يمكن أن يصاحب بعض الأدوية آثارًا جانبية تُؤدي إلى فقدان السمع وطنين الأذن، ويختلف تأثيرها اعتمادًا على نوع وجرعة الدواء، ومدة العلاج، ويمكن أن يكون تأثيرها على السمع مؤقتًا أو دائمًا. [1][2]

تعرّف على أبرز أدوية قد تؤثر على السمع من خلال هذا المقال.

أدوية قد تؤثر على السمع

يمكن أن تسبّب بعض الأدوية آثارًا جانبية تؤدي إلى تلف في قوقعة الأذن، وهو عضو موجود في الأذن الداخلية يساعد في السمع، أو خلل في نظام التوازن في الأذن الداخلية، وقد ينتج عن ذلك فقدان السمع، أو مشاكل في التوازن، أو طنين الأذن. وتُعرف أيضًا بالأدوية السامة للأذن (بالإنجليزية: Ototoxic Drugs)، وتعتمد سمّيتها على جرعة الدواء ومدّة العلاج. [2][3]

تشمل الأدوية التي قد تؤثر على السمع الآتي:

مسكنات الألم

تًعد مسكنات الألم إحدى الأدوية التي تؤثر على السمع وتسبب طنين في الأذن، خصوصًا عند تناولها بجرعات عالية ولفترات طويلة، وذلك لأنّ هذه الأدوية قد تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى القوقعة. [4][7]
ومن الأمثلة على مسكنات الألم التي تؤثر على السمع ما يلي: [2][7][8][9][10][11]

  • الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، تمثّل جرعة 3 غرام الجرعة القصوى من الأسيتامينوفين خلال 24 ساعة.
  • الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، يُعدّ الحد الأقصى للجرعة اليومية هو 1200 ملليغرام دون وصفة طبية، أمّا الجرعة القصوى عند إعطائه بوصفة طبية فهي 3200 ملليغرام في 24 ساعة.
  • النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، يعدّ الحد الأقصى للجرعة اليومية 660 ملليغرام للبالغين دون وصفة طبية.
  • الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، تمثّل جرعة 4 غرام الجرعة القصوى من الأسبرين خلال 24 ساعة، وقد يؤدي تناول جرعات عالية من الأسبرين تتراوح ما بين 6 إلى 8 غرام في 24 ساعة إلى فقدان السمع.

قد أثبتت دراسة أُجريت في عام 2012 على أكثر من 62,000 امرأة أن الاستخدام المتكرر للأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين بجرعات عادية قد ارتبط بزيادة خطر فقدان السمع بنسبة تصل إلى 24%. [5]

كما أثبتت دراسة أخرى أُجريت في عام 1986 على أكثر من 26,000 رجل تتراوح أعمارهم ما بين 40-74 أن استخدام الأسيتامينوفين، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو الأسبرين مرتين أو أكثر في الأسبوع قد ارتبط بزيادة خطر فقدان السمع. [12]

للمزيد: ضعف السمع

المضادات الحيوية

تؤثر بعض أدوية المضادات الحيوية على السمع وقد تسبّب ضررًا دائمًا، التفاصيل في الآتي:

الأمينوغليكوزيدات

تعدّ الأمينوغليكوزيدات (بالإنجليزية: Aminoglycosides) من الأنواع المعروفة بتأثيراتها المسببة لفقدان السمع؛ وذلك لأنها تزيد من إنتاج ما يسمّى بالجذور الحرّة (بالإنجليزية: Free Radicals)، وهي ذرات غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا الحسّية في الأذن، بالإضافة إلى أنّ هذه الأدوية تخرج ببطئ من السوائل الموجودة في الأذن الداخلية وقد تبقى هناك لأشهر، مما يعني أنّها قد تسبب فقدان السمع بعد فترات طويلة من استخدامها، كما قد يجعل الشخص أكثر عُرضة لفقدان السمع الناجم عن الضوضاء (بالإنجليزية: Noise-Induced Hearing Loss). [2][4]

ومن الأمثلة على أنواع الأمينوغليكوزيدات التي تؤثر على السمع ما يلي: [3][6][7]

  • الستربتوميسين (بالإنجليزية: Streptomycin)، إذ يتم وصفه لعلاج العدوى البكتيرية الخطيرة والمهددة للحياة.
  • الجنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin)، ويتم إعطاؤه غالبًا عن طريق الوريد في المستشفى لعلاج الالتهابات البكتيرية الشديدة، مثل: التهاب العظام.
  • النيومايسين (بالإنجليزية: Neomycin)، حيث يتم استخدامه لعلاج العدوى البكتيرية الخطيرة والمهددة للحياة.
  • التوبراميسين (بالإنجليزية: Tobramycin)، ويتم إعطاؤه إمّا عن طريق الوريد أو موضعي لعلاج الالتهابات البكتيرية الشديدة، حيث أنّ كلا الأشكال الصيدلانية قد تزيد من خطر فقدان السمع.

مضادات حيوية أخرى

هناك مضادات حيوية أخرى تؤثر على السمع وتزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع، وهي كالآتي: [2][7][14]

  • الفانكومايسين (بالإنجليزية: Vancomycin)، يتم عادةً إعطاؤه إمّا عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، ولكن كلا الأشكال الصيدلانية قد تزيد من خطر فقدان السمع.
  • ماكروليد (بالإنجليزية: Macrolide)، قد تؤثر هذه المجموعة من المضادات الحيوية على السمع أيضًا، خاصة لدى الأطفال والأشخاص الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، مثل: أزيثروميسين (بالإنجليزية: Azithromycin)، إريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، وكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin)، حيث إن تناولها بجرعات عالية يزيد من فقدان السمع.

مضادات الملاريا

قد تؤثر بعض أدوية مضادات الملاريا على السمع وتؤدي إلى طنين الأذن وفقدان مؤقت للسمع، وخاصة عند استخدامها بجرعات عالية؛ ذلك لأنها تسبب ضررًا مباشرًا على قوقعة الأذن. [2][6][7]
تشمل أدوية مضادات الملاريا التي تؤثر على السمع ما يلي: [2][6][7]

مدرات البول

قد تؤثر بعض مدرات البول على السمع وتؤدي إلى طنين الأذن وفقدان مؤقت للسمع، وخاصة عند استخدامها بجرعات عالية، ذلك لأنّها تزيد من نفاذية جدار قوقعة الأذن وتسبب تغيرات فيها، مما يساهم في فقدان السمع. [6][7]

تتضمّن مدرات البول التي تؤثر على السمع ما يلي: [2][6]

  • فوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide).
  • بوميتانيد (بالإنجليزية: Bumetanide).
  • تورسيميد (بالإنجليزية: Torsemide).
  • حمض الإيثاكرينيك (بالإنجليزية: Ethacrynic Acid).

العلاج الهرموني طويل الأمد

يعد العلاج الهرموني طويل الأمد الذي يستخدم لمعالجة أعراض انقطاع الطمث، مثل: الهبات الساخنة من الأدوية التي يرتبط استخدامها بزيادة خطر فقدان السمع. ومن الأمثلة عليها: العلاج بهرمون الإستروجين أو العلاج المركب بهرمون الإستروجين والبروجستيرون. [6]

أدوية أخرى

هناك أدوية أخرى تؤثر على السمع عند استخدامها، وقد تشمل ما يلي: [2][3][6][7]

  • المواد الأفيونية (بالإنجليزية: Opioids): هي أدوية تستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة، ولكن استخدامها قد يؤدي إلى خلل في التوازن وفقدان السمع. ومن الأمثلة عليها: أوكسيكودون (بالإنجليزية: Oxycodone)، وفينتانيل (بالإنجليزية: Fentanyl)، ومورفين (بالإنجليزية: Morphine).
  • أدوية علاج ضُعف الانتصاب: هي أدوية مثبطة الأنزيم فسفودايستراز-5A (بالإنجليزية: Phosphodiesterase-5 (PDE5) Inhibitors) وتستخدم لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجال، ولكن استخدامها قد يؤدي في حالات نادرة إلى فقدان السمع. ومن الأمثلة عليها: سيلدينافيل (بالإنجليزية: Sildenafil)، وتادالافيل (بالإنجليزية: Tadalafil)، وفاردينافيل (بالإنجليزية: Vardenafil).
  • الأدوية المضادة للإكتئاب: هي أدوية تستخدم لعلاج الإكتئاب، وارتبط استخدامها بزيادة خطر فقدان السمع، وطنين الأذن. ومن الأمثلة عليها: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors).
  • أدوية العلاج الكيميائي: هي من الأدوية التي تؤثر على السمع، مثل: أدوية العلاج الكيميائي القائمة على البلاتين (بالإنجليزية: Platinum-Based Chemotherapy Drugs) كسيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatin)، وكاربوبلاتين (بالإنجليزية: Carboplatin)، وأوكسالبلاتين (بالإنجليزية: Oxaliplatin)، وتستخدم في علاج العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة، وسرطان الجهاز التناسلي، وسرطان الرأس والرقبة، حيث تقوم هذه الأدوية بمهاجمة الخلايا السليمة وكذلك الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى ظهور عدد من الآثار الجانبية، مثل: فقدان السمع، والطنين، وخلل في التوازن.

إقرأ المزيد: علاج طنين الأذن.. أبرز التقنيات وأحدث الأجهزة

نصيحة الطبي

هناك العديد من الأدوية التي تؤثر على السمع عند استخدامها، وتسبّب طنين الأذن، وخلل في التوازن، وفقدان مؤقت أو دائم في السمع، لذا من المهم معرفة هذه الأدوية واستشارة الطبيب في حال كنت تأخذ جرعات عالية من الدواء لفترات طويلة.

بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.