشكل مفرط تجاه مثيرات الحساسية (بالإنجليزية: Allergens)، وهي مواد غير ضارة عادةً، ولكن يظن جهاز المناعة أنّها مواد ضارة ويبدأ بمهاجمتها عن طريق الخطأ، مما يُسبب أعراض الحساسية. [1] 

ويُمكن أن تظهر الأعراض على الطفل مباشرةً خلال دقائق من التعرض لمسببات الحساسية، وأحيانًا قد تتأخر لتظهر بعد عدة ساعات أو حتى أيام. [3]

أسباب الحساسية عند الأطفال

كما ذكرنا سابقًا تحدث الحساسية عندما يُخطئ جهاز المناعة في التعامل مع المواد غير المؤذية، ويعتبرها ضارة ومهددة للحياة، لذلك يبدأ بالدفاع عن الجسم عن طريق إفراز أجسام مضادة تُسمى الغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E). [1]

وتُحفّز هذه الأجسام المضادة إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine) في الدم، مما يُسبب ظهور أعراض الحساسية عند الأطفال. [1]

مهيجات الحساسية عند الأطفال

ومن المواد التي تُثير الحساسية عند الأطفال: [1][2]

  • بعض المواد التي تنتشر جوًا:
    • العفن.
    • عث الغبار.
    • الصراصير.
    • حبوب اللقاح.
    • قشرة الحيوانات أو بولها.
  • الطعام:
    • البيض.
    • السمك.
    • القمح.
    • الصويا.
    • السمسم.
    • بروتينات حليب الأبقار.
    • المكسرات خاصةً الفول السوداني.
  • بعض المواد الكيميائية:
    • الأصباغ.
    • المبيدات الحشرية.
    • مساحيق الغسيل.
    • المنظفات المنزلية.
    • مستحضرات التجميل.
  • لدغات الحشرات.
  • بعض الأدوية، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية.

عوامل خطر الإصابة بالحساسية

يُمكن أن تزيد العوامل الآتية من خطر إصابة الطفل بالحساسية: [1][2]

  • العوامل الوراثية:

حيث تكون فرص إصابة الطفل بالحساسية أعلى إذا كان أحد والديه مصابًا بها أيضًا.

  • الإصابة ببعض الحالات المرتبطة بالحساسية:

يزداد خطر إصابة الطفل بالحساسية إذا كان مصابًا بالربو أو الإكزيما.

أعراض الحساسية عند الأطفال

يُمكن أن تؤثر الحساسية على أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الجلد، والجهاز التنفسي والهضمي؛ لتظهر الأعراض الآتية: [2][3]

  • كثرة العطس.
  • الطفح الجلدي.
  • الشرى، والذي يظهر على شكل بقع حمراء منتفخة شديدة الحكة.
  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • تنميل أو حكة في الفم.
  • تورم الوجه أو العينين أو الشفاه.
  • حكة في سقف الحلق، أو الأنف أو الأذنين.
  • احمرار، وحكة ودموع في العينين.
  • احمرار وحكة وجفاف في الجلد.
  • آلام في المعدة، أو التقيؤ أو الإسهال.
  • أعراض الربو، مثل: السعال، وضيق التنفس والصفير (الأزيز).

ولكن في بعض الحالات الشديدة يُمكن أن يُصاب الطفل بالحساسية المُفرطة أو التأق (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، وهي حالة خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل، لذا من الضروري مراجعة أقرب مركز طوارئ عند ظهور الأعراض الآتية: [2][3]

  • صعوبة شديدة في التنفس.
  • الصفير أو الكحة المستمرة.
  • تورم الحلق أو اللسان.
  • شحوب بشرة الطفل.
  • الدوخة المستمرة أو الإغماء.
  • صعوبة في الحديث وبحة في الصوت.
  • ألم شديد في البطن.
  • الإسهال أو التقيؤ الشديدين.
  • ارتخاء العضلات لدى الأطفال الأصغر سنًا.

تشخيص الحساسية عند الأطفال

يبدأ الطبيب التشخيص بطرح مجموعة من الأسئلة لمعرفة التاريخ الطبي والمرضي للطفل، ثم يُجري فحصًا جسديًا ليكشف عن أعراض الحساسية التي يُعاني منها، [2] كما يطلب إجراء الفحوصات الآتية:

اختبار وخز الجلد

خلال هذا الفحص يخدش الأخصائي الجلد بإبرة نظيفة، ثم يضع قطرات قليلة من مسبب الحساسية، ومن ثمَّ يراقب الطبيب مكان الفحص لربع ساعة تقريبًا؛ حيث يظهر انتفاح أو احمرار في الجلد إذا كان الطفل مصابًا بالحساسية. [2][5]

اختبار داخل الأدمة

يُعد اختبار داخل الأدمة أكثر حساسية من اختبار وخز الجلد، لكنه يُستخدم غالبًا عند الحاجة إلى تأكيد النتائج أو تشخيص حساسية الأدوية والسموم. [2]

اختبارات الدم

بعد سحب عينة من دم الطفل، يُرسلها الأخصائي المختبر، للكشف عن IgE في الدم وتحديد نسبتها؛ حيث يدل ارتفاعه على الإصابة بالحساسية، ويُعد اختبار الممتز التحسسي الشعاعي (بالإنجليزية: Radioallergosorbent Test) من أهم فحوصات الدم للحساسية. [2]

وعادةً ما يلجأ الطبيب لهذه الفحوصات إذا كانت الحساسية شديدة، أو كان الطفل يُعاني من أمراض جلدية تمنعه من إجراء الفحوصات السابقة، لكن نتائج فحوصات الدم تستغرق وقتًا أطول، كما أنها غالبًا ما تكون أكثر تكلفة. [2]

اختبار الحساسية الفموي

خلافًا للفحوصات السابقة، يلجأ الطبيب لهذا الفحص لتحديد شدة الحساسية عند الأطفال وخطورتها؛ حيث يُعطي الطفل كمية صغيرة من مسبب الحساسية عن طريق الفم، ثم يُراقب شدة أعراض الحساسية لديه. [2]

علاج الحساسية عند الأطفال

يُحدد الطبيب العلاج الأمثل حسب نوع الحساسية عند الطفل وشدتها، ولكن عامةً يُوصي بتجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان؛ لمنع ظهور أعراض الحساسية، أمّا في حال ظهورها فقد يلجأ إلى الآتي: [1]

مضادات الهيستامين

تقلل هذه الأدوية تأثير مادة الهيستامين، مما يُخفف من أعراض الحساسية، مثل الطفح الجلدي أو التورم، ويصفها الطبيب لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة. [3][5]

تتوفر مضادات الهيستامين على شكل أقراص، أو شراب أو حقن، ولكنها يُمكن أن تُسبب آثارًا جانبية مثل الشعور المفرط بالنعاس أو النشاط الزائد. [5][7]

مضادات الاحتقان

يُمكن لهذه الأدوية أن تخفف احتقان الأنف الناجم عن الحساسية؛ لأنَّها تُسبب تضيَُق الأوعية الدموية في بطانة الأنف، وتتوفر بعدَّة أشكال مختلفة، منها الآتي: [5]

  • الأقراص.
  • الشراب.
  • البخاخ الأنفي.
  • القطرة الأنفية. 

ويُفضَّل استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية، فهي لا تُعطى للأطفال دون سن 4 سنوات. [5]

الكورتيكوستيرويدات

يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) بأشكالٍ دوائية عديدة حسب نوع الحساسية وأعراضها: [3][6]

  • كريمات أو مراهم لعلاج الطفح الجلدي والإكزيما.
  • بخاخات الأنف الستيرويدية لعلاج حساسية الأنف وحمى القش.
  • الستيرويدات الفموية في الحالات الشديدة.

أدوية الربو

يُمكن أن يصفها الطبيب لعلاج أعراض الحساسية الصدرية (الربو التحسسي)، ومن أهمها موسعات القصبات الهوائية وبخاخات الكورتيكوستيرويدات. [8]

إبر الإبينفرين (الأدرينالين)

يصفها الطبيب لعلاج أعراض الحساسية الشديدة، ويتوفر الإبينفرين أيضًا على شكل قلمٍ ذاتي الحقن ايبيبين (بالإنجليزية: EpiPen)، وعادةً ما يُوصي الطبيب بحمله طوال الوقت للمصابين بالحساسية، بعد أن يُعلّم الوالدين والطفل كيفية استخدامه في الحالات الطارئة.[3]

العلاج المناعي

يُعرف أيضًا بحقن الحساسية (بالإنجليزية: Allergy shots)؛ حيث يحقن الطبيب كمية بسيطة جدًا من مهيجات الحساسية كالغبار وحبوب اللقاح مباشرة تحت الجلد، ليعتاد جهاز المناعة عليها تدريجيًا. [1][6][7]

وبالتالي قد تُخفف هذه الإبر من أعراض الحساسية في التي فشلت فيها العلاجات التقليدية الأخرى، وربما تمنع نوبات الربو التحسسي لدى البعض، ولكن نتائجها تستغرق وقتًا طويلًا قد يصل إلى 3- 5 سنوات. [6][7]

المعدلات المناعية

وهي أدوية تُعدّل استجابة الجهاز المناعي تجاه مسببات الحساسية، مثل: [6]

والذي يُقلل من إفراز الغلوبولين المناعي هـ المسبب لأعراض الحساسية، وعادةً ما يصفه الطبيب لعلاج الحساسية عند الأطفال في سن 6 سنوات أو أكبر، وذلك في الحالات الآتية:

    • الربو التحسسي.
    • الشرى المزمن مجهول السبب (بالإنجليزية: Chronic Idiopathic Urticaria).
    • الحساسية المستمرة من وبر الحيوانات أو عث الغبار.
  • ميبوليزوماب (بالإنجليزية: Mepolizumab):

يُعطى هذا الدواء لعلاج أنواع معينة من حساسية الصدر لدى الأطفال في سن 12 سنة أو أكبر.

نصائح للتعامل مع الحساسية عند الأطفال

لمنع ظهور أعراض الحساسية قدر الإمكان يُوصي الطبيب باتباع الطرق والنصائح الآتية: [5]

  • منع الطفل من اللعب خارج المنزل خلال فترة انتشار حبوب اللقاح أو الغبار.
  • تنظيف المنزل خاصةً غرفة نوم الطفل باستمرار من الغبار.
  • التخلص من الوسائد والبطانيات المملوءة بالريش قدر الإمكان.
  • اختيار أنواع من الوسائد، والأغطية والسجاد المخصص لمرضى الحساسية إن أمكن.
  • غسل الملابس، و الستائر وأغطية السرير باستمرار بالماء الساخن.
  • استخدام مكيف الهواء بدلًا من فتح النوافذ.
  • استعمال أجهزة ومواد تقلل الرطوبة وتمنع تكوّن العفن في المنزل.
  • تجنب ترك الملابس الرطبة في الغسالة؛ فهذا يزيد من فرصة ظهور العفن.
  • منع المدخنين من التدخين في المنزل.
  • إبلاغ المعلمين والأشخاص المسؤولين عن رعاية الطفل عن إصابته بالحساسية.

نصيحة الطبي

تحدث الحساسية عند الأطفال بسبب ردة فعل جهاز المناعة المفرطة تجاه الطعام، أو الغبار أو بعض المواد الكيميائية أو حتى الأدوية، وتُسبب أعراضًا مثل كثرة العطس، والطفح الجلدي، والغثيان والتقيؤ، وقد تكون خطيرة في بعض الحالات. 

ويُمكنك الآن استشارة طبيب معتمد عبر منصة الطبي خلال 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع إذا كان طفلك يُعاني الحساسية وأردت معرفة الطريقة الأمثل للتعامل معها وعلاج أعراضها.